“فاصل زمني”.. على مسرح “مركب محمد زفزاف” عرض أردني مكلل بلحظات البوح الذاتي
المسرح نيوز ـ القاهرة| مسابقات ومهرجانات
ـ
إعلام الهيئة العربية للمسرح
انعقد مؤخرا في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة عشر والمنعقد بمدينة الدار البيضاء ندوة صحفية تعريفية بالعرض المسرحي الأردني “فاصل زمني” يومه الجمعة 13يناير 2023 على الساعة العاشرة صباحا بقاعة المؤتمرات الصحفية بفندق موغادور ، وقد كان اللقاء فرصة لأعضاء فرق العرض لتقديم الخطوط العريضة للعمل المسرحي المبرمج عرضه غدا السبت 14يناير 2023 على الساعة الرابعة زوالا بمسرح محمد الزفزاف بنفس المدينة. و قد كانت الندوة مسيرة كما العادة في غالب الندوات من طرف الأستاذ أحمد طنيش الذي دعا أعضاء الفارقة إلى تقديم خلفيات الميتا نص و عناصر المواجهة داخل هذا العمل المسرحي من أجل أخذ فكرة أولية عن العرض و عن محددات صناعته المسرحية.
ضمن هذا الإطار أكد محمود الزغلول مؤلف و مخرج مسرحية “فاصل زمني” أن هذه الاخيرة هي من إنتاج فريق عمل متكامل الادوار والمهام يصل إلى حوالي 14 عضوا يتوزعون بين ممثلين و معدي خشبة وسينوغراف وأخرين أغلبهم هواة للعمل المسرحي وليسوا محترفين بالمعنى الاصطلاحي للاحتراف و في جواب له على استفسار مسير الندوة حول الإطار العام المختبري للاشتغال الذي حكم إنتاج هذا العمل أكد الزغلول أن النص الأصلي للمسرحية هو في حقيقته لحظة بوح ذاتي من طرف نفس المؤلف بوح ناقش من خلاله الزغلول الوضع الاجتماعي والاقتصادي العربي بشكل عام والاردني بشكل خاص من خلال مسرحة الموضوع وتوزيعه على ثلاث شخصيات رئيسية و في إشارة مهمة أكد نفس المخرج أن العنوان الاصلي لنص المسرحية كان هو “من يجرؤ على الكلام”
وهو ما يعطي للجمهور المستهدف بمشاهدة العرض على الركح أنه سيكون أمام تجربة مسرحية ستناقش مواضيع مسكوت عنها ليصل في الأخير إلى أنها تتحدث عن قضايا اجتماعية واقتصادية عامة لاغير الامر الذي سيطرح تشويشا في التلقي ما حذا بأعضاء الفرقة إلى الاتفاق على تعويض العنوان السابق بآخر كان هو “فاصل زمني” في دلالة واضحة على حضور عنصر الزمن داخل البناء المسرحي ككل للعمل و كراوي للأحداث، أما عن الدلالة المسرحية لكلمة “فاصل” فهي خروج الشخصية الرئيسية المتكرر على شكل فواصل.
وقد ذهب في هذا الاتجاه المسرحي والإعلامي الأكاديمي أحمد طنيش مسير الندوة حينما أكد أن ما تم تسجيله إلى الان بخصوص لغة المسرحية يتقاطع مع ما هو معروف في اللغة المسرحية ببصريات اللغة أي حينما يصبح لعلامات التنقيط داخل الحوار المسرحي بعد بصري في المشهد المسرحي ككل
أما عمران لعلوج المخرج المسرحي المساعد فقد اعتبر أن الإغراق في تقديم تفاصيل حول مسرحية “فاصل زمني” سيحرق النص والعمل ككل قبل أن يشاهده الجمهور على الخشبة معتبرا أن النقاش سيكون أعمق بعد انتهاء العرض الذي يقدم بدعم من وزارة الشؤون الثقافية الأردنية، وبمشاركة شباب متطلع للعمل المسرحي. وقد جاء في توضيح الزغلول بخصوص هذه النقطة أن مهرجان المسرح الاردني كان له فضل كبير في التعريف بهذه المواهب المسرحية وإعطاءها الفرصة لتصل إلى التتويج والاحترافية بعدما أبانت عن مقدرات مهمة في هذا الباب، ما اعتبره الاستاذ طنيش نجاحا في المرور عبر عدة قنوات حتى الحصول على أهلية المشاركة في هذا المهرجان العربي للمسرح من طرف الفرقة. أما إحدى ممثلات فريق العرض الأردني فقد اعتبرت أن هذا العمل المسرحي انطلق منذ كتابته الأولى ليحكي عن تجربة ذاتية إنسانية للمؤلف الزغلول بما عاشه من تفاصيل حياتية أثناء جائحة كورونا تركت في نفسيته أثرا و تفاعلا واضحين مكناه من البوح والكتابة. وقد انبرى الممثل الأردني الشاب علاء الحاجري والمشارك في العمل إلى التأكيد بأن المحدد الرئيسي الذي اعتمد عليه مؤلف ومخرج العمل في ترشيحه لممثلي العمل هو الموهبة ما أعطى العمل بعدا خاصا. يبقى أهم ما يمكن تسجيله في هذه الندوة التعريفية بالمسرحية الأردنية “فاصل زمني” هو فتحها لنقاش حول السؤال السينوغرافي وعلاقته بالإخراج المسرحي؟ فكما أشار الاستاذ طنيش أن السينوغرافيا أثارت ولازالت الجدل بين معارض ومؤيد،
لكن الاهم هو أن نتسائل ماذا تبقى للمخرج المسرحي وهل انتهى دوره؟. وقد أكد أعضاء الفرقة الأردنية مثل الزغلول أن المسرح يبقى عمل جماعي كل من موقع أما أخرون فأكدوا أن السنوغرافي له دور مكمل يمكن أن يختص في بعض العناصر مثل الديكور و الموسيقى لكن يبقى للمخرج الدور الرئيسي في إدارة العمل ككل و ترجمة ما يريد قوله النص المسرحي. وقد اننهت الندوة على حد تعبير الأستاذ طنيش بدعوة من المخرج الأدرني الزغلول بأن تعود المهام لأهلها و أن عمل السينوغراف لن يلغي المهام الكبرى للمخرج المسرحي وإنما يكملها ويغنيها وفي انتظار عرض المسرحية كل عام والمسرح العربي بألف خير.