“تفو”.. مونودراما للكاتب العراقي “علي العبادي”

المسرح نيوز ـ القاهرة| نصوص

ـ

تفـــــــو

مونودراما

تأليف: علي العبادي

 

هي : امرأة في العشرينات من عمرها .

 

المكان … بقايا لبيت في قرية تم تدميره بالكامل ما بقى منه سوى نافذة في احد أضلاعه الآيل إلى السقوط و إطار لباب غير موجود، توجد صور لامرأة في الخمسين عمرها على أحد أضلاعه ، البيت تتناثر في أرجائه بعض من  أثاث والإكسسوارات (ملابس عسكرية ، زيّ نسائي ، دولاب فيه مجرات ، بقايا زنبيل حيث وشمت النار أسنانها عليه ) .

هي أمراه جلدتها الدنيا مرات عديدة ، عانت كثيراً من فرط المعاناة والألم التي وقعت بأنيابهما ضحية للظلاميين … تتأمل بيت أهلها الذي لم يبق منه سوى أطلال اقرب ما يكون إلى الخربة ، تخنقها الحسرة والألم وهي تتجول بعينها في باحة البيت ) .

هي : في هذه القرية الموحشة لم يتبق سوى عظام أخوتي ووصمة عارهم الأبدية … أخوتي لم يتبق منهم سوى بضعة ملابس تجتر جزء من الذاكرة لتستفز فينا ما بقى من هدوء ، كنت أراهم خليفة لأبي الذي كان وتداً لهذا البيت الذي أصبح الآن ذكرى .

(تنتبه إلى وجود صورة لامها على الجدار ممزقة غير واضحة المعالم من فرط الخراب)

لم يتبق من بيتنا شيء سوى رائحة أمي ، ذاكرة الطيب التي لا زلت أبحث عن شيء بين كل هذا الركام عنه يعود لها ، أمي نامي بسلام ، رغيفك المعجون بالحب والطيب لم يشفع لي عند تلك البطون الجائعة التي كانت يدك الحانية ملاذا لهم … جوعونا للفرح … الأيادي التي كانت تمتد إليك لتأخذ رغيف الخبز نالت منا كثيرا فأصبحنا موزعين على خارطة المنفى على هيئة كدمات وجراح منها خفيفة ومنها بليغة … أمي تلك الذاكرة النقية الأنيقة لا توجد فيها مساحة للحقد لأنها ممتلئة بالطيب، سنوات وأنا ابحث عن وجهها الباسم في ضوء القمر.

(تصل قرب النافذة وهي تنظر إلى السماء)

احترقت الذكريات بلهيب حقدهم فتصاعد دخانها إلى السماء على هيئة فراشات لتشكو إلى الرب وتعاتبه عتب محب هل هؤلاء هم أوصياء لك ، يحرقون المحبة ويزرعون الموت في كل شبر من أحلامنا التي تعثرت وتتعثر كثيرا … كثيرة هي سنوات المحنة ولكن هذه ابلغهن ، حينما توضع العفّة التي حافظت عليها على على دكّة غسل ضمائرهم … ضحية … ناجية … يتيمة …لاجئة … على مدى سنوات وأنا ابعث للرب رسائل من دمع معتقة بالصدق والدعاء .

(تصرخ)

