نصوص

ننشر مونودراما “قَصَاب البيعة” تأليف: الكاتب السوري عبد الفتاح رواس قلعه جي 


المسرح نيوز ـ القاهرة| نصوص

ـ

قَصَاب البيعة

تأليف: الكاتب السوري

عبد الفتاح رواس قلعه جي 

 

مونودراما حديثة

(دراما الحب والحرب والإبحار في أعماق النفس)

 

الشخصيات

 

أنس:             حارس البناية

شخصيات يقوم برواية وأداء حوارها أنس: الأم – قصاب البيعة – نعمات – إيمي – كاتب المحكمة

أصوات:          صوت قصاب البيعة- صوت البلبل

 

 

    غرفة الحارس قي عمارة بابليون الكبيرة المؤلفة من ست طوابق بجانب مدخلها، ومقتطعة من الحديقة المحيطة بها ، الغرفة متوسطة مع مطبخ صغير ودورة مياه خلف الغرفة ويتصلان معها بممر. هناك نافذة في الجانب الأيمن يطل منها الحارس على بيت الدرج في البناية فيعرف الداخل والخارج إلى البناية، ونافذة في الجانب الآخر تظل على الحديقة والشارع، وباب الغرفة ينفتح مباشرة على الشارع فهو متخيَّلاً في مواجهة الجمهور.

في الغرفة أريكة تستعمل للجلوس والنوم، وطاولة  عليها أوراق وكتاب أو اثنان وآلة كمان، وكرسيان، ، وسلة مركونة عليها غطاء وفيها أغراض مهملة متنوعة. وكتبية من رف واحد بسيطة للغاية، على الجدار لوحة تجارية لموسيقيٍّ هرم بائس يعزف في الشارع على آلة الأوكورديون وأمامه سلة صغيرة للنقود وفي أسفله اللوحة كتب: “إذا أعجبك اللحن فضع قطعة نقود في السلة”.

أنس حارس البناية، شاب في الخامسة والثلاثين، فقد جزءاً من ساقه في حرب ما فهو يسير برجل صناعية، وآثار ذلك ظاهر في مشيته المتصلبة قليلاً. على صدره تتدلى من عنقه سلسلة تنتهي بحافظة من الفضة صغيرة مغلقة تنفتح على صورة.

أصوات الشارع تصل بين الحين والآخر من حوارات عابرة، وزمامير سيارات، وباعة متجولين.

في عمق المسرح شاشة سيكلودراما تنعكس عليها مقاطع مصورة من الاسترجاع الزمني حسب حاجة النص المرافق أو المشهد.

خشبة المسرح معتمة أو الستارة مسدلة، يأتي أنس من عمق الصالة ويسير بين الجمهور وفي يديه آلة الهارمونيكا يعزف عليها محيياً الجمهور على الجانبين ويتوقف ثوان عند بعض الحضور ليعزف لهم مقاطع من اللحن.

يتوقف عن العزف ويصعد الخشبة ويخرج من جيبه مفتاحاً وهمياً ليفتح الباب المتخيل فترفع الستارة أو تضاء الخشبة وتظهر غرفة الحارس ، بسيطة، غير مرتبة، فهو يعيش وحده وليس من يعتني به.

أنس : (يجلس على الكرسي  ويضع الهارمونيكا على الطاولة، يمسد فخذ رجله المقطوعة)

أووه.. تعبت رجلِي من السير، والأصح ما بقي منها. لولا هذه الموسيقا ما استطعت السير ولا الحياة. .حياتي ريشة في مهب الرياح. (يسمع صوت أقدام نازلة من البناية، يصغي من غير أن ينهض لينظر من على الدرج) هذا هو المحامي نبيل وعشيقته نازلان، يستغل غياب زوجته في العمل فيحضر عشيقته إلى البيت (يتلاشى صوت الخطوات) أعرف جميع سكان هذه العمارة، بناية بابليون الكبيرة المؤلفة من ستة طوابق، أعرفهم من وقع أقدامهم، بل ومن رائحتهم أيضاً، بعضهم له رائحة نتنة، وبعضهم الآخر رائحته زكية، وبعضهم رائحته حيادية لا أميزها كاللون الرمادي.  حارس البناية يجب أن يكون يقظاً يميز الخطوات، ويتمتع بحاسة شم قوية ليعرف الداخل والخارج.

(يسمع صوت قطار قادم، ويعلو صفيره إيذاناً بدخوله المحطة) قطار يدخل المدينة وما من محطة للقطار ولا سكة قطار في هذه المدينة! (يتعجب) إذا كانت رجلي تخونني فإن سمعي لا يخونني (يتلاشى صوت القطار).

(يتناول الكتاب من على الطاولة، يقرأ العنوان)  حكاية حب، وهل ما تزال هذه البضاعة موجودة؟

(يسمع صوت أقدام ناعمة وغناء من آلة تسجيل، يصغي باستمتاع)  

صوت الأغنية : فايق يا هوى** لم كنا سوى

و الدمع سهرني** وصفولي دوا

تاري الدوا حبك** و فتش عا لدوا

أنس : هذه الآنسة روابي، وصلتني رائحتها الزكية قبل أن يصلني صوت الأغنية، هكذا هي دائماً، تدخل البناية ومعها آلة التسجيل، ولأقدامها على درج البناية وقع ذرات المطر على الصفيح في مسمعي، إنها نسمة ربيعية في روابٍ تضج بالألوان.. وما زالت تنتظر فارسها القادم على فرس بيضاء مجنحة.كلما دخلت تستيقظ فيَّ مشاعر قرمزية، وأشعر بأن دمي أصبح مشعاً.

(متحسراً على وضعه)  آه.. من الأفضل أن أحضر كأساً من الشاي كي استعيد توازني وأنظم أفكاري.

(يدخل إلى المطبخ، وتخبو أنوار المسرح).

    *   *   *
    (أنس متمدد على الأريكة، يداه خلف رأسه   ينظر إلى السقف تارة وإلى لوحة العازف الهرم تارة أخرى، كأس الشاي الفارغ على الطاولة، يسمع صوت سيارة تقف أمام البناية وصوت المنادي الآلي من مكبر الصوت.
الصوت : قَصَاب البيعة.. قصاب البيعة..اللي عندو اغراض عتيقة للبيع، اللي عندو تياب قديمة أثاثات بيت، ، كنادر، للبيع، اللي عندو براد عتيق للبيع، اللي عندو نحاسات للبيع.. قصاب البيعة.. قصاب البيعة.
أنس : قصاب البيعة، كنت أطن أن هذه المهنة انقرضت، لكنها تستمر، وصار صاحبها يستعمل السيارة السوزوكي بدلاً من عربة يجرها حمار. كان أغلب أصحابها وأنا صغير من اليهود، يشترون الثياب والأحذية القديمة وغيرها ويصلِّحونها، فيغيرون أزرارها، ويرْفوهها، ويكوونها، ثم يبيعونها بأسعار جيدة ويربحون.
الصوت : قصاب البيعة.. قصاب البيعة,
أنس : كانت أمي تقول لي (بصوت أمه ولهجتها)

–       إذا لم تدرس يا أنس مآلك تشتغل قصاب البيعة.

كنت أتصور قصاب البيعة رجلاً قصيراً دميماً  كبير البطن، قدماه مفلطحتان كخف الجمل، فأجدُّ بالدراسة لئلا أصير مثله، ولما رأيته ذات مرة وكنت عائداً من المدرسة وجدته رجلاً طويلاً، يلبس ثياباً مليحة، وحذاء مصبوغاً. لا أدري إن كان يهودياً. ناداني وقال: (يحاكي صوت البائع ولهجته)

–       تعال يا ولد، هل معك شيء من المال أبيعك لعبة جميلة ؟

–       ليس معي سوى خمسة فرنكات خرجيتي، وكمشة من الزبيب والتين بقيت من غدائي.

–       هذا يكفي كُرمى لك . هاتها وخذ هذه علبة موسيقى تصدر عدة نغمات،

إنها قديمة، كانت عاطلة لكنني أصلحتها. لعلك تصير موسيقياً عظيماً ذات

يوم.

بعد هذه الحادثة تراجعت في الدراسة، وساءت علاماتي، حتى فكرت أمي بوضع مدرِّسة خصوصية لي. ليس أمراً شائنا أن أصبح قصاب البيعة؛ إنه يربح الكثير، ربما أكثر من المعلم، فلماذا العلم ومشواره الطويل…هكذا فكرت.

    (يسمع صوت خطوات، وبلابل تغرد، وببغاء يغني بصوت قبيح، فيطل من النافذة)
أنس : هذا سعيد الأغا المعروف بسرحان، نسي الناس اسمه ولقبوه بسرحان، ماتت زوجته وكان يربي البلابل ويبيعها، أما الببغاء فكان يعلمه الكلام والغناء.

(صورة مكبرة على شاشة السيكلودراما للببغاء)

صوت الببغاء : فينْ أنتي رايحةْ يا ستّ الكُلّْ

هلَّق بجي جوزِكْ ووحدُه بمِلْ

هالعُقدةْ يا طرطورة صار بدّها حِل

    (تختفي صورة الببغاء وصوته، يضحك أنس)

أغنية علمها للببغاء ليرددها للزوجة كلما رآها تخرج من الدار. كانت زوجته نغمات تضحك عندما تسمعها وتقول للبغاء ( يحاكي صوت نغمات)

–       سلم لي على معلمك يا هبّول وقولوا نعمات رايحة للقَبول..

ثم تخرج. لا يمكن أن تبطل عادتها؛ فهي بنت عشرة*

(صورة على الشاشة لسرحان يجلس أمام قبر زوجته المزين بعرائش النباتات، وهو يقرأ في القرآن، وعلى القبر قفص الببغاء وقفص فيه البلابل)

عندما ماتت سَرَح زوجها في أحزانه حتى غلب عليه اسم سرحان، ورفض أن يتزوج ثانية. إنه يخرج  عندما ينتصف الشهر ويصبح القمر بدراً ليزور قبر زوجته الذي ظل يعتني به ويزرع حواليه حتى صار روضة غناء. ثم يضع قفص الببغاء فوق القبر ليردد لها هذه الأغنية.

فين أنتي رايحة يا ست الكل

هلق بجي جوزك ووحده بمل

وقد ملَّ سرحان الحياة بعد وفاة زوجته، عاش وحده وصار يتمنى أن يلحق بها.

    (يجلس إلى الطاولة ويعزف لحناً حزيناً على الكمان، وفجأة يسمع صوت انفجار قوي وسقوط قذيفة عن بعد، يضع الكمان على الطاولة، ينهض، يفتح الباب المتخيل في مواجهة الجمهور، يخطو يميناً ويساراً مستطلعاً مكان سقوط القذيفة، ثم يقف في مواجهة الجمهور)
أنس : أظن أن القذيفة سقطت بين كنيسة مارجرجس وجامع الإمام زين العابدين وهما متجاوران وليس بينما سوى شارع بسيط. (يفحص وجوه الحاضرين) من منكم أطلق هذه القذيفة؟ (يشير إلى بعض الجالسين في المقاعد المتقدمة) أنت..؟

أم أنت ..؟ أم أنت؟ (يشير إلى المقاعد الأبعد) أم أنتم هنالك؟

لقد فقدت رجلي بمثل هذه القذيفة. أيمكن للمرء أن يطلق الرصاص على نفسه ثم يدعي أنها بطولة!؟

مهما يكن أرجو أن تكون الأضرار مادية فقط.

(عندما ينهي كلامه تنطلق زمامير سيارات الإسعاف، فيغلق الباب ويدخل)

(تخبو أنوار المسرح ببطء)

    *   *   *
    (أنس نائم على جنبه في السرير يحلم. على شاشة السيكلودراما ينعكس حلمه، جو من الضباب والدخان يلف حقلاً واسعاً من أشجار الزيتون المعمِّرة، وهو صغير في السادسة من عمره يجلس في أصل شجرة كبيرة وفي يده غصن مليء بحبات الزيتون، يقطف حباته ويضعها في جيبه، وعلى ظهره يحمل محفظته المدرسية.

يدخل الحقل وَعْلان عن بعد، يتوقفان مستطلعين، يحس أحدهما شيئاً ما فيعدو هارباً ويتبعه الآخر.

تمر قطة جميلة بجانب أنس الصغير، يداعبها وحين يحاول إمساكها ليضعها في حجره تخرمشه وتنفلت منه هاربة.

ينكشف الضباب قليلاً عن فتاة حسناء تدخل الحقل وتجلس إلى جانب أنس الصغير، يتحادثان من غير أن يصدر أي صوت منهما، يخرج من جيبه علبة الموسيقا ويريها لها، تبتسم وتخرج من محفظتها آلة هارمونيكا وتعزف له ( بدون صوت) يشعر بالسعادة ، يبتسم، تعطيها له وتشير بأن يجرب العزف عليها.

يدخل قصاب البيعة بهيئته التي كان يتصورها أنس: قصير دميم سمين وقدماه مفلطحتان كخف الجمل، وهو راكب على عربة (كاريولا) يجرها حمار، وقد تكدست فيها أشياء قديمة ، يحاذي أنساً ويمد يده للفتاة ويمسك بيدها ويرفعها لتجلس بجانبه في العربة، ثم يمضي.

أنس يحاول مناداتها ليرد إليها الهارمونيكا ولكن العربة تكون قد ابتعدت.يجلس كسيفاً حزيناً، يرمي غصن الزيتون في الأرض ويمضي).

(تخبو أنوار المسرح)

    *   *   *
    (أنس يبحث في السلة، يخرج أشياء عدة متنوعة ويضعها بجانبه، يعثر على محفظته المدرسية وهو صغير وهي التي رأيناها على الشاشة، يأخذها ويعيد الأغراض إلى مكانها في السلة ويغلقها.

يضع المحفظة على الطاولة ويخرج منها كتابا ودفترا وقلماً)

(على الشاشة يرافق المشهد الذي على الخشبة، أنس الصغير يجلس إلى الطاولة وأمامه الكتاب نفسه والدفتر والقلم، ومحفظته إلى جانبه، وهو يكتب منتظراً قدوم الآنسة معلمته. الصورة على الشاشة رمادية ضبابية رامزة إلى أنها قادمة من أروقة الذاكرة البعيدة)

أنس : بعد أن تراجعت درجاتي في المدرسة أحضرت لي أمي معلمة خصوصية لي في جميع المواد، ولما استغربت قالت لي: ( محاكياً صوت الأم وأداءها)

–       الآنسة إيمي تعرف كل شيء “متل طاسة الجان، منين مانقرتا بترن” حتى إنها يمكن أن تعلمك الموسيقى ورقص الباليه.

–       ولكني لا أحب الجان.

–       أنا متأكدة أنك ستحب إيمي، وليتقدمَ المرء في الدراسة لا بد أن يحب معلمه.

    عندما دخلت الآنسة إيمي علي لأول مرة أحسست برعشة في كياني، ووقفت باستعداد محييا ًكما نفعل في الصف حين دخول المعلم. ابتسمت إيمي وأشارت إليَّ بالجلوس وقالت (بصوت إيمي)

–  لا حاجة للوقوف هكذا متخشباً كعمود صغير.. سنكون صديقين

    (على الشاشة إيمي تدخل، وأنس الصغير يقف باستعداد، وهي تشير له بالجلوس، ثم تجلس بجانبه. إيمي تشبه تماما الصورة التي رآها لها في مشهد الحلم، ويتوالى على الشاشة عرض أجزاء من الحديث بشكل صامت)
    كانت إيمي نحيفة، متوسط الطول، ذات قوام جميل متناسق الأعضاء، تلبس بنطالاً من الجينز، وقميصاً مفتوح الصدر قصير الأكمام، يكاد جسمها لنعومته وبياضه يشف عن عظامها. لكن أبرز ما فيها تلك العيون الناعسة اللوزية ، ونهداها النافران كوعلين مذعورين.

كان رأسها مستديراً، وشعرها الأشقر يغفو كحمل وديع على كتفيها، جفونها نصف مفتوحة ورقيقة برقة صوتها الآسر وأصابعها النحيلة.

في الدرس الأول قالت لي:(محاكياً صوت إيمي)

–       يا عزيزي هذه الحصة ستكون للتعارف، ألا تحب أن تكون صديقي؟

–       نعم يا آنسة.

–       دع كلمة آنسة وقل يا صديقتي أو يا إيمي.

–       كما تريدين يا… ولكني لا أستطيع.

–       بل قلها.. لقد أحببتك.. ألا تريد أن تحبني؟

كانت أمي تعرف كل شيء عن حياة إيمي وتقول: مسكينة .. الله يعينها.

ولكني لم أرها إلا مرحة ضاحكة، فإذا اختَلَت إلى نفسها أو سرحت في فكرها كنت أرى دموعاً تترقرق في عينيها.

كانت تحضر مرتين في الأسبوع، وعلي أن أنتظرها وراء الطاولة مستعداً، فلا أدري في أية لحظة تصل، وكانت أمنيتي أن أؤجل قدومها لساعة أو ساعتين لأحظى بصحبة خيالها مدة أطول، وعندما تقرع جرس الباب كنت أنزل متمهلاً وأقف أمام لوحة الموسيقي الجوال وأقرأ العبارة: (يقف أمام اللوحة ويقرأ) “إذا أعجبك اللحن فضع قطعة نقود في السلة”.

(يبحث في السلة) ما زلت أحتفظ ببعض أشيائها التي تركَتْها لي عربون صداقة ومحبة (يتناول من السلة نظارات شمسية ويضعها على عينيه) نظاراتها الشمسية، وكان يحلو لها أن تضعها على عيني وتتفرج علي ثم تبتسم وتقول: هكذا أنت أجمل يا أنيس، كان يحلو لها أن تدعوني بأنيس. (يتناول من السلة كعب حذاء نسائي عال) كعب حذائها.. يا للطفولة كيف تفكر..!؟ عندما انكسر كعب حذائها طلبت منها أن تعطيني إياه. تبسمت وقالت: (محاكياً صوتها)

–       كعب حذائي ، معقول يا أنيس!؟

–       إيمي أريد شيئاً منك أحتفظ به.. أرجوك هل تسمحين؟

في الحقيقة ارتبط في ذاكرتي صوت وقع قدميها على بلاط الغرفة بكعب الحذاء وبصورتها الكلية في مخيلتي، الأطفال لا يعرفون التفكيك والتجزيء في الحب أو الكره. (يتناول من السلة خصلة شعر، يشمها) ما زالت رائحتها عطرة كخشب الرند أو هكذا يخيل إليّ. عندما قصت شعرها طلبتُ منها أن تحتفظ لي بخصلة منه. ضحكت ضحكة واسعة وقالت: (محاكياً صوتها)

–       يا ولد، أنت عاشق.

–       ما معنى عاشق آنسة.

–       يعني .. يعني.. مثل سلامان وأبسال.

–       ومن هما سلامان وأبسال*

–       أسطورة، سلامان كان ابن ملك أحب معلمته أبسال وهي أكبر منه بكثير، ومن أجلها تخلّى عن الملك. إياك أن تتخلى عن العلم من أجل العشق.

خجلت جداً، وأطرقت رأسي في الأرض طويلاً حتى ضحِكَتْ وقالت مطَمْئِنة:

–       لا عليك،  أنت ما زلت صغيراً ويحق لك أن تحلم، هيا ولنتابع الدرس.

(تخبو أنوار المسرح)

    *   *   *
    (أنس يرفع غطاء السلة ويبحث عن شيء، فجأة يسمع صوت طلقات رصاص من رشاش متقطعة، يسرع إلى مقدمة المسرح ويستطلع الأمر، يتحدث وكأنه يسأل الجمهور) أهو رصاص الفرح أم رصاص الموت، يطلقون الرصاص في الأعراس ويطلقونه في سلسلة من الحروب لا تنتهي (يتوقف إطلاق الرصاص ويعود إلى السلة ويتناول منها صورة لأبيه وأخرى لأمه ويعلقهما على جداري الغرفة متقابلتين)
أنس : يبدأ إطلاق الرصاص من البيت بين الزوجين ، ثم يسري في الحارة، فالمدينة، ليمتد بعدها على مساحة الوطن كله.

عندما غادَرَنا أبي كنت صغيراً.. هكذا خرج ولم يعد! قيل إن الحرب أكلته، وقيل إنه هاجر بحثاً عن عمل مجزٍ إلى إحدى دول الخليج أو أوربا، ويقول آخرون إنه في السجن لسبب غامض..وانقطعت أخباره. لكنني مازلت أذكر خلافاته المستمرة مع أمي.

حاولت أمي أن لا تشعرني بفقد الأب، كانت تؤمن لي كل حاجياتي، فما تركه أبي كان يكفي لإعالتنا أنا وأمي مع راتبها الوظيفي في شركة الزيوت، وهكذا تابعت دراستي في السنوات الأولى من الجامعة، لكنني لم أكمل بسبب قذيفة لعينة ذهبت بالبيت وبأمي وأبقت لي رجلاً واحدة.

كانت أمي تحاول وأنا صغير أن تكسب محبتي وثقتي، وكأنها تعتذر عن شيء ما. بالطبع كنت أحبها وأحترمها فهي أمي، وكلما سألتني هل تحبني؟ كنت أجيب بشكل آلي: نعم، ثم وألوذ دائماً بصمت مشوب بكلام غير منطوق. كان ثمة جدار يفصل ما بيني وبينها نقشت عليه بقلم من الفحم صورة أبي، ومنذ أن غادرنا أبي وأنا صغير وجاءت إيمي أصبحت معلمتي هي ملاذي أتفيأ ظلال صوتها وضحكاتها.

(يفتح الحافظة الفضية المعلقة في عنقه بسلسلة ليرى صورة إيمي فيها، تنعكس صورتها على الشاشة)

هذه الحافظة الفضية مع السلسلة أهدتني إياها إيمي ووضعت فيها صورتها وقالت: (محاكيا صوتها)

(تنعكس على الشاشة إيمي وأنس الصغير وهي تضع السلسلة في عنقه)

–       درجاتك المدرسية تتحسن، ولهذا سأقدم لك هذه الهدية ، وقد وضعتُ فيها صورتي، فاحرص عليها إن كنت تحبني، ستكون لك تميمة تقيك من كل شر.

ثم فتحت مظلتها الصغيرة ووقفت أمامي كراقصة حسناء تغني في أوبريت مرحة وقالت: (محاكياً صوتها)

–       هل تعجبك هذه المظلة؟

–       بالتأكيد، هل تعطيني إياها؟

–       أما هذه فلا..

لا أدري كيف تجرأتُ آنذاك وقلت لها: إيمي هل تتزوجينني؟

وتضحك أيمي وتقول: (محاكياً صوتها)

–       ولكنك صغير يا عزيزي.. وأنا كبيرة.

–       سأكبر.. ألم تتزوج أبسال سلامان وهو أصغر منها.

–       أنا لم أكمل لك القصة، لقد هربا معاً وتزوجا، لكن والده الملك تخلص منها وأعاد ابنه إليه ليكون ولياً للعهد.

دعك من هذه الأفكار يا أنيس واحرص على الدراسة والعلم.

    يبدو أن الزواج كان مشكلة للآنسة إيمي، على الرغم من أنها كانت تعيش وحيدة ولا أحد يعلم من أين جاءت، ولا من هم أهلها. لا أدري كيف تصوَّرتُ أنها ملاك هبط من السماء إلى الأرض كهاروت وماروت، بلا ولادة ولا نسب ثم فقد أجنحته ولم يستطع العودة إلى موطنه الأول فمكث في الأرض ينشر الجمال والخير، وعندما غابت عني فجأة قلت في نفسي: لا بد أنها عادت إلى السماء مثل سيتا زوجة راما في ملحمة الراميانا*

كل ما أعلمه كما حدثتني أنها عملت ممرضة في مستشفى، وخياطة للملابس في ورشة للخياطة، وراعية لأربع بنات قدِمْن من القرية للدراسة، ومعلمة خصوصية في المعاهد والبيوت، ومعلمة للموسيقى، وكاتبة للتمثيليات الإذاعية، وكاتبة ومخرجة مسرحية، وأخيراً مُدَرِّسةً للأدب بعد نيلها درجة الليسانس. ولم تستطع إكمال رسالة الماجستير لأن قذيفة غبية دمرت بيتها وجميع أوراق بحثها مع جهاز اللابتوب. كانت كما يقول المثل الشعبي: “كتير كارات قليل بارات”**

لقد أحزنني وضعها حتى قلت لأمي ذات يوم: ماما سأتزوج إيمي. ضحكت أمي وقالت: (محاكياً صوت أمه)

–       أحلامك غريبة يا أنس، إنها معلمتك، تستطيع أن تحبها حب التلميذ لمعلمته،

ولكنك لا تستطيع أن تتزوجها.

قبل أن تختفي فجأة من عالمي تركت إيمي وراءها أشياء كثيرة من مسيرة أعمالها،كانت تحضرها أحيانا معها، وكنت ألتقطها وأضعها في السلة، معتبراً أنها أشياء نفيسة محببة (يبحث في السلة ويتناول أغراضاً منها)

زجاجات تذكرها بالتمريض، قطع قماش ونماذج ثياب تذكرها بورشة الخياطة، قلائد ومجوهرات صناعية كانت تتزين بها، مسودات مسرحيات كتبتها تحرض على الحب وتدفع المتزمتين إلى الغضب الشديد، طابة من البللور السحرى أعتقد أنها حملتها معها عند هبوطها من السماء من ينظر إليها ير مستقبله وما سيحصل معه، لكنها فقدت مفعولها حين لامست تراب الأرض.

(يعيد الأشياء إلى السلة)

    (يصل صوت قصاب البيعة عبر النافذة)
الصوت : قَصَاب البيعة.. قصاب البيعة..اللي عندو اغراض عتيقة للبيع، اللي عندو تياب قديمة أثاثات بيت، ، كنادر، للبيع، اللي عندو براد عتيق للبيع، اللي عندو نحاسات للبيع.. قصاب البيعة.. قصاب البيعة.
أنس : عاد قصاب البيعة ثانية، هذه أشياء لا يمكن أن أبيعها بأي ثمن، إنها ثمينة بالنسبة لي، إنها حياة، إنها أنا، والإنسان لا يمكن أن يبيع نفسه.

(تخبو أنوار المسرح)

    *   *   *
    (يسمع صوت بيانو صادر عن نافذة من الطابق الثالث، يطل من النافذة المطلة على الحديق ويستمع، يعود إلى مقعده وراء الطاولة، وصوت البيانو مستمر وهو مستمتع، يتلاشى صوت البيانو، يخرج من الدرج آلة الهارمونيكا ويضعها على الطاولة)
أنس : صار عندنا في البناية مؤلف موسيقي، إنه ملفونو نوري، استأجر حديثاً شقة في الطابق الثالث، يقولون إنه يؤلف أوبريت الملك والربيع. ملِكٌ ظالم مستبد يأمر عساكره باعتقال الربيع لأنه يُشعر الناس بحرية الطبيعة والإنسان، وينشر الجمال في الأرض. ملفونو نوري سرياني، وهو مايسترو الكورال الكنسي*، وله مؤلَّف في التراتيل والأغاني الشعبية والفولكلورية والدينية السريانية منذ عهد مار أفرام وحتى الآن.

هذه البناية بعجائبها وتعددها وبلبلة ألسنها مثل مدينة بابل.. (يبتسم ساخراً) وأنا حارسها الأمين.

    (يتناول الهارمونيكا ليعزف ولكنه يسمع صوتاً من الشارع ويصعد صاحبه على درج البناية، فيقفز لينظر من النافذة)
الصوت : أضاعوني وأي فتى أضاعوا   ليوم كريهة وطعان خلس
أنس : هذا أبو قصي، سكير العمارة، يذكرني بجار الإمام أبي حنيفة النعمان وكان في كل ليلة يأتي متأخرا ويردد هذا البيت فيوقظ أبا حنيفة، وذات ليلة افتقد صوته فسأل عنه فقالوا قبضت عليه الشرطة لسكره، فذهب أبو حنيفة وتوسط في إخلاء سبيله وقال له: هل أضعناك يا فتى؟

أبو قصي أستاذ ناجح في الأدب، وشاعر، أغراه صديق له بأن يذهب معه إلى الحانة ويتناول كأساً من الخمرة، فتعود وأدمن، وأقلع صديقه عن الخمرة، وكما يقولون : “عديم ووقع في قفة تين” فهو يشرب يومياً ويسكر حتى العربدة والأذى، حتى إنه كسر مرة واجهة المقهى الزجاجية. لفظته زوجته وأولاده، ورعته أمه، وعندما ماتت ساءت حالته وصار ينام ليلة في البيت وليلتين في السجن وليال في الشارع. أعتقد أن المشكلة في تركيبة عائلته القادمة من الريف، فأخوه رجل دين ومدرِّس للشريعة، وأخته رقاصة، وعمته مشعوذة تستحضر الجان، وأبوه يكتب حجابات للنسوان. عائلة “خلطبيطة”* كان الله في العون

    (يعزف على الهارمونيكا)
    كانت البداية وأنا صغير مع هذه الهارمونيكا قبل أن أتعلم العزف على الكمان.

جاءتني إيمي ذات يوم وقالت:  (محاكياً صوتها)

–       أغلق الكتاب، بعد أن اطمأنَنْت على درجاتك في المدرسة سأعلمك اليوم العزف على هذه الآلة الموسيقية اللطيفة، اسمها الهارمونيكا.

–       أعدك بأن أتعلم. أنا أحب الموسيقا.

عندما تجيد العزف عليها سأهديك هذه الآلة (مازحة) ولكن لا تضعها مع كعب حذائي.. وتضحك بمرح.

بعد بضعة دروس في الموسيقا بدأت أجيد العزف على هذه الآلة الصغيرة، وعندما أهدتني إياها أخيراً، ونظرت في وجهها بهرتني أنوار غريبة تشع منه كأنها أنوار ليلة القدر التي حدثتني أمي عنها، وكانت عيناها في فضاء وجهها تخفقان بالنور خفقان نجمة سهيل في السماء، واعتراني شعور غريب بأنني قد كبرت وأصبحت مؤهلاً لطلب يدها من جديد، فقلت:

–       آنسة إيمي، ها إني كبرت وتعلمت العزف، واجتزت سنتي الدراسية بنجاح، أما

زلت مصرة على أن لا تتزوجيني؟

تبسمت هذه المرة مشفقة وقالت:

– يبدو أنك مغرم فعلاً. يا عزيزي كفاك أوهاماً. أنا سأذهب مثلما جئت، وغداً عندما تكبر ستنساني وتبحث عن حب حقيقي.

    (يفتح الحافظة وبنظر إلى صورتها) ولكنني لم أنسها،  ومازلت أحتفظ بصورتها على صدري، كبرت أنا، وغداً أصبح هرماً، أما إيمي فإنني لا يمكن أن أتصور أنها قد كبرت أيضاً، إنها كائن من نور ونار ولا يمكن أن تهرم أبداً.

(تخبو أنوار المسرح)

    *   *   *
    (على الشاشة الكبيرة تنعكس صورة قصاب البيعة وهو يسوق عربته المحملة بالعتقيات، وهو كما جاء في الحلم  رجل قصير دميم كبير البطن، قدماه مفلطحتان كخف الجمل)
أنس : خطرت لي فكرة جهنمية: مادامت إيمي ترفض أن تتزوجني، وكي أحتفظ بحبها لي، فلماذا لا أزوِّجها بذلك العتقي قصاب البيعة القصير الدميم كبير البطن، ذي الأرجل المفلطحة كخف الجمل؟ إنها هكذا لن تحبه، وستحتفظ بحبها لي إلى أن أكبر وأطلب يدها ثالثة.

(يتأمل الصورة على الشاشة)

ومن سيحب مثل هذا الرجل الأشوه، لا ينقصه إلا قرنان صغيران ليكون مثل الشيطان.

(يتوقف عرض الصورة ويلتفت نحو الجمهور) صارحت أمي بذلك فضحكت طويلاً وقالت:

–       أ لن تكف عن أحلام اليقظة هذه؟ ومن أنت حتى تُزوِّجها؟ أبوها ..عمها؟

–       أنا أحبها يا أمي، ولا أريد أن تتزوج رجلاً تحبه فتنساني. وحين أكبر سوف..

–       حين تكبر ستكبر هي أيضاً، ثم إن إيمي تقدم لخطبتها الكثير ورفضتهم. إنها

مثل فراشة الربيع تأبى أن يصيدها أحد.

أعجبني هذا التشبيه، وتمنيت لو أني فراشة مثلها أطير حيث تطير.

(يعزف لحناً مرحاً على الهارمونيكا)

علمتني إيمي المدرج الموسيقي، وبعض الأوزان والنغمات، وصرت أعزف بعض الألحان، وقالت لي ذات يوم: (محاكيا صوت إيمي)

–       ستصبح موسيقياً لامعا يا حبيبي أنيس.

فرحت بكلمة حبيبي أكثر مما فرحت بأني سأصير موسيقياً، وهذا ما شجعني فيما بعد للتعلم على آلة الكمان، كما شجعني بالاستمرار في مشروعي بأن أزوجها بذلك العتقي البغيض.

–       هيا واعزف لي لحن “طالعة من بيت أبوها” (تغني بصوت أنس محاكياً)

طالعة من بيت أبوها      رايحة  لبيت   الجيران

لابسة الأحمر والأصفر     وعيونها تضرب سلام

(يُسمع صوت عزف الأغنية على الهارمونيكا)

رحت أعزف وأعزف بنشاط كبير، وخلال عزفي تصورت أنني شلَّحتها الأحمر والأصفر وألبستها فستان العرس الأبيض، ووضعت في يدها باقة من الزنابق، وتركت خطيبها قصاب البيعة يرتدي أسماله البالية والخرق المتسخة الممزقة، ، ثم جعلتهما يقفان أمام الشيخ كاتب المحكمة ليعقد قرانهما.

(محاكياً صوت كاتب المحكمة، وصوتيهما)

–       رددي مع يا ابنتي: زَوَّجتُكَ نفسي على مهر قدره خمسمئة دينار

–       زوجتك نفسي على مهر قدره خمسمئة دينار

–       ردد أنت معي: وأنا قبلت ذلك.

–       وأنا قبلت ذلك.

–       مبروك.. أصبحتما زوجين تعيشان معاً في السرَّاء والضرّاء..أتمنى  لكما

زواجاً طيباً وحياة هانئة.

بعد انتهاء مراسم كتب الكتاب لم أشأ أن أقيم لهما عرساً حقيقياً، فالعرس سيكون فضيحة أمام الناس، شيطان يتزوج بملاك، وإنما تركتهما يذهبان لشهر العسل.

عندما بدأت أعزف لها المقطوعة الثانية:

يا طيرة طيري ياحمامة    وانزلي بدمر والهامة

جيبيلي من حبي علامة    هالأسمر أبو الخال

جعلتهما يعودان من شهر العسل.

قصاب البيعة باع عربته ، وصار يعيش على مدخرات زوجته، ثم استأجر دكاناً وارتقى درجة فصار يبيع البالة من الثياب، وراح يضع وردة في صدره ليجمِّل نفسه، وتعوَّد أن يذهب إلى الحانة ليشرب كأساً، وازداد سمنة، أما السيدة قصاب البيعة فقد جعلتها تغسل القمصان، وتوضب الحقائب، وتطبخ الطعام، ثم يجلسان معاً إلى المائدة ويتحادثان (محاكياً صوت الزوجة وصوت الزوج)

–       هل ترغب بمزيد من البطاطا وقطعة من لحم العجل يا عزيزي.

–       شكراً عزيزتي، مع قطعة من البندورة والثوم لو سمحتِ.

نبهني من تخيلاتي هذه أصابع الآنسىة إيمي وهي تمسح لي على رأسي معجبة وتقول: (محاكياً صوتها)

–       أحسنت يا أنس.. أحسنت، لقد تعلمت الموسيقا بسرعة.

نظرتُ إلى لوحة الموسيقى الجوال (يقرأ العبارة أسفل اللوحة) “إذا أعجبك لحني فضع قطعة نقود في السلة”

وهممت أن أقول لها: ” إذا أعجبك يا إيمي لحني فتزوجيني”.

لكن إيمي، وفجأة، شغلت عني، فقد ارتعش جسمها، وتشعشع وجهها بحمرة شفيفة، واتقدت عيناها كنجمتين تولدان حديثاً، وبدت وكأنما جاءها هاتف من السماء، وسرعان ما قبلتني من جبيني وهمست: (محاكياً صوتها).

–       لا تنسني يا أنيس…وتذكر بأنني أحببتك.

وخرجت من الباب من غير وداع، تاركة جميع أغراضها في البيت، ولم تعد بعد تلك الأمسية. اختفت وذهبت جميع جهودنا عبثاً في البحث عنها، أو معرفة أخبارها.

(تخبو أنوار المسرح)

    *   *   *
    (على الشاشة صحراء مترامية الأطراف، كثبان رملي عال وطويل يفصل ما بين جزئيها، يمين الكثبان أنس يحمل أغراضه: محفظة على ظهره  ويعلق الكمان على كتفه، ويسير مبتعداً، ويسار الكثبان إيمي ترفع مظلتها وتسير مبتعدة، إنهما يسيران متباعدين في خطين متوازيين فلا يلتقيان)
أنس : (أنس في مقدمة المسرح وقد جمع أغراض السفر الطويل في محفظة بجانبه، والكمان في صندوقه بجانبه، يقف صامتاً قلقاً متهيئاً لمغادرة غرفة المحرس إلى الأبد)
    الوجود ليس بما هو موجود، وإنما بما تؤمن بأنه موجود، حتى وإن لم يكن موجوداً، وبهذا يكون الإنسان خليفة الله في الخلق.

هذه الحياة صحراء مترامية الأطراف تفصل فيها ما بينا أكثبة رملية، ونحن ندور فيها وندور، وكل منا وحيد يبحث عن إلفه، وسعيد من يلتقيه.

(يحمل أغراضه، الحقيبة خلف ظهره، والكمان يعلقه على كتفه ، ويتناول من جيبه الهارمونيكا ويعزف، ويسير باتجاه العمق حتى يغادر المسرح)

     
    – ستار –
     
    حلب

ليلة الثلاثاء

2 رمضان 1440

7/5/2019

 

* بنات العشرة صديقات حميميات يجتمعن للأحاديث وتمضية الوقت، والقَبول هو اجتماع النساء للزيارة الدورية.

* قصة ترجمها عن اليومانية حنين بن إسحاق وذكرها نصير الدين الطوسي بروايتين، وتداولها الأدباء والشعراء بروايات مختلفة.

* ملجمة شعرية هندية مقدسة تشبه الأوديسة مثلما المهابهاراتا تشبه الإلياذة

** يجيد الكثير من الصنائع ولا يكسب إلا القليل.

* المعلم، لقب تعطيه الكنيسة لبعض رجالها وقديسيها الذين برزوا في مجال التعليم والتثقيف ومنها الموسيقا الكنسية، ويقابله في اللاتينية لفظ دكتور. .

* كلمة دارجة تعني مضطربة ومخلوطة بفوضوية.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock