الناقد الجزائري علاوة وهبي يكتب : بويش.. الدهشة مسرحيا!

المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات

ـ

علاوة وهبي
ربما هو مصطلح جديد في عالم المسرح .وقد يجد قبولا وقد يجد رفضا من البعض ولكن في الرفض والقبول يكون الجدل .المؤدي الي التاكيد لا شك. المسرح سيد الاكتشافات والكاتب المسرحي سيد التجريب..وهكذا فالنص المسرحي الذي لا تكون به شحنة من التجريب لا يرقي الي مصاف الابداع الذي يشد القارئ ويشد المتفرج في حال تجسيده علي ركح المسرح. محمد بويش القادم الي عالم الكتابة المسرحية(مواليد حيدوسة بالاوراس بالجزائر سنة1966) يكسر اسلوب الكتابة التقليدية في المسرح ويرحل بها الي عالم اخر يسميه عالم الدهشة المسرحية . تري ما هي هذه الدهشة التي يريدنا محمد مشاركته اياها كتابة ومشاهدة يقول محمد(المراد بالدهشة ليس فقط الحيرة والتعجب بل هي حالة توتر ذهني ونفسي ممزوجة بالقلق ومفعمة بالاهتمام واحيانا بالالم والمعاناة) هكذا يري بويش الدهشة الفنية المسرحية التي يدعو اليها ويكتب نصوصه وفقها .
إن الدهشة ليست ابتكارا جديدا ولكنها فكرة لها جذور في فنون اخري وربما تأخرت في المسرح رغم بوادرها عند الكثير من الكتاب بحيث يمكن القول انه لا نص يخلو من شيئ من ألادهاش في تلافيفه..الا ان الدهشة تغلبت في السينوغرافيا مسرحيا اكثر منها في النص بحيث ومنذ ثلاثين سنة او يزيد برزت في اعمال السينوغرافيين جوانب من هذا الاتجاه الامر الذي جعل في الكثير من الاعمال المجسدة علي الركح جعل عين المتفرج تتوجه اكثر ما تتوجه الي اللوحات الابهارية التي يعتمدها السينوغراف في تأثيثه للمشهد المسرحي .
لكن محمد بويش يريد عكس الامر وشد انتباه المتفرج الي النص المسرحي اكثر من العناصر الاخري بما فيها الاداء بمعني انه يعمل علي اعادة السيادة للكلمة فوق الركح وجعل العناصر الاخري مكملة له .والنصوص التي امكنني قراءتها له (نصين) هما .
(رهين)وقد شاهدته كذلك مجسدا علي الركح ونص(الرهينة) اكدا لي ما ذهبت اليه من قبل..يعتمد محمد بويش علي الكلمة الشعرية بل يمكن القول ان ما يكتبه هو قصيدة شعرية وحتي قصة اكثر منه نصا مسرحيا كما نعرفه وعرفناه .فوق ذلك لا تجدوفي نصوص الفصول او المشاهد او اللوحات الي غير ذلك من التسميات المستخدمة في تقسيمات النص المسرحي فنص محمد ياتي مسترسلا دون توقف عند لحظة معينة ويكاد يخلو مز الصراع المتعارف عليه مسرحيا منذ نشاة المسرحية في بلاد الاغريق .
وهذا النوع من الكتابة والتي يسميها بعض النقاد في الغرب خاصة بالمسرح السردي لا تكاد تجد لها قبولاةفي البلاد العربية عموما وشخصيا سبق لي مشاهدة اعمال من هذا النوع ولمنني وجدت رفضا قاطعا لها من قبل من شاهدها معي من الاصدقاء وحتي عمل بويش الاخير رهين والتي اخرجها بوزيد شوقي لمسرح باتنة الجهوي وشارك بها في مهرجان المسرح العربي بالاردن وجدت رفضا من قبل عدد كبر من المشاهدين وقد حدثني الكثير منهم قائلين بان هذا ليس مسرحا انما هو شيئ اخر والحقيقة هي ان كل جديد مرفوض في بدايته بالنسبة لنا نحن الذين لم نتعود علي مثل هكذا عروض.. الكتابة الحديثة والجديدة كسرت الحواجز بين الانواع الابداعية وامتزجت ببعضها الي حد يصعب احيانا نسبة النص الي نوع من الانواع .والعيب ليس في ان يكون النص مرسل ومبهر لغويا ولكن العيب في ان يخلو من الصراع .
سواء الصراع بين الافكار او بين الشخصيات وكذا الحبكة والحل اي الذروة الانفعالية في العملية المسرحية. انني علي يقين بان مثل هذه الاعمال ستجد لها قبولا في مسارحنا مستقبلا وستصبح هي نفسها من كلاسيكيات مسرحنا لان هناك حداثة اخري تتربص بها في القادم من السنوات والعصور .واما جمهور المتفرجين الرافضين لمثل هذه الاعمال المسرحية فحالهم كحال الذين رفضوا مسرك العبث او المسرح الملحمي في بدايتهما وها قد اصبحا الان من ريبرتوارات المسارح في كل انخاء العالم. محمد بويش واحد من الكتاب الذين اخذوا علي عاتقهم اذن كتابة الدهشة والنص المدهش لغةوفي المسرح وقد يجد من ينضم اليه في مساره.ويؤمن بفلسفته الادهاشية. او الانبهار الافت لغة وليس حدثا لان الحدث هنا هواللغة الامر الذي يعطي للمخرج في مثل هذه النصوص الفرصة الاكبر لاظهار قدرته علي القراءة الدراماتورجية للنص واستخراج الحركة الحدث من رحم الكلمة اللغة. وتحويلها الي صورة مراية. اصدر محمد بويش في مشروعه الادهاش مجموعة من النصوص نذكر منها :
1..الرهينة ونشر النص في تونس 2..رسائل من خلف الجدار مص 3..لفافة وطن مصر 4..اموميس اسطورة الرمل والثلج وما بينهما 5..وقاىع جسد لم يسافر وقدت اعماله في كل من الجزائر وتونس والاردن وموريتانيا والمغرب وأحدثعمل سيقدم له في العراق وهو رسائل مز خلف الجدار . كما ترجمت بعض اعمالهوالي لغات غربية.
في الاخير ليس لنا سوي مباركة مشروك محمد بويش ودعوة الكتاب الي الالتحاق بهوغي مشروعه تجديدا لدماء المسرح والحركة المسرحية في الوطن العربي

Allaoua Wahbi

صفاء

ان شاء الله الليلة
Allaoua Wahbi

انتظره شكرا

Allaoua Wahbi

Allaoua Wahbi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock