مقالات ودراسات

ذوالفقار البلداوي يكتب: “نوستالجيا ” رحلة البحث عن الذات المغربة لمكاشفة الموت


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

ذوالفقار البلداوي
رئيس قسم المسرح
معهد الفنون الجميلة / بلد
الناقد والكاتب ذو الفقار البلداوي.
الناقد ذو الفقار البلداوي..
احتضن ( مسرح أور ) وسط العاصمة بغداد العرض المسرحي الجزائري ” نوستالجيا” و التي كتبت عن قصة دببة الباندا التي يرويها عازف السكسفون الذي له خليلة بفرانكفورت لمتيي فينسنيك ترجمة عبد المجيد الهواس
المسرحية إخراج وسينغرافيا لخضر منصوري وتمثيل أسماء الشيخ و فتحي مباركي
(نوستالجيا) كلمة اصلها يونانى تتكون من مقطعين ” نوست ” بمعنى الرجوع أو الحنين و ” الجيا ” بمعنى ألم او وجع . وتأتي بالترجمات السايكلوجية (الحنين للماضي او للبيت او للاهل و العشرة القديمة و احداث زمان ) وتأتي ايضا بمعنى (حب زمان)
وتعد ( النوستالجيا ) معاناة تسببها الرغبة غير المشبعة للعودة للماضي.
تبدأ المسرحية باستيقاظ عازف كيتار من النوم / الموت ، عاجز من تذكر شيء من ما حصل له الليلة الماضية وهو بجانب فتاة لا يعرفها لتنطلق رحلة البحث عن ذاته المغربة ليتمسك برغبة البقاء وتصفح الذكريات الحية الممزوجة بمشاعر الحب المتبادلة مع فتاته وذلك من خلال اتفاق ابرمه مع الفتاة ليتعرف عليها ويحاولان التقرب من بعضهما بسبعة أيام ، وهي إشارة لفلسفة مقصودة لو اردنا التمعن بالرقم واشتراطاته بالعرض المسرحي .
التفاحة الخضراء وقضمها ، المؤقت و دورانه المحسوب ، وبقائهما على الطاولة و تنظيم لوحة الطاولة الحمراء بشموعها وتغير الازياء بلعبة التغير بزمكانية الأحداث ذات دلالة واضحة تحمل بين طياتها استثمار اللحضات الجميلة والتمتع بها رغم الروتين اليومي أو الانشغال أو عادات اهمال الوقت الموروثة .
اعتمد العرض على أداء الممثل وتكنيكه و تفاعله حيث تميزت الفنانة أسماء الشيخ بتكنيك ادائي واسترخاء و حضور وهي تمسك حبال الايقاع بحرفنة ممثل واعي يجيد اللعبة وادواته ( الصوت والجسد ) باتقان فمن خلال اختيار صالة العرض وحميمية المكان استطاعت الشيخ ان تهيمن على العرض رغم محاولة فتحي مبارك ان يوازن الاداء من خلال شخصيته المضطربة لكنه بقي بتون واحد و هذا نتيجة حتمية لمن يصاب بفوبيا نوستالجيا
عرض نوستالجيا يصنف من ( الدراما النفسية ) في الذات المغربة ومكاشفتها و التي تحن للماضي الجميل
كل التوفيق لكادر العمل


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock