“ظلال أنثى” الأردني.. ثلاث نساء يقاومن شيزوفرينيا الرجل الشرقي.. في الدورة الـ 24 لمهرجان المسرح التجريبي والمعاصر

المسرح نيوز ـ القاهرة | خاص

ـ

هن ثلاث نساء مضطهدات في مجتمعهن، محطمات، وشاعرات بالقهر والحزن وعدم الأمان، فررن من واقعهن المأساوي، إلى محطة قطار لن يصل أبدًا، بطل قصصهن ذكر غدر بهن، بدعوى الحب.

هذه هي باختصار معاناة ثلاثة نساء، مسرحية “ظلال أنثى”، العرض الأردني الذي يشارك في مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي والمعاصر في دورته الرابعة والعشرون.
يكشف العرض إزدواجيات عديدة في المجتمع العربي؛ إزدواجية المعايير والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية/إزدواجية الساسة وتناقض مواقفهم/ إزدواجية الرجل الشرقي في نظرته للأنثى، الأنثى الحبيبة والعشيقة والأنثى الزوجة.

السيدة الأولى في “ظلال أنثى”، هي مناضلة ثورية، تحمل هم العدالة الاجتماعية وأفكار مانديلا فوق كاهلها، فأرادت أن تغيّر التاريخ، لكن التاريخ أبى أن يتغير، حتى تغيّرت حياتها هي على عقب، بفعل ذكر وثقه به حيث ظنت أنه رفيق الدرب والقضية، فغدر بها وتركها يوم زفافها بحجة الاعتقال لكنه للأسف كان في سجن امرأة أخرى.

والسيدة الثانية، هي فتاة تحلم بالشهرة والمسرح والفن، أحبت ذكر يحمل نفس طموحها لكنه عندما قرر الزواج منها، جفت منابع الحرية التي كان يؤمن بها، وتحول إلى رجل آخر، أكثر تحجرًا من الحجر، وأخيرًا، امرأة أحبت رجل حرمها من الأمومة وأرادها عشيقة وليست زوجة.
بدا عرض “ظلال أنثى”، الذي يزيد عن النصف ساعة بقليل، باهتَا وخرج عن التناغم في أدائه الحركي، وظهر متأثرًا بعرض “الأخوات الثلاثة”

لتشيخوف، من حيث فكرة العرض/ الصراعات الإنسانية والبطولة الغائبة للرجل والرغبة في السفر إلى مكان آخر، السينوغرافيا/ الحقائب الثلاث- الأزياء المتماثلة وغيرها، وبلاغة النص أيضًا تحاكي بلاغة تشيخوف في “الأخوات الثلاثة”.

“ظلال أنثى” حمل عدة محاولات ، محاولة جلد الذات، والثورة، والانفجار، والرغبة في الانتقام، وتغيير الواقع، بفعل تجاربهن الشخصية الفاشلة،

المرأة في”ظلال أنثى”، لا تدين الرجل الذي أهانها بقدر ما تهين نفسها هي، وتجلد ذاتها، لأن النظرة المجتمعية للمرأة -في ظنّي – هي وليدة تربية خاطئة تلعب المرأة دورًا رئيسيًا فيها، فثمة نساء – وهن يشكلن النسبة الأكبر في المجتمع العربي – مازوخيات، يتلذذن بممارسة دور “أمينة زوجة سي السيد”، وهؤلاء أخطر على النساء أنفسهن من الرجال، فالرجل تنجبه إمرأة، وتربيه إمرأة، وتعلمه إمرأة، وتتزوجه إمرأة، إذن من يرسخ لفكرة التطرف الفكري وإمتهان المرأة؟

هذا السؤال لم يطرحه العرض الذي ترك النهاية مفتوحة للمتلقي، تركه يفكر، ويبحث عن إجابة لسؤال لم يُطرح بعد

‎يذكر أن العرض الأردني ” ظلال انثى” من إخراج إياد شطناوي، وتأليف هزاع البراري، ويضم فريق العمل؛ علي عليان (إعداد)، وعبدالرازق مطرية (تأليف موسيقي)، ومحمد المرشدة (سينوغرافيا)، وأسيل بدروان (كريوجراف)، وفكرية أبو خيط (أزياء)، ويزن أبو سليم (مساعد مخرج)، وزاهي الحمامرة (إدارة إنتاج)، ونضال شطناوي (ديكور واكسسوار)، وماهر خماش (إدارة الفريق)، وأريج الجبور – أريج دبابنة – مرام أبو الهيجاء (تمثيل).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock