حوارات

د. عبد الرحمن بن زيدان لموقع “المسرح نيوز”: مهرجان مسرح الهواة الجزائري إضافة فنية هامة للمسرح العربي 1ـ 2


المسرح نيوز ـ الجزائر| العربي بن زيدان

ـ

المغربي،الدكتور عبد الرحمن بن زيدان صاحب المؤلفات الأكاديمية في المناهج التحليلية و النقدية للمسرح العربي ، و عديد المسرحيات التي أثرى بها المكتبة العربية بإعتباره عضو الهيئة العربية للمسرح ،في هذا الحوار الذي خص به موقع “المسرح نيوز” بعد إختتام فعاليات الطبعة الخمسين للمهرجان الوطني للمسرح لمدنية مستغانم الجزائرية ،في عديد الإشكاليات الفنية ذات الصلة براهن المسرح العربي عموما و المسرح المغاربي على وجه الخصوص حيث يعتبر أستاذ التعليم العالي بجامعة المولى إسماعي بمدينة مكناس المغربية ،التنوع اللغوي بمثابة ظاهرة صحية لا يزيد حركية المسرح والفنون والتواصل الاجتماعي إلا حيوية ترسخ نوعية ومستويات التفاعل مع العالم، والتعبير عن الذات حيث ثمن دور الهواة في تفعيل هذا المعطى الثقافي في سبيل كسر الحواجز.كما يتحدث كاتب نص الحلاج لا يخون ظله ،عن التجارب المسرحية في المغرب العربي ذات الصلة بالتراث أبرزها المسرح الإحتفالي عند الطيب الصديقي و مسرح الحلقة عند ولد عبد الرحمن كاكي ز عبد القادر علولة.

مسرح نيوز: بعد حضوركم مهرجان مسرح الهواة لمدينة مستغانم في ذكراه الخمسين ما هي أهم الانطباعات التي خرجتم بها ؟

الدكتور عبد الرحمن بن زيدان: عندما حضرت فعاليات مهرجان مسرح الهواة لمدينة مستغانم من 13 إلى 19 يوليوز 2017، كنت في الحقيقة أتابع تجربة مسرحية شبابية تنتمي إلى تجربة مسرح الهواة الذي انطلق سنة 1967 بأهداف وغايات تربوية وطنية كانت تؤطرها حركة الكشافة الاسلامية الجزائرية ، وكانت نقابة المبادرة والسياحة لمدينة مستغانم والاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية بعناية حزب جبهة التحرير الوطني تدعم بدايات التجربة المسرحية الهاوية وتعمل على الحفاظ على إستمرارها إختبارا لإمكانات التعبير المسرحي عن الواقع المعاش وهو يتفاعل مع سياقاته المحلية، والعربية، والعالمية.

تعتبر خمسون سنة من تجربة المسرح الهاوي تاريخا مسرحيا حقيقيا ينتمي إلى التجربة المسرحية الجزائرية بمفاهيم وطنية، وكانت كل إضافة فيه، وكل تجريب مسرحي للتجارب الشبابية يمثل مدرسة فنية رعاها رعاية فنية خاصة الراحل الجيلالي بن عبد الحليم، وصفوة من الوطنيين الذين حوّلوا هذه التجربة إلى مشتل للتجارب التي تدعم القدرات الكتابية، والفنية عند الشباب، وبقراءة سريعة لهذا المسرح المساهم في الثقافة المسرحية الجزائرية نقول إن له بصمة خاصة في الوعي المسرحي الجزائري بفضل الأسماء التي بدأت هاوية ثم تدرجت من الهواية إلى الاحتراف.

المسرح نيوز: وماذا يمثل لك حضور الاحتفال بخمسينية هذا المسرح في مدينة مستغانم ؟

بن زيدان:  حضوري في المهرجان الذي هو احتفال بخمسينية هذا المسرح في مدينة مستغانم أكّد لي أن إستمراريته، وتجاوزه لكل المطبات، والتعثرات فيه نوع من التحدي الذي راهنت عليه محافظة المهرجان، ووزارة الثقافة، بعد هيكلة المؤسسة التي أولت تدبير شؤون المهرجان للسيد محمد نواري، ومحمد بودان المدير الفني لاسيما بعد ميلاد قانون الجمعيات (سابقا)، ووجود داعمين لهذا المكسب المسرحي الذين كانوا في الحقيقة مساندين لكل المبادرات الشبابية، وللفرق المسرحية التي تشتغل بالمسرح الهاوي وتعمل على إبقائه فاعلا في حركية الهواية المسرحية في مستغانم، وفي كل ربوع الجزائر بشكل مباشر أو غير مباشر.

المسرح نيوز: ماذا يمثل المهرجان بالنسبة للشباب؟

بن زيدان:  هذا المسرح صار منبرا للتعبير عن أحوال الشباب وهو يتكلم عن قضاياهم، وأحلامهم، لاسيما بعد أن وضعوا نصب عينهم إمكانية التصريح، والتلميح، والنقد السياسي ليكونوا منخرطين بوعيهم في تفعيل حيوية هذا المسرح في تاريخ المسرح الجزائري بعد أن تحول الركح عندهم إلى فضاء للإبداع، والتعبير الحر وإسماع صوتهم،وكيف يفكرون في واقعهم ويقدمونه بدلالات وعلامات المسرح وفق مستواهم، ومؤهلاتهم المتوفرة. لقد أتاحت لي فرصة حضور الاحتفال بمرور خمسين سنة على تأسيس هذا المسرح الهاوي التعرف على هذه التجربة من داخل التجربة ذاتها، وآكتشفت مستويات اشتغال المسرح بما تنتجه الفرق المسرحية نفسها، وتنتجه التجارب القادمة من خلفيات ثقافية، وفنية، وتاريخية، وسياسية أخرى، توظف التراث الشعبي المتنوع وتقدم صورة الأصالة الثقافية المغاربية، وتعرفت على طريقة التنظيم أثناء تقديم الكرنفال، والفنون الشعبية الاستعراضية… من خلال المشاهدة المباشرة للعروض المسرحية وجدت أن العروض المسرحية تمثلنقاط قوتها في لحظات من زمن العرض، كما تمثل في بعض هنّات العروض ما يمكن تجاوزه بالتكوين، والتثقيف، والتعرف على تجارب عالمية تزيد من خبرة الهواةبالمسرح، وتوسّع من مداركهم، وتغني ما يتوفرون عليه من معلومات بمعارف جديدة يجددون بها طريقة إنتاج المسرح لغة، ورؤية، وصورة، وعلامات.

المسرح نيوز: في رأيك فيم تتمثل العلامات البارزة في العروض المسرحية؟

بن زيدان: العلامات البارزة في العروض المسرحية تتمثل في وجود وسائط مختلفة للتعبير تشكل خارطة لغوية لها آرتباط بجغرافيتها اللسنية والثقافية،و الأسطورية، والتاريخية فاللجوء إلى الاقتباس، أو المسرحة في غياب التعامل مع النص المسرحي الجزائري كلها مظاهر لافتة للنظر في اشتغال هذا المسرح عند الشباب. إن فعالية هذا المهرجان تكمن في استمراريته، واستمراريته تكمن في السعي إلى تجويد مستواه، وتجويد مستواه محكوم بالنظرة المستقبلية لهذا المهرجان حتى يكون ترهين وجوده معاصرا، وحداثيا، ومالكا لدوره في نشر وعي جديد بين الهواة الذين يمثلون الخزان الثقافي الاحتياطي للمسرح في الجزائر، وهذا ما قدمت حوله لجنة التحكيم مجموعة من التوصيات بعد رصدها لكلما يقدم صورة وواقع هذا المسرح، لهذا دعت إلى ،تشجيع الهواة على الاشتغال على النصوص الجزائرية وتفعيلها في تجربة مسرح الهواة مع الاهتمام بالمكونات الدرامية والجمالية للنصوص المسرحية العالمية والعربية أثناء اقتباسها أو إعدادها.

المسرح نيوز : تكوين الهواة ماذا يعني؟

بن زيدان: إعطاء الأهمية القصوى لتكوين الهواة وتوجيههم توجيها يحافظ على السير السليم للعملية المسرحية الهاوية من خلال الاستئناس بخبرات ذوي الاختصاص في السينوغرافيا والدراماتورجيا أثناء إعداد النص لزمن العرض،ناهيك عن ضرورة الرجوع إلى المدقق اللغوي للحفاظ على سلامة اللغة،و كذا ضبط المعلومات التاريخية وتدقيقها أثناء كتابة النص المسرحي التاريخي.

يتبع الجزء الثاني


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock