“رحلة” نص مسرحي للأطفال للكاتب: مجدي مرعي
مسرحية للأطفال
الشخصيات
المخــــرج
مساعد المخرج:
المـــــلك
المــــلكة
الفيلسوف بيدبا
ملك الغربـان
ملك البــوم
الغــربان: ومنهم بعد ذلك مستشارو ملك الغربان والغربان المصابة
البــــوم : وهم بعد ذلك وزيرو ملك البوم
الكــــرك
حــارس 1 حــارس 2
مجموعات من : ( الثيران - الأسود - الجرذان - الحمام - الأرانب - الأغنام ….. إن أمكن )
مشهد (1)
( يفتح الستار علي منظر داخلي لإحدي المكتبات حيث أرفف الكتب إلي اليمين وإلي اليسار وفي العمق مجسم ضخم لكتاب كليلة ودمنة له باب يغلق ويفتح …. إلا أنه توجد ملابس وأقنعة متناثرة هنا وهناك … ويبدو ثمة حركات دؤوبة من الممثلين بعضهم يقوم بتهيئة الديكورات والإكسسوارات في وضعها المناسب وبعضهم يقوم بارتداء الملابس والأقنعة من خلال موسيقي سريعة حيث يتجمع الممثلون خلال مجموعات متباينة … لحظة صمت )
المخرج: : (داخلاً وخلفه مساعده ) تمام … كله تمام
المساعد: تمام التمام يا أستاذ
المخرج: الديكورات ؟
المساعد: زي ما انت شايف
المخرج: مفيش حاجة اسمها زي ما انت شايف … أنا أقولك الديكورات … أنت تقولي جاهزة أو مش جاهزة … الديكورات ؟
المساعد: جاهزة أو مش جاهزة
المخرج: يا بني أنا أقولك الديكورات أنت تقولي جاهزة أو مش جاهزة … الديكورات
المساعد: جاهزة أو مش جاهزة
المخرج : المطلوب حاجة من اثنين … جاهزة ولا جاهزة
المساعد: خلاص تبقي جاهزة
المخرج: أيوة كده .. والممثلين ؟
المساعد: جاهزين يا افندم ( ينادي ) غربان . بوم ..حمام ..طيور كركي . جرذان. صفا .. انتباه (لمجموعة الغربان والبوم والكركي ) ثقتك بنفسك .. شجاعتك إيمانك بقضيتك .. همو أمنك وسلامتك ( تبدو من بعيد مجموعات من الحيوانات والطيور المشار إليها )
المساعد: ( للمخرج ) تمام يا افندم
المخرج: ( مذعوراً ) هو انت داخل حرب ؟ … ولا رايح تقبض علي عصابة ؟ علي فكرة أنا بفكر .. إني أرقيك في الحركة اللي جاية
المساعد: متشكرين يا افندم
المخرج: الإضاءة عاملة إيه
المساعد: جاهزة
المخرج: الصوت ؟ المؤثرات الصوتية ؟ المزيكة المصاحبة ؟
المساعد: ( هامساً ) علي فكرة يا أستاذ .. انت ماعملتش حاجة من دول خالص
المخرج: ( ثائراً ) هو أنا لازم أقول علي كل حاجة .. لازم يكون عقلي دفتر .. انت كان لازم تقرا أفكاري
المساعد: عامة أنا عملت حسابي في كل حاجة
المخرج: كويس … ركبت الفلانشر ؟
المساعد: إيه ؟
المخرج : الفلانشر .. البتاع دا اللي بينور ويطفي
المساعد: الفلاشر يا أستاذ
المخرج: أيوة هو دا .. ما انت عارف إني بحب أدلع الأشياء
المساعد: جاهز يا افندم
المخرج: دي ثقتي فيك يا بني … روح
المساعد: أروح فين ؟
المخرج: روح ابدأ العرض ( بلهجة آمرة ) اسحب الإضاءة من الصالة واديها بلاك ع المسرح
المساعد: نعم يا اخويا
المخرج: يا بني أنا عايز الجمهور
المساعد: إيه ؟
المخرج: الجمهور .. عايز الجمهور يتخيل حركة الممثل علي خشبة المسرح من غير ما يشوف الممثل وهو بيتحرك علي خشبة المسرح
المساعد: طب إزاي ؟
المخرج: إزاي دي بقي أنا معرفهاش .. لكن هو دا الفكر الجديد
المساعد: يا أستاذ إحنا ح نبدأ العرض
المخرج: أوكيه
( ينسحبان من المسرح يبدأ استعراض يتداخل فيه جموع الممثلين المتواجدين علي المسرح والمرتدين للأقنعة .. )
إظــــلام
مشهد (2)
(نفس المنظر السابق )
صوت 1: (وكأنه قادم من قديم الأزل ) كليلة ودمنة .. دمنة وكليلة
صوت 2: ( يتداخل مع الصوت السابق ) كليلة ودمنة .. دمنة وكليلة ( تزداد التداخلات وتتنوع ما بين الأداءات المختلفة ويصاحبها ضحكات مجلجلة .. تنتهي بأصوات الحيوانات والطيور المتداخلة والمتمثلة داخل هذا الكتاب وهي في حالة هياج شديد ونستطيع أن نميز من أصواتها أصوات البوم والغربان والكركي وغيرها ومع الإضاءات المختلفة والمتنوعة التأثير والمتقطعة .. يندفع الباب المثل لغلاف الكتاب فتحاً وقفلاً .. يخف الصوت تدريجياً …. )
الملكة: ( تدخل وخلفها الفيلسوف بيدبا وحارسان ) ما هذه الأصوات المزعجة التي أسمعها يا فيلسوف بيدبا ؟
بيدبا: مولاتي .. إنها أصوات الحيوانات والطيور .. أصوات تطالب بالخروج والانطلاق
الملكة: خروج ! انطلاق !
بيدبا: مولاتي الملكة .. إنه منذ تم تجميع حكايات كليلة ودمنة إلا وأصبحت هذه الحيوانات والطيور حبيسة هذا الكتاب
الملكة: لقد أمر مولاي الملك أن تطبع قصصاً من هذا الكتاب تحمل أسماء هذه الحيوانات والطيور .. ألم يعد هذا خروجاً لها ؟
بيدبا: نعم يا مولاتي … لقد طبعت كتب كثيرة وعرضت بشكل جذاب ومناسب للأطفال بل ولجميع الأعمار
( تزداد وتعلو أصوات الطيور والحيوانات المتداخلة )
بيدبا: مولاتي … أخشي أن تمزق الطيور والحيوانات أسطر هذا الكتاب وأنت تعلمين كم من جهود بذلت خلال أزمان طويلة في صياغة وتنقيح وتهذيب هذا الكتاب حتي وصل إلي تلك الحالة فهو بحق كتاب عالمي .. انتشر في كل بقاع الأرض وتناولته الألسنة علي اختلاف الأجناس واختلاف اللغات
الملكة: اعلم كل هذا … لكن ما العمل إذن ؟
بيدبا: الكتاب يكاد يتمزق .. علينا أن نترك هذه الطيور والحيوانات ونفتح لها الأبواب
الملكة: الأمر ليس بيدي فالكتاب له ملك يقوم علي أمره وهو صاحب الأمر فيه
بيدبا: إن سرعة التدبير تنقذنا مما نحن فيه .. ثم إن الملك خرج في رحلة صيد ولا ندري متي يعود ؟
الملكة: لا أستطيع إصدار أي قرار.
بيدبا: قرارك بإطلاق سراح هذه الطيور والحيوانات هو إنقاذ لذلك الكتاب … فماذا يفعل الملك عندما يعود ويجد كتابه الذي يعد بمثابة مملكته قد تدمر تماماً
الملكة: تكون نهايته
بيدبا: ولكن أن يعود ويجد كتابه سليماً
الملكة: سليماً نعم … ولكنه سيكون خاوياً من حيواناته وطيوره
بيدبا: هل لديك حل آخر ؟
الملكة: أن يصبح الكتاب فارغاً … فارغاً من تراث الشرق العظيم فارغاً من حكمة الهند وجهد الفرس ولغة العرب
بيدبا: أنا اقدر هذا الشعور
الملكة: ماذا نقول لكل الرموز السامية والمعاني الصادقة التي يحتويها هذا الكتاب ؟ إنه لأمر خطير يا فيلسوف
بيدبا: لا نريد أن يعود الملك ويجد الكتاب محطماً ( تزداد حدة أصوات الحيوانات والطيور ) عليك يا مولاتي باتخاذ القرار
الملكة: قرار حياة أم موت ؟
بيدبا: الحياة والموت بيد الله
الملكة: سيظل الكتاب فارغاً … بعد أن تهجره الحيوانات والطيور
بيدبا: سيظل الكتاب فارغاً .. حتي تعود الحيوانات والطيور إليه مرة أخري
الملكة: أحقاً ستعود ؟
بيدبا: حتماً ستعود
الملكة: أنت لا تعلم الملك ماذا يفعل عندما يعلم بإصدار هذا القرار .. أنت لا تعرف الملك في ثورته وعنفوانه
بيدبا: أعرف كل ذلك … لكنه سيلتمس لنا العذر مادام القصد شريف
الملكة: أليس هناك مسلك آخر ؟
بيدبا: سأتحمل خطورة دفعك لاتخاذ هذا القرار حتي ولو كان مصيري الهلاك
الملكة: ( آمرة ً ) إذن افتحوا الأبواب
( الحارسان يتقدمان لفتح الباب الممثل لغلاف الكتاب فتندفع الحيوانات والطيور … وتتخذ الملكة والفيلسوف جانباً من المسرح )
كركي 1: (ومعه كركي 2 ، 3 ، 4 ) لأول مرة نشعر بالحرية
غراب 1: (ومعه غراب 2 ، 3 ، 4 ) سنخرج للناس .. نقص عليهم حكاياتنا
غراب 2: نعم كي يتعلموا منا
كركي 2: في الوقت الذي انصرف فيه بعض الناس عن القراءة
بومة 1: (ومعها من أفراد ألبوم 2 ، 3 ، 4) سنثبت للناس أن كتابنا هذا صالح لكل عصر وأوان
( ينفصل عن المجموعات السابقة وفي منأي عنها ملك البوم وملك الغربان حيث يبدو عليهما التحفز والعداء كل تجاه الآخر )
الجميع: سنخرج للناس … ولن ننتظر مجيء الناس إلينا
( تتكرر تلك العبارة مع خروج أفواج الحيوانات والطيور ولا يتبقي علي المسرح سوي طيور الكركي وغراب 3 الملكة تدخل الكتاب وخلفها الفيلسوف ويغلق الحارسان الباب خلفهما )
المخرج : ( داخلاً ) انت يا بني .. محطتش ليه الشجرة ع المسرح ؟
المساعد : هو احنا عملنا الشجرة من أساسه يا أستاذ ؟
المخرج : مش كنت تفكرني ؟
المساعد : أنا عايز أعرف أنا المخرج ولا انت ؟
المخرج : انت كده دايماً شاغل نفسك بحاجات هايفة
المساعد : علي كل يا أستاذ أنا ح اتصرف
(يكون في هذه الأثناء يتبادل أفراد الكركي حوارات صامتة يتخللها إشارات وإيماءات مختلفة )
المساعد : (يتخذ وضع الشجرة .. لطيور الكركي وفرد 3 من الغربان) علي فكرة أنا الشجرة . مش عايز حد منكم يطير ويقعد علي دماغي قصدي علي فروعي – الحمولة واحد بس ويقعد باحترام يعني ما يفضلش ينكش في شعري قصدي ورقي الـnew look بتاعي (يأخذ عصاً ويدق بها ثلاث مرات …. ويستكمل العرض)
غراب 2: لأجلس تحت الشجرة وأخطط ماذا أفعل ؟
المساعد : بس ماتسندش قوي وحياة أبوك
( المساعد والغراب يتابعان باهتمام حوار طيور الكركي )
كركي 1: (من طيور الكركي ) إن أول شيء يا سادة قبل أن نطير ونحلق في الفضاء مثلما فعلت بقية الطيور التي تركت الكتاب هو أن نسنع لأنفسنا كيان
كركي 2: ماذا تقصد يا صديقي ؟
كركي 1: نحن جماعة من الطيور .. ليس لنا ملك يحكمنا
كركي 2 : لقد تعودنا علي ذلك … ثم إن مؤلف هذا الكتاب لم يختر من بيننا ملك علينا
كركي 3 : المسألة ببساطة أن الملك دبشليم لا يريد أ يكون هناك ملك آخر غيره
كركي 4 :هذا غير صحيح وإلا ما كان هناك ملك للبوم وآخر للغربان ( يبدي كركي 4 اقتناعه برد كركي 3 )
كركي 1 : والآن جاء دورنا لكي نتخذ واحد منا ملكاً علينا
كركي 3 : أري إنه لا أحد بيننا يصلح لكي يكون ملكاً علينا
كركي 1 : لذلك أفكر في أن نجعل ملك البوم ملكاً علينا ما رأيكم ؟
كركي 4 : رأي صواب
كركي 3 : ملك البوم .. ملك قوي
كركي 2: وستهابنا بقية الطيور بفضل قوته
كركي 3: نعم لابد لنا من ملك
كركي 2: (مستكملاً ) يقوم علي رعايتنا وحمايتنا
كركي 1: موافقون
الجميع : موافقون
المساعد : ( للغراب ) انت يا أخ انت ما تسندش قوي كده أنا رجلي تعبت
غراب 2: (يقوم من جلسته من تحت الشجرة ) ماذا تقولن أيتها الطيور الغريبة ؟
المساعد : أعوذ بالله أنا رجلي خدلت
غراب 2: كيف تجعلن ملك البوم ملكاً عليكن ؟
بومة 2 : (تدخل .. تتلصص وتتصنت فيراها المساعد )
المساعد : أحسن أديك وقعت في شر أعمالك
غراب 2: إن البومة هي أقبح الطيور منظراً وأسوؤها وأقلها عقلاً وأشدها غضباً وأقلها رحمة بمخلوقات الله
المساعد : ( لبومة 2 ) لفي بقي وتعالي استخبي ورايا
غراب 2: هذا بالإضافة إلي أنه طائر مشئوم يشمئز منه الناس
المساعد : اسم الله عليك
بومة 2 : انتظري أيتها الشجرة
كركي 3: (لكركي 1 ) أري أن اقتراحك يا صديقي بأن يكون ملك البوم ملكاً علينا … وهو اقتراح ليس بصحيح ( للجميع ) موافقون
الجميع: موافقون
كركي 4: هيا لنلحق بجماعات الطيور الأخري
( تخرج طيور الكركي )
غراب 2 : إن هذه الشجرة ضخمة كثيرة الأغصان والفروع وإنها صالحة لتكون وكراً للغربان وسأخبر الغربان لأجعلهم يحطون علي تلك الشجرة ( يخرج )
المساعد : أنا بقيت وكر للغربان .. الحاقني يا مخرج (لبومة 2)
بومة 2: إنت مستنية إيه ؟ …. روحيشوفي شغلك ( تخرج بومة 2 )
المساعد : (منادياً) يا مخرج ….. يا مخرج ( يخرج )
إظـــــــلام
مشهد (3)
)علي نفس الموسيقي السريعة السابقة يدخل المساعد للإعداد لهذا المشهد ويساعده الأطفال الذين كانوا يقومون بأدوار طيور الكركي وغيرهم في شكل استعراض وبدون أقنعة ويشمل ذلك الإعداد استدارة الكتاب ليظهر علي الوجه الآخر جبل فيه كهف مليء بالحطب تعيش فيه البوم واستدارة البانوهات المرسوم عليها أرفف الكتب ليظهر علي وجهها الآخر مساحات خضراء من اليابسة حيث يظهر عليها من بعيد مجموعات من الحيوانات في مواضع متفرقة والأجزاء القريبة منها للكهف تظهر قطعان الأغنام بوضوح وفي سمائها تطير أسراب من الحمام )
المساعد: ( مشيراً للأطفال المساعدين بالانصراف )
المخرج : ( داخلاً ومتحدثاً بالمايك ) استعد بالمزيكا اللي جاية .. مزيكا الفرح .. ياللا
المساعد : فرح إيه بس … يا أستاذ
المخرج: خلاص خليها مزيكة ميتم … أصلها متفرقش معايا مزيكة فرح من مزيكة ميتم
المساعد : يا أستاذ .. المزيكا اللي جاية مزيكة توتر وقلق … احنا معندناش فرح خالص في النص
المخرج : ( مذهولاً ) بجد ؟
المساعد : بجد
المخرج : عامةً نوعية المزيكا … مش مهمة عندي .. (متحدثاً بالمايك) إضاءة فول اتوماتيك
المساعد : بيتقول إيه ؟
المخرج : إضاءة فول لايت
المساعد: ( بهدوء ) إضاءة خافتة يا أستاذ
المخرج : ( ثائراً ) أنا قلت فول لايت
المساعد : دا مشهد البوم …. وحيث أن البوم ما بتشفش إلا بالليل … يبقي لازم المشهد دا …. يبقي مشهد ليلي
المخرج: دي وجهة نظر … بس أنا شايف إن …..
المساعد : ( مقاطعاً ) أنا شايف إن العرض شغال والحدوتة بتسخن …. ياريتك تقعد في الكالوس …. أو تقعد في الصالة
المخرج : فكرة باردو …. عن إذنك ( ينزل للصالة )
المساعد : ( يصفق بيديه … تدخل مجموعة الغربان …. ويتخذ المساعد موضع آخر من المسرح ليمثل هيئة الشجرة )
ملك الغربان: هكذا كانت رحلتنا إلي عالم الإنسان
غراب 2: لقد كانت رحلة غريبة يا مولاي ملك الغربان
غراب 3: ومثيرة أيضاً
غراب 4: بل ومتعبة
ملك الغربان: حرب هنا وحرب هناك … تدمير هنا وتدمير هناك …. تخريب هنا وتخريب هناك
غراب 2: غربان الأرض في كل مكان تلعق بمخلفات الإنسان من تدمير وتخريب وتمزيق وتشتيت
غراب 1: أما نحن يا مولاي ملك …. غربان كليلة ودمنة اكتفينا بتقديم النصيحة والارشاد لبني الإنسان
ملك الغربان: وحيث أني كأي ملك من الملوك رحت أطوف البلاد وأقابل الملوك والحكام وأحكي لهم حكايتنا التي تجعل الظالم عادلاً والمحتال تقياً
غراب 3: وبعد ؟
المساعد : ( يدخل معلقاً ) لو سمحتم دا خروج عن النص …. متهيألي إنكم جايين تعبانين والمفروض تناموا ده لوقت … عشان القصة بتقول كده … من فضلكم ناموا … ناموا
( تنام الغربان … تخفت الإضاءة تدريجياً لتكون ليلية )
البوم: ( داخلة في جماعة واحدة ) بوم … بوم .. بوم … بوم شكله مخيف …بوم..بوم …بوم … بوم شكله مريب
المساعد : يظهر إن البوم عملت لها سلام جمهوري ( يضحك )
بومة 1: لا … لسنا كالبوم الموجود في هذا العالم
بومة 3: لأنها تجمعت وتجبرت وطغت
بومة2: تنفث سمومها كي تسطو
بومة 4: (مستكملة ) كي تنهب … كي تقتل
بومة 1: أما نحن بوم كليلة ودمنة … ما أجملنا من بوم
المساعد: يا حلو انت يا حلو … يا ملكة جمال البوم … يا وكلاهم صاحيين
بومة 2: (وهي نفس البومة التي كانت تتصنت علي الغراب … لملكها ) مولاي ملك البوم .. لقد تجمعت آراء طيور الكركي علي اختيارك ملكاً عليهم
ملك البوم: خير ما فعلوا
بومة 2: ولكن !
ملك البوم: لكن ماذا ؟
بومة 2 : واحد من الغربان أقنعهم بالعدول عن رأيهم لأننا كما قال هذا الغراب طيور قبيحة المنظر وسيئة الخلق و ….
ملك البوم: كفي … لقد غرستم معاشر الغربان بيننا وبينكم شجر الحقد واشعلتم نار العداوة والبغضاء ستكون بيننا وبينكم حروباً لا تنتهي … وسأكون أنا ملك البوم ومن بعدي من ملوك أشد ظلماً وبطشاً وعدواناً علي هؤلاء الغربان
بومة 3: لنهجم عليهم في تلك الليلة الظلماء ( مشيرةً لوكر الغربان ) إنهم هناك غارقون في نومهم
المساعد : لحظة من فضلكم … اللي ح يحصل ده الوقت فضل يتكرر لفترة طويلة من الزمن نعمل إيه بس ؟ ما هو كل الملوك شكل بعض كل الغربان شكل بعض … كل البوم شكل بعض
ملك البوم: دقوا طبول الحرب … انطلقوا إلي هناك …. انطلقوا إلي هناك… أريدهم قتلي وجرحي …. ومكسوري الجناح … منتوفي الريش .. مقطوعي الذنب انطلقوا
( تنطلق جماعة البوم لتهجم علي الغربان فينجو ملك الغربان ومستشاريه وآخرون ولا يتبقي سوي بعض الغربان المصابة حيث تبدو ما بين صرعي وقتلي وأحسنتم حالاً في حالة إعياء شديدة )
المساعد : ( وقد أصابته عدة إصابات ) آه يا عيني … الي اتخلعت .. آه يا دماغي آه … آه يا جسمي آه ياكلي … آه يا أنا … آه يا من كنت أنا معلش ليكو مخرج يترد عليه
( ينادي ) يا مخرج … يا مخرج
المساعد : ( للغربان … وبصوت خافت ) عايزكم تحسسوني بالألم … اللي انضرب … أحسن انه انضرب … واللي مات أحسن أنه مات … عايزكم تصرخوا م الألم … تصوتوا .. مش تزغرتوا زي ما قال لكم الأستاذ … ياللا …
( تكون هذه الغربان اتخذت بالتدريج هيئة الغربان المصابة حيث تبدو ما بين صرعي وقتلي وأحسنها حالاً في حالة إعياء شديدة – يأخذ المساعد هيئة الشجرة )
مصاب 1: يا رشيي المنتوف
مصاب 2: يا جناحي المكسور ( للمصاب الثالث ) أعني يا بني
مصاب 3: وكيف أعينك وأنا جناحي مخلووع
مصاب 2: (ينهض بصعوبة متجهاً للمصاب الأول ) يا حبيبي ياغرغر ياقرة عيني ( باكياً )
المساعد: ( متباكياً ) قطعتوا قلبي .. حرام عليكو .. كفاية كده
مصاب 2: من سيحضر لنا الطعام .. الحمام والبط والأوز وغيرهم ؟
المساعد : ( مذهولاً ) يابختكم .. بتاكوا كل دول ؟
مصاب 2: الحمام والبط والأوز … من الطيور الميتة
المساعد : ( تصدر عنه إيماءة .. تعبر عن التقزز ) تاكو القرف
مصاب 1: منهم لله البوم … لو كان لديهم نظر … ما ضربوا طيوراً مثلنا … شكلها جميل
المساعد : قوي
مصاب 3: وغناؤها جميل
المساعد : واضح
الغربان المصابة: ( يتأوهون وينوحون علي هيئة عويل ) يا عيني … يا عيني .. عيني علينا
( يدخل ملك الغربان بين مستشاريه الأربع وتصمت الغربان )
المستشار الأول: ( للملك ) أرايت أيها الملك ما لقيناه الليلة من ملك البوم وأعوانه ؟
المستشار الثاني: لقد علموا مكاننا وتجرءوا علينا في أوطاننا
ملك الغربان: ( متجهاً نحو الغربان المصابة … ومستكملاً ) وصرنا بين عيشة وأخري نترقب هجمات العدو التي لا ترحم صغيراً ولا كبيراً
المستشار الثالث: ونصبح ما بين قتلي وجرحي
المستشار الرابع: إنهم سيعودون إلينا فكل هدفهم هو استئصالنا
المستشار الأول: أنت ملكنا ويجب أن تعمل علي حمايتنا من أعدائنا
ملك الغربان: ( لهم ) سأفعل ما يمليه علي ضميري نحوكم .. فأنا ملككم ومسئول عنكم
( لمستشاريه ) والآن سارعوا لعلاج جرحاكم ودفن موتاكم ( يتجه بعض المستشارين ليخرجوا الغربان الصريعة والجريحة )
المساعد : ( حيث يهتز ) أنا شجرة آه … بس مش لازم أتهز بالشكل ده .. تكونش فيه ريح ؟ بس أفتكرت ( يقبض علي جيبه فجأة فيكتشف تليفونه المحمول الذي يعمل باهتزاز يفتح التليفون ) هو انت ؟ وداوقته ( ينادي ) يامخرج
( يغلق التليفون ويأتي المستشارون الذين خرجوا من قبل )
ملك الغربان: والآن ما رأيكم في هذه المصيبة التي وقعت علي رؤوسنا جميعاً وقوع الصاعقة
المستشار الأول: لا أري حلاً لهذه الكارثة سوي أن نهرب من عدونا لأننه لن يدعنا نعيس في سلام وأمان بعد اليوم
ملك الغربان: ( غاضباً ) ليس هذا برأي صواب .. كيف نرحل عن أوطاننا ونخليها لعدونا
المستشار الثالث: الرأي الصواب هو أن نجمع أمرنا ونستعد للقاء عدونا فنقاتله قتال الشجعان ونصيب منه أضعاف ما أصابنا
المستشار الرابع: من رأي يا مولاي ألا نبدأ حرباً حتي نرسل جواسيسنا إلي عدونا فنعلم هل يريد عدونا صلحنا ؟ أم يريد حربنا ؟ أم أنه فعل ذلك ليرهبنا ويجبرنا علي دفع الفدية ؟
ملك الغربان: وإذا رأيناه طامعاً في مال ؟
المستشار الرابع: صالحناه في فدية نؤديها إليه فندفع بها كيده ونرد عدوانه
ملك الغربان: لا أراه رأياً صائباً .. والرأي عندي أننا لو اضطررنا إلي مفارقة أوطاننا فإن الصبر علي الغربة خير من أن نذل أنفسنا ونخضع لعدونا ( يلتقط أنفاسه ) وحتي لو فعلنا ذلك فإنه سوف يجتزئ علينا أكثر ولن يرضي إلا بخضوعنا وإذلالنا وسلب أموالنا
المستشار الثالث: إذن مولاي الملك يوافقني الرأي بأن نجهز أنفسنا لمحاربة عدونا
المستشار الثاني: ( بحزن ) هذا ما جناه علينا جدي الأكبر عندما راح يخبر جماعة الكركي بما في البوم من مساوئ . فكل الطيور تعلم ذلك جيداً لكن العاقل هو من لا يجلب العداوة لنفسه ولقومه
ملك الغربان:دع هذا الآن وأجبني ماذا تري في هذه الأراء المطروحة ؟ هل نقاتل عدونا ؟ أم نصالحه؟ أم نرحل عن أوطاننا
المستشار الثاني: مولاي أري إنه لا سبيل لنا إلي قتال عدونا لأنه أقوي منا والعاقل لا يقدم علي قتال من لا يقوي عليه
المستشار الرابع: إذن نصالحه
المستشار الأول: أو نرحل عن أوطاننا
المستشار الثاني:
لا هذا ولا ذاك
المستشار الرابع: إذن ماذا تري أيها المستشار العاقل لما نحن فيه من شدة وكرب مع عدونا البوم ؟
المستشار الثاني: الحيلة .. الحيلة يا مولاي لا توجد سوي الحيلة مخرجاً لما نحن فيه
ملك الغربان: أعرض علينا ما تفكر فيه … فكلنا آذان صاغية ( الجميع يلتفون حول المستشار الثاني بينما هو يشرح خطته لهم همساً )
المساعد : ( مخاطباً تليفونه المحمول ) أتهز انت بقي وأنا اتهز معاك ( يضع تليفونه في جيبه ويؤدي المساعد رقصة حول ملك الغربان ومستشاريه – علي موسيقي صادرة من تليفونه المحمول )
ملك الغربان: ( لمستشاريه من الغربان ) كيف تطاوعني نفسي أأن أفعل ذلك في أعقل وأحكم وأعز أصدقائي ؟
المستشار الثاني: كل شيء يهون في سبيل الوطن والأهل والخلان .. هيا نفذوا ما اتفقنا عليه
ملك الغربان: لا تنس إنك بهذا العمل البطولي تدفع فيه حياتك وتضحي فيه بنفسك
المستشار الثاني: وما قيمة الحياة بدون وطن ؟! وما قيمة الحياة بدون كرامة ؟!
ملك الغربان: نفذوا ما اتفقنا عليه
( ينصرف الملك )
( ينهال المستشارون الثلاثة علي المستشار الثاني ضرباً فراحوا ينقرونه وينتفون ريشه وذيله ويلقونه عند جذع الشجرة ويخرجون )
المساعد : لا حول ولا قوة إلا بالله .. كله ضرب ضرب مفيش جمع أو طرح ( يخرج وتخفت الإضاءة … فتدخل إحدي البوم وهي تبحث عن فريسة وتفاجئ بوجود الغراب الجريح ) ( يمكن أن تعمل هنا إحدي الموسيقات الدالة علي الجاسوسية )
إحدي البوم: ( وهي بومة 3 ) من أنت ؟
الغراب: غراب بلا ريش علي جناحيه .. بلا ريش علي ذيله … غراب بلا غراب
بومة 3: (ينادي ) يا ملك البوم … يا أصدقائي البوم … تعالوا بسرعة ( يدخل ملك البوم وخلفه بقية البوم من ورائه )
بومة 1: أين بقية الغربان ؟
الغراب المصاب: كان من الأحري أن تسألني عن حالي ولكن لا بأس ! فالغربان رحلت عن هذا المكان إلي أين ؟ لا أعلم .. لكنها رحلت بلا عودة بعدما صنعوا بي ما صنعوا
بومة 1 : (هامساً للملك ) مولاي … هذا الغراب هو مستشار ملك الغربان الأمين ووزيره المعين
ملك البوم: وماذا فعلت أيها الغراب ؟ لتصنع بك الغربان ما صنعت
الغراب المصاب: لا شيء سوي أني نصحت ملك الغربان ومستشاريه بأنه لا طاقة لنا علي حربكم وقتالكم لأنكم أشد قوة وبطشاً
ملك البوم: ( مستحسناً حديث الغراب المصاب ) استمر أيها الغراب
الغراب المصاب: وقد نصحتهم جميعاً بأن يطلبوا الصلح منكم فيقدمون لكم الفدية فإن قبلتم كان خيراً وإن رفضتم تركنا وطننا وهربنا
ملك البوم: وبعد ؟
الغراب المصاب: رفضوا فكرتي واتهموني بالجبن والخيانة والتحيز لكم وانهالوا علي ضرباً ونتفاً حتي صرت هكذا بين الحياة والموت
ملك البوم: ماذا تري يا وزير ؟
بومة 1: أري أن نقتله ونستريح من شره ففي فقده خسارة لأعدائنا ومكسب كبير لنا .. إنها فرصة لا تتكرر فهو الآن ضعيف وقد لا نقدر عليه غداً عندما يقوي ( الغراب ينكمش علي نفسه دون أن يظهر خوفه)
بومة 2: مولاي أري أن ترحم ضعفه ونعطيه الأمان فالعدو والذليل يجب أن يعامل بالحسني خاصة إذا كان خائفاً مستجيراً
بومة 4: (مستكملة ) نعم فنبقي علي حياته ونحسن إليه لأنه راجح العقل
بومة 2: وقد نحتاج إلي رأيه ومشورته في محاربة أعدائنا لأنه يعرف الكثير عنهم ولا سيما إنه أصبح الآن عدواً لهم
بومة 1: (وقد تملكها الغضب ) لقد خدعكم الغراب بحسن كلامه وادعائه عداوة الغربان .. أنا مازلت مصراً علي قتله
ملك البوم: ( غير ملتفت لنصيحة وزيرة بومة 1 ) احملوا هذا الغراب الجريح إلي منازل البوم وانزلوه في أحسن المنازل وأحسنوا إليه
بومة 1: مولاي ملك البوم: فلتكرموا ضيافته وتستعدوا مهر الأطباء لعلاجه حتي يشفي تماماً ويسترد صحته وعافيته
الغراب الجريح: ( بتوسل شديد ) يارب اجعلني بومة .. بومة قوية كي أستطيع أن أنتقم من هؤلاء الأوغاد
إظـــــــلام
مشهد (4)
(يعود المنظر .. لمنظر المكتبة .. من الداخل .. حيث نري مجسم كليلة ودمنة وأرفف الكتب إلي اليمين واليسار )
المخرج: هو دا الشغل الصح .. الديكور يرجع للمنظر الأولاني هو يمكن يكون المشهد دا لسة بدري عليه .. لكن مسألة مش مريحاني لأنها فعلاً مسألة محتاجة لإعادة نظر
المساعد : ( من الخارج منادياً ) يا أستاذ
المخرج : الجديد .. بقي .. تخلي الجمهور يقعد علي المسرح والممثلين يمثلوا في الصالة .. ونديها بلاك ع الصالة وإضاءة ع المسرح .. عفارم عليك ياولد يا مخرج هو دا التكنيك بعينه
المساعد: ( من الخارج ومازال منادياً ) يا أستاذ
المخرج : أنا مش عارف أعمل منه حاجة خالص .. أحسن حاجة استخبي منه جوة الكتاب
المساعد : ( من الخارج ) يا أستاذ
المخرج: نادي بقي من هنا لبكرة ( يقف عند باب الكتاب ويقرعه ) افتح يا بني ( يزداد قرعه للباب ) ما تفتح يا بني ( يفتح الباب فتظهر الملكة حيث تدخل المسرح وخلفها الفيلسوف بيديا)
المخرج : مولاتي الملكة (هامساً) ازيك يا بت يا (منادياً باسم الممثلة التي تلعب دور الملكة) علي فكرة الدور لايق عليكي قوي .. بس لو كان كاجوال كان يجنن .. (متجهاً للفيلسوف حيث يحتضنه) (متحدثاً باسم الممثل الذي يلعب دور الفيلسوف ) حبيب قلبي ( الفيلسوف لا يعيره أي اهتمام ) ماشي ياعم الفيلسوف ( يأتي الحارسان فيسحبان المخرج متجهين به لداخل الكتاب ) انتوا بتعملوا إيه .. أنا المخرج .. أنا كنت داخل .. داخل ( للملكة والفيلسوف ) باي باي بقبس علي رنات (الحارسان يدخلان المخرج داخل الكتاب .. ويسمع صوت صفع ويعود الحارسان ليقفا علي باب الكتاب )
الملكة: ( حائرة ) لقد تأخر قدوم الملك يا فيلسوف
الفيلسوف: مولاتي
الملكة: ( مقاطعة ) صهٍ .. إني أسمع وقع أقدامه
الفيلسوف: ( يلقي بالنظر بعيداً ) حقاً يا مولاتي … إن الملك قادم إلينا
الملكة: ويحي … ويحي ماذا أقول له عندما يجد مملكته التي هي كتابه العظيم وقد هجرته كل حيواناته وطيوره
الفيلسوف: تجلدي يا مولاتي ( متجه تجاه قدوم الملك ) مولاي الملك دبشليم
الملك: ( داخلاً ) السلام والتحية
الملكة: ( وهي مرتبكة ) وعليك عظيم السلام والتحية
الفيلسوف: وموفور الصحة والعافية
الملك: مالي أري علامات الخوف والفزع تبدو عليكما ؟
الفيلسوف: مولاي الملك دبشليم
الملكة: ( مغيرة للموضوع ) وماذا عن رحلة الصيد التي قمت بها يا مولاي ؟
الملك: رحلة موفقة كالعادة .. ولكني أشعر براحة خطر جسيم
الملكة والفيلسوف: ( معاً ) مولاي الملك: الملكة: لقد أصدرت أوامري بإطلاق سراح الحيوانات والطيور
الملك: ( مصدوماً ) ماذا ؟
الملكة: ما قلته يا مولاي
الملك: ( منهاراً ) هكذا أصبح بين الحين والآخر ملكاً دون رعية .. ملكاً دون شعب أحكمه
الملكة: مولاي
الملك: ( ثائراً ) أما عن إطلاق سراح الحيوانات والطيور فهو فرمان ملكي لا يملك حق إصداره سوي الملك
الملكة: مولاي
الملك: وإذا تم إصداره في غيبة من الملك فمعني هذا أن الملك صار هزأة بين الملوك .. بل صار قشة ضعيفة حقيرة لا مكان لها
الملكة: حاشا وكلا
الملك: وإن كنت فقدت مملكتي فلا يجب أن أفقد كرامتي
الملكة: أفعل ما شئت يا مولاي .. لتبق مكرماً معززاً
الملك: إنه عصيان وأنتم تعلمون جيداً جزاء عصيان الملوك
الملكة: الإعدام
الملك: ( وهو حزيناً ) نعم لابد من تطبيق حكم الإعدام عليكِ أيتها الزوجة الوفية التي طالما وقرتها حتي أخذت مكانة عظيمة عندي
الفيلسوف: مولاي الملك .. أنا الذي استحق هذا الحكم لأني دفعت بالملكة لاتخاذ هذا القرار
الملك: انت يا فيلسوفي العزيز ؟ ! أنت يا وزيري المخلص الأمين ؟!
الملكة: كنا في خيار من أمرين كلاهما صعب وكلاهما يؤدي لنفس النتيجة
الفيلسوف: فلو أحكمنا القبض علي هذه الحيوانات والطيور سيزيد من ثورتها ونعجز عن إخمادها فتحطم الكتاب وتخرج في النهاية
الملكة: فما كان علينا إلا أن نطلق سراحها حتي يبقي الكتاب سليماً
الملك: ويبقي الكتاب مجرد ذكري … ذكري قصص عظيمة
الفيلسوف: نعم يا مولاي تلك القصص التي كنت أحكيها لك لتردك عن الظلم ولطغيان وتجعلك ملكاً عادلاً
الملك: لا مناص من تطبيق الحكم ( ينادي ) يا حراس ( يخرج الحارسان من الكتاب ) نفذا حكم الإعدام ليصبح الملك بدون ملكة تحنو عليه وبدون وزير يعينه ويسانده
المخرج : ( من داخل الكتاب حيث يهزه هزاً عنيفاً ولا نري منه سوي وجهه )
يا عالم … يا ناس .. طلعوني من هنا .. الرواية قبلت لغم ونكد
الملك: وهكذا أيضاً يتحطم الكتاب . ولا يبقي سوي اسم كليلة ودمنة … هذا إن بقي اسمه معلقاً في الذاكرة
الفيلسوف: مولاي .. أنا علي يقين تام بأن الحيوانات والطيور ستعود
الملكة: وأنا في ثقة من ذلك يا مولاي
الملك: الحكم صادر في الحالتين
الملكة: ليتك تؤجل حكم الإعدام لبعض الوقت ، فأنا لا أريد أن أرحل وأتركك يا مولاي وحيداً بين جنبات الكتاب لا أريد أن أرحل وأنا أشعر بوخز الضمير وتأنيب النفس
الفيلسوف: وإذا عادت أو لم تعد
الملكة: فحكمك صادر يا مولاي
الملك: ولكن
الملكة: هذا هو طلبي الأخير
الملك: وطلبك مجاب يا مليكتي ( يدخلون الكتاب جميعاً )
مني: ( مطل برأسه من الكتاب – حيث يمسك به الحارسان ) انت يا بني .. رجع المشاهد لنفس تريبها .. ورينا البوم والغربان ح تعمل إيه ؟
المخرج: يمكن تزهق وترجع الكتاب تاني .. ويرتاح الملك بتاعهم دا علي فكرة هو ملك طيب وابن حلال .. أنا عارفه كويس من أيام ما كنا مع بعض في Kg1 مش كده يا جلالة الملك دبش ( كمن يتذكر اسمه – يتقدم الحارسان فيقرعانه علي رأسه ) دبش . ليم ( يسقط )
إظـــــــلام
مشهد (5)
(يعود المنظر ممثلاً لمنظر الجبل الذي فيه كهف البوم والمساحات الخضراء التي يبدو منها جماعات الحيوانات والطيور )
المساعد: ( داخلاً وممسكاً بتليفونه المحمول ) انت فين يا أستاذ ؟ محبوس جوة الكتاب ؟! عمالين يضربوك .. احسن ( يغلق التليفون ) لما أروح اكمل المنظر ( يخرج ويعود ببعض الحطب ليضعها علي مقربة من الكهف وكأنه يشعلها )
غراب 2: (خارجاً من الكهف ومتسللاً ) الآن وبعد اطلاعي علي أسراركم وأحوالكم أيتها البوم … جاءت اللحظة التي نسترد بها كرامتنا وعزتنا ونعلمكم درساً في الأخلاق جزاء كل من يغتر بقوته ويتلاعب بمصائر الآخرين .. أستودعكم علي …
( يضحك ) علي غير خير أيها الأعزاء ( ينصرف منطلقاً ويزداد وهج النار )
الغربان: ( داخلة حيث تحط حول النار ويحصل كل واحد منهم علي عودٍ مشتعل يحمله في منقاره ويلقي به علي الكهف ونسمع صرخات البوم أما الناجون منهم يخرجون وسط الدخان الكثيف .. وتخرج بومة 1 .. متهالكة تماماً وقد أصابته حروق دامية وهي مختنقة حيث تلفظ أنفاسها أمام الكهف )
ملك الغربان: ها قد انتهت حكايتنا ( تعود طيور الكركي )
ملك البوم: ( خارجاً من الكهف ) نعم لقد انتهت حكايتنا
( يقترب الملكان حتي كادا يتصافحا )
المساعد : برافوا عليكو
بومة 1: (تنهض من رقدتها ) يجب أن نعيد حكايتنا مرة أخري
المساعد : تاني !
( في هذه الأثناء تتخذ مجموعتي البوم والغربان مظهر العداء والتحفز كل تجاه الأخري ويتعاقب دخول الحيوانات والطيور الأخري )
غراب 2: بل حان الوقت لنعود إلي عالمنا الجميل ( الجميع يتشاورون في أمر العودة بنظراتهم حيث يوافقون )
الجميع: نعم حان الوقت لنعود إلي كتابنا العظيم … كليلة ودمنة
(يعمل الحارسان من داخل الكهف علي استدارته ليصبح المنظر ممثلاً لمنظر الكتاب وتهم مجموعات الحيوانات والطيور للدخول في الكتاب ويقفون علي بابه فإذا بالحارسان يقذفون بالمخرج خارج الكتاب علي المسرح ويقف الحارسان علي باب الكتاب )
المخرج: ( متأوهاً .. للحيوانات والطيور ) الحمد لله إنكم رجعتم وجشني يا حلون يا مقطقطين .. ياللا بقي ادخلوا الكتاب .. أحسن الملك عايز يعدم الملكة والفيلسوف
الملك: ( يخرج من الكتاب وتتبعه الملكة ثم الفيلسوف ويدخل الحارسان الكتاب )
الملكة: ( بفرح ) مولاي لقد عادت الطيور والحيوانات
الفيلسوف: والآن لتنفذ فينا حكمك يا مولاي
الملكة: والآن لتنفذ فينا حكمك يا مولاي
المخرج : ( يهب مذعوراً ) ح تعمل إيه … ( لنفسه ) الله يخرب بيتك ( للملك ) أرجوك يا عم الملك قصدي ( يتلعثم ) يا جلالة المجلجل … يا كلالة المكلكل
الحارسان: ( يتقدمان من الكتاب للمسرح )
أحد الحارسين: أمرك … يا جلالة الملك
المخرج : ( كمن يتذكر ) أيو … هي دي .. يا جلالة الملك يا أحسن جلالة ملك … يا سعادة البيه
الملك: أرجوك اعفوا عنهم … عشان خاطري … يا جماعةحد يقول له حاجة
المخرج : ( للحارسين ) امسكوني كويس ( يسقط بينهما مصدوماً )
الملك: لقد عفونا عنهم
المخرج : ( يقفز فرحاً معانقاً الملك ) حبيبي يا ملك .. مش بقولكم هو ملك طيب وابن حلال .. وقلبه أخضر زي العنب ( يغني ويرقص فرحاً )
الملك: والآن هيا يا أصدقاء .. لقد تشوقنا لكتابنا العظيم
( مازال المخرج متراقصاً .. هم الجميع بالانصراف )
المساعد: لو سمحت يا مولاي قبل م تمشوا .. لازم أقدمكم للجمهور ( ينادي المساعد كل منهم علي حده ويقدمه للجمهور ثم يقدم نفسه للجمهور )
المخرج : ( للمساعد ثائراً ) غلط اللي انت عملته دا غلط لإنك نسيت تسيب للجمهور حرية الفرجة … أنت كان لازم تقسم المسرح لثلاث مناطق … ( مشيراً بيده ) المنطقة اللي هناك دي نشغل فيها نهاية المسرحية بتاعتنا … والنطقة دي نشغل فيها نهاية المسرحية اللي فاتت .. أما المنطقة دي
المساعد: ( مقاطعاً ) ح تكون فيها نهايتك بإذن الله ساعدوني يا جماعة ( يهم الجميع بالانقضاض علي المخرج ولكنه يفر منهم )
المخرج : ( ينادي مستغيثاً ) يا مخرج … يا مخرج
ســــتار
مجدي مرعي
ــــــ
جريدة مسرحنا العدد رقم :٣٤٠