حوارات

عبد الناصر الزاير: مسرح الطفل يتطور، ووصل مرحلة متقدمة عن نظيره في الوطن العربي


حاوره: عبدالمحسن الشمري –

ـ

أكد الفنان عدالناصر الزاير أن مسلسل «سمسمية وسموم» يتميز بمراعاته للاهداف التربوية والنفسية للأطفال، معتبرا أنه الوحيد على الصعيد العربي الذي يمتلك هذه الخصوصية، مشيرا إلى أن المسلسل يتواصل عرضه منذ عامين عبر تلفزيون الكويت، وتناول الزاير في حواره التالي جملة من القضايا التي تهم الأطفال، والخصوصية المطلوبة في الأعمال الموجهة له، إلى جانب رؤيته لما يقدم من برامج ومسرحيات لهذه الفئة محليا وخليجيا وعربيا.

كيف تقيم تعامل التلفزيونات الخليجية والعربية مع برامج الأطفال؟
ـــ التجارب متفاوتة، فهناك أعمال تعتمد على تقديم الأغنية، مثل القنوات المتخصصة التي سدت فراغا مهما، وعوضت ضعف ما تقدمه القنوات الرسمية في هذا المجال، لأن القنوات الرسمية لا تتعامل بشكل جدي مع برامج الأطفال، وتعتمد على البث المباشر و«سين جيم»، ولو حصرنا الساعات التي تبث فيها هذه القنوات للأطفال لوجدناها يسيرة جدا، ومن هنا برزت قنوات الأطفال المتخصصة، وعلى الرغم من أنها تعتمد على الربح، فإنها قدمت أشياء كثيرة للطفل، خاصة في مجال المعرفة، إلى جانب تقديمها للأغنية، وهي الأقرب إلى الطفل.
ترفيه ومعرفة
لكن القنوات الرسمية لها خصوصية تعليمية في تقديمها لبرامج الطفل.
ــــ لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل الجانب التعليمي والمعرفي الذي يتلقاه الطفل عن الترفيه، فالتعليم مطلب شعبي، وايضا التربية والسلوك، والقنوات المتخصصة تنبهت إلى هذا الأمر، فقدمت الترفيه والمعرفة باستخدام وسائل محببة عند الطفل مثل الأغنية، أما القنوات الرسمية فقدمت للطفل جوانب أخرى تهتم بالتراث والجغرافية والتوعية الدينية، وأرى انه ليس من مهمة تلك البرامج أن يلبس الطفل الغترة والعقال مثلا كي نقول اننا نقدم الجانب التراثي.
أعمال تراثية
ماذا بشأن مسلسلات الأطفال؟
ـــ أعتقد أن هناك اسبابا عديدة لغياب مسلسلات الأطفال في التلفزيونات الرسمية، ومنها عدم وجود المنتج القادر على تنفيذها، وكان تلفزيون الكويت سباقا في إنتاج المسلسلات التراثية الخاصة بالأطفال، وقدم العديد من هذه الأعمال الناجحة، التي عرضت في المحطات الخليجية، وما يزال بعضها يعاد عرضه بين فترة وأخرى، وقد كان تلفزيون الكويت ينتج هذه الأعمال في استوديوهاته ويشجع المخرجين، ويستثمر الطاقات المحلية من مخرجين وممثلين وفنيين وغيرهم، وأعتقد أن هناك تكاسلا على مستوى الخليج لإنتاج مثل هذه الأعمال.
كما أن هناك معضلة أساسية يجب أن ينتبه إليها صناع القرار في مهرجانات التلفزيون، فمن خلال متابعتي الطويلة لم أجد بندا حول مسلسلات الأطفال في تلك المهرجانات، ربما لأنه لا يوجد انتاج درامي للأطفال، ومن المهم جدا أن يعود مثل هذا الإنتاج ثانية ليس في تلفزيون الكويت فقط، وإنما في مختلف المحطات الفضائية، ومن المهم جدا أن تساهم مهرجانات التلفزيون بتشجيع مثل هذا الإنتاج من خلال تخصيص جوائز وحوافز.
سمسمية وسمسوم
هلال تحدثنا عن مسلسل «سمسمية وسمسوم»؟
ـــ لا أبالغ أن قلت ان هذا المسلسل من أكثر الأعمال التي حققت نجاحا كبيرا، ويكفي انه ما يزال يعرض في تلفزيون الكويت منذ عامين، كما أنه حصد أكثر من جائزة، منها جائزة أفضل عمل عن حلقة «الكفيفة» في مهرجان القاهرة للإنتاج التلفزيوني، وهو من إعدادي، ومن إخراج عبدالله الباروني وجود دشتي، ويشارك في التمثيل مجموعة كبيرة من الفنانين، بينهم جاسم عباس، خالد المفيدي، أسامة المويعيل، محمد الزاير، مشاري البلام، يوسف الحشاش، أسامة الخرس، سعود القطان، آمنة العبدالله، أحمد إيراج، منى شداد، حسن إبراهيم، محمد الحملي، وعدد كبير من الفنانين.
ما الذي يميز المسلسل؟
ــــ المسلسل يراعي تماما الأهداف العلمية والتربوية والنفسية للأطفال، وهو الوحيد في الوطن العربي الموجه للأطفال، كما انه يواكب المناسبات الوطنية والدينية للكويت، ويقدم كل ما هو جديد في مجال الطفل، ويجمع بين الدمى والممثلين الأحياء، وقد نال ردود فعل إيجابية منذ عرضه، وما يزال ينال أصداء طيبة محليا وخليجيا، وقد وجد الأطفال فيه ضالتهم، ففيه الضحك والمعلومة إلى جانب وحدة المكان والزمان، وهذا أمر مهم جدا بالنسبة للأعمال التي يجب تقديمها للطفل.
عبدالناصر الزاير مؤلف ومخرج وملحن متخصص في مجال الطفل.. أين أنت من مسرح الطفل؟
ـــ أنا متواجد، كنت عضوا في تحكيم النصوص والعروض في المهرجان العربي الأول لمسرح الطفل. وعلى صعيد الكتابة، قدمت قبل فترة مسرحية «الختراع العجيب»، ولدي العديد من المشاريع الجاهزة أو قيد التنفيذ، سواء على صعيد الكتابة أو التلحين أو الإخراج.
كيف ترى ما يقدم من أعمال في مسرح الطفل؟
ـــ مسرح الطفل يتطور، وقد وصل مرحلة متقدمة عن نظيره في الوطن العربي، واعتقد أن للبدايات الصحيحة دورا كبيرا في ذلك، لأنها استندت على أسس علمية وتربوية وأخلاقية، وهذا ما ساهم في تقديم العديد من الأعمال الناجحة، وافرز جيلا من الأطفال مستعداً للذهاب إلى المسرح ومشاهدة العروض، لأن هؤلاء الأطفال تعلموا الطقوس الصحيحة لمتابعة مسرح الطفل، وأصبح المسرح لديهم ضرورة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock