د. جبار خماط يكتب: الممثل وبنية الفعل الإرسالي
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
د. جبار خماط حسن*
أكاديمي وناقد عراقي*
تتضمن العملية الاتصالية أفعالا ارسالية لها أشكالها وصورها المختلفة على خشبة المسرح ، تسعى إلى تحقيق هدف أو فكرة او خلق توازن معين لموقف ما ، وتتخذ الأفعال الإرسالي الممثل أشكالا عديدة منها الإرسال اللفظي او الصوتي، والارسال غير اللفظي ، وكذلك الإرسال دون اللفظي، وبعد الاتصال اللفظي بين الممثلين، أنموذجا الاتصال الفعال، والكلام بشكل عام هو أداء ذو كفاءة خاصة بالفرد ، يأتي من تراكم استخدامي لمعلومات أولية نابعة من مصدر/ النص ، وهو ألفاظ صوتية تخص مواقف درامية معينة . ويلاحظ أن هذا الموقف يتحفز كلاميا من خلال التأثير المتبادل بين القائمين بالدور الكلامي/ الممثلين ، أثناء عملية الاتصال، والتأثير بين الممثل المرسل والممثل المستقبل ، هو الإحساس او الشعور الداخلي بانقطاع فعل الاتصال المسرحي / التمثيلي او استمرار .
وترى( كرستيفا ستوارت) ان عدد الكلمات التي يعالجها الدماغ خلال الدقيقة الواحدة ، جوالي ( 500) كلمة ، ويستطيع الفرد ان يتكلم حوالي ( 150 كلمة، ) في الدقيقة الواحدة ، أما الفرق بين الرقمين ، والذي هو ( 350 كلمة ) فيمثل الكلمات الضائعة بين المرسل والمستقبل، والناتجة عن انشغال المستقبل بأفكاره، الأمر الذي يؤدي إلى انقطاع خطوط الاتصال بينه وبين المرسل. وتضيف ( كرستيفا) قائلة ، إن بعض خبراء الاتصال، يرى ان باستطاعة الإنسان ان يسمع في الظروف العادية ما معدله، 25 % فقط بشكل فعال ، بمعنى أن الإنسان لا يفهم أكثر من ربع الحديث الذي يتحدث به الآخرون، ولهذا ينبغي على المخرج ان يعمل تكثيفا المرسلة الصوتية، بما يتناسب وقدرات الممثلين واستيعابهم وفهمهم الرسالة المراد إرسالها، بعيدا عن الترهل الصوتي / اللفظي ، الذي يربك الفعل الإرسالي، وضمانية تأثيره المتلقي / الجمهور المسرحي. فلا تفريط او أفراط في الحمولة الصوتية/ اللفظية،بل امر بين أمرين، بغية التأثير والإقناع ، بين الممثلين أنفسهم، وبينهم والجمهور ثانيا . ان الأداء الكلامي الممثل، نظام فكري معقد ، يعتمد كيانا لفظيا ينتظم بوحدات صوتية السلبية محددة، كل وحدة صوتية لها قصد فكري وعاطفي محدد ، وتتنوع هذه الوحدات على متسلسل خطي صوتي ، يتوقف مع انتهاء المعنى ، ويبدأ مرة أخرى مع باعث جديد لللكلام. ولأهمية هذه الوسيلة يتحتم على الممثل/ القائم بالاتصال ، معرفة الآلية الداخلية التي يعمل بها أثناء قيامه بإرسال الكلام نحو المستقبل / الممثل الآخر.
ويصف لنا البروفسور( جوهانسون) هذه العملية على النحو الآتي: إن ما يعنينا هنا ، هو لغة الكلام اي بما يمر عبر الشعور الفيزيائي بين المتكلم والمستمع، وعبر الموجات الصوتية فيما بينهما ، وفي حالة كون المتكلم مرئيا للسامع / التلقي المسرحي، وقد تكون موجات الكلام غامضة ، لأنها تنقل معها( التأثير الروحي، ) أو( القيمة ) أو( أهمية الشخص ) ولكن على الأقل هناك حدود له لهذا الغرض . ان الاتصال اللفظي الفعال بين الممثلين ، يكون تبعا للمراحل الآتية:
1- الأحداث المواقف الدرامية ، وهي مصادر حسبة تخدم الممثل كإجراء اولي التحفيز الكلامي .
2- أيهما يتحفز عند الممثل ( ا) من خلال عينيه او اذنيه، أو الأعضاء الحسية الأخرى، وما هي نتائجها،
3- الإسهامات العصبية التي تنتقل نحو عقل الممثل ( أ) ومن العقل تنتقل العضلات والأوتار، مولدة لنا ، التوترات او ما يعرف بالشعور لدى الممثل.
4- يبدأ الممثل بترجمة هذا الشعور الى كلام وفق صيغ فعلية ، اعتاد عليها/ التمارين المسرحية، بشرط أن يخالطها التفكير الخلاق.
5- يقوم الممثل باختيار العبارات من النص في صبغ ادائية .
6- تكون عينا الممثل واذناه، مشغولتان بالموجات الصوتية والضوئية على خشبة المسرح . والذي يترتب على ذلك ، انتقال الموجات الصوتية او اللفظية للمثل (ب) عبر تمثلات عصبية ثم تنعكس على عضلاته واوتاره ، مولدة توترات ينتج عنها الشعور .
7- يبدأ الشخص( ب) لترجمة هذا الشعور والتصورات إلى كلمات وفق صيغ ادائية فعلية .
8- أخيرا يختار الممثل ( ب) عبارات وكلمات او يتصرف وفقا لفهمه لها. ويمكن التعرف على الفعل الإرسالي الممثل، حينما نفهم مضمونه الاجتماعي ، إذ يمكن النظر إليه، عملية اجتماعية في الواقع / العرض المسرحي ، وهي عملية اتصال، وبهذا تكون أساليب الاتصال ممثلة في رسالةالأداء، التي تعتمد على الايحاء او الإشارة ، أو اللغة المنطوقة، او الرموز والإشارات او الأفعال الادائية للممثلين على خشبة المسرح. ولا يمكن للاتصال التمثيلي ان يكون فاعلا ومؤثرا، إلا إذا تحقق السلوك الاتصالي الناتج عن تبادل المعنى، الذي يكون تارة بصريا او سمعيا او حركيا تارة أخرى. ولهذا يمكن تحديد الفعل الإرسالي للممثل ، بانه عملية ارسال وتبادل الرسائل بغية أحداث الفهم. وهذا ينتج عنه ضبطا وتحكما بخبرة الآداء التمثيلي ، بوصفه سلوكا جديدا يمر به الممثل ، أثناء وخلال اتصاله بالموجودات المادية والبشرية او ما يمكن تسميتها الممكنات الموقفية المكونة للمشهدية في العرض المسرحي.