مقالات ودراسات

د. علي خليفة يكتب: مسرحية مايونيز للكاتب العراقي عمار سيف عن قصة المغفلة لتشيكوف


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

 

د. علي خليفة

استلهم عمار سيف مسرحيته القصيرة مايونيز التي كتبها للأطفال من قصة المغفلة للكاتب الروسي أنطون تشيكوف، وفي هذه القصة نرى رجلا يحاسب مربية أطفال في بيته عن الفترة التي عملت فيها عنده، ويبخسها حقها بشكل واضح،
ورغم ذلك تكتم في صدرها ألمها، ويستغرب ذلك الرجل من عدم اعتراض هذه الفتاة على خسفه حقها عن الفترة التي عملتها عنده مربية لطفليه، فترد عليه بأنه أعطاها نقودا في النهاية، في حين أنها عملت في أماكن أخرى، ولم تحصل على أي نقود منها، وهنا نرى ذلك الرجل يبتسم، ويوضح لهذه الفتاة أنه كان يختبرها، وأنه سيعطيها المبلغ الذي تستحقه عن عملها في بيته دون أي نقصان.
وفي مسرحية مايونيز نرى طفلا صغيرا يعمل في مطعم صغير داخل مدرسة، ويظهر له صاحب المطعم أنه راضٍ عنه وعن عمله، ويقول له أيضا: إنه مصدر فأل حسن له ولمطعمه، فقد كثر إقبال التلاميذ على الشراء منه منذ عمله في مطعمه.
ويظهر صاحب المطعم غضبه على ذلك الطفل حين يراه يأخذ كراسة من طفل آخر بهذه المدرسة؛ لينقل ما فيها في كراسة أخرى في بيته، ويعلم نفسه من خلال ذلك، ويطلب صاحب ذلك المطعم إلى ذلك الطفل أن يختار أمرا من أمرين: إما أن يكتفي بالعمل عنده أو يترك العمل عنده للدراسة، فلا يتردد ذلك الطفل في اختيار العمل؛ ليوفر لأسرته الفقيرة المبلغ الذي يحصل عليه من ذلك العمل، ويساعد بهذا في تعليم إخوته الأصغر منه.
وحين يحاسب صاحب ذلك المطعم ذلك الطفل عن الفترة التي عملها عنده، وما يستحقه من نقود فيها نراه يبخسه حقه بشكل واضح، ولا يبدي ذلك الطفل اعتراضا كبيرا على ذلك، ويستغرب صاحب المطعم من تصرفه الهادئ ومن رضاه بذلك الظلم الذي يوقعه عليه، فيرد عليه ذلك الطفل – كرد تلك الفتاة على ذلك الرجل في قصة المغفلة لتشيكوف – ويقول له: إنه على الأقل سيعطيه نقودا في حين أنه عمل في أماكن أخرى ولم يحصل منها على أي نقود.
وهنا يفاجأ صاحب المطعم ذلك الطفل بأنه كان يمزح معه، وأنه سيعطيه كل ما يستحقه من نقود منه، وكذلك يقول له: إنه سيسمح له بمواصلة تعليمه بجانب عمله معه، كما يخبره أنه استطاع أن يقنع إدارة هذه المدرسة بأن يجعلوا له مقعدا فيها.
ويتهلل وجه الطفل الصغير حين سماعه كل هذه الأخبار من صاحب المطعم، وتنتهي أحداث المسرحية كما نرى نهاية سعيدة.
وكنت أفضل أن يكون صاحب المطعم جادا في موقفه المتعنت من الصبي؛ لكونه يبحث عن مصلحته قبل أي شيء، ثم نراه يرق له حين يمنع عنه أي أَذًى يتعرض له، وهنا يغير موقفه نحوه، ويعده كابن له وبهذا نرى حدثا فيه إثارة أكبر.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock