كان شعاره .. “التسامح والسلام”.. مهرجان الدن العربي يتألق في دورته الثالثة.. ويصبح دوليا في 2020م
انطلقت فعالياته من 7 حتى 12 من أكتوبر الحالي
المسرح نيوز ـ سلطنة عمان| رنا عبد القوي
ـ
انتهت سريعاً تاركة بنفوسنا شوق باللقاء مجدداً فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان (الدن العربي) المقام في سلطنة عُمان من 7 الي 12 من اكتوبر الجاري، والذي أقامته فرقة (الدن للثقافة والفن) تحت شعار رَحِب، يحتضن كافة الثقافات والهويات، هو (التسامح والسلام)، برئاسة كل من الفنان إدريس النبهاني والفنان محمد النبهاني، والذي أقيمت فعالياته بداخل أروقة وقاعات ومسارح صرح تعليمي وتربوي كبير هو (كلية الخليج) ورعاية الفنان العُماني القدير طالب بن محمد البلوشي .
وقد ضم المهرجان ثلاثة مسابقات رسمية منفصلة، لكل منها لجنة التحكيم الخاصة بها، وجوائزها، و مواقيت وفضاءات عرضها، وهي مسابقات عروض مسرح الطفل، ولجنة تحكيمها أُلفت من المخرج السوري دكتور عجاج سليم، والكاتبة المصرية صفاء البيلي، والكاتب السعودي عباس الحايك، والفنان البحريني عبد الله ملك، والفنانون العُمانيون يوسف البلوشي، و محمد خلفان، والطفلة ريم الشعيلية . وعروض مسرح الشارع، ولجنة تحكيمها هم الدكتور بشار عليوي من العراق، والفنانة العُمانية شمعة محمد، والفنانة الكويتية مني شداد، والفنانة التونسية عُباب الأطلس، والفنانون العُمانيون طاهر الحراصي، و خالد الضوياني، و سالم الرواحي، وعروض مسرح الكبار، وكانت لجنة تحكيمها مُشكلة من المخج العُماني دكتور عبد الكريم جواد رئيساً، الفنانة والسينوغراف اللبنانية شادية زيتون، والفنان الاردني مؤيد حمزة، والفنان القطري أحمد المفتاح، والناقدة العُمانية الدكتورة عزة القصابي، والفنانون العُمانيون دكتور مرشد راقي، محمد الضبعوني .
هذا بجانب الورش المسرحية التي قدمها المهرجان لشباب المسرحيين، وهم، أولاً ورشة (ميكانيزم الكتابة والاخراج لمسرح العرائس)، وقدمها من سلطنة عُمان المؤلفة الاستاذة “ختام السيد”، والكاتب الاستاذ “أحمد الأزكي”، ومن تونس مخرج مسرح العرائس الاستاذ “الأسعد المحواشي”، ومن سوريا مخرج مسرح الطفل والعرائس الاستاذ “عدنان سلوم”، ثانياً ورشة (المكياج المسرحي .. ألوان وأشكال ودلالات) للفنان البحريني “ياسر سيف”، ثالثاً ورشة (إصنع مسرحيتك) للكاتب الكويتي “عثمان الشطي”، رابعاً ورشة (مسرح الشارع) للمخرج العراقي الدكتور “بشار عليوي”، خامساً ورشة (اللعب الدرامي للأطفال) للفنانة التونسية “عُباب الأطلس”.
وإرساءً لمفهوم العرفان بالعطاء الفني، كرم مهرجان الدن والاتحاد العام للفنانين العرب مجموعة من الفنانين الذين أثروا الحياة الفنية المسرحية في عالمنا العربي وهم، عبد الكريم جواد، أمينة عبد الرسول، صالح الفهدي، آمنة الربيع، بدر الحمدامي، رحيمة الجابري، محمد هلال، عماد الشنفري، محمد خميس، يوسف البلوشي، عبد الله البطاشي .
واستضاف المهرجان ضيوفاً من مختلف الدول العربية أضاءوا ليالي المهرجان بحضورهم البهي وشهرتهم العربية الواسعة من خلال أعمالهم المؤثرة في وجدان الجمهور العربي ، منهم سيدة الشاشة الكويتية والخليجية حياة الفهد، و من سوريا الفنان القدير أسعد فضة، والفنانة القديرة مني واصف، والفنان مصطفي الخاني، والفنانة سلوي حنا حنا، ومن الكويت الفنانة القدير انتصار الشراح، والفنان القدير جاسم النبهان والفنان حمد الرقعي، والفنان جمال اللهو، والاعلامي خالد الراشد، والفنان جاسم الانصاري، والاعلامي مفرح الشمري، ومن قطر الفنان صلاح العلا، والفنان صالح المناعي، ومن مصر الباحث الدكتور سيد علي اسماعيل، والاعلامية غادة كمال، والناقدة رنا عبد القوي، ومن المغرب الاعلامية صفاء الأغا، والفنان عبد العزيز المحيوتي .
وعلي التوازي مع فعاليات المهرجان المسرحية، كان هناك مسابقات اخري أضاءت الحدث الثقافي العُماني الضخم، وهي مسابقة (أفضل فريق إعلامي)، و مسابقة (أفضل صورة) ، بجانب معارض التصوير لشباب المصورين التي اقيمت في فضاء كلية الخيلج كمعرض السياحة في عمان لوزارة السياحة، ومعرض صور تاريخ الصحافة العمانية لوزارة الاعلام، و معارض الاصدارت الادبية العمانية للكاتبة الدكتورة آمنة الربيع، وبيت الغشام، والمنتدي الأدبي، والجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، والنادي الثقافي، ودار الوراق، والاعداد الصادرة لمجلة مرشد، ومعرض الجوائز والدروع التي حصدتها فرقة مسرح الدن خلال رحلتها الطويلة ومشاركاتها في المهرجانات المحلية والدولية منذ انشائها عام 1994 وحتي الآن .
وعن العروض والفرق المشاركة، ففي محور مسرح الطفل شاركت دولة الامارات بعرض (المهرجون) لفرقة بني ياس ، وشاركت دولة الكويت بعرضي (مملكة الاسود) لفرقة تياترو، و (لوحة الزمن) لشركة ميديا فورس، وشاركت الجمهورية التونسية بعرض (الحوريات) لشركة كارمن، والجمهورية الجزائرية بعرض (في كل بيت) لفرقة المسرح الجهوي العلمة .
أما عروض مسرح الشارع، فقدمت دولة الامارات العرض المسرحي (رجل فقير) لفرقة مسرح ناشئة الشارقة، وقدمت سلطة عمان أربعة عروض متميزة في هذا المحور، دلت علي الاهتمام بنوعية مسرح الشارع في عُمان والعمل من أجل تطويره و العمل علي تقبل الجمهور له وتلقيه بشغف والتزام ، وكانت هذه العروض (آخر أمل) لفرقة مسرح الشرقية ، و (أعراض للبيع) لفرقة مسرح السلام، و (رحمة بصورة) لفرقة مسرح اتحاد الحيل، و (الحلاج) لفرقة الجامعة الألمانية .
و عروض مسرح الكبار، قدمت من خلالها الكويت العرض المسرحي (عطسة) لفرقة المسرح الكويتي ، وقدمت العراق العرض المسرحي(مكاشفات) للفرقة الوطنية للتمثيل، والسعودية قدمت عرض(تنصيص) لفرقة مسرح الطائف، أما سلطة عمان فقدمت عرضي (خيارات في زمن الحرب) لفرقة تكوين المسرحية ، و (موعد مع الحبيب المجهول) لفرقة الرأي المسرحية .
مثلما تنوعت العروض والمسابقات بداخل المهرجان ، تنوعت أيضاً أماكنها وفضاءاتها، ولأن كلية الخليج وهي صرح تعليمي وتربوي كبير، يتمتع بأماكن رحبة تتسع لاستضافة مختلف العروض، ويعترف بأهمية النشاط المسرحي داخل أسواره، فهو يحوي فضاءات عرض مجهزة تقنياً بما يوفر للعروض المسرحية التجهيزات الفنية الخاصة بها ، كما يحوي قاعة عرض تناسب عروض مسرح الطفل، ومسرح روماني، وساحة كبيرة قُدم بها عروض مسرح الشارع، ومسرح علبة إيطالي يُعرض عليه مسرح الكبار.
مهرجاناً يستهدف الجمهور العادي، لا الصفوة أو المثقفون فقط، يهدف الي جذب كافة فئات وأعمار المجتمع، لذا وفر لكل فئة عمرية عروض تناسب وعيها واهتمامها من اطروحات وطبيعة تلقي وحضور، حتي أن توفيره لمحور خاص بمسرح الشارع واقامة ندوة فكرية له، تتناول نشأته و مفهومه وتوضح أسسه وطبيعته للحضور، جاء تأكيداً علي اهتام القائمين علي المهرجان بمعاصرة المهرجان و مواكبته لمتغيرات الحركة المسرحية في العالم أجمع، واعترافاً منهم بضرورة خروج الفن المسرحي الى مستحقيه وهم الجمهور وأفراد المجتمع .
هذا بجانب كونه مهرجاناً تسابقياً، يحفز ويشعل التنافس بين جميع الفرق و جميع افراد العمل المسرحي الواحد من ممثلين ومخرجين وسينوغرافيين، ومؤلفين نصوص، ولكل من الثلاث مسابقات جائزة كبري تمنحها احدي الجهات، فالجائزة الكُبري لأفض عرض مسرحي في مسابقة مسرح الطفل وقيمتها خمسة آلاف ريال عُماني تمنحها سمو الدكتورة تغريد بنت تركي بن محمود آل سعيد الرئيسة الفخرية لفرقة مسرح الدن، وذهبت الي عرض (لوحة الزمن) لفرقة شركة ميديا فورس، والجائزة الكُبري لأفضل عرض مسرحي للكبار وقيمتها أيضاً خمسة آلاف ريال عماني تمنحها وزارة التراث والثقافة العمانية، وذهبت لعرض (عطسة) لفرقة المسرح الكويتي و الجائزة الكُبري عن أفضل عرض مسرحي للشارع قيمتها ثلاثة آلاف ريال عماني يمنحها بيت الزبير وذهبت لمسرح اتحاد الحيل عن مسرحية (رحمة بصورة) .
وعلي عكس ما يتدعي البعض عدم جدوي المهرجانات محلية أو دولية ، أري ان هناك ضرورة وحتمية مُلحة لأقامتها طيلة العام في جميع البلدان، وضرورة أن تكون تنافسية أيضاً، فهذه الحالة الكرنفالية الاحتفالية التي تخلقها المهرجانات، وهذا الترقب والحرص علي الاتقان الذي يخلقه التنافس علي الجوائز، هما ما يدفعا بعجلة التطور الفكري والتقني في المسرح إلى الأمام، وهو ما يأتي بنتائج هي في صالح الحركة المسرحية في عالمنا العربي .