مقالات ودراسات

مجدي محفوظ يكتب: مسرحية “تشابك” للكاتب السعودي” فهد رده الحارثي”.. معطيات فلسفية ونفسية عديدة ومتنوعة!


المسرح نيوز ـ القاهرة | مجدي محفوظ

ـ

حين يتصدى الكاتب لإشكاليات وقضايا معاصرة وتحولات جوهرية تعكس واقع الأنسان , وتجسد صراعة الايديولوجي بجوانبه المتعددة وتأثير ذلك علي فكره , وقضاياه الإنسانية المتشابكة مع كل ما يحيط به من واقع .,

فتجد نفسك امام معطيات كثيرة فلسفية ونفسية , طرحها الكاتب فهد الحارثي في نصة تشابك وبرؤية إخراجية طرحها المخرج أحمد الاحمري علي الخشبة بصورة لاقت القبول من المتلقي بكل تفاصيلها. فلقد استطاع المخرج أن يفجر طاقات الممثل علي الخشبة ليثبت أن الممثل هو سيد الخشبة بلعبة متقنة وتحولات مختلفة ومتباينة , من رقص .. غناء … تقارب …تنافر إيماء جسدي جسد , واقع إنساني لامس دواخل النفس البشرية ليرصد انعكاساتها وتشابكها وخلافاتها وهجوم علي انفسنا , هنا ….بدأ المخرج عرضة المسرحي .محاولاً أن يصنع لغة سلام للعالم .

من خلال توظيف كل أدواته بطريقة وشكل مناسب لمعطيات النص المسرحي وبوعي بكل تفاصيل العملية المسرحية ورؤية جمالية من خلال صندوق اشتغل عليه لاعبين بدلالات مختلفة فكان طائرة ..مكتب ..سجن ..سفينة …الخ , وبرغم وجود المأساة لكنك تسمع الضحك تحولات كثيرة وصراع وجدال بين الكوميديا والتراجيديا وخروج الممثل من شخصية لأخري بكل قوة واداء وحركة يدل علي قوتهما في فنون الاداء وتلاعب علي الخشبة وكأنهما لاعبين يلعبان علي المسرح برؤية أخراجية ونص حاضر بكل وضوح علي خشبة المسرح . .

لقد كانت رؤية المخرج في تنوع الصندوق بهذه الكيفية رؤية متميزة وحاضرة لاكتمال عناصر العرض المسرحي والحرص علي أن ألا يعج المسرح مكتظا بالديكور ليكون الممثل سيد الخشبة طوال العرض المسرحي ,

والأعتماد علي مهارات الممثل في تقمص الشخيصة . ممل جعل تغيير الشخصية اثناء العرض المسرحي ضرورة لإعادة صياغة الأفكار حتي لا تصاب بالجمود أثناء العرض , وضح ذلك من اندماج الممثلان فيما يقوما به وبين بعضهم واستطاعا أن يتحركا بطاقة كبيرة دون اللجو الي العوامل المساعدة . وبما أن الشخصية هي الأساس الجوهري للنص المسرحي بل هي الحكاية أو بالأحرى أصلها

فلقد أيقن الكاتب حكايته أو ميلادها من أول لحظة بدأ فيها حكايته بفعل درامي كان أساس الشخصية التي طرحها الكاتب بمضامين فكرية واجتماعية في المسرحية تعمل علي تنمية الوعي بأهمية نبذ الخلاف والتعايش لنصل لقوائم مشتركة في مواجه الصراع الداخلي والحروب . ليطرح المخرج وجهات نظرة للمشاهد بالصورة التي شاهدناها , والتي لاقت القبول وتحققت فيها الاستمرارية بين الممثل والجمهور حتي تستقر سلطة الممثل علي الخشبة لتقديم ما هو افضل , فلقد تلاقت روح الممثل بروح المتفرج وهذا لا يأتي من فراغ . فالمخرج الناجح هو من يشتغل علي الممثل . كل الشكر والتقدير لفرقة الوطن المسرحية لتشابك الجميع لتقديم فرجه مسرحية لاقت إعجاب المشاهدين .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock