حوارات

نادر صلاح الدين: «مسرح مصر» يقدم «الضحك الهادف» وأعمالي بعيدة كل البعد عن السياسة!


حاورته: صفاء محمد

ـ

«(مسرح مصر) لا يقدم الضحك على طريقة (الفارْس – Farce)، بل يجتهد في صنع الضحك الهادف الذي يجسده الفنان أشرف عبد الباقي وبصحبته 16 نجماً آخرين»!

هكذا صرح لـ «الراي» المخرج والمؤلف في «مسرح مصر» نادر صلاح الدين، مضيفاً: «إن أعمالي بعيدة كل البعد عن السياسة، وتنتمي إلى مسرح (الفودفيل) الذي يعود إلى عصر ما قبل التلفزيون». صلاح الدين تابع: «إن هذه الأعمال لاقت نجاحاً مع الجمهور وأسهمت في إعادة المسرح إلى مكانته»، مستغرباً في الوقت ذاته ما تتعرض له بعض عروضه من هجوم بذريعة أنها مجرد اسكتشات، وأنها من فصل واحد، ومفنّداً هذه الاتهامات بقوله: «لو كانت اسكتشات فقط لذهب الجمهور الغفير الذي يحضرها إلى أي مونولوجست»، وذكّر بأن «العملاق الراحل سعد الدين وهبة وآخرين لهم العديد من المسرحيات الأحادية الفصل»، لافتاً إلى أن «كثيرين انتقدوا مسرحية (مدرسة المشاغبين)، وظلت هذه المسرحية – بالرغم من انتقاداتهم – هي الأبقى والأكثر شهرة حتى الآن». وأكد صلاح الدين أن فريق العمل في مسرح مصر يعمد إلى التجديد في كل عرض من عروضه، حرصاً على إرضاء الجمهور الذي يقبل على مشاهدة مسرحهم بأعداد كبيرة، وعرّج على أمور مسرحية أخرى في هذا الحوار القصير:

• كيف ترى الهجوم الذي يتعرض له «مسرح مصر» من قبل المسرحيين؟

– لا أعلم، وأستغرب كيف يقال إن «مسرح مصر» لا يمتلك مقومات المسرح، في حين نراه يحظى بإقبال جماهيري كبير وملحوظ وصل إلى بيع التذاكر مقدماً ليس ليوم أو يومين، بل على مدى شهر كامل مقبل. فبعدما فتحنا شباك التذاكر بيعت 3 آلاف تذكرة، وأظن أن ما نقدمه من أعمال جيدة هو السبب في هذا الإقبال الجماهيري، إذ لا يمكننا أن نجبر المشاهد على حضور العروض بالقوة!

• كان من بين الانتقادات التي وُجهت للعروض أنها أقرب إلى الاسكتشات، فما تعليقك؟

– لو كانت مجرد اسكتشات لذهب المشاهدون إلى المونولجيست. فالمسرح الذي نقدمه نوعاً من المسرح ظهر في العصور الوسطى قبل زمن طويل من وجود التلفزيون، واسمه «الفودفيل»، وهو مسرح يهدف إلى الضحك الهادف وليس «الفارْس» (Farce)، وعندما انضممتُ إلى فريق العمل بالمسرح وجدت أنه النوع الملائم لمشروعنا، وأضفت إليه قضايا اجتماعية، وتخطينا ذلك الهجوم لأننا نعرض للجمهور، ونصور ونعرض على شاشة التلفزيون، وأنا لا أستطيع تقديم عمل كوميدي بشروط العمل التراجيدي، ولذلك أعتقد أن هذا الهجوم غير مؤثر، فنحن لا ننسى أن كثيرين هاجموا مسرحية مدرسة المشاغبين من قبل، وقالوا وقتها إنها أفسدت الذوق العام، ووقد تراجعت هذه الأقاويل، وظلت المسرحية هي الأبقى والأشهر والأكثر رسوخاً في عقل الجمهور إلى الآن، بنجومها الذين صاروا من كبار النجوم المصريين بعد ذلك.

• هل تعتبر عملاً من فصل واحد مسرحاً؟

– البعض هاجمونا لأن المسرحية تتكون من فصل واحد، وتناسوا أعمالاً كتبها العمالقة سعد الدين وهبة وغيره الذين قدموا من قبل أعمالاً مسرحية من فصل واحد، وعندما درسنا المسرح تعلمنا أنه إذا كان هناك رجل يقف على الخشبة وآخر يشاهده من بعيد، فهذا هو المسرح.

• وما تعليقك على أن القناة التي تعرض المسرح تفرض توجهها على أعمال «مسرح مصر»؟

– القناة لا تتدخل في أعمالنا، وأنا صريح، فمن قبل كانت تعرض القناة نفسها مشروع «مسرحنا»، وكانت توجهه كما تريد، كما أننا لا نقدم أعمالاً سياسية، بل كلها اجتماعية.

• هل تعتبر هذا الهجوم ناتجاً عن الغيرة الفنية؟

– لو كانت كذلك، أتمنى أن تتحول إلى منافسة شريفة تصب في مصلحة المسرح، فأنا في الأساس سينمائي، وسأعود إلى السينما مرة أخرى، لأن الاحتكار سيؤدي إلى الخسارة على المدى البعيد، والتعددية ستأتي بفائدة على المسرح، عندما يذهب الجمهور إلى أشرف عبدالباقي ويحيى الفخراني وغيرهما وبأسعار أقل من سهرة في أحد الكافيهات، سيكون هذا رواجاً للمسرح ومن ثم سيوسع من القاعدة الجماهيرية، ما سينعكس على المجتمع بمزايا كثيرة معروفة.

• ما الجديد الذي ستقدمه على مسرح مصر في الفترة المقبلة؟

– أحرص دائماً على التجديد، وعمد التوقف عند خط بعينه، ففي الموسم الجديد أضفتُ بعض الأغاني والاستعراضات، وخلال العروض المقبلة ستكون هناك عروض من السيرك، لكنها لن تكون مقحمة على العمل، بل سنقدمها من خلال السياق الدرامي، بحيث يقتنع المشاهد بضرورتها ولزومها. كما سأحرص على ألا تستحوذ على الكثير من وقت الدراما في النص المسرحي، لأن هناك 16 نجماً يأتي إليهم الجمهور، كي يستمتع بأدائهم، وليس الفنان أشرف عبدالباقي فقط.

ــــ

الراي


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock