ننشر مونودراما..”بانتظار اللقلق” للكاتب العراقي: عبدالله جدعان
المسرح نيوز ـ العراق| نصوص
ـ
مونودراما.. [بإنتظار اللقلق]
تأليف: عبدالله جدعان
11ـ12ـ2016
الشخصيات:
صفية[في الاربعين من العمر]
صوت الجارة
المنظر[باحة منزل على طراز بناء موصلي شرقي،تتوسطه شجرة يابسةالاغصان، ،كأنها تمثال،لاروح فيها،الاوساخ تحيط في المكان،الاتربة قد غطت على بعض الاكسسورات المتروكة على الارض منها(اواني طبخ مصنوعة من الفافون فيها بقايا طعام،ثياب رجالية ونسائية،صورة فوتغرافية محطم زجاجها،هنا وهناك].
صفية[يسمع صوتها وهي تغني اغنية من الفلكلور العراقي القديم قبل ظهورها على المسرح،ثم تتوقف فجأةً وتدخل المسرح كأن شخصاً دفعها من الخارج الى الداخل بقوة،علماً ان ترتدي ثوباً اسود اللون ممزق وفروة شعر رأسها منكوث كأن لم يطاله مشط منذ شهور]..الأغنية:
حركت الروح لمن فاركتهم..فاركتهم.
بجيت ومن دموعي غركتهم..غركتهم.
[تضحك ضحكة هستيرية ثم تجهش بالبكاء]ابكِ ياقلبي الحزين.اسكب انهار الحزن،فتظل روحي معذبة،حائرة،حزينة على فراق الاحبة،فلم استطع النوم لأيام وأيام،حاولت ان اطبق اجفاني بهدوء،رغبت ان انام بعض الوقت،فالنوم اصبح عندي امنية كالموت تماماً،بعد ما ايقنت بأن الموت عندي اهم من الحياة،احزاني اشعلتها كالشموع،وذاتي التي مزقتها الاحزان الآف المرات،زحام الموت دق ابواب من احبهم اكثر من روحي،كالفراش تساقطوا،تنهداتي تخرج من الاعماق ممزوجة بموجات الحزن..بعد ان نبت الحزن في قلبي فحبست نفسي عن الكلام.احزاني قادتني للصمت كما لو كنت عمياء وهي عصاي!![بيديها تتحسس وجهها وفمها] ضاعت ايامي وعمري،واحترق في انفاق الانتظار واليأس..عمريالذي عشته بين الآهات والاحزان والكتمان،فكيف لي ان انزع قلبي الحجري من لحمي؟!..لأنني مررت بخيبات من كل نوع وما تشتهي الانفس وما يخطر على بال.[تتهاوى على الارض وتبكي]كل هذه الخيبات جعلتني ان افقد الثقة بنفسي وبعقلي الذي عجز عن نسيان تلك الخيبات او ربما هي انتكاسات،ربما اصابني مس من الجنون؟!صرت فريسة الخوف والحزن بشكل كبيرين.القدر القاسي لم يترك لي ما انعمت عليه من لحظات قصيرة من السعادة والحب والتأمل.خرجت من دنياي خاوية الوفاض،لا املك غير الآهات والحزن!رحماك ربي..فانا لااستطيع تحمل كل ما حصل معي من مآسي وانتكاسات.هكذا اقول لنفسي واعلل ما اشعر به بالهواجس والمآسي.لعنات تصب عليَّ من كل مكان.[تلم شتات نفسها،تنهض بآلية وتنتصب واقفة]آه لا استطيع النهوض..ليس لي نفس في تناول الطعام او الشراب لا احد يأتي..لا احد يذهب،سوى ضجيج الخوف والاحزان في داخلي..السكون يهيمن على المكان!اشعر ان حزني ممتد في كل شبر في هذا البيت،مضى وقت طويل لم يطرق بابي احد،سوى جارتنا أم سنان..التي تضع لي شيئاً من طعامهم على الباب،مثل طعام المساجين؟!علام ازعل وانا فعلا اصبحت سجينة بين ذكرياتي واحزاني؟[كأنه يتناهى الى سمعها صوت الجارة].
صوت الجارة[كأنه صدى بطريقة الايكو]لمَ انتِ بهذه العزلة والصمت المقيت.. مابكِ لاتجيبي يا أم سامي؟هل اصبحتِ خرساء؟
صفية[تغيّر من نبرة كلامها]الصمت؟!..ليس كل صامت غير قادر على الرد،هناك من يصمت،حتى لايجرح غيره،وهناك من يصمت لأنه يتألم وكلامه سيزيده ألماً،وهناك من يعلم ان الكلام لن يفيد اذا تحدث،وهناك من يصمت وقت غضبه حتى لايخسر احداً ويبقى الصمت الأعظم،هو صمت الانسان كي يرتقى بنفسه واسلوبه،فنحن نعيش على ارضٍ اعدت للبلاء ولم يسلم منها حتى الانبياء!صمتي هل هو ابدي الذي لانهاية له؟!أم ازلي الذي لابداية له؟!او امدي مابين البداية والنهاية!فالصمت يتولَّد من الادب والحكمة!.
صوت الجارة:هل استطعتِ ان تقتلي شيئاص من الزمن او قتل الوحش الأسود أم الزمن هو قاتلهم؟
صفية: لا ادري،هل صمتي هو الموت ذاته؟او انه صمت من نوع آخر،احذيتهم قد نالت من وجودنا وسعادتنا،واقدام الموت نالت من احلامنا،اما الرصاص الذين اطلقوه فقد نال من اجمل الوجوه البريئة ..موت..خوف..إحباط..شوق..شوق لمن؟
اعجز عن تصديق ما ارى وما اسمع عن هؤلاء الظلاميين الذين خرجوا علينا من باطن الارض فاصعقت العقول وارهبت القلوب،غرباء في ثيابهم،عشعشوا فوق الأنفس والبيوت،وتساقطت خيرة الرجال والشباب الابرياء!نهبت الخيرات!دمرت الشواخص!فقد جرت علينا المصائب والاهوال واغرقونا في انفاق طويلة ما بين الخوف والهموالعوز.كلنا اصبحنا نهباً مشاعاً لهم!فلذنا خائفين داخل اعشاشنا كأننا عصافير صغيرة.هؤلاء الغرباء.اتساءل،ايمكن ان تكون وجوههم بشرية أم حيوانية أم كارتونية؟كأنهم اخطبوط التفوا حول المدينة وخنقوا انفاسها.لذا كنت رهينة اسوار الخوف!صماء..خرساء حول ما يجري من حولي.
صوت الجارة:انتهى الخوف يا أم سامي!فقد قطعت اذرع الاخطبوط وجرت عملية التحرير والخلاص!وها نحن في اتليوم السابع والثلاثين من عمليات التحرير.
صفية[غير مصدقة]اليوم السابع والثلاثين؟!يعني مضى ثلاثين يوماً على رحيل ابنتي سميه والاولادها مرام وفارس؟![تبكي]سقط صاروخ غبي فوق دارهم وماتوا جميعاً بين الركام!![كأنها تتذكر]لم تفلح توسلاتها ولا بكاؤها المتواصل في اقناعي للذهاب والعيش معها كان ذلك قبل اليوم المشؤوم بليلتين..لم استطع ان البي طلبها.لأن حتى الطير يعزُ عليه ترك عشه،والأهم مفارقة احبائه.كأن الموت يرفض ذهابي معها.[تتقمص شخصية سميه واسلوبها في الكلام]:ــ لن ارضى يا أمي ان يدق الذبول عمرك..احترق قيس بعيون ليلى وانا احترقت بحبكِ يا أمي ..اماه..الحفرة عميقة ودافئة،قريبة من النهاية،كأنها الموت!كل شيء مقفل امامنا يا امي..حتى السماء لم تجب دعواتنا بالخلاص من هؤلاء وظلمهم الذي فاق التتر والمغول!لم نكن نعلم مايخطط لنا صانعي الموت!اخذنا بعبث بأصابعنا في نارهم!لم تكن نار هادئة!بل كانت ناراً جبارة،احرقت الحجر والحديد !وتهدمت البيوت فوق اصحابها،وآخرين بترت ساق او رجل!
[ترجع صفية الى صوتها الطبيعي]كانت لحظة ان ودعتني وهي تتظاهر بالصبر،اذ كانت لاتطيق فراقي،كما كانت دموعها تنحدر عن وجنتيها مثل حبات المطر،اخذت تقبل قدمي وهي تجثو على ركبتيها تقول[تتقمص شخصية سميه]: ــ امي،اطلب منكِ ان تغفرلي ذهابي عنك،فانا عاجزة عن تقديري لمعاناتك معي،وتضحياتكِ لأجلنا بعد ان فقدنا الاب!فأنتِ كنتش لنا الاب والأم معاً.لو انني امنحكِ ما تبقى من العمر لما كفاني لرد بعض مالك عليَّ،فهل من سبيل لافيكِ حقكِ. [ترجع صفية الى صوتها الطبيعي]ثم نهضت وقبلت يدي واخذت تنظر اليَّ بنظرات كأنها النظرات الاخيرة فيما بيننا!انفطر قلبي على رحليها.اصبح قدرنا ان لانودع الموتى،بل بالكاد نسمع عن موتهم ولانرى جثثهم!قد الجمتني المفاجأة بهذا الخبر الذي كان هو الفاجعة الثالثة!!صوت الجارة:فاجعة ثالثة؟ وهل هناك قبلها من فاجعات؟
صفية: نعم.[تدور بين الاكسسورات الملقية على الارض،حتى يقع بصرها على حطام الصورة الفوتغرافية ثم تتناولها وتضعها على صدرها وتجهش بالبكاء وبالكاد يخرج الحوار منها]الثانية كانت برحيل ابني سامي..الذي اصبح طبيباً.[كانها تتذكر]في ذلك اليوم حدث امر جميل ملأ قلبي رضا وبهجة،وهو حينما تخرج سامي من كلية الطب وحصل على نتيجة جيد جداً..مرحى لكِ يا أم الطبيب.كان رحمه الله مستقيم في علاقاته،لم تكن له صداقات مثل باقي اقرانه من الشباب.اكثر ما يقضيه من وقت هو في الجامع.صباحاً يذهب الى الكلية،وعندما يعود عصراً يذهب الى الجامع ولايعود الى بعد الانتهاء من طلاة العشاء.وشيئاً فشيئاً اصبح له اصدقاء من هناك وكثر!وتم غسل دماغه!توسلت به وقلت له:لاتذهب مع هؤلاء..اتوسل اليك يا ولدي،ابق معي فأنتَ سنداً لي ولأختك.لاتنغر باحاديثم وخطبهم.ساعطيك روحي لتعيش ورئتي لتتنفس منها.فانت من اضاء لي دنيتي بعد رحيل ابيك.لكنه رفض وقال[تتقمص شخصية سامي وتقول]: ــ ان الحياة يا امي من دون تخيل او حلم هي حياة تشبه حياة الحيوانات والجماد،فمن الضروري ان يكون الانسان واسع الاحلام،هكذا كان البحث والتخيل والتفكير،لتطوير حياته وخصوصاً عندما يملك حلماً يسعى جاهداً الى تحقيقة.
[ترجع الى صوتها الاصلي،تبتسم بمرارة ]الانسان يا سامي كالشجرة التي تبدأ صغيرة جداً ثم تكبر وتزهر وتثمر مع الايام،تبدأ تجف فتتيبس،هكذا نحن بني البشر،من حقنا ان نحلم ،لكن مع هؤلاء!.زلن تنال منهم الا العدم،فالاحلام معهم اوهام.قل لي كيف ترضى لنفسك الانخراط معهم؟ هيا اجبني؟ [تتقمص شخصية سامي وتقول]: ــ فيما مضى كنت اعمى،اما الآن لقد ابصرت النور!انه طريق الحق والجهاد ضد الظلالة.[تعود الى صوتها الطبيعي،تصرخ ثم تخر باكية]وفي يوم من الايام،يوم الفجيعة الثانية،طلبوه كي يسعف جرحاهم على الفور لبى النداء وبينما هو في تالطريق يقود سيارته جاءه صاروخ من طائرة فتفحم ولم نجد له أي اثر!سوى حطام السيارة!.صوت الجارة:كمن تحاولين الامساك بشعاع الشمس في منتصف الليل؟
صفية: لا تلقي اللوم عليّ،لانني ما كدت انسى فجيعة حتى تصيبني اخرى!صمت كل شيء ولم تبقى سوى نواقيس تقرع في فضاء الدار،وبين الحين والآخر تخترقها اصوات الغربان.نضب كل شيء.العقم استبد في المكان.في خضم الصمت الخانق اشم رائحة حسام.سامي.سميه واحفادي مرام وفارس،اصواتهم مازلت اسمعها،تتردد في رأسي،وتملأ المكان من حولي،تسكن روحي اشياؤهم،وحينما اتذكرهم تستيقظ احزاني من رقدتها،هذه الذكريات حينما استعيدها احس كانها تنخر في عظامي التي شاخت واصبحت جوفاء من سريان الدم فيها،في حياتي التي عشتها ،والمأساة التي تلقيتها في فقدان زوجي ومن ثم ابني وابنتي والاولادها،هي المأساة الشبيهة بالصخور التي جثمت فوق صدري،بقيت خيوط الذكرى عالقة في ذهني منذ شبابي حتى مرحلة الشيخوخة،فالذكريات لايمكن ان تغادر القلب ابداً.ذاكرتي تتآكل على شاطىء الاحزان،كما تتأكل الصخور على شاطىء البحر.فانا غير مأسوفة على الاعوام التي مضت،فأنا بإنتظار اللقلق!
صوت الجارة[باستغراب] وما حاجتكِ باللقلق؟
صفية:اللقلق حينما يحس بالأمان يحط في هذا المكان .هل شاهدتِ لقلقاً يا أم سنان؟
صوت الجارة:لا والله .لم اشاهد لقلقاً يأتي منذ ثلاثين عاماً.
صفية: في بلدي لم اشاهد لقلقاً واحداً مهاجراً يأتي. بل اصبحت ارضه وسمائه مشاعاً للغربان![كأنها تتذكر]قصة حب حسام للطيور لم تكن هواية يتسلى بها بل كان عشقاً لتلك المخلوقات البريئة اكثر من عشقه لي.تمر ذكريات الشباب كأنها ومضة في خاطري كحلم وردي،كغيمة ساحرة تترك عبقها في الذاكرة وتمضي، واجملها عندما كنت انتظره قرب باب متحف كلية العلوم للمحنطات الطبيعية لنشاهد معاً لقلق محنط قد رفع جناحيه للاعلى ليرحب بكل زائر للمتحف.قال لي يوما ومن شدة ولعه بالطيور واللقلق تحديداً ..انه طير يدل على التفاؤل والعظمة والقداسة والهجرة والغربة.تخرجنا من الكلية وتزوجنا واول يأس لي كنت في زهرة العمر ونظرة الشباب،حين سمعت بخبر استشهاده!كان نهاراً مأساوياً تبعته ليال سالت فيها الدموع انهاراً من الدموع،كان يقول لي [تتقمص شخصية حسام وتقول]:ــ سؤال لايزال يدور في رأسي ياصفية.. من الخاسر والرابح من تلك الحرب اللعينة؟![تعود الى حالتها الطبيعية وصوتها،كأنها تتذكر]كان حسام يحدثني عن مشاهد الحرب عندما كان جندياً في جبهات القتال،مشاهد الخراب والدمار والأشلاء المقطوعة التي تمر من امام عينيه كل لحظة![تقفز قفزة تثير الضحك السخرية]ماذا اقول لك يازوجي الحبيب،آه..لو كنت على قيد الحياة لشاهدت بأم عينيك كيف اصبحت البيوت والناس الآمنين بداخلها في خطوط الصد والتماس! اصبحنا نعيش تحت رحمة الصواريخ والقذائف وازير الرصاص.صرنا نشاهد اكثر من مشاهد تلك الحرب اللعينة.
صوت الجارة:الزمن هو.. هو باقٍ..نخسر الحروب او نربحها ولا يتغير شيء!نخسر الارض !المياه!الانسانية!الرحمة!نخسر ابنائنا وبيوتنا ولايتغير شيء!!.
صفية:احاول الهرب من اشياء علقت بذاكرتي وانصهرت معي،لحظات الوداع التي كنت اخشاها كانت النصل يوغل في صدري،ثم تقطع شرايين قلبي الواحد تلو الآخر.ما عساي ان اقول عن الراحلين،ففيه حكايات مؤلمة،غياب وحنين ورائحة الفراق،اقف بين مفترق طرق..اقف حائرة ..ارحل او لا ارحل؟!ابقى على قيد الحياة او لا ابقى؟!قلبي يخونني عند الاختيار،بعض الرحيل نختاره وآخر تُجبر عليه.كيف لي ان ابقى دونكم وانتم راحلين؟هذا لايجوز فانتم هنا في القلب.مهما ابتعدت فأنا مقبل عليه،هل هناك اكثر من الموت؟!فالموت اصبح عندي اسعد لحظة!فلم يكن بوسعي ان افعل شيئاً سوى الانتظار.الايام تمضي،لكنها لم تستطع ابداً ان تمحو الجراح العميقة في داخلي،فقد ضاعت ايامي في دوامة الحزن والأسى،كأنني في سفينة ليس لها ملاح ولاتعرف اتجاهاً!ها..انني اجد نفسيضائعة بلا اهل وبلا قيمة وبلا امل،مجرد رقم في هوية الاحوال المدنية!عندما انكسر زجاج العمر بحجر الفجائع،اقول خذوا عمري واعيدوا لي اللقلق..الذي لم يزرنا منذ ثلاثين عاماً،خذوا صوتي وصمتي،فقد كبرت كرة الحزن بداخلي،وها هي تتدحرج وتدهس روحي،الحقائق تلاحقني كأشباح،اليس هذا بقدر البؤوساء، فالتعاسة كانت قدري ايضاً،هيا ايتها الاشياء التي تلتاذ بصمتها ..رددي معي..رددي..اتسمعين ما اقوله: ــ لم يبق فيّ الا بقية قلب مجروح ،وصرت لا احمل غير مرارة سنين مُره.لقد اصبح الموت لي راحة والعدم نعيماً.الموت بالنسبة لي لا معنى له بعد الآن،وسأكتشف ان القبر مجرد باب مغلق لمعرفة الحقيقة لايجد مفتاحها الا من كان صديقا حقيقياً لله!..وها انني اهديت للمفتاح الذي يعيد لي حياتي،انه عودة اللقلق.
[طائر اللقلق يحوم في اعلى المسرح ثم يحلق خارجا من جهة يمين المسرح]صفية[هائمة ونظرها نحو اللقلق وهي تكلم نفسها]مرت ايام واشهر وسنين وانا بين فكي الالم والصمت،اربعون عاماً مضت وانا اسأل نفسي: ـــ امتد الزمن وها انني ارى اللقلق في سماء بيت يرفرف!![تدور حول الشجرة وهي تخاطب نفسها]سأسحب كل يوم من ثوبي الاسود خيطاً انثره في الفضاء لعله يضيء لي عتمتي؟!..من يوقف نهر الحزن الجاري بداخلي؟!..الأمل يولد من الموت!![تتهاوى على الارض ثم تتفرص جالسة تحت الشجرة ث تتكور حول نفسها ببطء وتضع رأسها بين ارجلها كأنها كتلة سوداء،دمية تشبه صفية تخرج منها وتطير الى اعلى المسرح باتجاه اللقلق] ــ اظلام على الشجرةــ بقعة ضوء فقط على الدمية وهي ترتفع للأعلى].
((تـــــــــــــــــــــــــدل الســـــــــــتارة ))