مقالات ودراسات

د. فاضل سوداني بالمؤتمر الفكري للدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي 10- 16 يناير 2018 بتونس.. وتعقيب “الفرجة على المسرح الرقمي التفاعلي


المسرح نيوز ـ الدنمارك| د. فاضل سوداني

ـ

 

ننشر تعقيب  د. فاضل سوداني   المؤتمر الفكري للدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي 10- 16 يناير 2018 بتونس

بعنوان الفرجة على المسرح الرقمي التفاعلي  بحث   للدكتورة صوالح وهيب

 

ـــ شكرا للهيئة العربية للمسرح التي سمحت لي بالتعقيب على واحد من البحوث المهمة .

ـــ يشكل بحث د.صوالح وهيبة أهمية كبيرة لأنه يدرس وبدقة التجاوزات الفكرية والتقنية وكسر رقبة الحقائق وفرض مصطلحات ملتبسة وغامضة  يدعو لها أصحاب ما يسمى ب “المسرح الرقمي “، اضافة الى الإدعاء  بوضع نظرية للمسرح الرقمي العربي وهو  شئ غير موجود.

ــ حتى نستطيع ان نقيم مايسمى بالمسرح الرقمي علينا ان ننظر الى  المسرح باعتباره فرجة واقعية ابداعية وجمالية تخلق  رجفة  الاكتشاف التي يكتشفها الطرفان الأساسيان في العملية الابداعية هما المؤدي في  لحظة إبداعه و المتلقي لحظة قراءته لهذا الابداع  الذي من خلاله سيكشف بعض من ألاسرار التي ستساعده على تحمل معايشة الحياة الواقعية.

ومن هذا المنطلق فان الغموض الالتباس  واضحين في مصطلح (المسرح الرقمي ) اذ لا يمكن ان يكون مسرحاً ورقمياً في ذات الوقت . وأصحاب الدعوة للمسرح الرقمي  يخلطون بين ان يعملوا مسرحا بادوات كمبيوترية وتصبح شاشة العرض هي المسرح وبين التكنولوجيا التي تخدم وتطور من مفاهيم العرض المسرحي . التكنولوجيا وسيط  في خدمة العرض .

وعلى اصحاب دعوات ما يسمى بالمسرح الرقمي ، أما ان يثبتوا بان هذا هو مسرح بكل وسائطه ووسائلة الفنية أو يكفوا الحديث عنه باعتباره موضة مؤقته وفقاعة  انفجرت .

ــ والنقطة الجوهرية الأخرى هي  الفرجة المسرحية التي  يقوم بها  انسان حي  على ما يؤديه انسان حي آخر  والذي من خلاله يتحقق المسرح ويؤكد الفرجة الشاملة التي لها علاقة بالتمسرح . فالفرجة  “1” هي أشمل من الأداء ومن  المسرح ، ذلك لكونها قد تشمل الشعائر والاحتفالات والالعاب الرياضية وغيرها . فالفرجة في مفهومنا العربي للمسرح تنطوي على “قوة الفعل”:

وقوة الفعل تعني ما يقدم في فضاء العرض من قبل المؤدينة وايضا هي  قوة فعل المتلقي في تفاعله مع العرض الذي يقدمه هذا المؤدي  الحي . ومايؤكده د.عز الدين بونيت”2 “بأن الفرجة تمتلك معناها فقط من خلال ثلاثة شروط

1ــ الاطار الاجتماعي الثقافي : أي انها لا تكون فرجة الا الاشياء التي تمتلك طابعها الفرجوي ضمن اطار اجتماعي وثقافي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ــ د.خالد أمين ،المسرح ودراسات الفرجة،منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة 14 الطبعة الاولى 2011 ص 11

2ــ  المصدر السابق ص11 ــ 12

1

2ــ المشاركة :  لا تتحقق الفرجة الا من خلال مشاركة المتفرج “الحي” وتفاعله مع  “انسان حي”  ، اي من خلال استعداده للتفرج وادراكه باعتبار ما يراه فرجة اي  المتعة والاستمتاع  وهي بذلك محصلة لرغبتين   لا بد من توفرها  … الرغبة في التفريج والتي تحرك صانع الفرجة  اومقترحها ، والرغبة بالتفرج التي تحرك مستهلك الفرجة  “المتلقي ” .وبالتاكيد فان  “الرقمية الالية  ” التي يطرحها ما يسمى بالمسرح الرقمي  لا تحقق الفرجة بهذا المفهوم الحي ..

3ــ الفعلية :لا تكون الفرجة مصادفة وإنما هي نتيجة لفعل  يتخذ شكل الحاجة اليها اوتوفرالرغبة فيها اوالسعي نحوها او القيام بما يؤدي اليها. اي أهمية التفاعل .

إذن الفرجة هي التي تصنع المسرح الحي وما يسمى بالمسرح الرقمي  يفرض علينا  فرجة رقمية لها علاقة بالالة وليس بحميمية فضاء المسرح  سواء في مكان الأداء او مكان التلقي  .

ـــ ان المشاهدة الفرجوية هي واقع  وما نراه في فضاء الأداء هو افتراض له علاقة بالخيال وبهذا تُخلق الحميمة ذات الطابع الجمالي (وتلك المفارقة هي التي تجعل من المشاركة بالاحتفال المسرحي  متعة سامية ولذة روحية فائقة عندما يعيش الإنسان زمنين هي فروض الاحتمال وحقائق الواقع والوجود فتمتلئ الذات الإنسانية بالحميمة الجمالية) 3

أي أن نتخيل الحياة في لحظة من لحظات السمو  على واقعها.

ــ اذن  موضوع الحياة الذي يعالج ويُناقش من قبل انسان حي لأنسان آ خر حي هو الذي يحدد ما هية النشاط المسرحي أي :

(  إن هذين التصورين في تحديد ماهية النشاط المسرحي تفرز قيماً مفهوميةً راسخة هي ان الإنسان الكائن المادي العضوي البشري بحضوره وما يتعلق به  هو جوهر الممارسة الإبداعية في المسرح وحينما يُستخدم مصطلح (المسرح الرقمي ) بمثل هذه الضبابية والعشوائية  والالتباس وعدم الوضوح فانها تعتبر محاولة  لفرض مصطلحات متعسفة) 4

ـــ  الامر المهم  الذي  يفرض نفسه هو  (ان الرقمية نظام رياضي قائم على الاحتمال الرياضي الذي ينتهي مثل متتالية عددية تنتهي بالتحديد بعينه وهو ما يتناقض مبدئيا مع المسرح الذي يقوم على الاحتمال الفني والذي ينتهي إلى متسلسة لا نهائية من الاحتمالات وليس إلى قيمة رياضية بعينها وهو ما يسقط طابع الإبداع عن أي نشاط رقمي يحل بديلا عن النشاط المسرحي الفني الإنساني ، هذا من جانب ومن جانب آخر، إن الإنسان هو محور ذلك الفرض الجمالي بحضوريته الفيزيقية والفكرية فمن يقف على خشبة المسرح هو (هاملت أمير الدنمارك) بفيزيقيته وروحه وبذات الوقت هو (السير لورانس اوليفيه) الممثل بشخصيته وروحه  ) 5

ــــــــــــــــــــــــ

ـ3ــ عماد هادي الخفاجي ..ما لمقصود بالمسرح الرقمي . البريد الالكتروني

4  و 5 ــ المصدر السابق

2

ــ وفيما يخص الجمهور فان الباحثة الدكتورة  صوالح وهيبه  أكدت على شئ مهم  و صائب هو ان المسرح الرقمي موجه الى جمهور دون غيره  أي الى  الجمهور الذي يمتلك كمبيوتر ويعرف  الكتابة بها و هي مرحلة ما يسمى التفاعل بالكتابة وهو احد شروط الفرجة في هذا الرقمي . ولكنني اضيف  ما ذا سنفعل  بالجمهور الذي لا يمتلك كمبيوتر او لا يعرف الانترنيت ؟؟

ـــــ  المسرح مرتبط بالحياة وتطورها والحياة بالتالي مرتبطة بتطور العلم و التكنولوجيا   فأي تطور رقمي او تكنولوجي يحتاجه المسرح  مهما كان معقدا او متطورا وسيكون في خدمة العرض المسرحي كما هو الحال بتجارب الثنائي الكندي  الذي نقل العرض الى فضاء المدينة  باستخدامهما لتقنيات السومولايكر والتمثيل رباعي الابعاد وغيره ، لهذا ليس هنا مسرح رقمي وانما هنالك تقنيات رقمية لتطوير العرض المسرحي الحي .

ـــــ  جميع التجارب العربية في المسرح الرقمي التي اشارت لها الباحثة هي تجارب غير مؤهلة ان تكون  مسرحا لا تقليديا ولا رقميا ، وتؤكد الباحثة بان (هناك مسرحيات عديدة موجودة على موقع اليوتيوب تتخذ من موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك موضوعا لها، وهي عروض يتم تمثيلها بشكل تقليدي وتظهر أثناء العرض شاشة الكمبيوتر بواسطة الداتاشو ويقوم أحد التقنيين خارج الخشبة بعرض موقع الفيسبوك الذي هو موضوع المسرحية. والمفترض ان الكاتب يكتب نصا مسرحيا عن وسيلة تواصل رقمية عليه أن يركز على كيفية التعامل مع هذه التقنية والدور الذي أدته في تطوير نوعية الفرجة ومستويات الإدراك والتفاعل عند الجمهور. ) ص 18

 

وتستمر الباحثة للتأكيد  بان (الخلل الواضح هو في تفكير الإنسان العربي اتجاه استخدام هذه التقنية . )ص 18

لكن السؤال الجوهري هو اننا لا يمكن اعتماد هذه التجارب الفردية غير المتقنة واعتبارها جوهر من خلالها نفرض  وجود مسرح هو غير موجود اساسا مادامت التكنولوجيا  غير متطورة في عالمنا العربي .

ــــ تحدد الباحثة بعض من تقنيات العرض المسرحي من خلال تحديد عناصرهي أساسا تعود  للمسرح الحي  والتي يحاول دعاة هذا المسرح  ان يفرضوها عنوة :

كالمؤلف   (في المسرح الرقمي )

(كون مهمته تتمثل في تجهيز نصه خصيصا ليكون حاضرا اثناء العرض فتتغير ملامحه تبعا لتفاعل المتفرج والممثل أو العارض ….. وهو ملزم بمتابعة نصه بشكل يومي مادام معروضا على شبكة الانترنيت واضعا بعين الاعتبار أنه لا عذرية لنص رقمي تفاعلي. ) ص 6

اذن يتغير النص في كل عرض على الانترنيت من قبل المتفرج والممثل أو العارض وعلى المؤلف الا يعترض او يمنع هذا لانه يضع  بعين الاعتبار أنه لا عذرية لنص رقمي تفاعلي.

اما عن النص فتؤكد الباحثة

بان  النص المسرحي يعتمد على الحوار بشكل كلي ومجهز للعرض والإخراج اللذين يتغيران في كل عرض اعتمادا على تفاعل الجمهور معه عبر الروابط التشعبية التي تحمل هي الأخرى في ثناياها عروض أخرى مشهدية.   

المتلقي

الذي  هو ((كل متفرج قادر على التفاعل بصريا وكتابيا فالنص مكتوب أصلا من أجل أن يشارك المتفرج الرقمي (القارئ، الكاتب، المشاهد) في تجديد النص وتبعا له العرض؛ فيساهم في تجديد الشخصيات وإنماء الأحداث وهو حر في اختيار الجانب الذي يريد التفاعل معه، وهذه العملية لا تقتصرعلى متفاعل واحد فهي مطروحة لكل العالم فتكون العملية مستمرة ))

3

 

وكما اعتقد بان النص في المسرح  يحتم نوع  من  الفرجة بالنسبة الى  المتفرج المتفاعل مع الفضاء الابداعي والمشاركة الجماعية في عملية التلقي  وهذا يؤدي الى تكامل معرفي تتميز به الفرجة والتلقي في المسرح  وهذا مفقود في المسرح الرقمي  لأنه يعتمد على ( التقنيات الرقمية التي تساعد على متابعة تفاعل القراء مع المسرح الرقمي؛ فتكون المسرحية في حالة تجدد دائمة ويكون فيها الممثلين رهن إشارة مجموعة من القراء )   (ويحدث تغييرات نوعية في النص والعرض أيضا.)  كما تشير الباحثة ص11

وتستمر  لتؤكد بان ( كل عرض هو نتيجة تفاعل المتفرج مع عرض سبقه بمعنى أنّ النص الجديد يتشكل مع العرض الجديد ويكون العرض الذي يليه هو النص الذي تشكل في العرض الذي قبله.)

لكن لماذا يخضع هذا المسرح لتقلبات امزجة المتفرج الرقمي  بحيث يسمح بالتدخل في العمل الابداعي ؟

وهل مثل هذه التقنية في الكتابة النصية وفي التلقي عند المشاهدة  تخلق مسرحاً؟؟؟

الشئ المؤكد انه ليس هنالك ترابط بين مايسمى بالمسرح الرقمي والجمهور فبوجود شاشة الكمبيوتر  تنتهي الآنية واللحظة الابداعية وطقوسية الفرجة أي تنتهي  خصوصية المبدع سواء كان مؤلف او مخرج او ممثل و بمعنى آخر تنتهي خصوصية العمل الفني .

اذن لماذا يُسمى مسرحا وهو لا يمتلك صفة الفرجة المسرحية التي يجب أن  تفرض المشاركة الجماعية . اما في الرقمي فالمتفرج  في وحدة قاتمة تزيده قتامة عندما تنقطع الكهرباء فينتهي فعل المشاهدة .

ــــ  وقد بذلت الباحثة جهدا في الاشارة الى الاخراج  والستارة  و العرض وشكل الخشبة الرقمية  ولكن هنالك شئ سيثير اهتمامنا حول شكل هذه الخشبة وسيكون واضحا اذا قرانا هذه الفقرة من البحث :

(  تتعدد خشبات المسرح الرقمي التفاعلي في النص الواحد فكل رابط تشعبي يفضي إلى عرض مشهدي؛ فهذا يعني وجود عرض جديد يتطلب خشبة تتناسب مع العرض. وهو ما يحقق مفهوم التشعبية وتعدد العروض والتيه داخل العمل الأدبي الرقمي. وهو ما يضاعف متعة المتفرج وهو المتلقي الذي تتغير وظيفته تبعا لطريقة قراءته فيتحول في كل مرة من قارئ إلى متفرج إلى مؤلف. )

اشكر الباحثة على هذا الوضوح (وهو نقد للمثل هذا المسرح )ولكن لتسمح لي بطرح السؤال التالي وهو : الا يعني تقديم مفهوم التشعبية وتعدد العروض والتيه داخل العمل الأدبي الرقمي هو تيه المتفرج في  مثل هذا اللاوضوح .

الا يعني بان المتفرج عندما يتحول في كل مرة من  قارئ إلى متفرج ومن ثم الى مؤلف ، سيؤدي به هذا  الى الارتباك والتشتت  وعدم السيطرة على فكرة العرض وجمالياته ؟؟.

ـــــ رفضت الباحثة (وهي محقة) الدعوات التي  تشير الى (تعويض الممثلين الحقيقيين بآخرين افتراضيين لأداء العمل على المسرح الرقمي ، وهذا هو إهدار للمعنى الحقيقي للمسرح؛ فالكيان القائم عليه هو الأداء الحي، والتفاعل بآليات أكثر تطورا.) (إنّ تخلي المسرح عن ميزته الأساسية وتحول الممثل إلى دمى يقوم المتفرج بتحريكها على هواه رقميا سيحول المسرحية إلى لعبة عادية على الكمبيوتر.

………. وليس الهدف من العرض المسرحي إقحام التقنيات الرقمية من أجل إثبات أن هناك تطورا للعرض وإنما الأهم في كيفية توظيفها في الوقت المناسب ودون إحداث خلل وإرباك للممثل الذي يضطر إلى بذل جهود

إضافية لإظهار صوته أمام الأصوات الرقمية التي تطغى على المكان فتشتت انتباه الممثل والمتفرج في الوقت نفسه ) ص16

4

وبهذا فان الباحثة نفسها شخصت أهمية المسرح وحيويته وعلاقته بالمسرح الحي وبالمتفرج الحي ايضا واهمية الممثل في علاقته مع العرض والجمهور . وشخصت ايضا العلاقة بين التكنولوجيا الرقمية وبين العرض المسرحي عموما زهذا شئ ايجابي ومهم .

ــــــ  هنالك ملاحظة  مهمة اوردتها الباحثة  بان المسرح التقليدي موجود فقط في المدن الكبيرة والمدن الاخرى والارياف محرومين منه  (وجاء المسرح الرقمي بشكل يميزه عن المسرح التقليدي فهو بداية من النص وحتى العرض يمر بمراحل عديدة تكون فيها التكنولوجيا الرقمية الآلية  هي المعتمدة في الكتابة وفي الفرجة.)

مما  يؤكد من جديد على  التباس تسمية المسرح الرقمي وعلاقته بجمهوره  وايضا على صعوبة تحقيقة في هذه المناطق المذكورة لانها لا تعرف الكمبيوتر وتقنياته  اضافة الى ان المسرح الرقمي حتى الآن هو غير موجود الا في اذهان الداعين له فكيف يصل الى القرى والأرياف المحرومة من المسرح …؟؟ من من هذه القرى  في المجتمع العربي  تمتلك الوسائط الرقمية والكمبيوترات  بالشكل الذي نبغي ؟

اذن هو تبرير مقحم من قبل الداعين لما يسمى بالمسرح الرقمي  لخلق اطر وقوانين وتمايزات خاصة به .

لنتذكر التجربة المصرية المسرحية في عهد الزعيم عبد الناصر  وبعده  ايضا بان المسرح كان يقدم في القرى والارياف   اذن الامر هو نحن بحاجة الى تخطيط لنشر المسرح . كيف يمكن هذا وميزانيات الثقافة في مجمل الدول العربية هي اقل من واحد بالمائة  1%  .

لا بد ان يكون واضحا امام دعاة المسرح الرقمي هو اما اثبات وجوده الحقيقي وبواقعية وبوضوح كل شروطه وقوانينه  او الاعتراف بان هذا هو موده وقتيه في بلدان اوربية متطورة تكنولوجيا. وليس عيبا الاعتراف بأننا لا  نملك شئ اسمه المسرح الرقمي كما هو في اوربا مثلا.

ــــــ  وقد اثارتني ايضا  الفقرة المهمة التالية في البحث (وما يجعل النص ممسرحا هو تطابق الفعل المسرحي مع تفعيل النص ما يعني أنه عندما يحين دور الممثل لأداء دوره هو الشيء نفسه عندما يحين دور الرابط لتفعيله فيكون فعل الظهور و الحضور نفسه.) كما جاء في ص21

 

التمثيل كمهنة ابداعية لا تعتمد على مفاتيح آلية يقوم بها كمبيوتر وإنما

هي ابداع وحضور انساني  يعتمد على الرجفة الاولى التي يشعر بها الممثل في مواجهة للجمهور من اجل تقديم هذه اللحظة او هذا المشهد الذي درسه وتعب على تقديمة اشهر من اجل الوصول الى رجفة الابداع هذه ولا يمكن للآلة كمبيوترية ان تعطينا هذه الرجفة الانسانية . مستحيل

إنّ الحديث عن الفرجة على المسرح الرقمي في بلداننا العربية  يعني الحديث قبلها عن النص المسرحي الرقمي ومميزاته، والحديث هنا ليس على نموذج حقيقي للمسرح الرقمي التفاعلي الذي هو بالأساس غير موجود في عندنا والذي عليه الاعتراف بأنه لا وجود لمسرح رقمي عربي . وما  تؤكده  الباحثة ايضا  هو غياب المسرح الرقمي في الوطن العربي .

وارجو  الا اكون قاسيا اذا اكدت بان ما يسمى في المسرح الرقمي هو موده خلقها اصحاب الشركات الكبرى للكمبيوتر من اجل زيادة مبيعات  ما ينتجونه من هذا الالة العظيمة التي جعلت عالمنا غرفة واحدة  .

اما بالنسبة الى مايسمى مسرح عبر الانترنيت  والذي قام به بعض من زملائنا العرب في اوربا بمشاركة بعض من زملائهم الاوربيين فهي  حوارات على شكل ندوات  وليس مسرح.

5

 

 

واعتقد ان الباحثة اشارت الى فشل هذه التجربة  عندما تكلمت عن مسرح عبرالانترنيت او مقهى بغداد في بلجيكا وأشارت الى ما كتبه الاستاذ  سرمد السرمدي المساهم في هذه التجربة وكتب عن فشلها ,

فيقول ( كان ببساطة لقاء اجتماع نقاش يعني مجرد محادثة صوتية مرئية يسمح بها سكايبي كالعديد من البرامج الأخرى …… الخ )

مما يؤكد صحة اعتقادنا في أن العمل ليس مسرحية بقدر ماهو حوار بسيط بين شخصين التقيا على وسيلة تواصل رقمية، ولا يوجد أي عرض مسرحي يوافق مواصفات المسرح، ونص دون عرض هو إعدام لمفهوم المسرح الذي يقوم أساسا على تأجيج عواطف الجمهور وإشراكهم . ومما ذكره الاستاذ السرمدي  حول هذه التجربة بانه صادف عيد ميلاد السرمدي فأضافوه الى تجربة  مسرح انترنيت ــ مقهى بغداد .

ــ واتفق مع الباحثة على ما جاء في نهاية بحثها وهو قول الحقيقة

(وما جاء في رد من الدكتور سرمد السرمدي عندما سألته عبر البريد الإلكتروني عن مصادر لآراء تتشارك الرأي نفسه بخصوص المسرح

الرقمي العربي  أجاب ” فقاعة التجربة انفجرت، وشح الكلام عنها إلا ما حفظه النت”)

وفي رأيي أن هذا الكلام دقيق الوصف وهو عين الحقيقة فلا وجود لمسرحية رقمية عربية ولا لنص رقمي مسرحي وما يثير الغرابة أن هناك من يشيد بالتجربة وكتب عنها والبعض الآخر يدعي بأنه اكتشف نظرية خاصة به  عن هذا الرقمي وهي لا تعدو ان تكون ادعاءات واوهام ذهنية  .

والسؤال الذي يطرح هنا هل هذه التجربة تمت معاينتها وتحليلها ؟ أم هو مجرد مجاملات على حساب الحقيقة؟ ويبقى الجواب عند من كتب عن هذه التجربة وأفاض . وعندما سألت الباحثة د وهيبة الدكتور محمد حسين حبيب الذي يدعي بان لديه نظرية حول المسرح الرقمي العربي  (هل يمكن أن يعتبر هذا مسرحاً؟ نكر ذلك واجاب أمام الجمهور بانه لا يمكن أن يعتبر هذا مسرحا .إذن لماذا الادعاء باكتشاف نظرية  لشيئ غير موجود عملياً.

وانا شخصيا استطيع ان اردد ما ذكره السرمدي ( كل هذا  فقاعة وانفجرت )

حقا انها فقاعة .

وكل ما قيل من قبل المدافعين عن ما يسمى بالمسرح الرقمي هو عدم وضوح  ومجاملات  وادعاءآت       وشكرا .

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock