صدر مؤخرا: كتاب “سينو مسرح” للكاتبة والناقدة صفاء البيلي بتقديم الكاتب العربي “عبدالفتاح قلعه جي” ضمن إصدارات الدورة 7 لمهرجان الجنوب بقنا
المسرح نيوز ـ القاهرة| إصدارات
كتبت: نور مطاوع
صدر كتاب مؤحرا “سينو مسرح” للكاتبة والناقدة المسرحية صفاء البيلي ضمن 8 إصدارات جديدة في مسرح الجنوب بدورته الجديدة في محافظة قنا وذلك من خلال إدارة المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب، والذي تنظمه مؤسسة س للثقافة والإبداع، دورة الراحل د. مصطفى سليم، 8 إصدارات مسرحية دولية جديدة بالتعاون مع دار حابي للنشر، خلال فعاليات الدورة السابعة من المهرجان، والمقامة في محافظة قنا في الفترة من 7 إلى 12 2023 مارس المقبل برعاية وزارة الثقافة، وزارة الشباب والرياضة، محافظة قنا، الهيئة العامة لقصور الثقافة، مؤسسة مصر الخير، ومدينة دريمز بقنا، صندوق التنمية الثقافية، دار حابي للنشر، جراند هوتيل، جمعية أنا المصري.
والكتاب يتناول قراءات نقدية في تجليات الصورة المسرحيةعروض مصرية وعربية في الفترة من 2006 ـ 2022 وهو مجموعة مقالات نقدية عن أكثر من 50 عرضا مسرحيا منها ما هو محلي ومنها ما هو عربي وتركز المقالات على الصورة البصرية بكل تفاصيلها و المقدمة خلال تلك العروض المسرحية.. وقد قدم للكتاب الكاتب السوري العربي الكبير عبد الفتاح قلعه جي.. والذي قال في مقدمته للكتاب والتي جاءت تحت عنوان:
“صفاء البيلي .. السفر والرسم بالكلمات..عبر سينوغرافيا العروض المسرحية العربية”
هذا الحرف المقدس الذي منحَه الرب للخلق والتواصل والخلود هو شغف وموهبة وتقانة وتحصيل وإبداع، سواء أكان صاحبه شاعراً أم سارداً أم محاوراً أم ناقداً.
وأنا ما قرأت جديداً للكاتبة الشاعرة، والناقدة المسرحية صفاء البيلي إلا وأحسست بذلك الشغف، وباحترام قدسية هذا الحرف زهى الكاتبة المسرحية والناقدة والشاعرة والباحثة الأكاديمية المثابرة.
وفي هذا الكتاب خصيصا.. تتناول الكاتبة عدداً من العروض المقدمة على خشبات المسارح المصرية والعربية، ومنها ما قدم في المهرجانات المحلية والعربية، تتناولها بالنقد المسرحي التطبيقي، وبالدراسة النظرية لجوانب منها، وما تراه ضرورياً؛ لأنه يشكل جوهر العمل فكرياً وأسلوبا وتشكيلاً، بحيث يضع العرضَ في إطاره الصحيح على خارطة قضايا الفكر والحياة والاتجاهات المسرحية التي ينتمي إليها، كأن تتحدث مثلاً عن قضية (النسوية) أو الدراما العبثية ومناقشاتها لقضايا الإنسان في عرضين عراقيين. أو الحب قي أزمنة قاسية متماثلة . تقول:
” الحب في زمن الكوليرا هو بمثابة ذكرى للحب في زمن كوفيد 19 الآني وتحوراته، إنه يولد في أي مكان.. الحب ذلك الوباء الذي يخترق القلب فيتصدع باللوعة ويقلبه في أتون من الجمر فلا يشعر بتوابعه إلا من أصابه كما تصيب جنون الأوبئة العالم وتبيده”.
وفي حديثها عن عرض كاندي كراش تجد أن من الضروري أنها قامت بتعريف السيكودراما والعلاج بالمسرح، واستفادة مصر من هذا النهج. تقول:
“كما تساعد هذه الطريقة الناجعة على اكتشاف الذات وفهمها ومواجهتها من الداخل بدون مقاومة أو انتقاص من شأنها للتعرف على أصل المشكلة التي قد تعاني منها الشخصية ومعالجتها عن طريق التواصل مع النفس وتعزيز القدرة على إدراك وفهم العواطف الداخلية والتعبير عنها بشجاعة”.
هذه المقدمات النظرية هي في حد ذاتها مقالات مختصرة تشكل وعاء ضرورياً لاحتواء أفكار العرض المسرحي؛ وهكذا فإن ما تكتبه يتخطى كونه نقداً تطبيقياً صرفاً إلى كونه نصاً أدبياً ومُعطىً فكرياً يُقرأ بمتعة فائقة، وهذه الخلفية الفكرية هامة لأنها تطرح موضوعات حساسة، وتأتي قي مكانها جزءاً عضوياً في الدراسة النقدية للعرض ونص العرض.
ثمة مرتكزات لدى الكاتبة في نهجها النقدي منها الاهتمام بعناصر الرسم والتشكيل المشهدي أو السينوغرافيا، وقد أولتها بكلمة خاصة في تقديم كتابها، وتحتج لهذا بقولها:
” إن السينوغرافيا فيما أرى هى الروح التي تحول النص المسرحي من حالة الكمون أو السكون إلى حالة الحركة والنشاط.. إنها تدب في جسد الخشبة لتشعلها بالحياة”.
وإلى جانب السينوغرافيا تترك الكاتبة حيِّزا تتناول فيه عناصر العرض الأخرى كالأداء التمثيلي، والأغاني إن وجدت ودورها العضوي قي العرض، والحركة المسرحية والموسيقا وخطة الإضاءة والأزياء…بالإضافة إلى الرؤية الإخراجية التي تنتظم عناصر العرض جميعاً.
وتولي الكاتبة الاهتمام بالتعريف بما يتبناه منتجا العرض المؤلف والمخرج من قضايا ومفاهيم يطرحها العرض على لسان شخصياته مركزة تسليط الضوء عليها وتحليلها قي القسم النطري من مقالها النقدي ، بروح علمية موضوعية, كما تقوم بتحليل الجزئيات والمفردات المكونة لسيمولوجيا العرض في سينوغرافيا العمل.
ومن يتتبع مقالاتها النقدية عبر سنوات ممارستها للنقد المسرحي يلاحظ أن هنالك تطوراً مستمراً لأدواتها النقدية، ثقافة ومنهجاً، وانتقالها من المنهج الدراسي الأكاديمي التقليدي إلى المنهج الحديث ، إلى الدراسة والتعمق في إطار نظرة متأنية متأملة ورؤية جشتالتية كلية للعمل. إنها اليوم تمتلك باقتدار أدواتها النقدية.
ومن الطبيعي في هذا لإطار أن تقدم الكاتبة دراسة وامضة أو مركزة للشخصيات في النص والعرض، مستفيدة من معطيات الفلسفة وعلم النفس في سبر أغوار الشخصية وكشف الرموز التي تحملها في رسمها من قبل المؤلف وتكوينها من قبل المخرج وتشخيصها من قبل الناهض بدورها في العرض المسرحي.
إنها بهذا كله تقوم بعملية تتجاوز النقد العادي المتعارف عليه إلى دراسة عناصر العرض المسرحي دراسة حداثية مستخدمة مصطلحات عامة أو خاصة بها كالتشظي والتشذر في الشخصية أو في الأحداث والأفكار.
أخيراً ..
مقالات صفاء البيلي قي النقد المسرحي التطبيقي هي بمثابة بستان مثمر متنوع الألوان والطعوم والمناظر.
عبدالفتاح قلعه جي
سوريا / حلب
في الاثنين 5/12/2022
كما قالت الكاتبة والناقدة صفاء البيلي في مقدمتها التي وجهتها لقارئها الذي وصفته بالصبور قائلة:
عزيزي القاريء الصبور..
شريكي في التلقي ، اسمح لي أن أقدم لك هذا الكتاب الذي أسعدني أن صار بين يديك.
إنه ببساطة شديدة يجمع بين دفتيه جهد أكثر من سبعة عشر عاما من المشاهدات المسرحية.. بعبارة أدق هو عبارة عن مجموعة حيوات منتقاة، حيوات عاشاها أصحابها وصانعوها، حيوات عشتها في كتاباتي ومشاهداتي تجلت في مجموعة من مقالاتي التطبيقية انتقيتها من بعض ما كتبت عن العروض المسرحية التي كان لي حظ مشاهدتها سواء في مصر أو خارجها منذ عام 2006 حتى أكتوبر 2022 وقت طباعة الكتاب.
وعبر هذه المقالات المنتقاة كنت شديدة الحرص على الحديث عن الصورة المشهدية في العرض المسرحي لذا اخترعت عنوانا جعلته مزيجا من نصف كلمتي “سينوغرافيا، ومسرح ” والحقيقة أنني لا أدري مدى صحته.. وهو “سينومسرح” وقد حددت المسرح لأضيق الدائرة ويكون بعيدا عن الدراما التليفزيونية والسينما على سبيل المثال.
ولعلني أوضحت ما قصدته من العنوان تحديدا على غلاف الكتاب.. وهو أن هذه المقالات قراءة في عناصر العرض المسرحي مع التركيز على الصورة المشهدية والفضاء المسرحي.
والسينوغرافيا تتكون من مقطعين “سينو” أي صورة المشهد، و”غرافيا” أي تصوير، والمقطعين مجتمعين معناهما ” الصورة المشهدية مجسدةعلى الخشبة”
كما أن لها تعريفات، كلها تدور حول معنى واحد؛ فهى “فن تنسيق الفضاء المسرحي والتحكم في شكله بهدف تحقيق أهداف العرض المسرحي، الذي تجري فيه الأحداث، وهى ” فن تصميم مكان العرض المسرحي وصياغته وتنفيذه، ويعتمد التعامل معه على استثمار الصورة والأشكال والأحجام والمواد والألوان والضوء”، وهي” فن تشكيل المكان المسرحي، أو الحيز الذي يضم الكتلة، والضوء واللون، والفراغ، والحركة وهي العناصر التي تؤثر وتتأثر بالفعل الدرامي الذي يسهم في صياغة الدلالات المكانية في التشكيل البصري العام”. ومع ذلك فللسينوغرافيا أكثر من 24 مدرسة، منها الواقعية والرمزية والسحرية والكيوغرافية .. إلخ
وفن السينوغرافيا يهتم في الأساس بتأسيس الفضاء المسرحي وهندسته، بصنع “هارموني” أي؛ انسجام بين عناصر الرؤية والسمع والبصر والحركة على الخشبة/ الركح/ من ناحية وبين العين/ الجمهور / المتلقي من ناحية أخرى.
وقد نشأ هذا الفن مع مؤلف النص المسرحي الذي كان بدوره هو المخرج والممثل في ذات الوقت، فكان هو من يحدد مواطن حركة ممثليه، وأوقات الإضاءة وتغير ألوانها. لكنه ما لبث أن تطور وصار فنا قائما على العلم حتى تواشجت معه التكنولوجيا وصارت جزءا لا يتجزأ منه.
فالسينوغرافيا لم تعد لتزيين الخشبة على يد المخرج كما كان في القرن التاسع عشر ، ولا هى رص قطع الديكورعلى خشبة المسرح بطريقة ما دون غيرها، ولا الإضاءة والإظلام!
لا يا عزيزي القاريء، لقد تعدى الأمر ذلك كله، ولكن هل تدري أن المكياج يدخل ضمن عمل السينوغرافيا؟ وكذلك تصميم الملابس والديكور والموسيقى المصاحبة والصوت بدرجاته، جهرا وهمسا، عنفا ورقة.. وكذلك لا ننسى حركة جسد الممثل وعلاقته بأجساد زملائه الذين يلعبون معه المسرحية؟
إن السينوغرافيا فيما أرى هى الروح التي تحول النص المسرحي من حالة الكمون أو السكون إلى حالة الحركة والنشاط.. إنها تدب في جسد الخشبة لتشعلها بالحياة.
يستطيع السينوغرافي إلهاب عاطفة الجمهور بتنويعات الإضاءة، واللعب الصوتي وضبط حركات الممثلين مع حركة الموسيقى والرقصات أو الكيوغراف، إن السينوغرافيا تستطيع خلق عوالم موازية على ذات الخشبة فيعيش الجمهور حيوات عدة.. يستعذب عذابها ويستلذ بجمالها .. ان الجمهور هو الفائز الأكبر في مطالعة عوالم تضج بالجمال المشهدي الذي تطور الآن كثيرا وامتزج بتقنيات السينما الفارهة التي نقلته إلى عوالم أوسع وأغنى وأكثر رحابة.
الكاتبة والناقدة
صفاء البيلي
القاهرة ـ الهرم في:
24/11/2022
هذا وقال الناقد الفني هيثم الهواري رئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة، إن إصدارات هذا العام تشهد تنوعًا وإبداعًا دوليًا من جنوب السودان واليمن والكويت وهو ما يؤكد على النجاح الكبير الذي يحققه المهرجان كل عام؛ حيث نسعى للوصول إلى كل المسرحيين في العالم العربي، تتضمن إصدارات هذا العام كتاب فن المونولوج للدكتور أبو الحسن سلام ود. نانسي محمد علي، كتاب أقنعة الحياة للدكتور جاستن بيلي عميد كلية الفنون الجميلة بجوبا جنوب السودان، كتاب صاحب الفكرة للكاتب بكري عبد الحميد. وكذلك مسرح الشارع بين الخلط الشائع للناقد حسام مسعد، وكتاب النصوص الفائزة في مسابقة التأليف المسرحي، وفاز بها كتاب من مصر واليمن والكويت وكتيب الدورة السابعة وأخيرا كتاب 8 سنوات من الإنجازات ويتناول ما تم من أنشطة وفعاليات خلال هذه السنوات.