كيف نخلق جمهورا لمسرح الطفل؟

المسرح نيوز ـ تونس | د. عبد الحسين علوان

ـ

نحن نعرف بأن مسرح الطفل هو مسرح حقيقي بكل مفرداته وعناصر عمله، بدءا من النص الدرامي، ومرورا بتحضيرات العرض المسرحي، وشكله الذي يحدده المخرج الذي يجب أن يكون ملما بأليات تكنيك المسرح وميكانيكيته، بجانب عناصر الإنتاج وأداء الممثلين. ومايميز مسرح الطفل هو خصوصية الغاية من العرض،

والجمهور المستهدف الذي هو الطفل من 5_ 15 سنة، حيث يجب أن يكون مضمون النص ملائما لتلك الفئة العمرية، وهذا لايعني بأننا نستثني الكبار من متابعة العروض لغرض التقاط رسائل هذا المسرح (مسرح الطفل). ومن الضروري الاهتمام بأليات العرض المسرحي الذي يشمل البصري، ونعني هنا الضوء وتوزيع كتل الممثلين على المسرح، والاهتمام بالسينوغرافيا التى تناغم مشاعر الطفل وجذبهم للتواصل مع مايجري من أحداث على الخشبة،

كما أن للممثل دوره المباشر مع جمهور الأطفال الحاضر لمشاهدة العرض. ولا بد أن نشير إلى أن للموضوعات التي تتناولها عروض الأطفال، أهمية بالغة والتي يجب آت تتركز على الخيال والحيوانات والطيور، كما يجب أن تركز على لغة المسرحية، لغة بسيطة حتى تسهل على الطفل فهم الهدف من العرض،

كما يميل أكثر الأطفال إلى المشاركة في العرض من خلال استعمال مفردات مانسميها ( الحزورة) وطرح الأسئلة المباشرة على الطفل، واختيار الاغاني والموسيقى المناسبة للطفل التي تثير فيه الحركة والاستمتاع بالعرض.

وقد تكون الفكرة البسيطة الواضحة والتشويق والابهار والحركات الراقصة والبهجة والفرح، كلها عوامل تساعد الطفل على متابعة العرض المسرحي. ونرى انه من الضروري على الممثل الذي يؤدي إحدى الشخصيات في أي مسرحية للطفل، عليه أن يركز على فهمه للدور وكيفية تكون أداء تلك الشخصية التي يؤديها على المسرح من خلال تقمصه لتلك الشخصية، وعلى الممثل أيضا أن يفهم البعد النفسي للشخصية حتى يتمكن من تأديتها بطريقة مناسبة، والا فسوف يفقد ثقة الطفل المتلقي وبذلك يخسر الممثل الثقة بما يقدمه.

ويؤكد علماء النفس والمهتمين بمسرح الطفل بأن العرض المسرحي الموجه للطفل لايتجاوز الأربعين دقيقة. ماشاهدته في تظاهرة العرض الأول إنشاء عروض موجهه للطفل، لم يستوعب اغلب المخرجين أن مايقدمونه هو عرض للأطفال، حيث لم تكن هناك فكرة ولا هدف واضح من العرض، يتصورون أن مسرح الطفل هو حركات تثير الضحك عند الطفل من خلال أداء الممثلين وركضهم على المسرح، أو بإدخال الدمى التي في بعض الأحيان إساءة للعرض نفسه.

وهناك أمر مهم جدا في ما شاهدته، هو ضعف النصوص المقدمة. وان اغلب الأعمال كانت تتسم بالتجارية أكثر منها تثقيفية أو تربوية. لكني أثمن مبادرة المركز الوطني لفن العرائس من أجل إنشاء جيل متابعين للنشاطات المسرحية، ويتقنون اللعبة المسرحية، وتقيم العمل من خلال أدخال الأطفال ومشاركتهم في مناقشة الأعمال وإبداء الرأي فيها و نقدها، وليس فقط الاستهلاك والمغادرة.

أن المبادرة تميزت بقدرة المركز على التنظيم والسيطرة على مجاميع الأطفال من خلال كوادرها العاملة في المركز. و يجدر الملاحظة أيضا بأن بعض الأولياء كان عليهم الانتباه للمسألة العمرية ، فليس من المعقول أن تكون هناك أعمار صغيرة دون الخمس سنوات، بحيث في أول ظلام للمسرح يبدأ الطفل بالبكاء، أو عندما يرى شخصية على المسرح بقناع يبدأ بالصراخ والخوف. بارك الله فيكم على هذه التظاهرة الناجحة والموفقة.