موهومة أنا تحولت إلى كتلة من الصراخ في الوقت الذي أبحث فيه عن فمي الذي اضطهد في العتبة الأولى لتغيبي شرفي ، أعلم أنا علم اليقين أن صوتي البريء ليس بقوة نهيقهم لكن مازال للأمل موطن في روحي المذبوحة من فرط كثرة تسبيحهم … يا أصحاب اللحى العمياء لماذا عذاباتنا سُنة ؟ كثيراً ما كنت أنتظر الإجابات … كنت سأكتفي حتى بجواب واحد لأسئلة شاخت بعد أن أثخنها الجراح … جهاد باسم الدين الإسلامي لتحريرها مناطق العفّة وإقامة دولة عمادها الرذيلة نحن كفرة بكل اللحى و الجلابيب القصيرة والمسابح التي كلما نمت كثر حصاد رقابنا … أصلي معهم خمس مرات في اليوم و ما يزيد ولن يشفع لي ذلك، من شدة خشوعهم هم يرتئون أن يرتلوا الدعاء بجسدي الذي اتخذوه مسرحاً لتصوفهم … حزنت كثيرا وأنا أرى جسدي يتحول إلى آلة موسيقية يعزف عليها بوحشية أكثر من ستة وحوش لا يملكون سوى الشهوة عزفوا على جسدي نوتات سيئة على أثرها أصبحت طريحة الفراش لا أقوى على شيء . الباصات التي صعدنا فيها هي الآخرة تمارس الخيانة بانتهاكها عفة الطرق مثلما انتهكت عفتنا من قبل تلك الوحوش النتنة .

قال لي أحدهم : بعد أن تتحولين إلى مذهب أخر وتموتين ستصبحين حورية في الجنة … (ساخرة) حورية في الجنة … وماذا عن الآن ؟ طير مذبوح أو سمكة تبحث من ينجدها أو قطة تحت النيران لا مغيث لها .

الوقت كتمثال في متحف غير مرخص لنا زيارته ، ثمن تذكرته باهض على أمثالنا نحن الذين لا نملك في جيوبنا الفارهة سوى الانتظار وبعض من ابتسامات أمي والثمانين امرأة تسللنا خلسة في ليل تزكم الأنوف من رائحة الموت فيه ، والى الآن لا نعرفه ما هو هذا اليوم وما شكله وما رقمه في الروزنامة التي أكل جسدها الحائط .

المشهد الأكثر قسوة أن يمشط الوضيع خصلات أحلامك بأنامل أقصرها رصاصة عاهرة وأطولها بصاق أنى ما تشتهي أو لا تشتهي من جسدك ما دام هو سفرة مفتوحة وأبدية في عرفهم ، الآن قطة أو سمكة  أو نعجة ، بوفيه مفتوح تتوفر فيه ما لذة وطاب من اللذة وفي العالم الآخر حورية في بحر نتانتهم .

(تعثر على كتاب محترق فتمزقه)

المدرسة التي درست فيها التاريخ كان يروي لنا أحداث قبل 1400 سنة عن مفردات كنت لا أفهمها كنت اعتقد هي اقرب إلى الخيال منها إلى الواقع ، لكن فيما بعد أدركت معناها ولعنة التاريخ حينما يعاد بطريقة فيها الكثيرة من الحداثة حينما أصبحت أحدى تلك الشخصيات التي تحدث عنها ، المدرسة البيت الثاني لنا هكذا علمونا فيها, كرهتها, بغضتها, اشعر أحيانا أنها غير حقيقة مزيفة ، أنا وأشقائي عندما كانت المحبة سلطة والجمال ناموس كنّا نضع يداً بيد ونذهب معاً إليها ، وبعد أن أصبحنا بالغين بالوجع واغلبنا تعدى السن القانوني للبصاق بوجه تلك المدرسة التي جمعتنا كي تقتل أخوتي . كنت أراهم وهم يتساقطون واحد تلو الأخرى لينهضوا مجددا على هيئة نوارس تداعب ذلك الخراب الذي تتشح به مدينتي .

في اليوم الأول حيث التأريخ الذي لم يكن حاضرا بيننا أنا و400 امرأة من الجنس اللطيف الذي يهدى لمن هو اتقى ، ربما انشغل بفجيعة أخرى أو تملكه الحياء من هول ما كنا نحن نعيش .

( تهيم بحثاً في أروقة البيت إلى أن تصل إلى البالوعة فترفع غطاءها)

 دخلوا إلينا بشراهة ونهم مثل صراصير رفع عنها غطاء البالوعة المُحكمة فتناسلوا من كل بالوعات العالم ، القذارة التي يحملوها أودت بحياة الكثير من الورود وملأت رائحتهم النتنة كل أرجاء المدينة .

(ترمق البيت بنظرة)

 وأصبح الموت فيها يخضر مقابر منها من عثر عليها ومنها من تنتظر من يبحث عنها ولو بعد حين … هم يخافون اجل يخافون يعتقدون أن أحلامنا مفخخة يخشون أن تنفجر بوجههم .

(تستدرك)

 ثلاثة أيام هي المدة القصوى الممنوحة لي لا غير  ، أنا مذنبة هذا ما دوّن بدلا من اسمي في جواز سفري ، الذنب الذي لم اقترفه يوم يحتاج إلى تأشيرة ممهورة بأنفاسي  .

(ترمق دميتها التي بلا رأس وهي مرمية على الأرض وسط الخراب )

ينفرط العمر من بين أصابعي كدمية بين يدي طفل ، محنة ماثلة أمامي تلك الأيام مثل كابوس يتجدد طيفه كلما صحوت من غبار المواعيد المتطاير التي لا سبيل لها سوى الروزنامة التي أكلت عمراً من جسد الحائط لينقض عليها ليأكلها وهي في شيخوختها كنوع من رد الجميل .

(تتجه صوب النافذة رافع رأسها إلى السماء)

 يا الله أكتاف وجنتي تعبتا من حمل جثة دمعي ، ما السبيل ؟ ما الخلاص ؟ لم أكن اعرف كثيرة هي الخيارات والموت واحد والطريق واحد والنفس واحد والجحيم واحد ! مثل قمامة شاخت في وسط الطريق ولا ترى من المارة سوى حفاوة الترحيب بها بالبصاق هكذا يروني لأني كافرة .

(تتأمل صورة أمها وهي ترمقها بنظرات بين الحين والآخر)

 أمي مع ثمانين امرأة كان لها لقاء مبكراً مع الرب وهي تحمل زنبيلها المصنوع من الخوص الذي يحمل رسائل على أشكال ومقاسات مختلفة حسب حجم الترف الذي عشناه … مَنْ منّا هي ضحية ومغتصبة وهاربة بلا مأوى ولاجئة وقتيلة وطفلة قصوا جدائلها وحرقوا دميتها … قتلوها مع ثمانين امرأة أخرى لان جسدهم (اكس باير ) لا يوقظ المتعة … يباب … في التاسعة من العمر تحرق الطفولة بوابل من الشهوة على أجساد البراءة التي تلتحف الجوع والمرض لتحط رحالها الأخير زهرة ذابلة بين فخذي رجل دين أو مجاهد أو حاج طاف بجسدها مرات لا تعد ولا تحصى  ، كنت أتساءل مع نفسي دوماً ، الجسد الغض حينما يغتصب ويفقد براءته هل يصبح معاقا ؟ هل هذا ما يحلمون به ؟

التابوت الخشبي هو أطول لسان منا جميعاً يمتلك من الحضور البهي ما يجعل كل الأفواه السفسطائية فاغرة في ثغر المدينة التي أصابها النحول ، حين يمر بيننا محمولاً على الأكتاف كملك لا يعصيه احد ولا يدانيه أحد ، أمي المسكينة لم تحظ حتى بهذا الشرف ولو ساعة واحدة أثناء زفافها الأخير إلى المقبرة المزدحمة بنا … الإبادات الجماعية شبح غليظ يطوف بنا .

مجالس العزاء والمأتم التي نقيمها لذوينا ليس لأجل مثوبة بل لنحتج ولنصل صوتنا ، لكن دائما ما يأتي الرد العالم مشغول أو خارج نطاق التغطية .  هل ممكن أن يكون كل ما حدث محض مزحة أي مزحة سمجة تلك التي لا سلطة فيها إلا للفوضى . الرجال الذين غادروا على هيئة فراشات بطرق شتى ، هل لا زالت عيون حبيباتهم غافية في قلوبهم ؟ وهل هناك ثمة أمل بالعودة ؟ (تستدرك) أي أمل ! وسيرتي الذاتية : قطعة قماش سوداء ترتدي روحا تتخبط في هذا العالم الهزيل .

 

 

(تتجه إلى باحة البيت لتجلس وسطها)

أنا مثقلة ببريد هزيمة، ما زال الوقت يداهمني، ولابدّ من توزيع ذلك البريد على ذويه بأقصر وقت ممكن ، حين هُجر البريد وتلوثت الرسائل اتخذت على عاتقي أن أحافظ على ما تبقى من تلك الرسائل و أوزعها على أصحابها ولو على شكل بصاق

(تنظر إلى صندوق القمامة الذي ركن في جزء من بقايا البيت)

صندوق القمامة الماثل أمامي كأي مذنب ، قضى عمرا طويلا على هذه الهيئة كرجل مخصي ليس له نتاج سوى أن يبعث لنا ابتسامات على هيئة رائحة كريهة ليزيد من طمأنينتنا أننا لا زلنا على قيد الإيقاع المترهل فنصفق له مجدداً بيدينا وأرجلنا أحياناً، ونأبى أن نختار غير مكان لنستودع به القمامة ، تدوير النفايات الموسمية لا تجلب لنا سوى الرائحة النتنة  .

الشمس معصوبة العينين منذ سنوات, ونحن أفنينا أعمارنا نبحث عن اقتفاء اثر لظلها عسى أن نعثر على خيط يمكننا من تحريرها من سطوة ذلك الظلام المقيت, كي تحررنا هي الآخر مما نعاني ومما لا نعاني … العصيان لغة الجبناء ، وحدها العبودية والطاعة من تخلق منك أنسانا مسروراً ، يمتطي صهوة جواده مهرولا أنى يشاء مفسدا مصلحا لا يهم لازال مخلصا ، هي دعوة من بريد فمي الذي أصابه العطب والذي لا يجيد سوى البصاق أن نترك مراهقة  العصيان وان نترك الشمس المتمردة تلاقي مصيرها بمعزل عنا ودون أي تدخل ولنبحث عن جواد وعن جهة مما نشاء . لازلت أتذكر ابنة التاسعة حينما فضت بكارتها أودعت بيدي رسالة كي أوصلها لمن يهمه الأمر, ضاعت مني في زحمة الفوضى وحينما وصلت قبالة الشخص المعني استذكرتها و أوعدتها أن (تبصق) في وجهه بثانية واحدة.

(تذهب إلى رأس الدمية المقطوع والمرمي في باحة المنزل)

 تشغلني كثيراً تلك الآهات التي أخذت مساحة كبيرة في ذاكرتي ، كم يسعدني أن أحرر هذه الضحايا من طيش ومراهقة رجال الدين لكن كيف وأنا ليست لي سلطة سوى العويل(تصمت لبرهة ثم تصرخ) وجدتها سأدخل الانتخابات(تصمت ثم تنفجر صارخة) كيف، كيف وأنا لا أحمل تأشيرة العهر كي أقود بلداً ما زال التحريق فيه مستمراً ، وماذا عن الناخبين ؟ هذه المرة أين سيضعون أصبعهم في علبة مملوءة بالبصاق أم  في مؤخراتنا ؟ تذكرة الشرف هي منتهية الصلاحية, كثير من المسافرين أقلوا قطاراتهم وأنا كأي قطة شوارع تلهث عن أمل جديد، تفحصت تأشيرة الدخول فلم اعثر عليها ، أتمنى أن أكون حتى لو شريطا عاجلا في فضائية تعلن عن تحرير مدينتي الحسناء التي أرهقتها الحرب بمضاجعتها بطريقة أقل ما يقال عنها رثة ، ما لي هذه الحرب ما أن تضاجع مدينة بطريقة غير شرعية حتى ترى اللقطاء يتناسلون فيها حكاما يحيطهم الوعاظ مثل طابور بشري ينتظر دوره في الدخول إلى المرحاض العمومي .

(تقوم وهي ترمق البيت بنظراتها كأنها تتفحصه)

 سأحمل حقائب الخيبة الثقيلة التي لا يجليها مطر ولا يستسيغ سماعها احد واذهب باتجاهات لعلي اخفف من وطأة ألمي حين أصل إلى مرافئها ، لكن هل سأعود مجددا ؟ أقف أمام المرآة كجثة واسأل نفسي من أنا ؟ ولماذا أنا ؟ ما شكلي الآن ؟ ولماذا فقدت بريقه ؟ وهل هذا الزمن هو زمن جلاء الوجه أم انه زمن مبكر؟ كم بلغت من العمر ؟ وأي عمر الذي أنا فيه وكل مقاسات الفرح علي كبيرة ؟ إلا أنت أيها الحزن يا لك من وغد كنت مناسبا لمقاسي كل ما مرر الزمان تتجدد وما تلبث طويل حتى تبتكر طرق أكثر عذوبة وتجريب في عذاباتي ، لتحيلني إلى نخلة بلا رأس و ثمر يقتف المتحدث أثرها في ضرب الأمثال ، أهكذا ارحل ؟ وأين ارحل ؟ وأنا لا أقوى على حمل حقائبي التي تطول قامتي وكل الطرق متثائبة بوجه أقدامي ، يلفني الحنين إلى رحم أمي حيث الهدوء والطمأنينة ، أخشى أن لا أحظى حتى برحم قبر في مكب نفايات وان حصلت عليه سيترحمون الناس عليّ وهم يفرغون نفاياتهم بقربي مهنئين إياي بالبصاق و ملئهم الحسد على هذه السعادة الغامرة التي أحظى بها .

على بركة الانتظار سأتوكل أواصل البحث عن مدينة بلا ملامح ، وهي ستكون أجمل بلا ملامح ، كي لا تطالها يد القدر ، لا زلت ابحث وابحث ، إلى متى ابحث ؟ والدروب الموحشة التي قطعناها ولا زلنا نقطعها تزيد الغربة فينا بأناقة باذخة بالسراب اللامنتهي ، أهرول فيها بلا رأس ، ربما في وقت ما حان قطافه كي يزرع مجددا في اقرب قمامة ، وبلا قدم ، لا حاجة لي بها منذ سنوات استغنيت عنها حينما عرفت أنا اجري وكل ما حولي ساكن بلا حراك ، ما الفرق في هذه المدينة التي أصاب قلبها العطب، بين جثة في تابوت وبين أنا الجثة الثرثارة ؟ كلانا فيها ، هي ساكنة وأنا أثرثر، وكلانا لا قيمة لنا ، (تنظر إلى البيت وهي تهم بالخروج) أيها الموطن الدافئ الذي يغلي كأنه الجحيم بعينه استودعك، أمانتي برقبتك ثقيلة ، هل تملك من الحياء والجرأة ما يجعلك تخجل أن تسوفها ؟ أن كنت تملك ذلك اخبرني بذلك ستجدني موزعة هنا وهناك ابحثُ وابحثُ وانتظرُ و انتظر تارة تجدني امرأة تارة تجدني رجل تارة طفل تارة لا تجد أي ملامح لي وربما تجدني بلا اثر .

 

انتهت

27/1/2018

 

ملاحظة : لا يسمع بتقديم العمل بأي شكل من الأشكال دون موافقة المؤلف .

للتواصل مع المؤلف:

  • رقم التلفون : 009647809440251
  • فيسبوك : علي العبادي
  • البريد الالكتروني : Alabadiwe@gmail.com

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock