الشاعر يسري حسان يكتب: مخرج ناشئ وممثلة مغمورة يضحكان علي الدولة!!
يسري حسان
شاعر وناقد مسرحي مصري
ـ
هذا ليس عنوان مقال. أي مهني سيقول إنه عنوان تحقيق صحفي. أما أنا. واستهتارا بالمهنية. أو انتصارا لها. زي ما تحب. فأرجو أن يكون عنوان تحقيق أمام النائب العام. وأمام مجلس النواب الموقر.
زهقت من الكتابة في السياسة. فجاءني الدجل يقول شبيك لبيك. فقلت لا فرق بينكما. لكن لا بأس أكتب عن الدجل هذه المرة.
أما الدجل الذي يمارسه علينا عابرو السبيل كل ساعة. فيتجسد هذه الأيام تحديدا. فيما يسمي سبوبة شرم الشيخ. فكل من هب ودب يخترع لك نصباية باسم دعم السياحة في شرم الشيخ. لكن الحاصل أن “الدعم” يصل إلي جيوب الدجالين. بينما تظل شرم الشيخ مسكينة وخاوية علي عروشها.
أحدث ما توصل إليه العقل الشرير هو ما يسمي بمهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي. أظنك. وأظن كل من في شرم الشيخ أو حتي كفر الشيخ لم يسمعوا عنه.
فكرة طقت في رأس مخرج ناشئ وممثلة مغمورة. عين نفسه رئيسا للمهرجان. وعينت نفسها مديرا له. ووجدا في أموال وزارة الشباب ووزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة ما يغري بزيادة جرعة الدجل. حيث استجابت الجهات الثلاث بحسن نية ودعمت بأقصي طاقة لها. وذهب وزير الثقافة نفسه بربطة المعلم وافتتح وصفق وقال رئيس المهرجان إن الوزير عاد مبسوطا ومنبهرا.
ما سمعته عن هذا المهرجان يندي له الجبين ويستوجب مساءلة مسئولي الجهات الثلاث. فقد اسند رئيس المهرجان إخراج حفلي الافتتاح والختام إلي زوجته في تحد سافر لكل الأعراف المتبعة في مثل هذه المهرجانات. كما قام هو ومديرة المهرجان بدعوة أسر بكاملها للإقامة في شرم الشيخ علي حس المهرجان وقاما بتشكيل لجان المهرجان علي هواهما دون الرجوع إلي ما يسمي اللجنة العليا للمهرجانات بوزارة الثقافة.
كل ذلك كوم وما حدث في دعوة الفرق المشاركة كوم آخر. فأي مهرجان دولي يعلن عن نفسه في وسائل الإعلام المختلفة. ويراسل الدول العربية والأجنبية لترشح له عروضها. ثم بعد ذلك تقوم لجنة بمشاهدة هذه العروض وتختار من بينها ما يصلح للمشاركة. لم يفعل رئيس المهرجان ومديرته شيئا من ذلك. حيث اكتفيا بدعوة أصدقائهما فقط من مديري المهرجانات في الدول العربية والأجنبية. لدرجة دعوتهما لمخرج مصري استعان بمجموعة شباب فرنسيين مقيمين في القاهرة وجهز عرضا في ثلاثة أيام وشارك به المهرجان. وتباهي رئيس المهرجان ومديرته بأن فرنسا ذات نفسها شاركت في المهرجان!! شفت دجل أكتر من كده؟
حتي التكريم كان بحسابات دقيقة فمن ضمن المكرمين الأخت فاطمة ناعوت التي ليس لها علاقة بالمسرح ولا حتي بالشعر. والسبب أن السيدة ناعوت كان لديها مناسبة خاصة بالمرأة فدعت رئيس المهرجان لإخراجها. فرد الولد الجميل لها وكرمها في مهرجانه.
هكذا سار كل شيء في هذا المهرجان الذي أقيم بأموال الغلابة دافعي الضرائب. فمن المسئول عن إهدار هذه الأموال. وكم بلغ حجم الانفاق. وما هو العائد من وراء المهرجان. وكم تقاضي رئيسه وزوجته ومديرته وابنها؟ من يحاسب هؤلاء. خاصة أن رئيس المهرجان أعلن بكل صلف وبلطجة. أن الدورة الثانية من المهرجان ستقام في ابريل القادم. أي بعد مرور ثلاثة أشهر فقط علي الدورة الأولي. وهو ما لا يحدث في أي مهرجان في العالم. لكنه يحدث في مصر التي تستجيب للابتزاز والدجل والبلطجة.. أين النائب العام وأين البرلمان الموقر؟
ـــــــــــــــــ
جريدة المساء