مقالات ودراسات

صفاء البيلي تكتب: العرض العراقي “أمل”.. بوح إنساني قَلِق يبحث عن نقطة ضوء!


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

صفاء البيلي

كاتبة وناقدة من مصر

 

العرض العراقي أمل
العرض العراقي أمل

حينما يملؤك التمزق وتشعر بالضياع في جو ملبد بالانهيار.. موحش، مثل ذلك المنزل/ البيت/ الدار/ المنحوت داخل الخراب، فلا تدري من منهما لون الآخر بألوانه البائسة.. الساكن (أمل وباسم اللذان لا يحملان من اسمهما إلا النذر اليسير) أم المسكون وهى الجدران المتآكلة المتساقطة وكل ما فيها وعليها وبينها يوحي بالسقوط، لتتساءل بدورك: هل كان سقوطا للمكان والشخوص في ذلك الزمان المتشي بالحروب والدخان وانفجار الأرواح ومواسير المياه وأنابيب الأكسجين؟

هل هو سقوط للثقافة والفن وغناء الأرواح؟ هل هولاكو جديد هو ما أغرق الكتب والثقافة والمعرفة وزاد على القديم أن أغرق حاملي تلك الثقافات والمعارف وهدم البيوت التي تستر أجساد وأرواح هؤلاء؟ نعم إنه هولاكو جديد.. هولاكو منا وفينا، بعد أن انتهى عصر القديم، منا وفينا لكنه مجهول، لا ملامح له، لكنه مايزال يتسرسب داخل جموعنا وأدمغتنا وثقافتنا وحدودنا وبلادنا، هولاكو هلامي لا تستطيع الإمساك به ولن تستطيع هزيمته إلا بإقامة جدران بيتك /مكتبتك وإصلاح ما أفسده من مواسير المياه التي تحولت من مصدر للحياة إلى مصدر للتعفن والغرق!
تأخذك المشهدية الضبابية التي صممها د. علي السوداني خاصة الإضاءة التي هى مفردة هامة من مفردات السينوغرافيا إلى ما يشبه الكابوسية حيث الجو الغائم، لا يلهمك شيئا من الرؤية الصحيحة التي تتبعها لتصل لأصل الأشياء، مخروط الإضاءة الصفراء المركزة الساقط من يسار المسرح مكونا كيانا حاد الوجود، مع منمنمات توحي بالبرودة والهجر، ذرات الغبار المتجسدة مع برميل الماء الذي يتسرسب إليه الماء من السقف ليتسرب هو الآخر مغرقا أرضية البيت محولا إياها إلى بركة راكدة تتعرقل فيها الأقدام المرتبكة وتغرسها لتنتقل عيناك جائلة عبر المكان لتكتشف تفاصيله الموغلة في الدقة حينا كعناوين الكتب وأحجامها، كرف الكتب الخالي الذي يتوسط المكتبة الذي تحول في أحيان إلى نافذة وحيدة، يطل منها الزوجان على حياتهما المحطمة وحلمهما البعيد.

أمل؛ عرض مسرحي ضمن عروض المهرجان العربي للمسرح الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح الدورة 13 . والذي شاهده الجمهور العربي على خشبة مسرح محمد زفزاف، بالدار البيضاء. العرض من تأليف وإخراج د. جواد الاسدي الذي حمّل العرض برؤاه المكثفة وقدراته الفنية المتعددة في بناء حالة دالة على ما يعتمل في دواخل جيل عاش ظروفا صعبة عبر مشهدية بصرية وسمعية، رغم قتامتها إلا إنها استطاعت إشراك الجمهور فيها ليعيش ذات الأجواء التي عاشها أو قريبا منها.
وهذا سيقودنا مباشرة إلى الحدبث عن المؤلف المخرج بعدة تساؤلات قد لا نحصل على الإجابة عنها، لكن لا مفر من طرحها. من مثل؛ هل هناك ما يمكن أن يضيفه المخرج حين يقدم عملا مسرحيا من تأليفه؟ هل سيقدم رؤى جديدة بعد رؤاه التي وضعها في نصه؟ هل سيقسو على الحوارات التي كتبها ويمحوها حين لا يجد لها مكانا في عرضه؟

إن ظاهرة المخرج المؤلف ليست ظاهرة جديدة في المسرح عموما فهى قديمة قدم المسرح الإغريقي، وموجودة في المسرح العربي، وجواد الأسدي من المخرجين الذين يعشقون إخراج نصوصهم المسرحية، يهيم بالتجريب لم لا وقد تتلمذ على يد الفنان (ابراهيم جلال)، المجرب المسرحي الكبير. حتى صارت للأسدي رؤيته الخاصة ليصبح المسرح لديه مساويا للحياة التي يحياها، فلم تعد له حياة بدون المسرح ولا حياة له إلا للمسرح ولا أنسى كتابه (البروفة) الذي يفوح عشقا وهياما بالمسرح.

وكما هام الأسدي بالمسرح هام ببغداد، وتلظى في أتون حروبها، وعانى السجن والاعتقال والمنفى لربع قرن ولكن ذاكرته ظلت متخمة بشوارعها وحواريها وأزقتها وناسها وثقافتها وحضارتها العريقة وأحلامها المهيضة، فكانت بغداد حاضرة داخله أبدا حتى في منفاه.

فكانت عروضه دائما ما تتحدث عن العراق، كانت بغداد نافذته التي يرى العالم كله من خلالها، وكان العراق جناحاه والمسرح هو الأرض السلام التي يحط عليها بأوجاعه التي لا يشفيها سوى عناق الوطن.

وقد شاهدت للأسدي على هذا الغرار عددا من العروض أتذكر منها: (نساء في الحرب و حمام بغدادي) ويلجأ الأسدي للتأليف فيما أعتقد كونه يسعى دوما لتكملة رؤاه الدرامية ونقلها كما تخيلها من قلب الورق إلى قلب الخشبة كتابة بصرية أو كما يفضل هو أن يسميها (خشبة النص) فهو هنا يتجه بمسرحه إلى مسرح ما بعد الحداثة بطريقة توفر عليه “الكثير من الحوار والمناقشة،( أو المناهدة ) مع مؤلف النص وهذا ما يقلص أو ينفي سلطة المؤلف أو كما يقول “رولان بارت”: “موت المؤلف”.

فهو يجعل من خطوط وشخصيات نصه الدرامي ـ الذي ربما هو لا يكون موجودا فعليا حتى بداية البروفات إلا في رأسه ـ النواة التي سيقوم بتأسيس نصه المشهدي على الخشبة بالحذف والإضافة، وذلك بكثير من التحرر بعيدا عن المؤلف الذي قد يرفض أو لا يتفق مع الرؤية التي يريد أن يقدمها المخرج ولا تتفق مع النص الذي كتبه بيده. كما أن المخرج المؤلف لديه من الانفتاح على الفريق فيجتهدون معه في ابتكار خيوط درامية جديدة وتوليد حوارات ومواقف تثري العمل المسرحي.

وربما أيضا يفضل الأسدي وممن يسيرون على نهجه الاحتفاظ بحق صناعة العمل كله حتى لا تفسد الوليمة كما يقول المخرج “تشارلز مارو “: (العمل مع الكاتب المسرحي الذي اختاره المخرج لتقديم مسرحيته على الخشبة هو دعوة إلى وليمة فاخرة، بشرط ألا يفسد هذا التعاون البروفات والتي تنعكس سلباً على الجهة المنتجة وعلى الجمهور الذي دفع ثمن البطاقة.‏‏)
لذا قام المخرج الممؤلف بالتعبير عما يعتمل داخله؛ هذا الجو الخانق الملبد بالحروب والانهيارات بعدد من المفردات التي يجيد توظيفها فالماء كرمز للحياة والتطهر والخروج من حالة التوهان والضباب والتشوه إلى حالة من الأمل وإن كان شفيفا أو مموها.

أمل التي تزوجت باسم حبيبها على أمل أن يعيشا معا حياة مختلفة، حياة تحيطها المحبة والفن والثقافة والمستقبل المزدهر، إلا إنهما اصطدما بالواقع المرير فتحول البيت المزدانة جدرانه بمكتبة عظيمة ترمز إلى أي تيار ينتمي قاطنوا المكان بفعل الظروف القاهرة إلى زنزانة لا يستطيعا منها فكاكا!

فصار الجنين/ المستقبل/ الحلم/ الأمل إلى عبء مهول، عبء تريد أمل التي تعاني وتكابر في مجتمع عانى كثيرا من التطرّف والفوضى. إنها ترفض بقوة أن تنجب في ظل تلك الظروف التي لا ترى لها انفراجا، فتسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى التخلّص من جنينها، في حين يرفض باسم رغبتها بل ويقاومها، لكن مقاومته لهذا الفعل لم تكن بطريقة عملية كأن يخرج مثلا من حالة التقوقع التي يعيش ويعيشها فيها.

ولكن؛ لماذا تريد أمل التخلص من الجنين/ الحلم؟ لماذا؟ الإجابة قالتها هى ببساطة لأنها خائفة، بل مرتعبة، فهى لا ترى أية معالم لذلك الحلم الذي راودها مع رفيق رحلتها التي باتت على شفا حفرة من الانهيار ولا تريد له أن يعيش ما يعيشانه من يأس ودمار وخراب.

إن عالم أمل الزوجة/ الحبيبة المغبونة والمهيضة هو عالم مصغر للوطن في مرحلة ما من عمره، عالم اختنق بالغبار وعبأته أدخنة القنابل التي تجتاح المدن خارجها. وتشوه معالمها، واختصرت ألوان الحياة البهيجة في لون واحد وهو الرمادي الذي لا تكاد ترى وتمايزما حولك من خلاله.

إن أكثر ما يميز العرض هو اتكائه على نص مشهدي مكتوب بلغة شعرية فصحى مع بعض العامية العراقية وهو الأسلوب الذي يفضل الأسدي دائما التمسك به في عروضه إيمانا منه ببريق الكلمة التي هى أهم الأدوات الفاعلة في العمل الفني فجاء الحوار مفعما بالأسى والتنوع رغم أن العرض ديودراما، ممثلان اثنان فقط على خشبة المسرح.

لقد استكمل جسد الممثلين حيدر جمعة ورضاب أحمد الصورة المشهدية التي أسسها السينوغرافي القدير د. علي السوداني، والتي سنأتي على ذكرها باستفاضة عبر الأسطر القادمة. فالمشاهد للعرض لن يستطيع أبدا فصل الحركة القلقة البطيئة حينا والمتسارعة المستنفرة أحيانا عن مجمل الصورة، حركة أمل دخولا وخروجا، ومحاولة هروبها المستمر وعودتها المتأرجحة بين حبها لزوجها باسم الذي تنتابه نوبات الاختناق المتكررة ويتعرض للموت مرات عديدة عبر مسافات زمنية قصيرة وهروعها المتكرر أيضا في محاولة منها لتمده بالحياة عن طريق جهاز الأكسجين لهو بمثابة الإنقاذ ومحاولة إعادة الروح بل الحياة لهذا الجسد البائس المعطوب الذي يصارع الغياب أمام عينيها ولا تستطيع هى أن تمنحه حلا ناجعا، وهو في اعتقادي محاولة لإعادة الروح لجسد الوطن العليل.

فكان “حيدر جمعة” في أدائه لدور “باسم” مجسدا لجسد الوطن الواهن، فتراه في حالة معاناة دائمة، فلا يكاد المشاهد يعرف عنه شيئا؛ من هو؟ ماذا يعمل؟ ما ثقافته؟ ما مشكلته؟ ما الذي آل به إلى حاله هذه؟ لا أحد يعرف عنه شيئا بالفعل من خلاله سوى ما يمر به أمامه من معاناة لا يدري أحد من المتسبب فيها بعينه؟ فتصيبه حالة من الشفقة المشوبة بالحزن والعبوس والتوتر ليدخل معه في حالة التشظي والألم التي يعانيها تماهيا معه. خاصة تلك اللحظات شديدة التعقيد التي تؤدي لاختناقه ولجوئه إلى التبرد وكأنه يطفيء لظى لا يشتعل إلا داخله، اشتعال لا يحس به إلا هو، اشتعال الفقد والفشل والدمار والغياب والتقهقر الداخلي الذي يتبعه تقهقر جسدي مريع يتجسد في ارتباطه بالمقعد المكسور الذي يلقي بجسده المهزوز الضعيف عليه. ولكنه كما أرى كان أكثر صراخا وتشنجا وانفعالا ورفضا لمحاولات زوجته في هجرانه والتخلص من الجنين الذي اكتشفت أنها تحمله في أحشائها، ما دفعه لتكرار جمل بعينها عدة مرات، بل كلمات. ومع ذلك كانت شخصية “باسم” اليائسة أكثر تمسكا بالأمل من أمل.

أمل؛ الفنانة”رضاب أحمد” فكان أداؤها تجسيدا للوحدة والحيرة الخانقة في أوجها، فتسمع كيف يتلون الصوت بالمرارة، والحركة بالارتعاش، الحب بالكراهية، التصميم على المواصلة والمقاومة بالهروب من الواقع المؤلم. إنها بين أمرين أحلاهما مر، أن تستمر في حياة قاتمة لا يوجد فيها بصيص أمل وبين حبها الذي لا تستطيع منه فكاكا. فتراها تحمل حقيبة يدها القماشية الباهتة المهترئة معلنة هروبها، لكنها تتراجع حينما تفاجأ بنوبة موات لحبيب عمرها فتنقذه بقلب المحب الملهوف والحانق في أحيان أخرى.. تدعو عليه بالموت وتهرول لتنقذه.. قمة التناقض هذا الذي تحس به والذي لا يختلف عن التناقض الذي يحيط بهما من كل صوب.

على أن اسمي البطلين اللذين يدور حولهما العرض “أمل” و “باسم” يحملان الكثير من التناقضات فأمل يحيطها اليأس وباسم عابس ومكفهر ومتألم طوال مدة العرض/ الحياة.. فأي اسمين اختارهما جواد الأسدي ولماذا لم نلمح ضوء أمل شحيح أو ابتسامة يندى بها ثغر باسم طوال العرض إلا أن يكون تلك النظرة الآملة في لحظة النهاية الضنينة التي أخبر فيها زوجته أنه رآها في خياله وهو يقنعها بالبقاء معه، حين قال لها: إنه رأى طفله وهو يعيش في بلد آمن، مزهو بالحدائق والسينمات ودور الأوبرا، طفل يسمع الموسيقى ويحبها، ويعشق الفن ويمارسه وأقرانه.

لكنها لحظة مفاجئة لم يمهد لها الأسدي بمبررات درامية تؤهل الجمهور لتقبلها أو التفاعل معها.. مما جعلها وكأنها لحظة خارج الزمن الحقيقي والفعلي للشعور العميم بالقهر والألم وكأنما قد اقتطعت بحدة من سياقها لتحشر في مكان ليس مكانها فقط لإنهاء حالة الجلد والجنون الذي تعاني منها الشخصيتان.. وكنت أرى أن يكون لهذه اللحظة المنيرة امتدادها الطبيعي في العرض الذي استمر لأكثر من ساعة.

ساهمت السينوغرافيا التي صنعها د. علي السوداني من (إضاءة وديكور وأزياء، وموسيقى مصاحبة) في تعميق الروح المقهورة لدى الشخصيتين. فجاءت الإضاءة كبطل هام من أبطال العرض فقد كان اللعب بها جيدا بداية من اللحظات الأولى للعرض فهنالك “اسبوت وايت لاين” ساقط من أعلى يمين المسرح على جسد الزوجة وهىتمسك بكتاب تكاد تلتهمه، وكذلك “اسبوت وايت لاين” ساقط من أعلى يسار المسرح على الزوج وهو منهمك في القراءة هو الآخر، وعلى الرغم من كون الشخصيتان غارقتين في القراءة بما يوحي إلى توجههما الفكري ومستواهما الثقافي.

إلا أننا نرى بشدة مصدري الإضاءة الساقطين من منتصف سماء المسرح صانعين علامة (اكس) كل مصدر ضوء لأحدهما ينتهي عند الآخر وهى تمثل لي علامة التشاحن والتباعد الروحي في تلك اللحظة. فعلى الرغم من اشتراكهما في نفس الثقافة والمحبة ورغبة الحياة إلا أن ثمة إكسات غير مرئية قد تنسدل من الأعلى لتحول ذلك التوافق الجسدي الظاهر للجمهور إلى تشنجات مرعبة وبعد بيّن بين روحيهما وهذا ما يظهره مرور الأحداث. حيث نرى تمازج خطوط الإضاءة البيضاء النازلة وسط العتمة من المنتصف حتى أسفل باحتدام الشجار فيما بينهما.

ثم في المنطقة الأخيرة من العرض نرى الإضاءة البيضاء نفسها والساقطة من أعلى المسرح لكنها هذه المرة تصنع عبر عدة تقاطعات في ثلاثة مناطق منفردة يمين وسط يسار لتسقط كل منها في منتصف مقدمة الخشبة في لحظة التكشف بنهاية العرض، تلك اللحظة التي استطاع مصمم الإضاءة التقاط روحها فهى لحظة التنوير الوحيدة في العرض المشحون بالضبابية والتوتر.

أما الديكور، فالمساحة مفتوحة، متداخلة، غير محددة، لا يوجد أثاث بالمعنى المفهوم للبيت، كنبة مهترئة لأمل، ومقعد متهالك لباسم، كل منهما وضع في زاوية يمينا ويسارا وبينهما منضدة منخفضة تمثل سريرا “شيزلونج” أسود مكسوا بالتراب وكئيب، مغطى حتى منتصفه باتجاه الداخل بالكتب، المكتبة تحتل البيت كله سواء كبناء خشبي كبير مائل مقسم إلى مربعات ومستطيلات معلق بعرض واجهة خشبة المسرح احتفظ بشيء من التوازن مما منع بعض الكتب من السقوط، وهذا له ما يعبر عنه من بقاء بصيص الأمل. ناهيك عن مئات الكتب المبعثرة هنا وهناك، على قوالب الطوب التي استخدمت كعوازل تحمي مجموعات الكتب من الغرق. كما أن برميل يقع تحت مصبات المياه الساقطة من انكسار المواسير بأعلى. والذي يستخدمه باسم في إطفاء حرارة النيران التي تتأجج بداخله كلما ازداد الشجار بينه وبين أمل يدل على أن الكيل طفح والوضع ازداد سوءا بفيضان الماء منه ليغرق ارضية البيت/ المسرح.

أما الملابس، فكانت فقيرة جدا لتعبر بطريقة أو بأخرى عن الحال الذي يعيشه الزوجان. على أن أصوات المياه المتساقطة التي كانت تعزف منفردة لتبين الوحشة والتي تستخدم في التعذيب قامت بدورها في مراوحة حال من يقطنون داخل هذا الخراب.

أخيرا..
على الرغم من أن العراق العظيم بدأ يخرج من هذه الهوة السحيقة التي عاشها لسنوات عديدة لينتفض من كبوته معلنا حياة جديدة، إلا أن هناك من يزال يعيش ذكرى هذه الأجواء القاتمة ولا يستطيع الفكاك منها من هول ما عاناه وهو ما يجعلنا نتساءل بل نلح في السؤال الأكثر فداحة للإنسانية: ترى.. أي حب يمكن أن يعيشه الإنسان وهو يتجرع ويلات الحروب أو حتى تبعاتها القاسية؟


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock