ننشر “بقعة ضـوء ” مسرحية للأطفال تأليف الكاتب: عمار سيف
المسرح نيوز ـ القاهرة| نصوص
ـ
بقعة ضـوء
مسرحية للأطفال
تأليف عمار سيف
الناصرية – تموز – 2014
الشخصيات
- بقعة ضوء
- الولد
- الشجرة
- الغيمة
- الرياح
المكان
( سرير في عمق المسرح فيه فتى يرتعد خوفا، نشاهد ونسمع صوت رعد وبرق من خلال نافذة الغرفة، يتصاعد تدريجيا من خلال عامل التكرار، فيثير حالة من الرعب. تبدأ الحركة لشهب من خلف النافذة، فيزداد الفتى خوفا وارتعاشا ، تقترب بقعة ضوء أشبه بالنيزك تخترق النافذة الزجاجية فتتكسر، ويتشظى زجاجها على الأرض، تتحرك البقعة الضوئية في إرجاء لمسرح/الغرفة، نسمع اصطكاك أسنان الفتى، تبدأ البقعة الضوئية بالدوران، فتمر على الكراسي، والطاولة، لتستقر اخيرا على وجه الفتى للحظات، لتكون أشبه بالشعاع الكهربائي، محدثة صدمة كهربائية للفتى، فيسقط بفعل الرجة، وفجأة تتغير الحالة، فتنفجر ضحكات وتتعالى بشكل تدريجي من كل جوانب المسرح، وكأن ما يحدث مجرد مزحة بليدة )
بقعة الضوء : انهض يا فتى ولا تغطي رأسك، فليس هنالك داع للخوف، هيا انهض ، انهض
( تكون حركة الفتى ديناميكية منقاد إلى بقعة الضوء التي تكون على احد الكراسي التي تختفي تدريجيا)
بقعة ضوء : ( ينتقل الصوت من جهات المسرح على التوالي ) انهض يا فتى واترك الخوف
جانبا.
الولد : (مرتعدا) من أنت , وماذا تريد .. هيا اذهب واتركني بحالي، ماذا تريد مني بالضبط
بقعة ضوء : ( من يسار المسرح ) لا شيء، وفي نفس الوقت، ليس مهماً من أكون، المهم ان
تكف عن خوفك غير المجدي
الولد : عن ماذا تتحدث ..؟
بقعة ضوء : عن الذي يجعلك ترتعش خوفا الى درجة اصطكاك اسنانك
الولد : وهل تعلم ما يحدث لي بالضبط ؟
بقعة ضوء : بالتأكيد، ولهذا أنا هنا .؟
الولد : انت هنا، ولكن أين، فانا لا اراك ولا اسمع سوى صوتهم الذي يزرع الخوف في
اوصالي..!!
بقعة ضوء : انا هنا , وهناك , وفي كل مكان, ألا تراني الآن
الولد : ( الفتي يرفع رأسه قليلا من الفراش ويبدا بالبحث) لا .. لا أراك
بقعة ضوء : ( ضاحكة ) بكل تأكيد لن تراني , ولكن ليس بالمهم، بقدر اهمية أن تجد حلا لما
أنت فيه
الولد : ( باحث عن مصدر الصوت ) وما هو الحل برأيك أيها الصوت المخيف
بقعة ضوء : ( من عمق المسرح ) هل أخفتك
الولد : جدا
بقعة ضوء : ( يتغير اتجاه الصوت ) ولكن أنا هنا لست من اجل ان اخيفك
الولد : إذن قلَ لي لماذا أنت هنا
بقعة ضوء : لمساعدتك
الولد : كيف, وأنت كل ما تفعله يزيدني خوفا ورعبا، وكأن كل شيء من حولي يكاد يكون
ضدي
بقعة ضوء : ( يتغير اتجاه الصوت ) لا تبالغ كثيرا ..
الولد : ( يذهب باتجاه الصوت ) أنا
بقعة ضوء : نعم أنت، ثم إلى متى تبقى ملتصقا بالحائط هكذا، هيا انهض من مكانك ولا
تستسلم للكسل.
الولد : نعم، لا بد لي من الحركة، فإن جسمي يكاد يشل من كثرة النوم
(ينظر من حوله بتوجس، محاولا ان يثير حوارا بينه وبين مصدر الضوء والصوت)،
أسمع .. !؟
بقعة ضوء : نعم
الولد : إلا ترى مثلي ان الأرض قد تشققت من كثرة العطش، وإن البذر أكلته العصافير
بقعة ضوء : لا لم ارّ شيئا من هذا القبيل، ومع ذلك إن لم تفعل شيئا لنفسك، وتتخلص من عادة
النوم الكثير ستموت جوعاً، وسيقضي عليك الكسل، ولا يبقى لديك حفنة طحين
الولد : كل ما بوسعي قد فعلته .؟
بقعة ضوء : هل تعتقد ذلك ؟
الولد : نعم، لقد ذهبت إلى ارضي فوجدتها عطشانة، حفرت الأرض وندبت حظي العاثر ،
وبكيت، وضحكت ونفشت رأسي، وصرت كالمجنون، بحيث وصل بي الحال ان كلمت
حتى المطر، نعم، كلمته، قلت له: مطر ، يا مطر ، يا مطر، أين أنت ايها المطر، لقد
طال غيابك علينا يا مطر، ولم نعد نراك مثلما من قبل، والأرض عطشى يا مطر،
فتعال، أرجوك واسقِ الحقول، قبل أن تموت البذور، وتصبح الأرض مأوى للقبور
بقعة ضوء : وبعد ان تحدثت إلى المطر، ماذا حدث، هل استجاب الى دعواتك ؟
الولد : للأسف لا ، ولكن قالت لي الشجرة
بقعة ضوء : وماذا قالت ؟
الشجرة : قالت وهي تشكي وتبكي وهي تمسح دموعها النازلة من اغصانها وأوراقها
المتبقية أيها الفتى، انقذنا ارجوك، فسوف نموت من العطش
الولد : فقلت لها: ولماذا لا تشربي الماء مثل اخواتك من الأشجار
الشجرة : فصرخت وبكت ولطمت على صدرها ناحية، وهي تردد : كيف لي أن اشرب الماء
وارتوي والأرض جافة، ( تردد المقطع مرتين وهي في حالة لطم على الطريقة
الحسينية ) كيف لي أن اشرب الماء وارتوي والأرض جافة
الولد : فصرت ابكي معها والطم وأقول : والحل يا عزيزتي، لقد مزقتي قلبي ببكائك.
الشجرة : آه .. لا حل لي سوى المطر، والمطر لا يستجيب
الولد : نعم، وإن لم يسقط المطر، ستموت ستبور الأرض، وستموت البذور
الشجرة : إن لم تكن قد ماتت وفات الأوان
الولد : آه، يا لهي، سيقتلني الجوع، ويقتل الأرض العطش (يكرر هذا المقطع وكأنه ردة
حسينية وهو بلطم صدره، وفجأة يتوقف وهو يقول) : وما العمل، ماذا أفعل ؟
الشجرة : لا بد من الحصول على تحصل على المطر بأي طريقة، فمن دون الماء كلنا سنموت
الولد : وكيف لي ان احصل عليه، لقد ناديته عدة مرات، وتضرعت إليه، وتوسلت، ولكن
بلا فائدة، فماذا افعل، ارشديني أيتها الشجرة فمصابنا واحد ؟
الشجرة : لم يبق امامك إلا ان تعصر الغيم، أو تأتي بماء النهر إلى أرضك .
الولد : ( مع نفسه ) آتي بماء النهر إلى أرضي ,أو أعصر الغيم, افكار غير معقولة ولكن
سآخذها على محمل الجد ، وخاصة فكرة عصر الغيم، لا ان فكر شق الأرض وجلب
ماء النهر الى الارض شاقة، وتحتاج الى جهود كبيرة، نعم ، سأحاول مع فكرة،
عصر الغيوم لكي اجعلها تمطر, (ينادى على الغيمة) هَي أيتها الغيمة، أنت يا من
هناك، ارحميني وارحمي أرضي التي قتلها الجفاف وبذورها العطشى، ايتها الغيمة
الغيمة : ( متثائبة ) من ينادي علي في مثل هذه الساعة؟
الولد : ايتها الغيمة … أيتها الغيمة …
الغيمة : نعم، ماذا تريد
الولد : أنا لا اريد شيئا ايتها الغيمة العزيزة، وإنما أرضي التي تموت عطشا وقهرا،
فأرجوك ان تمطر وتسقي تربتها التي صارت قريبة من الحجر.
الغيمة : ( بتعجب ) أن اسقي أرضك
الولد : نعم يا عزيزتي، ارجوك أن تقفي فوقها، وأن تكوني لها ظلا
الغيمة : وماذا تريد من ظلي
الولد : أنا لا احتاج الى ظلك , وإنما , هَي .. ايتها الغيمة ، انها تحتاج الى امطارك
الغزيرة، وهي تهطل عليها لكي تستحم بمائك العذب، وتمشط شعرها، ترتوي من
قطراتك النازلات
الغيمة : ولكن هذا الأمر، لا يمكن ان يحدث
الولد : لماذا ..؟
الغيمة : لان الأمطار لا تسقط بإرادتي
الولد : بإرادة من أذن ..؟
الغيمة : أراك تجهل كل شيء
الولد : ربما، ولكنني فلاح خبير
الغيمة : ( باستهزاء ) واضح هذا جدا ..؟
الولد : هل تسخرين مني ؟
الغيمة : ولماذا اسخر منك , وما علاقتي بك أصلا ؟
الولد : علاقتك بي تكمن في قطرات المطر التي عليك أن تنزليها على ارضي، كي تعيش،
وتتنفس، وتنمو
الغيمة : ولكن الآن ليس موسم سقوط المطر يا خبير
الولد : كيف ذلك ..؟ وأنتِ غيمة
الغيمة : صحيح , ولكن أنا لا أمطر حتى يحين الحين, فأنا لي موسمي، مثلما أن أمري ليس
بيدي دائما
الولد : اعلم أن الامطار غالبا ما تسقط في فصل الشتاء، ولكن هناك دائما استثناء
والاستثناء يؤكد القاعدة ، لا سيما ان ارضى عطشى ، وبذورها تكاد تموت،
فحاولي ان تفعلي شيئا من اجلها ارجوك
الغيمة : ( بانزعاج ) إنك لحوحا ولجوج ، وقليل الفهم أيضا
الولد : أنا ..!!
الغيمة : نعم أنت , ( بلامبالاة ) قلت لك أن الأمر ليس بيدي
الولد : بيد من إذن
الغيمة : بيد الرياح هي من تدفعني وتوقفني حيث تشاء
الولد : قفي حيث ما تشتهي, ولكن المهم أن تمطري حيثما تشتهي وتريد ارضي
الغيمة : ( وكأنها نائمة ) وهذا الأمر عائد أيضا لاتجاه الرياح التي وحدها التي تقرر
وتحدد مصيري ومصير أمطاري
الولد : بغضب ) هي، أنت أيتها الرياح، ألا ترين ماذا يحصل لأرضي وبذوري،
الرياح : ماذا يحصل , ولماذا أنت غاضب
الولد : كيف لا اغضب وبذوري تموت وأرضي تتحجر
الرياح : وما شأني بذلك
الولد : أنت من يريدها أن تموت
الرياح : كيف ذلك، وأنا التي خففت من شدة اندفاعي وقوتي، عندما رأيتك تنثر بذورك
الولد : ماذا فعلت ..؟
الرياح : حين بدأت بنثر البذور، حاولت أن اجعل رياحي تكون هادئة، وتنبعث مثل نسمة رقيقة
على بذورك حتى لا تتطاير مع شدة وقوة الريح
الولد : ( بلا مبالاة ) شكرا لك على ما فعلت، ولكنها الآن محتاجة للمطر
الرياح : يبدو أنك قد اخطأت بالعنوان، ما علاقتي أنا الرياح بالمطر
الولد : الغيمة تقول انك من يسير امطارها
الرياح : ( ضاحكة ) يا صديقي الأمر ليس بهذه السهولة
الولد : كيف ..؟
الرياح : هذه طبيعة الحياة فكل شيء له اختصاصه
الولد : اختصاصه ..؟
الرياح : نعم , فالمطر لا يسقط كلما احتاجه الإنسان، وعليه أن يعرف متى يزرع، ومتى ينثر
البذور، ومتى يسقط المطر، ومتى تزداد حرارة الشمس، وقوة الرياح .. وكل مكونات
الطبيعة
الولد : اوووو , عقدتيها علي كثيرا , هل تأمرين الغيمة بالمطر أم لا ؟
الرياح : يا صديقي , إن تساقط المطر ليس بأمري ولا بأمرها، المطر سيسقط عندما يصبح
حمل الغيمة ثقيل، وظروف الطبيعة والمناخ مناسبين كي تجبرانها على المطر
الولد : ( منزعج ) إن لا خير يرجى منكما، وداعا
الرياح : وداعا، وبدلا من ان تحنق عليك تعلم الدرس جيدا
الولد : ( هو راجع لمنزله ) ماذا افعل وكيف أتصرف الآن .؟ سأحفر ممرا من النهر إلى
ارضي، ولكن هذا سيستغرق وقتا, وإذا حفرت بئرا سيحتاج الامر وقتا طويلا أيضا،
وفي اللحظة التي كنت فيها افكر بجميع هذه الحلول، سمعت صوتك الذي جعلني
ارتعش من الخوف.
بقعة ضوء : وهل تعتقد أن ما قمت به صحيحا ؟
الولد : ولما الا يكون صحيح ؟
بقعة ضوء : هل تعتقد أن من السهولة الحديث إلى الشجر، والغيم، والرياح ؟
الولد : وهل يحتاج الأمر لأن أكون شخصا آخر..؟
بقعة ضوء : بالطبع، أن تكون شاعرا مثلا أو ساحرا, فلا احد يستطيع الحديث إلى عناصر
الطبيعة بسهولة .
الولد : لماذا ؟
بقعة ضوء : أولا، لأنها ليست بكائنات بشرية، وثانيا، لأننا نحتاج من أجل مخاطبتها إلى قوة
فكرية وشعرية ثاقبة
الولد : لكني كلمتهم
بقعة ضوء : ( هه ) كلمت من؟
الولد : الجميع !
بقعة ضوء : يبدو انك بليدٌ حقا .
الولد : يبدو أنك لا تصدقني.
بقعة ضوء : كيف لا اصدق من كلم الرياح، وخاطب الماء، وصاحب الشجر وصادق الغيوم !
الولد : اقسم لك بأني تحدثت معهم .
بقعة ضوء : لا داعي للقسم
الولد : مثلما لا داعي للحديث معك، ثم من أنت ؟
بقعة ضوء : وبما ينفعك معرفة من أنا.
الولد : لقد بدأت اشك في وجودك، وإنك مجرد سراب
بقعة ضوء : ألا تشعر بوجودي حقا ؟
الولد : لم لا تكشف عن نفسك من دون لف ولا دوران ؟
بقعة ضوء : حسنا، إذن لنعقد اتفاقا .
الولد : ما هو
بقعة ضوء : لقد قلت منذ قليل بأنك استطعت الحديث مع الغيوم والشجر والرياح .
الولد : وهذا ما حصل فعلا ؟
بقعة ضوء : هل أنت متأكد من أنك تحدثت إليهم وشعرت بوجودهم مثلما شعروا بوجودك ؟
الولد : نعم.
بقعة ضوء : كيف شعرت بهم، ولم تشعر بوجودي..؟
الولد : هه .. حيرتني معك، قل من أنت وماذا تريد ؟
بقعة ضوء : ليس مهما من أنا، وماذا اريد، بل من أنت ..؟
الولد : لم اعد افهم شيئا
بقعة ضوء : ( ضحاكاً ) لنتكلم بوضوح أكثر
الولد : تكلم، ها انذا اسمع
بقعة ضوء : أنت ما زلت صغيرا،
الولد : نعم، أنا هذا صحيح، مازلت صغيرا
بقعة ضوء : وتخاف كثيرا
الولد : لا لا .. أخـــــــاف، ( يقول كلمة لا اخاف بشيء من التلعثم ولتلكأ ) إنا قوي جدا
انظر إلى عضلاتي , وأستطيع إن افعل أي شيء
بقعة ضوء : ( ساخرا ) أي شيء ..؟ هه هه هه ومع ذلك لم تستطع ان تفعل شيئا
لنفسك
الولد : استطيع أن افعل أشياء كثيرة.
بقعة ضوء : وماذا يمنع صاحب العضلات القوية المفتولة
الولد : يمنعه , ألـ … ألــ
بقعة ضوء : الكسل، والعجز، والكذب.
الولد : ( بغضب ) أنا لست مثلما تقول، ولكن وبكل بساطة، هناك من دخل إلى بيتي،
دون أذن مني وحطم نافذة غرفتي، وإن لم تصدقني، انظر بنفسك الى منظر
الزجاج المتحطم على الأرض، وكل هذا قد زرع الرعب والخوف في داخلي، لا سيما
ان الخوف امر طبيعي
بقعة ضوء : زرع الرعب والخوف في نفسك، جميل ما تقول ، حسنا لو افترضنا ما تقوله
صحيحا، فلماذا لا تقوم بتنظيف ما تحطم من بيتك، وتريني ما تكسر من زجاج
الولد : لماذا تصر على عدم تصديقي ؟
بقعة ضوء: أتخاف أن تنهض من فراشك إلى هذه الدرجة ؟
الولد : ( يتحرك من مكانه ) لا، أبدا، يبدو انك أعمى لا ترى شيئا.
بقعة ضوء: خذ معك المكنسة ونظف جيدا
الولد : ( ينهض الفتى من فراشة وينظر الى الارض ) ولكن، أين ذهبت شظايا الزجاج ؟ هل
قمت بتنظيف المكان عوضا ؟
بقعة ضوء : ( ساخراً ) ربما أصدقاءك فعلوها ذلك عوضا عنك .
الولد : أي أصدقاء ..؟ من هم اصدقائي ؟
بقعة ضوء : ( ساخر ) الاشجار والغيوم والمطر، لقد قامت الأشجار بتنظيف المكان من
الاوساخ، والرياح حملتها بعيدا , والمطر غسل الارض وعطرها
الولد : انك، تسخر مني، أرجوك أن تساعدني فأنا حائر حقا.
بقعة ضوء: سأساعدك ولكن، بشرط
الولد : قل أنا موافق مقدما
بقعة ضوء : تتخلى عن كل إدعائك ومزاعمك
الولد : ولكنها حقيقة
بقعة ضوء : اذن افتح النافذة وتحدث للجميع ثانية، جرب لن تخسر شيئا وربما يسمعون
كلامك
الولد : وهل أخاف منك ( يتجه صوب النافذة ويفتحها ، نرى الأشجار مخضرة والغيوم تلوح
في السماء، ونسمع زقزقة العصافير ،الفتى متفاجئا ) انظر ! متى حدث كل هذا التغير،
انظر لم تعد الأشجار يابسة عطشانة, وكذلك الأرض لم تعد جافة !
بقعة ضوء : هل مستغرب لمنظر الطبيعة.؟
الولد : نعم، أنا مستغرب
بقعة ضوء : وهذا يعني انك كنت اما واهما او كذاب .
الولد : أرجوك صدقني أنا ..أنا
بقعة ضوء : أنت واهم
الولد : واهم!
بقعة ضوء : نعم ، وكسول جدا، وكثير الشكوى، وتعيش في وهم كبير، بسبب عزلتك عن
الناس، بحيث بدأت تتخيل أشياء كثيرة لا وجود لها، وكل هذا من أجل أن لا
تعمل
الولد : أنا لست سيئا إل هذه الدرجة.
بقعة ضوء: هذه هي الحقيقة, أنت كسول، وعاجز، واوهمت نفسك بأن هناك مشكلة كبيرة،
واعتقدت انك كلمت الرياح والشجر والماء والسحاب , أنت في الحقيقة، تريد أن
يضع احدا الأكل في فمك دون أن تتعب نفسك , وهذا لا يمكن أن يتحقق ما لم
تبذل جهدا
الولد : أيعقل ما تقول
( نسمع صوت رعد ونلاحظ برق في السماء من خلال النافذة وتبدأ قطرات مطر تتساقط )
بقعة ضوء: سقوط المطر يؤكد كلامي، والمشكلة هو أنت
الولد : يعني أنا سبب كل ما وقع لي من مشاكل ؟
بقعة ضوء: نعم، ومن المفرح انك أدركت ذلك
( يزداد سقوط المطر يتحرك الفتى صوب النافذة يمد يداه يجمع بعض قطرات من المطر )
الولد : انظر إلى يدي الممتلئتين بقطرات المطر، أنا لا أحلم
بقعة ضوء: عليك من الآن وصاعدا أن تعتني بأرضك، وتقلب صفحة جديدة، واترك الماضي
خلفك، فالمستقبل يحتاج إلى أذرع قوية، وليس إلى احلام يقظة، كن نشيطا وابدأ
من جديد.
الولد : وهو كذلك
بقعة ضوء : وداعا
الولد : وداعا ! ولكن لم تقل لي من أنت ؟
بقعة ضوء : أنا صوتك الذي أصغيت له مؤخرا.
انتهت المسرحية