حصريا في “المسرح نيوز”.. د. جمال ياقوت يكتب “صفحات من دفتر المحرقة” ..(1) ما قبل المحرقة!
شاهد عيان على محرقة بني سويف
المسرح نيوز ـ القاهرة| د.جمال ياقوت
ـ
“صفحات من دفتر المحرقة”
(1) ما قبل المحرقة
رغم أن الحدث يتكرر في نفس الموعد؛ إلا أن العام الحالي يختلف عما سبقه من أعوام قوامها أربعة عشر عاماً، إن المهرجان الختامي لنوادي المسرح هذا العام قدر له أن يشهد إحالة الأب الروحي للتجربة إلي التقاعد و يالها من كلمة جافة حمقاء تلك التي تزج بالمبدعين العطائين خارج نافذة الضوء، لكن هيهات أن تنال البيروقراطية و نظمها الجامدة من روح الفنانين.
ونظراً للمكانة التي يتمتع بها سامي طه في قلوب جميع فناني الأقاليم، فقد التقي مجموعة من الأصدقاء علي مقهي صغير علي ترعة المريوطية للإعداد لتكريم يليق بهذا الرجل. لقد سافر الجميع عبر مسافات طويلة حباً لهذا الفنان الإنسان، فمن المنيا حمل حمدي طلبة أفكاره الجميلة والقي بها علي منضدة المقهي، ومن الفيوم جاء عزت زين بسلال أفكار رائعة، و لم يتواني حمدي حسين من قطع المسافات الطويلة للحاق بصبحي السيد الذي جاء متأخراً رغم أنه يسكن علي بعد خطوتين من موقع الاجتماع، ولم يسلم بالطبع من قفشات حسن عبده التي كان دائماً ما يختتمها بضحكته العالية المميزة تلك الضحكة التي يلقي معها جسده إلي الوراء لنحتضن جميعأ قهقهاته الراقصة.
كنت أنا أول الحاضرين رغم أنني قادم من الإسكندرية، وقبل الاجتماع بأيام كانت رحي الحوارات تدور علي أشدها علي الانترنت ما بين مؤمن عبده بدبلوماسيته وأدبه الجم، وحسني أبو جويلة بدعوته للجميع بالتعقل والتريث، ولم يلبث أن أسفر اجتماع المريوطية عن بلورة أفكار التكريم، وكلفت أنا من ضمن ما كلفت به أن أقوم بإخراج فيلم تسجيلي عن تجربة النوادي، ومن عاصروها، وقد قام مؤمن باعداد الفيلم وسافرنا سوياً ومعنا إسلام رضوان إلي القاهرة للتسجيل مع سامي طه، وحسن عبده، وعدنا الي الاسكندرية لا ننام ليالي طويلة حتي أنجزنا الجزء الأكبر من المهمة، ثم لممت أجهزتي، ووضعتها في السيارة مع حقائب السفر، و توجهت أنا و مؤمن وإسلام الي القاهرة حيث قابلنا حسني أبو جويلة، ومجدي الحمزاوي، عند منطقة الأهرامات وتوجه خمستنا الي بني سويف في رحلة رافقتنا فيها كل أشكال القفشات، وكل صنوف الضحكات، لكأننا كنا نريد أن ننتزع كل السعادة التي توجد في العالم وبأقصى سرعة ممكنة.
في بداية الطريق فاجأنا إسلام رضوان باسطوانة مسجل عليها أغاني لكاميليا جبران، ومع موسيقى الأغنيات، تمايلنا يميناً ويساراً، وبلغت ضحكاتنا المدي، وأخذت السيارة في مشاركتنا بالتراقص على الطريق، ولولا خوفاً من حادث عارض، لكنا قد نهبنا الطرقات رقصاً.
عند مدخل بني سويف أحسست بأن الجو يلفه الظلام الدامس رغم وجود عدد من اللمبات الصغيرة المبعثرة هنا وهناك، وعند وصولنا إلي قصر ثقافة بني سويف كان هناك العديد من الشباب الذين يمثلون القطر بأكمله، نشاط ، طاقة ،حيوية ، نظرة إلي المستقبل مليئة بالتفاؤل، وإلي جوارهم كان الكبار يشحذون عزيمتهم؛ سامي طه،محسن مصيلحي ،صالح سعد، حازم شحاته، و كثيرون غيرهم، وتجولت الكاميرا برفقتي أنا و مؤمن و إسلام والمصور السكندري كمال نسأل الجميع رأيهم في سامي طه. من يري التفاتة الجميع حول هذا الرجل، واحتفائهم الوجداني به، يظن أنه بطلاً شعبياً اخترق عالم الأساطير ليستقر به المقام علي أرض الكنانة.
أخذ مؤمن بالمايك، ومعه كمال، وكان الضيف الأول هو المخرج “حمدي حسين”. سأله مؤمن عما يعنيه سامي طه، فقال،
- الصديق … الأخ … الإنسان … الذي يعرف فن إدارة المجموعات … ويعرف كيف يصل الي هدفه بشكل جميل بدون مضايقة أحد ….
ينتقل مؤمن الي الفنان “حسني ابو جوبلة”، الذي انفرجت أساريره وقال :
- حبيبي … أكتر من كده ما قدرش أقول
ثم يلتفت مؤمن الي الناقد “مجدي الحمزاوي”، ليقول :
- ما عتقدش إن إحنا اللي نقدر نتكلم عن سامي طه … كل شيء في مصر بيقول فن يقدر يتكلم عن سامي طه …
ثم ينتقل الي حمدي طلبة الذي قال :
- الأستاذ سامي طه حبيبنا … وحبيبكم … وحبيب الحياة …
أما “عزت زين فقال :
- أنا بأحبه جداً … وبأحترمه
ثم عاد حمدي طلبه وتدخل :
- العيال اللي في الفرق الصغيرين دول هما معتبرين الراجل ده أبوهم … ولما الراجل ده يمشي رسمياً … هل ها يمشي عرفيا؟ … وعشان كده عاوزين نفكر في حل …
ثم تلاقت عينه مع عيني فاضاف :
- يا جمال يا ياجوت (يقصد يا جمال يا قوت)
ثم انتقل مؤمن الي ياسر يس الذي قال :
- أستاذ سامي إحنا بنحبك …
ثم تدخلت سامية جمال :
- يا ياسر أنا باحبه أكتر منك عشان إنت بتحبه وإنت موظف في الهيئة … لكن أنا بحبه وأنا ممثلة هاوية فاحس بيه أكتر منك”
ثم تدخل إبراهيم الفرن ومحمد شمس :
- والله بنحبه يا ناس
ثم تدخلت أنا لنغني جميعا أغنيتنا السكندرية
- يا سامي يا حبي آآآآآه آه يا حتة من قلبي آآآآآآآآآآه
أما عبد الناصر حنفي فقال :
- مبادرته خلت الناس تحاول أن يكون لها رأي … وتكون موجودة … والنتيجة إن محاولة تكريمه النهاردة بتم من خلال ناس ملهاش أي مصالح معاه … ناس ما بتعملش ده إلا لأنها بتحبه … ومقتنعة باللي بيعمله
واصطاد مؤمن لحظة تعانق صبحي السيد مع أحمد البنهاوي ليلقي بسؤاله وسط حضنهما الدافء :
- وانتم بتسلموا علي بعض كده سامي طه في دقيقة
قال البنهاوي :
- استاذي … وحبيبي … وصاحب فضل عليا وعلي الكتير من جيلي
أما صبحي السيد فقال :
- الانسان
ثم توجه مؤمن بسؤاله الي مدام فاطمة زوجة الأستاذ سامي طه
- بمناسبة إن الأستاذ سامي طه يرأسك في العمل والبيت … أستاذ سامي طه في دقيقة
فردت بعفوية تملؤها روح الرومانسية الجميلة :
- ما ينفعش
تقصد إن دقيقة لا تكفي للحديث عن سامي طه … ثم لملمت ضحكتها الجميلة وقالت :
- إنسان جميل … فنان … حساس … وأهل للمسؤليات التي يحملها … بيحب عمله … مخلص … متفان … أعطي حياته للمسرح … وفي البيت حنون مخلص … وولاد النوادي زي ولاده فعلاً
أما صلاح السايح فقال :
- سامي هو البديل الحقيقي لكل مركز ثقافي اجنبي جاي يسرق حلمنا
ثم قامت إحدي الفتيات بأخذ المايك من مؤمن ووجهت اليه السؤال فكان رد مؤمن :
- سامي طه فنان إنسان بيعتبرني ابنه وأنا سعيد جداً بلحظات تكريمه
ثم توجه مؤمن الي الدكتور صالح سعد الذي قال :
- زميل وصديق عزيز وهو النوادي … وروحه هي روح النوادي … روحه زي روح شاب صغير من اللي بيخرجوا للنوادي
ومن صالح الي حسن عبده :
- سامي مثل أعلي و قدوة
مرة أخري تدخلت بالأغنية الجماعية :
- يا سامي يا حبي … آه … يا حتة من قلبي .. آآه
وأفتخرت بين الجميع أنني أخرج فيلماً سينيمائياً من غير ما أقول ولو لمرة واحدة “اكشن”
دخلنا الي حفل الافتتاح الذي القي فيه محافظ بني سويف بكلمته … فهو صاحب البيت الذي يستضيف زهرة شباب مصر علي أرض محافظته … وكذلك قال رئيس الهيئة كلمته … وجاء الدور علي صاحب العرس الكبير الأب سامي طه الذي قال كلمة قصيرة فيها الكثير من المعاني الجميلة … وبعدها … بدأت فعاليات المهرجان بعرض لفرقة بني سويف … وقد لفت نظرنا تلك اللوحة التي علقت بداخل المسرح … وكتب عليها مهرجان نوادي المسرح التذكاري الخامس عشر وأخذ كل منا يلقي القفشات والنكات علي كلمة “تذكاري” بدون أن يدور بخلد أحد علي الإطلاق أنه سيكون مهرجاناً تذكارياً بكل ما تحمل الكلمة من معني.
في المساء … ذهبنا إلي المدرسة الفندقية التي سنقيم بها … عرفت غرفتي وألقيت بحقائبي علي السرير … وسرعان ما غادرت الغرفة التي بدت موحشة رغم ما فيها من أثاث … وبالرغم من حرارة الجو في الصعيد … إلا أن السراير والمكتب والمنضدة المصنوعون جميعاً من الصاج المجلفن أعطوا إحساساً قاتماً بالبرودة … تبادلنا النكات أنا وصديقي حسن عبده الذي عاد لتوه من معركة ساخنة مع الصحفي إبراهيم الدسوقي الصحفي وذلك لأن إدارة المدرسة أعطت لإبراهيم حجرة من الحجرات العشر التي حجزها حسن لضيوفه النقاد … وطلب مني حسن أن ننزل لتناول العشاء في المطعم .
في مدخل المطعم كان نزار سمك يجلس مع محسن مصيلحي ومدحت أبو بكر … وسرعان ما تدخل الصحفي أحمد عبد الحميد بمجرد أن رأي حسن عبده يدخل الصالة ليفض الاشتباك القائم بين حسن وإبراهيم الدسوقي … في آخر المطعم لفت انتباهي ترابيزة صغيرة جلست عليها سامية جمال تلعب الطاولة مع ياسر يس … ويشجعهما صلاح السايح ومحمد يسري وسعيد العمروسي … بينما بدأ إسلام رضوان في الإعداد لفتح عدة الشغل الكومبيوتر والكاميرا وخلافه … ومعه ومؤمن وكمال بغية استكمال تتر فيلم تكريم سامي طه … ومن حين لآخر كانت الضحات تتعالي … ومن بعيد يأتي إبراهيم الفرن طالبا التركيز من الجميع لإنه علي وشك أن يبدأ بروفة عرضه الذي ينتظره الجميع.
في اليوم التالي كنت أجلس أنا وحسن عبده ومؤمن عبده وعبد الناصر حنفي في حجرة عبد الناصر نتناول طعام الغذاء … واذا بأحد أفراد مجموعة الإسكندرية يأتي مهرولا ليخبرنا بأن سعيد العمروسي وقع علي الأرض وشجت رأسه … تركت الطعام وجريت إلى موقع الحادثة … أخذت سعيد في سيارتي وصحبنا محمد يسري وياسر يس ومحمد العمروسي … ذهبنا الي مستشفي بني سويف العام … وكم أتذكر الآن تلك الانقباضة الرهيبة التي شعرت بها لحظة دخولي المستشفي … خاصة بعد أن رأيت الطريقة الغريبة التي يجري بها العمل فيها … فلا أحد يستمع إلي أي شيئ قبل أن تقطع التذكرة … ناهيك عن الجولات التي يقطعها المرضي جرياً وراء الأطباء و الممرضين … وبعد كر وفر ومحايلات تم خياطة رأس سعيد في ظروف غير آدمية جعلتني لا أحتمل البقاء داخل الغرفة فغادرتها أنا وياسر يس … ووجدتني أقول له
- كان الله في عون مرضي هذه البلد … إن هذه المستشفي لا تطاق … لا يمكن أن اتخيل نفسي أدخل إلي هذا المكان مها كان المرض الذي أعانيه … لأن الموت أفضل من هذا المكان المخيف
و لم أكن أعلم أني سأكون داخله خلال ساعات معدودات نائماً علي فراش أقل ما يوصف به أنه قذر.
في المساء قدمت فرق بورسعيد عرضين … أحدهما في قاعة الفنون التشكيلية لم أحضره من شدة الزحام داخل القاعة … والثاني قدم في المسرح الكبير … وقضينا ليلة ممتعة مع ندوة العرضين التي تمت إدارتها بواسطة الفنان بهائي الرغني والناقد حازم شحاته والصديق الفنان مؤمن عبده … قد حدث في هذا اليوم أن تأخر المصور الفوتوغرافي عن تسليم الصور لمدة زادت علي الساعتين فطلب مني الزميل عبد الناصر حنفي أن أقوم بتصوير العروض كلها … وتفريغ الصور علي الكمبيوتر الشخصي الخاص بي … ثم علي اسطوانة توفيراً للوقت … وطلباً لجودة أعلي … وقد وافقت علي الفور علي أن تبدأ هذه المهمة من عروض اليوم التالي.
في ظهر يوم الإثنين 5 سبتمبر … قررت الخروج لشراء بعض الاحتياجات الشخصية من المدينة … لأن المدرسة الفندقية تقع في الصحراء علي الجانب الآخر من النيل … علي سلم المدرسة قابلني الصديق نزار سمك … طلب مني أن أحضر له لبن رايب … وقد تعبت السيارة من اللف والدوران داخل بني سويف حتي وجدت طلبه … وعندما عدت … اكتشفت أن جميع العبوات التي اشتريتها كانت منتهية الصلاحية … قلت لنزار
- ماتقلقش… هاناخدها معانا وإحنا رايحين المسرح بالليل … بينا على الغدا
بعد تناول طعام الغذاء نزلت وأصدقائي السكندريين فوجدنا لجنة التحكيم المكونة من الأستاذ أحمد عبد الحميد … والدكتور محسن مصيلحي … والدكتور مدحت أبو بكر … والأستاذين نزار سمك وحسن عبده … وجدناهم منتظرين في فناء المدرسة لتاخر الأتوبيس الذي سيقلهم فوعدتهم بالعودة كي آخذهم بعد توصيل أصدقائي … وقد كان … عد إليهم بالفعل وصحبتهم للمسرح … بعد أن انطلقت السيارة ذكرني نزار انني لم أحضر عبوات اللبن منتهية الصلاحية … وطلب مني العودة لأخذها … وإرجاعها للبائع … فقلت له
- مش مشكلة بكرة نبقي نرجعها
و ملأنا جنبات السيارة بالضحكات حتي وصلنا المسرح … ذهبت الي السيارة …أجضرت الكاميرا الخاصة بي … أشتريت عشرة أطقم بطاريات لزوم الأيام المقبلة في المهرجان … ثم أخذت الكاميرا وتوجهت للمسرح وقمت بتصوير العرض الأول.
كان عادل حسان يجلس يجواري في الصف الأول من صالة قصر ثقافة بني سويف … ولأن العرض لم يكن به ما يكفي من عناصر الجذب … فقد ظللنا طوال الوقت كمن يجلس علي نيران ساخنة … تارة ننتقد التمثيل … وتارة نصور الجالسين … لعب عادل حسان دوراً بارزاً في تحديد أهدافي التصويرية … فأشارإلي صالح سعد الذي بدا كمن يشعر بقرب مصيبة ما … فكان شارد الذهن … فأشار عادل علي بأن أصوره وهو في حالته هذه … فقمت على الفور وصورته … وعندما انتبه لضوء الفلاش ألقي بابتسامته الجميلة قائلاً
- بطل يا ابني … ماشي .. العرض ده هو اللي هايخليني أنام
ابتسمت وغادرته إلي زبائن آخرين … ومن بعيد كان عادل حسان يتابعني … فاشار إلي مؤمن وهو الذي سيدير الندوة … فاقتربت من مؤمن وصورته … أثناء التصوير … جاءني صوت الدكتور محسن مصيلحي من الصف الاول
- إيه يا عم جمال ….. إنت بتصور العريس والعروسة وسايب المعازيم؟
فتلفت وقمت بتصوير أعضاء اللجنة وجميع الحضور … وعندها نزل نزار سمك في كرسيه قليلاً حتي تساوت رأسه مع ظهر الكرسي الجالس عليه وضحك ضحكته المعهودة واشار إلي بعينيه أن أصوره … ثم بدأ يلوح بالمسبحة التي كان يمسكها بيده … ومن بعيد جاءت ابتسامة أحمد عبد الحميد وبهائي الميرغني والتي تبعها حسن عبده بنظرة ثاقبة لي أن اكتفي بما تم لأن الحضور بدأوا كأنهم منشغلون عن العرض الجاري أمامنا علي خشبة المسرح … فقلت له :
- إيه المشكلة؟ … العرض هو اللي وحش
انتهي العرض الأول … علمت أن العرض التالي سيكون في القاعة … أصابني الهم والضيق لأن هذه هي القاعة التي لم أتمكن من دخولها بالأمس من شدة الزحام … وبعد محاولات عديدة دخلت … ووقفت علي كرسي في آخر صف حتي أتمكن من مشاهدة دقائق معدودة من العرض لأن القاعة كانت تكتظ بأضعاف طاقتها من البشر … ولكن لا خيار لي اليوم فأنا أقوم بمهمة غاية في الأهمية … لا يمكن أن أقول … لا لن أصور عرض الليلة … فذهبت الي القاعة ووجدت مخرج العرض يقف علي الباب رافضاً دخولي … فحمدت الله علي الافراج وذهبت الي الخارج … فوجدت عبد الناصر حنفي يصرخ في وجهي
- ايه يا جيمي رايح فين؟
- الحمد لله .. المخرج رفض دخولي
- يا سيدي ما ينفعش عاوزين الصور عشان النشرة
و اصطحبني الي الداخل مرة أخري وعرفني علي المخرج الذي استثناني أنا وحدي من حظر الدخول … يالحظي السعيد!!!!