د. علي خليفة يكتب عن مسرحية “المتحذلقات” للكاتب الفرنسي موليير

المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

د. علي خليفة

 

مسرحية المتحذلقات
للكاتب الفرنسي موليير
«1673 – 1622»
اهتم موليير بنقد طوائف كثيرة في مجتمعه، وبخاصة هؤلاء الأشخاص المدعون، كنقده لمدعي النبل في مسرحية “البرجوازي النبيل”، ونقده لمدعي العلم في مسرحية “النساء العالمات”، ونقده لمدعي الطب في مسرحية “الحب أحسن طبيب”.
واهتم موليير بنقد النساء اللائي يدعين العلم والأدب، وينشغلن عن أمور البيت في مسرحية “النساء العالمات”، ومسرحية “المتحذلقات”.
واهتم موليير في بعض مسرحياته بنقد مدعي الشعر والأدب، كما نرى في مسرحية “عدو البشر”، ومسرحية “النساء العالمات”، ومسرحية “المتحذلقات”.
وتعرض أيضًا لمدعي التدين في مسرحية “طرطيف”، وأظهر فيها طرطيف شخصًا مدعيًا للتدين.
وقد أدّى نقد موليير لهذه الطوائف المدعية في مجتمعه لتعرضه لهجوم شديد من أشخاص عُرفوا بالادعاء وكانوا من المقربين من البلاط، كما تعرض للهجوم من بعض أشخاص في هذه الطوائف، ولولا حماية الملك له لأصابه ضرر كبير.
أما عن مسرحية “المتحذلقات” فقد تعرض فيها موليير لطائفة من النساء أتين إلى باريس من القرى، ورغبن في أن يتشبهن بأهل باريس في تكلف بعض السلوكيات والمظاهر في طريقة الكلام والملبس، وينتقد موليير كل هذه السلوكيات والمظاهر المختلفة من التكلف في هؤلاء النساء في هذه المسرحية انتقادًا شديدًا.
ونرى في بداية هذه المسرحية فتاتين قرويتين وصلتا إلى باريس، هما ماديلون وكاتوس، وترغبان في أن تتشبها بالنساء النبيلات من أهل باريس في طريقة الكلام والملبس، وصحبة النبلاء وإقامة الحفلات لأتفه الأسباب.
ويتعجب جورجيبس والد ماديلون من تصرف ابنته وابنة أخيه كاتوس بما فيه من تكلف، خاصة حين يتقدم لهما شخصان نبيلان، ويعرضان عليهما الزواج بشكل مباشر، وترفضانهما؛ لأنهما لم يقوما بتمهيدات لهذا الطلب تناسب التكلف الذي تتبعانه، وكذلك لأنهما رأيا كلامهما ليس فيه حذلقة، وملابسهما ليس فيها تأنق كوجود الأشرطة التي اعتاد الشباب المتكلف وضعها في ذلك العصر، ولبس الباروكات حتى لمن تميز من الشباب والرجال بحسن الشعر.
وإزاء إعراض هاتين الفتاتين عن هذين الشابين لوضوحهما وعدم تكلفهما يقرران أن يلقنا هاتين الفتاتين درسًا مؤثرًا، فيرسلان خادمين لهما يجيدان التكلف، ويدعيان النبل، وتتجاوب الفتاتان مع هذين الخادمين، وتستطيبان كل الأقوال والأفعال التي تصدر عن تكلفهما.
وفي نهاية المسرحية يأتي سيدا هذين الخادمين، ويقومان بضربهما أمام هاتين الفتاتين، ويعرفانهما حقيقتهما بأنهما خادمان لهما، فتشعر الفتاتان بالضيق والحرج لما حدث.
ويوبخ جورجيبس ابنته وابنة أخيه على سلوكهما المتكلف، وتنتهي بهذا تلك المسرحية.
وتعد هذه المسرحية ذات الفصل الواحد من أهم مسرحيات موليير، ومن أكثرها استلهامًا في أعمال أدبية وفنية متنوعة.
والملاحظ أن موليير قد جعل أحد الخادمين المدعيين النبل في هذه المسرحية ينشد شعرًا، ويحلله بطريقة تعبر عن شدة إعجابه به، ولا يخفى تكلفه وحذلقته في ذلك، ونرى مواقف شبيهة بهذا الموقف في وجود أشخاص ينشدون شعرًا لهم ويعجبون به، ويكون في حقيقته متكلفًا ضعيفًا في مسرحية “عدو البشر”، ومسرحية “النساء العالمات” لموليير.
Ahmed Belkhiri، Mohamed Sayed Barakah و١٤ شخصًا آخر
تعليق واحد
مشاركة واحدة
أعجبني
تعليق
مشاركة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock