مسابقات ومهرجانات

عن الفاضل الجعايبي وجليلة بكّار.. “الفيلم الوثائقي “تكلّم” حين نوثّق للحظات “جنون” وجها من حقيقة غائبة


المسرح نيوز ـ تونس| إعلام الهيئة العربية للمسرح

ـ

 

رغم تراكم السنين التي تتلو نجاح عمل فني ناجح فإنّ الفضول لمعرفة الكواليس أو المخفي من الحكاية يبقى هاجسا يحاصر الباحثين عن “الوجه الآخر” من الحكاية.

“جنون” للفاضل الجعايبي وجليلة بكّار -بما حملته من مضامين مبعثرة – مثّلت عملا من الأعمال المسرحية العالقة في الذاكرة الجماعية التي تحوّلت في سنة 2006 إلى شريط سينمائي ، كما نجحت شركة “أتانور برود” في تصوير فيلم وثائقي حاصر لحظات ولادة هذا العمل وتأجج أفكاره ومشاهده وكل تداعياته الدرامية والركحية.

ساعة من الزمن وفّرها فضاء “الفن الرابع” بالعاصمة اليوم الجمعة 12 جانفي لعرض الشريط الوثائقي “تكلّم” للمخرجة “أن كلوسي” Anne Closset ، والذي صوّر بين سنتي 2000 و2001 في تونس وتحديدا بالعاصمة.

كان ذلك ضمن سلسلة عروض فيديو حول “تجربة فاميليا” التي تستمرّ طيلة أيام مهرجان المسرح العربي في دورتها العاشرة التي تحتضنها تونس.
تحاصر “كاميرا” “كلوسي” Closset فريق عمل المسرحية : الفاضل الجعايبي وجليلة بكار وفاطمة بن سعيدان ومحمد علي بن جمعة وصالحة

النصراوي وكريم الكافي وآخرين من مشاركين وفريق إعداد.
اكتشفنا عبر الصور كواليس ميلاد عدد من مشاهد العمل و ارتباك اللحظات الأولى والتمارين المتكرّرة وسخط الجعايبي في بعض الأحيان مقابل رضاه عن بعض المشاهد الأخرى .

رصدت الكاميرا أيضا علاقة المخرج بالممثلين ، لقد كانت علاقة مضطربة إلى أقصى الدرجات ، أو هكذا تراءى لنا من خلال ما رصدته مخرجة العمل.
نكتشف ذلك الجانب الحرفي في علاقة الجعايبي بالفنانة القديرة جليلة بكار ، وموقع هذه السيدة وسط الاضطرابات الكبرى التي تشهدها التمارين وولادة العمل رويدا رويدا.

جليلة هي ذلك الخيط الجامع بين ما يريده مخرج العمل وما يقتضيه النص من اجتهادات وما يتاح للمثل من فرص للارتجال ، فهي حاضرة بين هذه الأقطاب الثلاثة ، المخرج والممثل والكاتب أو المؤلف.

يتصاعد النسق الدرامي للفيلم مع تصاعد نسق التمرينات التي تقترب من موعد العروض الأولى ، وتتشابك هنا خيوط المشاهد التوثيقية مع مشاهد المسرحية الذي يصوّر حالة مريض نفساني فصامي (نون) تتدهور حالته بمرور زمن ال104 دقائق من “جنون” ، نرتطم في الأخير بصورة من الواقع للممثل محمد علي بن جمعة الذي يصاب بحالة هستيرية تدفعه إلى تكسير الأطباق أمامه ، لم يكن ذلك أمام الجعايبي بل في فترة تمرين خاص جمعه بزملائه من الممثلين.

تلك الحالة الهستيرية كانت نقطة من النقاط القوية في الفيلم ، لم تكن جزءا من المسرحية بل جزءا من كيان الممثل وانفعالاته الحقيقية التي تلت كمّا من الضغوطات النفسية والفكرية والجسدية.

كان الفيلم فرصة لاكتشاف “فاميليا” الشركة المنتجة لمسرحية “جنون” والمكان الذي تولد منه أعمال الثنائي فاضل الجعايبي وجليلة بكار ومن معهم من المشاركين والفاعلين في العملية الإنتاجية.
نذكر أن نص مسرحية “جنون” هو للمختصة النفسية ناجية الزمني صاحبة مؤلّف Chronique d’ un discours schizophrène الصادر يوم 20 نوفمبر من سنة 1999.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock