تفسير خطاب رؤيا الوعي للرؤية.. في الفن السينمائي كتاب داخل الرؤية وخارجها لحسين السلمان
المسرح نيوز ـ العراق| إصدارات
ـ
بقلم: محمد يونس
بؤرة الفهم للرؤية – يقدم لنا الوعي السينمائي عادة امثلة مشهودة، اكثر مما هو يشكل وحدات تفكيرية، وهنا يوجد جانب اساس في هذه الفكرة، حيث أن بؤرة السينما هي مكشوفة على عكس بؤرة السرد غير المكشوفة، وذلك الاختلاف له تأثير في الجانب الوظيفي، حيث أن المخرج لا يفسر لنا بؤرة،
بل أن لقطة او اكثر في الرؤية السينمائية تعكس لنا بؤرة المخرج، حيث أن السينما متصلة بالواقع بشكل مباشر، وهي مشهودة الى حد كأنها بيننا، وليس شاهدها، وتلك الفكرة المهمة اشتغل عليها حسين السلمان في كتابه المعتبر – داخل الرؤية وخارجها – واكنت دلالته هي اللقطة السينمائية، وطبعا تشكل اللقطة في بؤرة السينمائية جزء من الواقع البشري، وتمثل في وحدة الزمن لحظة من مكان وفضاء زماني فوقه، لذا هي في داخل تلك البؤرة موضوعة تراكبية من وحدات زمن متعددة، وهنا سنرجع الى اللقطة، وهذا معانها من الداخل في الرؤية السينمائية، وكل وحدة من وحدات الزمنية تمثل لقطة، ومن خارجها يكون البؤرة مشهودة تكون، اذن واقع تلك اللقطة يقابلها، او ما يحولها من معاني وعلامات ودلالات الى فعل سينمائي، وقد درس حسين السلمان تلك الفكرة من الصيرورة الى السيرورة والى النتيجة،
وقد تدرج من الصيرورة، حيث بدأ من الاسس الاولية, من المعيارية التي تمثل مفهوم اللقطة, على اعتبارها وحدة عضوية, وهذا هو الاطار الخارجي, واما داخلها فهو المستوى الصوري, والذي يتوافق مع الاحاسيس, والجانب العضوي والاطار هو البيان للبؤرة, وبه يكون التعريف العام, والتأكيد للمنطق الصوري، وهنا البؤرة السينمائية التي مثلت الرؤية لكن ليس تغيب عنها الرؤيا، والتي هي موجودة في الخلاصة الجمالية المعالجات النوعية، وقد قدم لنا مؤلف كتاب – داخل الرؤية وخارجها اللقطة السينمائية – تجربة وعي نوعي في تفسيره للناشط السينمائي بحركة الكاميرا نحو ترجمة الرؤية،
وقدم في وعيه المتقدم من خلال تجربته العلمية مناطق حساسة, وعلى الوجه المهم, في جانب وحدة الزمن, ودور تلك الوحدة من جهته العملية, اي في تأكيد اللقطة الرؤية السينمائية, الى ما تمثله اللقطة من جهة الحركة الزمنية, والى وصولها الى المضمون, كي تكشفه لنا كحقيقية معينة, ومن ثم عكس المعنى السينمائي بمستويين, فالمستوى الاول يمثل رؤيا المخرج في بؤرته المكشوفة, وكان هيتشكوك يظهر لنا القنبلة الملصوقة اسفل المائدة التي حولها بعض الشخوص, معولا على استغلنا زمنيا بشكل واسع, وقابل تلك الرؤيا رؤية الفيلم, والتي بسلسلة من اللقطات تكون, وهي ليست اعمق من رؤيا المخرج, ولكن لها قدرة واسعة في موازاتها حتى مضمونيا, وذلك ما كان درج بفصل بعنونة – المعنى- في الكتاب, وتقدمت الافكار نحو زاوية اللقطة وكيف تفسر, ومن ثم التعريج على ما يمثله الحوار في اللقطة, كوحدات خطابية داخلية مكشوفة البؤرة .
الخطاب والتقنية – قدمت لنا تجربة الكتاب المعتبر – داخل الرؤيا السينمائية وخارجها – وعنوانه الثاني التابع الى الاول – اللقطة السينمائية – لحسين السلمان احد الامثلة المهمة في الجانب العلمي للخطاب السينمائي, وكانت فكرة الكتاب في تفسير بؤرة الرؤية داخليا وخارجيا من خلال النشاط الفعلي في اللقطة السينمائية, وعبر النظام اللالي للقطة, والنظام الجمالي من جهة البناء الفني, وقد عمدت الكتاب الى تحقيق هدفه العلمي من عدة وجوه, فكانت المباحث لا تقف عند استثمار الوعي المتمكن لدى حسين السلمان، بل تعدته الى بيانية تفصيلية مدعومة بالصور الحية، والتي كانت تشكل المعادل الموضوعي للافكار المقدمة ازاء فكرة الرؤية السينمائية، وقدم عدة معالجات نظرية اضافة لذلك بوجهات نظر تلي ما بلغه المنهج العلمي من حد منطقي في تفسره، فكن اضافة الى الاسس العلمية هناك اضافات نوعية، فقدم خطاب حسين السلمان طروحات حيوية وناضجة ومعتبرة .
شكل خطاب المؤلف اشارة ضمنية داخل وعيه العلمي، حيث فسر لنا فهمه الخاص اضافة لما كان من تفسيرات علمية، وجعل وعيه يقابل تجربته العلمية، وقد تنوع ايقاع دراسته المعتبرة، والتي اؤكد هي الى حدمن الاهمية لابد أن تكون مبحثا درسيا اكاديميا، وليس تبقى فقط في حدود خطاب المؤلف التي تمثل هنا قيمة ابداعية نوعية، ولست هنا في جانب اطار للمؤلف، بل اقابله كوعي تحليلي لمستويات خطابه، والذي كان بعلمية خالصة ونوعية، اضافة الى ما كان من تميز في منظومة الوعي السينمائي وافق التجربة .