في ندوة تكريمه.. الفنان محمد محمود: “صوروا جميع الأعمال لتكون أرشيفا لجميع طلاب المسرح في مصر”
المسرح نيوز ـ القاهرة| أخبار
ـ
كتبت : آية سيد
ـ
نال تكريم الفنانين المسرحيين نصيبًا كبيرًا خلال المهرجان القومي للمسرح المصري بدورته السادسة عشر، وذلك لقيمة هؤلاء الفنانين وقيمة تاريخهم الفني القيم، وتأثيرهم الكبير على الجمهور المصري والعربي، ويعد تكريمهم هذا عرفان بسيط نستطيع تقديمه لهؤلاء الفنانين، للاحتفاء بما قدموه من أعمال مسرحية درامية طوال مشوارهم الفني.
أقيمت ندوة تكريم الفنان القدير محمد محمود في يوم 10 أغسطس 2023، وكانت تحت إدارة الكاتبة الصحفية والناقدة هند سلامة، وبمناقشة الكاتب المسرحي عماد مطاوع وذلك بعد أن غاب عن الحضور محرر الكتاب د. محمد زعيمة.
وقد افتتح الكاتب والناقد المسرحي عمرو دوارة الندوة، فبدأ حديثه بتعريف السادة الحضور بجدول الندوات خلال دورة المهرجان وتقسيمها على أيام المهرجان، وما تحمله هذه الندوات من أهمية. ثم قام بشكر رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، ومدير المهرجان الفنان ياسر صادق، لبذل هذا الجهد في هذه الدورة المميزة.
كما أن الناقد عمرو دوارة قد وجه قضية خاصة بنشرة المهرجان وذلك لطبع نشرة افتتاح وختام المهرجان فقط، وعدم طبع نشرة أيام المهرجان الأخرى، ليرد عليه الفنان محمد رياض بأن ذلك متعلق بالماديات، وعدم توافر رعاه خلال هذه الدورة، ولكن الفنان محمد رياض قد وعد بطبع النسخ الأخرى.
و أشار الناقد عمرو دوارة إلى قضية أخرى، تواجه بعض المكرمين في هذه الدورة، وأن هذه القضية ليست متعلقة بإدارة المهرجان، بل متعلقة بكتب المكرمين التي كتبت بعجالة، وبالتالي تحتاج إلى بعض التوثيق، ومن ضمنها الكتاب الخاص بالفنان محمد محمود، فيرى الناقد عمرو دوارة أن هذه الكتب تحتاج إلى رؤية نقدية! ، وناشد المسئولين أن يتم وضع لجنة لمراجعة هذه الكتب قبل إصدارها. وختم د. دوارة حديثه بأن الكتاب المقدم عن الفنان محمد محمود كان بحاجة إلى جهد أكبر من محرره لتوضيح التاريخ الفني الكبير للفنان محمود.
بعده بدأت الكاتبة والناقدة هند سلامة حديثها، بتناول مقطع صغير من كتاب الفنان محمد محمود. ثم بدأ الكاتب المسرحي عماد مطاوع حديثه أولًا بتناول التاريخ الفني الحافل للفنان محمد محمود، ثم وضح أسباب ضعف مادة الكتاب التي طرحها الناقد عمرو دوارة، وذلك بأن الوقت الذي كُتب فيه كتاب الفنان محمد محمود كان وقتًا قصيرًا للغاية مدته ثلاثة أسابيع، ، و ختم حديثه بشكر الفنان محمد محمود ومباركته على التكريم.
بدأ محمد محمود حديثه بشكر رئيس المهرجان محمد رياض وشكر إدارة المهرجان، وانطلق حديثه من قضية كتابه التي طرحها الناقد عمرو دوارة، فقد صرح الفنان محمد محمود بأنه كان يتمنى أن يكون الناقد المسرحي د. عمرو دوارة هو محرر كتابه، لكنه رفض، كما صرح بأن د. زعيمة لم يجد المراجع الكافية التي يستند ويعود إليها لمعرفة التاريخ الفني لمحمد محمود، وبالتالي يتحدث عن قضية المسرح المصري الذي لم يؤرخ، مضيفا : “مفيش ذاكرة يا جماعة”، “صوروا جميع الأعمال يا سادة الجيدة والرديئة بغرض الدراسة وغرض أن تقدم كأرشيف لجميع طلاب المسرح في مصر”.
و أشار محمد محمود إلى أن د. زعيمة لم يقدم نقدا في الكتاب سوى لمسرحيتين لمحمد محمود، إحداهما عرضت من حوالي أربعون عامًا، وأخرى تعرض على شاشة التلفزيون لكنها لم تعد من أهم أعمال محمد محمود. رغم أن رصيده المسرحي أكثر من أربعين عرض مسرحي، كان من الممكن تناولها أن عرض واحد من هؤلاء أن ينقل محمد محمود.
نبذة عن مسيرة الفنان محمد محمود :
خلال فترة الثانوية العامة للفنان محمد محمود، كان يقوم بالتمثيل، بعد أن خرج من عباءة المسرح المدرسي، بالتالي لم يهتم بالدراسة، ليلتحق بعد ذلك بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية ويظل حلم التمثيل بداخله، حتى بعد تعيينه كمدرس لغة إنجليزية واخصائي اجتماعي بإحدى المدارس.
قرر محمد محمود الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، لكنه كان يعلم بأنه لم يقبل بالمعهد، فقدم أمام اللجنة إحدى مشاهد مسرحية تاجر البندقة التي كان بارعا بها، كما أنه قرر تجسيد دور باللغة العامية من مسرحية اه يا ليل يا قمر، وقد صرح بأن امتحانه أمام اللجنة المكونة من أساتذة مسرح كبيرة كسعد أردش وعبد الرحيم الزرقاني، وقد استمر امتحانه حوالي ساعتين.
شعرت اللجنة باضطرابه وتقرر أعطاءه فرصه من خلال إلقاء دور بالشعر العربي البليغ، ويوضح محمد محمود أن معرفته باللغة العربية جاءت من قراءته وحفظه للقرآن الكريم وتعليم والدته له. لم يثق محمد محمود في قدراته التمثيلية أمام لجنة المعهد وبالتالي لم يخيل له بأنه سوف يقبل بالمعهد، لذلك لم يسأل عن النتيجة، وبعد حلول شهر، يرسل محمد محمود أخيه إلى المعهد لسحب ملفه، ليكتشف بأنه من المقبولين في المعهد، ويقرر الاستغناء عن جزء من مهنته كمدرس ليدرس بالمعهد.
تأثير المسرح المدرسي في تكوين الفنان محمد محمود:
يتحدث الفنان محمد محمود أن المسرح المدرسي لديه تأثير كبير خاصة على جيله، ويعد اتقانه للغة العربية سبب من أسباب حبه للتمثيل والمسرح خاصة المسرح المدرسي، فإتقانه للغة العربية مرتبط أيضًا بالكتب والروايات المصرية والعربية التي قرأها محمد محمود من صغره، وذلك لتوافر مكتبة في منزله تحمل كتب معظم الأدباء المصريين والعرب. وكان يقدم في المسرح المصري عروض مسرحية باللغة العربية الفصحى.
مرحلة الإذاعة في مشواره:
كان يعمل الفنان محمد محمود موظفًا في مسرح الحكومة، كما عمل ممثلًا في الإذاعة بجانب وظيفته بالمسرح، وعلى الرغم من أن الإذاعة لم تقدم له الكثير من المال، إلا أنه كان عاشقًا للإذاعة خاصة البرنامج الثقافي الذي يقدم مسرحيات عالمية. وقد أعرب أن الإذاعة ثان فن يحبه الفنان محمد محمود بعد فن المسرح، وإن الإذاعة فن صعب وذلك لأنه يجب على الممثل أن يبذل كثير من الجهد لكي يستطيع توصيل الشخصية إلى المستمع.
لكن بعد توليه مسئولية إدارة مسرح الطليعة، انفصل محمد محمود عن التمثيل في الإذاعة والمسرح، كما أنه رفض خلال فترة توليه الإدارة جميع الأدوار التي كانت تقدم إليه سواء من مسرح القطاع العام أو مسرح القطاع الخاص وذلك حتى يمنع النقد الموجه إليه، ولكن قدم محمد محمود بطولة مسرحية حمام روماني في افتتاح قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة، وتعد هذه التجربة التمثيل الوحيدة التي قدمها محمد محمود أثناء توليه إدارة المسرح.
كوميديا محمد محمود:
يرفض محمد محمود تقديم الكوميديا بشكل مصطنع أو ما تسمى بكوميديا الافيه، إنما يقوم بتقديم كوميديا الموقف النابعة من الشخصية، وإذا أراد إضافة جملة على الشخصية كان ذلك يتم بعد العودة إلى المؤلف. كما أنه يرفض أن يقوم بتقديم كوميديا على حساب بطل العرض المسرحي، لكي يهتم الجمهور وينشغل مع البطل وليس معه.
أقيمت الندوة بحضور رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، مدير المهرجان الفنان ياسر صادق، الفنان محمد أبو داود، الكاتب والناقد المسرحي عمرو دوارة، الكاتب المسرحي جمال عبد الناصر، الكاتب محمد بهجت، الناقد محمد الروبي.