ننشر نص “لعبة تفوت” للكاتب: مجدي مرعي

المسرح نيوز ـ القاهرة| نصوص مسرحية

ـ

الكاتب: مجدي مرعي

مصر

 

لعبة تفوت

الشخصيات

 

الراعى العجوز    :              وقع الاختيار عليه ليكون شيخا للقبيلة ثم يقوم بدور الملك .

 

حمدون            :               أحد رجالات القبيلة  ـ ثم يقوم بدور الوزير

 

زياد                :               أحد رجالات القبيلة ـ ثم يقوم بدور كبير الحراس

 

صالح               :               ابن زياد وهو طالب جامعى يدرس الحقوق ـ وهو خطيب هند ـ يقوم

بدور قاضى القضاة .

 

هند                   :               ابنة حمدون الوزير ـ خطيبة صالح ـ وتقوم بدور بدر البدور .

 

الزوجة                 :               زوجة الراعى العجوز ـ وتقوم بدور الملكة

 

سالم                     :              ابن الراعى العجوز ـ ويقوم بدور أمير

 

سالمان                  :             الأخ التوأم لسالم  ـ ويقوم بدور أمير

 

أفراد من رجال القبيلة :            وهم ضيوف على الراعى العجوز ويقومون بدور الحراس والمناديين

 

وأفراد من الشعب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الأول 

  ( تظهر الزوجة إلى الخيمة مشغولة بإعداد الطعام ويجلس الراعى العجوز إلى الأمام شارداً )
الزوجة يا سالم .. يا سالمان .. ساعدانى يا ولدىَ .. مزيداً من الحطب .. الضيوف على وشك الوصول .. يا فرحتى .. يا هناءتى .. كم أشعر بأنى أحلق فى الفضاء .
حمدون ( خارجاً من خيمته )  لك حق .. فغداً يصبح شيخنا شيخاً للقبيلة .
الزوجة بل أصبح شيخاً للقبيلة ( بإفتخار ) وأنا زوجة شيخ القبيلة .
حمدون لا بأس .. ( يتجه للراعى العجوز ) مالى أراك شارداً ؟
الراعى كنت أتمنى أن تصبح الفرحة فرحتين .
حمدون الفرحة الأولى .. تنصيبك شيخ للقبيلة والثانية ؟
الزوجة ( بتحسر ) الثانية
الراعى ( بحزم ) شيخ للقبيلة أيضاً . ( الراعى وحمدون ينظر كلاً منهما للآخر فينفجران فى الضحك )
الزوجة ( لحمدون وبغيظ مكتوم ) لم َلم تأتِ هند لتساعدنى ؟
حمدون أجل .. أجل  ( يذهب بالقرب من خيمته منادياً ) يا هند .. يا هند
  ( تنصرف الزوجة حيث تستكمل إعداد الطعام )
حمدون ( للشيخ ومستدركاً ما به ) يحز فى نفسى أن هنداً لم تكن لواحدٍ من أبنائك .. سالم أو سالمان .. ولكنى أعطيت لزيادٍ كلمة .
هند ( تتقدم مارة بالشيخ ) مساء الخير يا عمى .
الشيخ مساء الخير يا بنيتى .
حمدون هلمى يا بنيتى لتساعدى خالتك .
الزوجة أسرعى يا هند لتساعدينى ( تتجه هند لزوجة الراعى )
الشيخ ( لحمدون ) صالح بن زياد ولد صالح وأنا لا أكن لك سوى الحب .. فانت خير أخ .. وخير صديق . ( الشيخ وحمدون يتعانقان )
سالم وسالمان ( يتقدمان بفرحة صبيانية وهما يحملان الحطب )  الضيوف قادمون ( يتقدمان نحو أمهما لإنزال الحطب )
  ( هند تعبر بحركات استياء من سالم وسالمان .. يدخل صالح وأبوه زياد وبعض من رجالات القبيلة ويتصافحون مع الحضور )
الشيخ مرحباً بك يا زياد .. مرحباً بك يا صالح يا بن زياد
زياد لقد أصر ولدى صالح أن يقطع دراسته فى الجامعة ويأتى ليشاركنا أفراحنا
  ( هند تلمح صالح فتقف مأخوذة ً )
الشيخ بارك الله فيك يا ولدى
هند ( بعتاب ) حسبت إنك تشوقت لهند .. فجئت إليها
صالح بل احترق شوقاً إليك
هند ( لصالح ) اتركك لما أتيت إليه
صالح بل أتحين آية فرصة و آية مبرر لأقطع دراستى وآت إلى هنا كى أراك
هند ألم تكن هند مبرراً كافياً للقدوم إليها
صالح هند ( هند تكاد تنصرف عنه )
صالح ( يتقدم نحو هند ) طيفك يسرى فى خاطرى .. يلازمنى .. ولا يفارقنى .. حتى ولو فارقنى ظلى .. وفارقتنى الحياة
هند هكذا كلامك المعسول ( تنصرف لمكان بعيد )
صالح إلى أين ؟
هند الأنظار بدأت تتجه نحونا
حمدون شيخنا لا يستحق أن يصبح شيخاً للقبيلة فحسب .. بل ملكاً علينا
صالح ملكاً علينا يا لها من فكرة رائعة !
زياد أية فكرة ؟
صالح أن يصبح شيخنا العجوز ملكاً علينا
زياد أتهذى يا صالح ؟! أتهذى يا ولدى ؟!
صالح أن يتقمص شيخنا العجوز .. دور الملك ونحن نجاريه فى ذلك ( للشيخ ) ما رأيك ؟
زياد ( مقاطعا ) ولدى صالح يمارس التمثيل فى الجامعة .. وكلما يأتى إلينا يجعلنا نسهر فى تقمص وارتجال
أحد الضيوف1 فكرة رائعة
أحد الضيوف2 هذا ما سيضفى على فرحتنا هذه .. حلاوة وجمالاً
زياد ( ينتحى جانباً مع صالح ) ولدى .. دعهم يقضون ليلتهم كيفما يشاءون ( يصمت الجميع )
الشيخ ما رأيكم
الجميع موافقون .. موافقون
سالم وأنا أصبح إمبرا … إمبرا
سالمان طور … إمبراطور
الزوجة ( باستهزاء ) كما تقول بالضبط ( سالم يتقدم سالمان الذى يحمل صينية بها أكواب وإبريق شاى )
حمدون شيخنا كم قص علينا قصصاً عن الملوك تقاة وطغاة
  ( سالم يصب الشاى ويقدمه للضيوف الذين افترشوا الأرض على حصير ..)
سالم الضيوف يتوافدون يا والدى
صالح بل قل الشعب
حمدون والآن مع الفصل الأول ( للشيخ ) تفضل يا جلالة الملك ( سالمان يعود لأمه حاملاً الصينية والأكواب والشيخ يدخل الخيمة – والجميع فى ترقب وكأنه يحادث شخصاً آخر )
الشيخ كيف يحدث ذلك ؟ مملكتى هذه التى ورثتها عن آبائى وأجدادى لا تعرف قط سوى الطاعة وامتثال الأوامر أما الخائن والمتمرد فجزاؤه هذا .. ( يخرج )
  ( يمسك بعصاه .. وكأنها سيف وكأنه يبارى شخصاً أمامه وقد ارتدى فوق رأسه بعض الأشياء وكأنها تاج فوق رأسه )
سالم أسرع يا سالمان .. لتشاهد تلك المعركة
سالمان ( يأتى مسرعاً ) معركة !
الشيخ فلتتبارى معى أيها الوغد ( يتعارك فى معركة وهمية )
سالم ( أثناء المعركة يشجع والده المبارز ) هيا يا أبى اضربه .. اطعنه .. احذر .. تمهل .. لتعطه ضربة قاتلة
الشيخ ( وهو ينفض يديه ) هذا جزاء الخائن
  ( كأنه وضع عصاته – سيفه – فى قلب خصمه ) فلتهنأ بتلك الضربة
سالم فلتسلم يدك .. يا والدى .. يا جلالة الملك
سالمان ( لنفسه ) ملك على من ؟ لا يوجد فى هذا المكان سوانا نحن وقطيع الأغنام وبعض الإبل وكلاب تحرسها
زياد ( باستنكار ) ربما صار ملكاً على قطيع الاغنام
الشيخ ( يعدل من ثيابه ويضع عصاته وسيفه فى خصره ) أنا ملك عليكم جميعاً .. رضيتم أم أبيتم ؟
الجميع رضينا ( يتجه الشيخ ليجلس على مقعدٍ عبارة عن جذع شجرة مقطوع فى وضع أفقى )
الشيخ ماذا عن أحوال المملكة يا وزير ؟    ( لا أحد يرد )
الزوجة ( تترك ما كانت تفعله ويستحوذ التقمص على إنتباهها – تتجه نحو حمدون ) نظراته موجهة إليك – يقصدك أنت – أنت الوزير
حمدون أنا صرت وزيراً !
الشيخ لم لا ترد يا وزير ؟ ( فى هذه الأثناء ينصرف صالح إلى هند )
حمدون ( بتلعثم ) نعم … نعم يا مولاى … بخير
الشيخ ( يتجه نحو زياد ) و أنت ياكبير الحراس … لم لا تلق بتلك الجثة العفنة خارج القصر … ( اثنان من الضيوف يقفان بجانبى كرسى العرش – جذع الشجرة – و يمسك كلا منهما بجريدة من النخل كأنهما حراس )
زياد أمر مولاى ( يأمر كبير الحراس أثنين من الحراس بحمل الجثة الوهمية )
سالم انتظرا ( يتجه للجثة الوهمية و يخاطبها ) أنصحك ألا تقدم على الخيانة مرة أخرى
الزوجة ( لنفسها ) زوجى صار ملكا … و حمدون أبو هند صار وزيرا … و زياد أبو صالح صار كبير الحراس و أنا بالطبع … لابد أن أكون ملكة فزوجة الملك ملكة … أنا ملكة (تضحك بهستيريا)
صالح ( لهند ) نحن هنا
هند أين أنت ؟
صالح أنا هنا ( يقترب منها )
هند أين أنت من التمثيل ؟
صالح أنا قاضى القضاة
هند قاضى القضاة
صالح أنسيت … إننى أدرس فى كلية الحقوق … ( مغيرا من طريقته ) و فى السنة النهائية …ليلى
هند قيس ( يشترك سالم مع سالمان فى ملاحظة الحوار الدائر بين هند و صالح )
سالم و سالمان ( يغنيان ) قيس ابن عمى عندنا … يا مرحبا … يا مرحبا
الملك كفا عن تلك الثرثرة
الملك ( للملكة ) و أنت – يا سيدة القصر الأولى
الملكة ( لنفسها ) و الأخيرة … فأنا المرأة الوحيدة فى هذا المكان
هند المرأة الوحيدة ! يبدو إننى صرت فى زمرة الرجال
صالح ( كأنه مصدق ) رجل ( هند تلكمه )
الملكة هل تفقدت اليوم المؤسسات و الجمعيات الأهلية و غير الأهلية
الملكة نعم … نعم يا مولاى ( و هى تتجه للموقد ) و لقد افتتحت العديد من المشروعات الوهمية

و غير الوهمية

الملك عظيم … عظيم
الملكة و أنحنت لى جميع الرؤوس بالأعجاب
الملك رؤوس ! ( بتعجب )
كبير الحراس رؤوس الأغنام … أقصد الرجال و النساء من رعيتك يا مولاى
صالح أرجو أن تصوغ العبارات على نحو جيد يا كبير الحراس
كبير الحراس صالح أنسيت أنك تكلم والدك زياد ؟
صالح لم أنس بعد يا والدى لكنها لعبة … فدعنا نتقن أصول اللعبة
كبير الحراس صالح
صالح أنا قاضى القضاة
الملكة ( تقدم للملك شرابا ) شرابك الملكى يا مولاى
الملك حسنا ( يتناول الشراب ) ما أشهى شرابك يا مليكتى ( و هو يتلذذ فى تناول الشراب ) هذا ما يحملنى على الاستمتاع برؤية رقصة من الرقصات .. فتدفعنى إلى إتخاذ قرار من أخطر القرارات
الوزير أمرك يا مولاى
الملكة ( بدهشة ) رقصات … قرارات
سالمان و ربما تكون حلقات … زفاف
سالم فيزف الملك على أبنة ملك النعمان أو عبلة بنت مالك
الملكة زوجة أخرى … يا مصيبتى فى زوجى ( تمسك الملك من ياقته ) ليتنى كنت أعددت لك منقوع الحصى و الزلط … كى تشربه هات ( تأخذ من يده الكوب و تجرى مهرولة للخارج و تبدأ الموسيقى و يدخل الجميع فى الرقص )
الملك ( بعد انتهاء الرقص ) لم أر … بعد قصرا بدون جاريات أى قانون يقبل رقصة بدون جاريات يرقصن ؟
قاضى القضاة ( باستهزاء ) القانون لا يقبل ذلك يا مولاى
الملك كيف أحمل بعد ذلك على اتخاذ قرار سليم ؟( يجلس الملك و كأنه يفكر فى امر هام – و هند تهم بالانصراف )
صالح لماذا تنصرفين ؟
هند لقد توزعت أدوار المسرحية … و لم يبق لى دور
صالح و هل يمكننا إغفال دور الشمس أو حتى القمر
هند صالح
صالح قد تكون المشاهدة أجدى من المشاركة … هند أنت حقيقة لا يسدل عنها الستار
هند المشاركة تجعلنا نصنع قرارنا
صالح هذا إذا كنا فى زمن تصنع فيه القرارات
هند ماذا تقول ؟
صالح القرارات صارت سابقة التجهيز … معدة و مهيأة لكل زمان و مكان
هند تقصد لا جدوى من المشاركة
صالح نعم
هند و أنا لا تستهوينى متعة المشاهدة
صالح أنها لعبة … و لعبة ….
هند ( تقاطعه ) مهما كانت سأدخل اللعبة ( تجلس هند و تتابع باهتمام )
الملك ( مقررا ) لابد من إتخاذ القرار الذى سوف تهتز له أركان المملكة : يا كبير الحراس
كبير الحراس أمر مولاى
الملك أستدعى الملكة على التو
كبير الحراس أمر مولاى ( يتجه لأذن الوزير ) الملكة راحت تعد الأغنام و الأبل ( ينصرف )
هند لن أتنازل عن دور البطولة
صالح ( رافضا ) هند ( و قد تخاصما )
الملك لابد أن أعمل على تثبيت دعائم الحكم و أركان المملكة ( تدخل الملكة و كبير الحراس و تجلس الملكة حيث تضرب على كفيها و خديها )
الوزير فيم أذن الأمر الخطير يا مولاى
الملك من يحمل العهد من بعدى ؟
الملكة ( بحزن ) الخروف
الملك ( بفزع ) الخروف
الملكة ( بحزن ) الخروف الأكبر تاه … يا حسرتى عليه … يا لوعتى عليه
الوزير أنت تكلمين الملك
الملك فيم تختارى يا مليكتى
الملكة الذئب أم الثعلب … أم كلاهما أنقض على الخروف
الملك أنا أعمل من أجل أن تكون الأيام المقبلة
الملكة كئيبة حياتى بدونك أيها الخروف
الملك فى عهدى … و من بعدى سيعرف الشعب
الملكة الجوع و الفقر و الحرمان … أما يكفيك كل هذا أيها الخروف ؟
الملك ( مهددا ) إما أن تصغى لى و إما أن أرحل إلى …
الملكة الجحيم … إلى الجحيم أيها الذئب الغادر
الوزير مولاتى
الملك فيما تختارى أيتها الملكة ؟
الملكة تخيرنى فى عبلة أم بنت نعمان ؟
الملك ( بحزم و غضب شديد ) أخبرك فى أمر الولاية من بعدى
كبير الحراس الأمير سالم أم الأمير سالمان
سالم ( لأخيه ) مرحبا بك يا سمو الأمير
الملكة ( و هى تحتضن ولديها ) الإثنان معا … يا مولاى
الوزير ( بغيظ ) الاختيار واحد من اثنين … فلا يصح الإثنان معا
كبير الحراس ثم إن السفينة تحتاج إلى ربان واحد و أكثر من ذلك تغرق
الملك أصبت فى قولك هذا
هند ( تتقدم نحو الملك بدلال ) الملكة يا مولاى تمتلكها عاطفة الأمومة ( تتقدم بإعجاب مصطنع نحو سالم و سالمان ) و لا تستطيع أن تفضل ابن لها على الآخر
صالح ( و هو يتابع هندا ) و هل ستجيدين أصول اللعبة يا هند ؟
الملكة طيب الله فاك … يا بدر البدور
الملك بدر البدور !
بدر البدور ( بدلال ) بنت وزيرك المخلص … يا مولاى
الملك بل شمس الشموس ( للوزير ) ألم أقل لك أنك خير أخ و خير صديق
الملكة  ( و هى تنبهه ) و أنا خير زوجة
الملك ( بتلعثم )  نعم … نعم أنت خير زوجة
سالم ( بفرح شديد … و كأنه قد استهوته اللعبة … يتقدم نحو هند ) أنا الأحق بالولاية
سالمان بل أنا
سالم أنا الأحق
سالمان قلت أنا … أنا الأحق بالولاية
هند ( تضحك بأنوثة بالغة ) كلاكما أحق بالولاية
قاضى القضاة ( بحزن ) حقا ولى العهد أفضل من قاضى القضاة … يا هند
صالح ما أصعب على الإنسان أن يكتشف أنه كان يملك سرابا و أنه كان أيضا سرابا و كل ما يملكه من السراب صار سرابا ( يضحك بسخرية بالغة )
الملك إما أنت تحل هذه المسألة و إلا أصابت المملكة اللعنة و حل عليها الانقسام و التفكك
الوزير ( و هو يكاد يبكى متصنعا ) أطال الله فى عمرك يا مولاى … لما التعجل فى اتخاذ هذا القرار ؟
الملك ألم تفهم بعد ؟
كبير الحراس الأميران تؤمان و هما على قدر متساو من الكفاءة و المقدرة على قيادة شعب من …
الوزير ( مقاطعا ) من الأغنام
قاضى القضاة ( و بحدة بالغة ) إنى أنذرك أيها الوزير
الملك ( لولديه ) من فيكما يتنازل لأخيه ( لا أحد يرد ) المسألة صارت معقدة ( الملكة – الزوجة ما زالت مشغولة من حين لآخر بإعداد الطعام )
بدر البدور فعلا يا مولاى المسألة صارت معقدة … فالأمير سالمان يمتاز بالحكمة و العقل .. أما الأمير سالم فهو ذو قوة و شجاعة و احترام آه لو تجمعت هذه الصفات فى رجل واحد ما تركته أبدا
الملك ( يشير لنفسه ) تجمعت يا بنيتى
الملكة بدأت أجراس الخطر ( مقلدة موسيقى توحى بالخطر )
سالمان إذا كان الأمير سالم قوى فأنا الأقوى
بدر البدور و إذا كان وحش ؟
سالمان فأنا الأوحش
الملك ( لسالم و سالمان ) من فيكما يتنازل لأخيه ( لا أحد يرد ) حاول معهما يا وزير
الملكة ( لنفسها ) لم يطرأ فى بالى أبدا مسألة الاختيار هذه
الوزير يا أمير سالم … يا أمير سالم … المسألة لا تحتاج لتعقيد اسمع يا أمير ( يهمس إليه ) لا تتنازل .

و سأمكنك من العرش ( يجهر بصوته ) فالمسألة بسيطة جدا

الملك بسيطة جدا !

 

كبير الحراس ( يرتاب فى الوزير )
الوزير و أنت يا أمير سالمان … هل ستكون ولاية العهد مدعاة للفرقة بينكما و أنتما من صلب واحد
الملك ( باستحسان ) قل لهما يا وزير
الوزير لم لا يحب الإنسان لغيره ما يحب لنفسه ( يقترب من سالم )
سالم ( هامسا ) أتزوج من بدر البدور و تبقى كما أنت وزير البلاد
الوزير ( صائحا ) ما أضيعك يا إنسان … تقتضى العمر فى صراعات و ترهات ( هامسا ) أوافق ( جاهرا بصوته ) فلما التنازع يا بنى الإنسان ؟
قاضى القضاة ( بتهكم ) الوزير صار واعظا  !
الملك ( لسالم و سالمان ) من يتولى العرش من بعدى ؟
سالم أنا
سالمان بل أنا
الملكة ( فجأة ) عرفت الحل ( الجميع ينظرون إليها بإهتمام ) نقسم عليهما أيام الأسبوع بالتساوى

( لنفسها ) لكن الأسبوع سبعة أيام ما العمل أذن ؟

بدر البدور بسيطة ( تتجه نحو سالم ) سالم يتولى الحكم ثلاثة أيام ( و الأمير سالمان ) يتولى الحكم ثلاثة أيام آخرين
الملكة و اليوم السابع
بدر البدور أجازة … أجازة يا مولاتى   ( الجميع يضحكون )
الملكة ( بعنف ) بدر البدور إن الأمر لجد و خطير
بدر البدور ( تتجه نحو الملك ) إذن يستصدر مولاى الملك قرارا بأن يجعل أيام الأسبوع ثمانية أيام
سالم حسنا و أسمى هذا اليوم يوم ……..
سالمان بل هو يومى أنا … أنا الذى اسميه
سالم بل أنا
سالمان بل يومى أنا
الملك كفا عن هذا الهراء
قاضى القضاة فلتقل كلمتك يا مولاى
الملك ليس بمقدورى أن أختار .. كيف أميز أبنا لى على الآخر . ما الحل يا وزير ؟
كبير الحراس لما أنت تبخل فى إسداء الرأى يا وزير ؟
الوزير ( يتوعده ) بل أتمهل حتى يكون رأى صائبا
قاضى القضاة أنت تسعى يا مولاى … إلى أتفاق ودى يخرج من خلالهما و لا يؤدى بالتالى إلى صراع بينهما – اتفاق يحفظ عرشك يا مولاى
الوزير و أرى أنه من الصعب أن يحدث هذا الاتفاق يا مولاى
كبير الحراس ( و بخبث ) و هذا معناه أن يتولى العهد شخص ثالث
الملكة شخص ثالث غير سالم أو سالمان كيف ؟ كيف ؟
الملك ( بعنف ) لن يحدث هذا أبدا
الملكة ( لأذن الملك ) ما رأيك فى أن ننجب شخصا ثالثا ؟
الملك لن يحدث هذا أبدا
كبير الحراس عفوا يا مولاى … بفرض أن هناك شخص ثالث .. فمن هو يا وزير ؟
الوزير أنا لا أعرفه بالطبع
الملكة لا تعرفه
قاضى القضاة قل يا وزير … إن لم يكن الأميران  … فمن له الحق فى الولاية ؟
الوزير حق … آية حق … أنا لا أعرف هذا الشخص الذى تتحدثون عنه
كبير الحراس و لكنى أعرفه جيدا
الملكة تعرفه !
الملك أنه الوزير
الملكة ( بدهشة ) الوزير !
الوزير لا … لا أنا لا أفكر فى هذا الأمر
كبير الحراس الوزير يا مولاى … أفعاله مريبة و كلماته تنبىء بالشر
الوزير هذه اتهامات صريحة
الملك ( للوزير ) أتطمع أن تصبح وليا للعهد يا وزير ؟
قاضى القضاة ( مقاطعا ) و لما لا … فالسيىء أفضل من الأسوأ
الملك يبدو أنك تجاوزت حدودك
الوزير أنا لا أطمع فى ذلك يا مولاى
الملك ( للوزير ) أنسيت أنك يوما تيسا بين قطيع الأغنام و رقيتك حتى صرت وزيرا ؟
الوزير لم أنس يا مولاى
الملك و لما أشتد عودك صرت تنطح
الوزير أنا ما زلت تيسا ( يقلد صوت التيس ) و ما على التيس لوم و عتاب
الملك لن يتولى العهد سوى الأمير سالم أو الأمير سالمان
الملكة هون عليك يا مولاى
قاضى القضاة أطمئن يا مولاى … الوزير لا يطمع إلا أن يكون وزيرا فهو لا يتخطى حدود الرجل الثانى
بدر البدور ( تضحك بشدة ) الرجل الثانى ( سالم و سالمان يقتربان من بدر البدور و يحاولان أن يتحدثا معها فيزيح كل منهما الآخر )
قاضى القضاة ( لسالم و سالمان ) أميران و سيصبح واحد منكما وليا للعهد و كلاكما لا يقدر أن يحمى نفسه من ديك أعور
الملك أقبضوا عليه … اسجنوه ( يمسك به حارسان )
قاضى القضاة السجن راحة الشرفاء ( لبدر البدور ) ظنت أنى أسبح ضد التيار … و لكنى تأكدت تماما أن التيار هو الذى يسبح ضدى
بدر البدور الاتجاهان المختلفان يتقابلان حتما فى نقطة ما ثم ……
قاضى القضاة يفترقان
الملك ( ثائرا ) لست بحاجة إلى قاضى القضاة … بل لست بحاجة إلى القانون
قاضى القضاة أى قانون يا مولاى ؟ القانون الذى جعلك شيخا للقبيلة دون النظر إلى المواصفات المطلوبة
بدر البدور ( لقاضى القضاة ) أنت تخرج عن النص
قاضى القضاة أم هو القانون الذى يجعل ولاية العهد لهذين ( مشيرا لسالم و سالمان ) أم هو قانون الحياة ؟
الملك ( ثائرا و بشدة ) خذوه … و أعرضوا جميع المحاكم للبيع ( الحارسان يدفعان قاضى القضاة للخارج )
بدر البدور ( بدلال نحو الملك ) مولاى
الملك نعم يا بدر الشموس . أقصد يا شمس البد…………
الملكة بل قل يا برش البدور أو شرش الشموس
بدر البدور ( مقاطعة ) بدر البدور . أنسيت يا مولاى ؟ هذا وزيرك المخلص يا مولاى … والدى … أما  تعرف أن كبير الحراس يمقته و يكرهه
كبير الحراس أنا أعرفه جيدا … كما اعرف أيضا لما يدفع بك … نحو الأميرين ؟
بدر البدور أرأيت يا مولاى … كيف يكرهنى أيضا ؟ سأنصرف و لن تروا وجهى مرة أخرى

( تهم بالانصراف )

الملك ( يمسك بيديها ) إلى أين ؟ أتريدين أن يحل علينا الظلام فى وضح النهار
الملكة وضح النهار … ليلك أسود من الظلام
بدر البدور ( بدلال ) مولاى ( مشيرة لكبير الحراس ) دع هذا ينصرف
الملك ( لكبير الحراس ) أنصرف يا هذا ….و لقن قاضى القضاة درسا فى الأخلاق
سالمان ( و بغيرة شديدة من أبيه ) فلتسمح لى يا مولاى بزواجى من بدر البدور
الملكة لا بأس فحموها  أفضل من ( زوجوها ) يا قرة عين ( أبوها )
سالم بل سأتزوجها أنا ……..
سالمان بل أنا
سالم بل أنا ( يتعارك الاثنان )
الوزير لا تتعاركا – سأجعلها نصفين نصف لك و النصف الآخر لك
سالم ماذا تقول يا وزير ؟
الوزير ( لسالم ) نصفين لك – و نصف له ( يهمس لسالم ) هذا كلام مجرد كلام
سالمان ماذا تقول يا وزير ؟
الوزير نصفين لك … و نصف له
الملك و أنا أذن خارج القسمة
بدر البدور لا يا مولاى – أنت القسمة و الجمع و الضرب ( تضحك بشدة )
الملكة عدنا
بدر البدور ( بخبث نحو الوزير ) لن أتنازل عن دور البطولة
الملك أبحث عن الحل يا وزير – أما الأمير سالم أو الأمير سالمان
الوزير أمر مولاى
الملكة ( للوزير ) الأمير سالم أو الأمير سالمان ( تتجه نحو الوزير ) شخص ثالث لا … ( تتجه نحو الوزير ) سامع
الوزير أمر مولاتى  ( ينصرف الملك و بصحبته الملكة )
الوزير ( لسالم و سالمان ) لن تتزوج بدر البدور إلى وليا للعهد ( يخرجان )
الوزير سيقضى كلا منهما على الآخر و أصبح أنا الملك
هند و أنا
الوزير أميرة
هند سأصبح الملكة … إما بزواجى من ولى العهد أو الملك نفسه
الوزير و أنا
هند أنت … أنت لا تصلح إلا أن تكون وزيرا … وزيرا يفعل كل شىء بعيدا عن الانظار – يخفى وجهه القبيح تحت عباءة الملك
الوزير بدر البدور
هند سأصبح الملكة … و سأجعل الملك ألعوبة بين أصابعى و سألعب نفس اللعبة التى تلعبها أنت …تلميذتك المخلصة يا وزير
الوزير معنى هذا … أن أتخلى عن منصب الوزير
بدر البدور ( مقاطعة ) الرجل الثانى … المستفيد فى جميع الأحوال
الوزير حسنا يا بدر البدور
بدر البدور كم كنت جميلا فى دور الواعظ ؟ ما رأيك فى أن أعينك فى منصب الواعظ الأكبر ؟
الوزير ( باستكانة ) كما ترين يا مولاتى يا بدر البدور ( الملك يدخل و بصحبته الملكة و كبير الحراس )
الملك هل توصلت إلى حل يا وزير
الوزير نعم … نعم يا مولاى ( يهمس لبدر البدور ) أنتظرى المفاجأة ( للملك ) ما رأيك يا مولاى فى أن تأخذ رأى الشعب
الجميع الشعب !!!
الوزير ( يعض على أسنانه ) الشعب يا مولاتى …. أما تعرفيه
الملك فكرة صائبة …. أنزل إلى الشعب و خذ برأيه و على الأميرين أن يتماثلا … لرأى الشعب

إما الأمير سالم أو الأمير سالمان

 

بدر البدور مولاى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

               الفصل الثاني

 

 

( يظهر مناديان كلا منهما يدخل من اتجاه يحمل كلاهما آلة إيقاع )

منادى 1 يا أهل المملكة … مولانا العظيم … ملك البلاد … قرر ما هو آت ( يكرر تلك العبارة و يبدأ أهل المملكة فى الدخول إلى المسرح )
منادى 2 مولانا الملك الذى جعل الجيوب ملآنة و البطون شبعانة و الأيادى شغالة … قرر ملك البلاد ما هو آت
منادى 1 قرر جلالته أن يشيع مبدأ الديمو … الديمو
( يحاول قراءة المقطع الأخير .. .. .. لكن يبدو إنه مطموس )
فرد 1 ما معنى الديمو .. هذا ؟
فرد 2 لابد أنه اختراع جديد
فرد 3 أو نوع جديد من الآكلات
فرد 4 ربما يكون الديمو بالبامية أو الديمو بالملوخيه ( يجرى المنادى 1 إلى المنادى 2 ليقرأ صحيفته )
منادى 1 أرنى صحيفتك …….. ( يقرأ ……….. ) قرر جلالته أن يشيع مبدأ الديمو …… الديمو

( واحد من الأفراد يعدل له الورقة ) الديموتورية

فرد 5 ( بحذلقة ) الديموتورية نوع من الألعاب السحرية
فرد 6 لا الديموتورية من الفنون الفلكولورية
صوت منادى مولانا الملك قرر أن يشيع مبدأ الديموقراطية
الجميع ( بدهشة ) الديموقراطية
الصوت و يكون أول ملك لا يتصف بالديكتاتورية
الجميع ( بدهشة ) ديكتاتورية ! ( يتظاهرون ) ديموقراطية بديكتاتورية … ديكتاتورية بديموقراطية
منادى 3 ( داخلا ) مولانا العظيم … أطال الله فى عمره قرر أن يستشيركم فيمن يتولى العهد من بعده
فرد 1 ما شأننا فى ذلك ؟
فرد 2 منذ متى كان لنا حق الاختيار ؟
فرد 3 ألم يقل لكم أن الملك قرر أن يشيع مبدأ الديموقراطية
الجميع ( باستهجان )  الديموقراطية
منادى 2 و عليكم أن تختاروا إما الأمير سالم أو الأمير سالمان
فرد 3 فلتعش الديموقراطية
الجميع تعيش … تعيش  ( يضحكون … حالة هرج و مرح و تختلط الأصوات)
منادى 1 و عليه قرر أن يطرح فى الأسواق سبعين مليون بطاقة سوداء لإبداء الرغبات … بادروا بشراء البطاقات قبل النفاذ
فرد 4 ( بدهشة ) بطاقات … رغبات … شراء … نفاذ
منادى 2 حرروا البطاقات باسم الأحياء … و الأموات و الجيل الذى هو آت … و أكتبوا أسماءكم على البطاقات
فرد 5 ( بدهشة ) أحياء … أموات … جيل آت
منادى 3 أكتبوا الرغبات بمداد أحمر و ضعوا البطاقات فى أظرف بيضاء و الحاضر يخبر الغائب

و الانتخاب إجبارى إما الأمير سالم أو الأمير سالمان    يا أهل البلاد … مولانا ملك البلاد

منادى 2 قرر ما هو آت  ( يخرج )
منادى 1 أن تختاروا ولى عهد البلاد  ( يخرج )
منادى 3 إما الأمير سالم أو الأمير سالمان     ( يخرج )
فرد 1 لا للأمير سالم و لا للأمير سالمان
فرد 2 نختار من ينفع البلاد
فرد 3 إذا لم يكن الأمير سالم أو الأمير سالمان … فوزير البلاد هو ولى العهد الرسمى … للبلاد
فرد 2 الوزير وضع أمواله فى خدمة البلاد
فرد 1 الوزير ولى عهد البلاد
فرد 4 الوزير على غير عهده راح يصلح فى البلاد
فرد 3 إذا كان لنا حرية الاختيار فنختار ما نشاء
فرد 1 و نضع الوزير فى قائمة الاختيار ما دام يصلح فى البلاد ( تظهر مجموعة أخرى من الشعب )
فرد 5 و الاختيار إما للأمير سالم أو الأمير سالمان
فرد 6 و إذا اخترنا الأمير سالم فنخشى الأمير سالمان
فرد 7 و إذا اخترنا الأمير سالمان فنخشى الأمير سالم  ( المجموعة الأولى )
فرد 3 لا الأمير سالم .. و لا الأمير سالمان يصلح لحكم البلاد
فرد 1 الوزير …. الوزير
فرد 5 ( من المجموعة الثانية ) يا سادة الاختيار إجبارى
فرد 3 ( من المجموعة الأولى ) و كيف يسمى اختيار ؟
فرد 6 نترك الملك يختار …….
فرد 7 الملك يطلب منا أن نختار المر أو العلقم
فرد 1 ماذا نكتب فى البطاقات ؟
فرد 2 نكتب : نختار الحسن منهما يا مولاى
الجميع ( يرددون ) نختار الحسن يا مولاى
فرد 7 و عليه يقوم الملك باختيار الأسماء ( الجميع يردد ) ماء …… ماء
فرد 6 إما الأمير سالم أو الأمير سالمان ( الجميع يردد ) ماء ….. ماء ( يظهر كبير الحراس و خلفه مجموعة حراس يحمل أحدهم بطاقات و بيده الأخرى مجموعة أقلام و الآخر يحمل قارورة بها مداد و آخر يحمل أظرف )
كبير الحراس كل الشعب أشترى بطاقات …. و لم يبق إلا أنتم يا حراس
الحارس أمرك يا كبير الحراس
كبير الحراس وزع عليهم البطاقات …و خذ منهم الرسوم و الغرامات ( يقوم الحارس بتوزيع البطاقات

و الأقلام و حراس آخرون يأخذون كل ما معهم بالقوة )

حارس وزعنا عليهم البطاقات
كبير الحراس فلتجر إذن الانتخابات ( يقفون فى طابور واحد … و حارس يحمل قارورة مداد  و إلى الجهة الأخرى حارس يحمل أظرف )
فرد 1 ( يغمس القلم فى المداد  و ينتحى بعيدا عن الحراس ) الحسن يا مولاى ( يكتب فى كل البطاقات ) الحسن يا مولاى ( يأخذ ظرفا و يضع ما به من بطاقات يضعها فى صندوق بالقرب من كبير الحراس )
فرد 2 ( يغمس القلم فى المداد و ينتحى بعيدا و يسدد بسرعة فى كل البطاقات ) الحسن يا مولاى
الحارس لا تنس أن تكتب اسماء أصحاب البطاقات
فرد 2 ( يمسك بكل بطاقة على الترتيب ) هذه باسمى … و هذه باسم والدى الذى مات …و هذه باسم أولادى …. و هذه باسم شخص لا أعرفه …. و هذه باسم جدتى الكبرى … نفرتيتى
كبير الحراس نفرتيتى ! استكمل باقى البطاقات ( بحركات سريعة جدا ينطلقون لوضع أقلامهم فى المداد و يكتبون

و يقذفون بالبطاقات فى الصندوق و عليها الأظرف ثم ينصرفون )

كبير الحراس افرز الأصوات
الحارس ( بطريقة سريعة يمسك بكل بطاقة ) الحسن يا مولاى … الحسن يا مولاى … الحسن يا مولاى

 

حارس آخر الشعب لم يختر الأمير سالم أو سالمان
كبير الحراس أعرف ذلك و سأجرى التحقيق فى الحال أطرحوا بطاقات جديدة فى الأسواق و أعيدوا الانتخابات ( ينصرفون )
  ( نفس المنظر السابق – إلا أن المقعد صار فى وضع رأسى – سالم و سالمان و حمدون و زياد خارج خيامهم – على المسرح )
الملك ( من الداخل ثم إلى خارج خيمته ) أين الجوارى … كيف أكون ملكا دون خدم أو حشم .. ضاعت هيبتى بين الملوك
الملكة ( وراءه ) إلى أين يا رجل
الملك الملوك لا يسألون ( يجد الوزير و كبير الحراس أمامه ) فيم قرر الشعب يا وزير
الوزير الشعب قرر الحسن يا مولاى
الملك ماذا تقول ؟
الوزير الشعب ترك الأمر مفوض لك بأن تختار الحسن من بين ولديك
سالم أنا الحسن
سالمان بل أنا
كبير الحراس و بحاستنا الأمنية يا مولاى – أدركنا إنه لربما أن يكون الشعب قد عزم تولية الحكم لشخص من بينه يدعى الحسن
الملك و ماذا فعلت ؟
كبير الحراس قبضنا على كل شخص يسمى الحسن بل على كل امرأة حامل تعتزم أن تسمى أبنها الحسن
الملك عظيم …. عظيم … و ماذا بعد ؟
الوزير أخذنا برأى الشعب مرة أخرى
كبير الحراس و قام الشعب باختيار العادل
الملك ثم بعد ؟
كبير الحراس قبضنا على كل شخص يسمى العادل بل على كل امرأة حامل تعتزم أن تسمى أبنها العادل
الملك عظيم …. عظيم   ثم بعد ؟
الوزير أخذنا برأى الشعب مرة أخرى
الملكة ( بإستهزاء ) و قام الشعب باختيار الأمين    ( تخرج )
سالم أنا الأمين
سالمان بل أنا
الملك ثم بعد ؟
سالم ( بإستهزاء ) قبضنا على كل شخص يسمى الأمين
سالمان ( يستكمل بإستهزاء أيضا ) بل على كل امرأة حامل تعتزم أن تسمى ابنها الأمين
الملك ( بغضب شديد ) ثم بعد ؟
الوزير أخذنا برأى الشعب مرة أخرى … و لكن هذه المرة ….. ( يصمت )
الملك ماذا ؟
الوزير لم نجد الشعب
الملك كيف ؟
كبير الحراس صار الشعب كله فى غياهب السجون يا مولاى
الملكة ( و هى عائدة ) حبست الشعب ! إنى أنذرك يا مولاى من غضبة الشعب
الوزير الشعب اختار يا مولاى …. اختار الحسن – الأمين – العادل – المنصف
الملك ( يقاطعه بشدة ) هذا لا يعنينى بشئ ..من اختاره الشعب يا وزير الأمير سالم أم الأمير سالمان ؟
الوزير ( لا يرد )
الملك أتونى بشرذمة من هذا الشعب
كبير الحراس أمر مولاى ( يعطر أشارته للحراس )
الملك ( بثورة ) الحسن – العادل – سالم – الأمين – المنصف – سالمان – الشعب ( أثناء ذلك يدخل لفيف من الشعب مكبلاً يحيط به جريد من النخل مربوط على شكل مضلع – الجميع يضع على ظهره فرو ماعز أو ما يوحى بشكل الإبل )
الملك لم لا تختارون يا شعب ؟
فرد 1 مجالات الاختيار غير صحيحة
فرد 2 سالم
الجميع أسوأ
فرد 3 سالمان
الجميع أسوأ
فرد بالضبط كمن يجبروه … يضرب على وجهه أم يضرب على مؤخرة رأسه
الجميع ( يضحكون )
كبير الحراس هذا الصوت ليس غريبا
فرد أنا ….. قاضى القضاة
الملك قاضى القضاة
قاضى القضاة قد يكون ملفى احترق تماما و لكنى أيها السادة غير قابل للاحتراق … غير قابل للنفى … غير قابل للاحكام الغيابية … غير قابل إلا لشىء واحد … هو أن أعيش مع الناس لا مع الحجارة
الوزير ( لكبير الحراس ) لماذا أتيتم بهذا الرجل ؟
قاضى القضاة كى أزيح الغطاء عن وجهك …سله يا مولاى … أين تسربت الأموال
الوزير نحن بصدد الاختيار الأمير سالم – أم الأمير سالمان
هند ( تدخل ) الوزير لم يترك هذا الأمر أيضا … الوزير راح يرمى ببعض الفئات و يرفع شعار الإصلاح
كبير الحراس فيمتنع الناس عن الاختيار – و يكون هو ولى عهد البلاد
هند ( لقاضى القضاة ) قاضى القضاة
قاضى القضاة ( لا يعيرها اهتماما )
الملك أقبضوا على الوزير … و دعوه فى سجن أبدى   ( يمسك به الحراس )
الوزير لا تصدق يا مولاى – هذه مجرد إفتراءات – أكاذيب
الملك ( لبدر البدور ) و الآن جاء دورك فى الاختيار
فرد 1 ملك أم كتابة
كبير الحراس ملك أم ملك
الجميع ( حادى – بادى – كرنب – زبادى – سيدى العسكر يلم و يخطف … يخطف أيه يخطف لقمة … يلم و يضرب يضرب ايه … يضرب دبة و الدبة وقعت فى البير و صاحبها واحد خنزير و ف أيده كرباج وطويل و فى رجله جزمه بمسمار ما فتش عليكو الديب  الديب السحلاوى فات … فات و ف ديله سبع لفات )
الملك ( غاضبا ) الأمير سالم … أم سالمان   يا شعب
الشعب حادى – بادى – كرنب – ز بادى  –  شالوا حطو كلو عا لادى شالو ألدو حطو شاهين

و الشعب قال منتوش نافعين

كبير الحراس دعك منهم يا مولاى
بدر البدور ( تقف فى حيرة … ما بين قاضى القضاة و سالم و سالمان )
الملك ( لبدر البدور ) فيمن تختاريه وليا للعهد ؟  ( بدر البدور – عيناها عالقة بقاضى القضاة )
الملكة ( بإنهيار ) دعك من هذا يا مولاى ؟
بدر البدور ( تتحرك نحو الملك بدلال ) واحدة فقط
الملك بل كل الشعب
الملكة بدر البدور لا يهمها أن يكون سالم أو سالمان وليا للعهد المهم أن تكون لاحدهما … و ربما تكون لك
الملك لى ….. !
كبير الحراس ( للوزير ) أليس هذا صحيحا يا وزير ؟
بدر البدور ( تحتد ) مولاتى الملكة
الملكة أما قلبك يا أميرة معلق فى إتجاه آخر ( مشيرة لقاضى القضاة )
الوزير لقد حذرتها مرارا و تكرارا من سوء هذا السلوك يا مولاتى
بدر البدور ( بتعجب ) حذرتنى !
الملكة لما تسكت يا قاضى القضاة ؟
قاضى القضاة أنا لا أبالى بعواطف مزيفة – وأنا أكره من يتسلق أكتاف الآخرين
سالم هذه ادعاءات و أكاذيب ( يتقدم نحو بدر البدور ) بدر البدور … العفة و الجمال و الخلق الرفيع
بدر البدور الأمير سالم
بدر البدور ( تتجه للملك ) لقد اخترت يا مولاى الأمير سالم وليا لعهد البلاد
سالمان ( يتقدم ليهجم على سالم ) بل أنا ولى عهد البلاد
الملكة ( تمسك بسالمان ) دعك منها يا ولدى …. اختيارها لا يقدم و لا يؤخر فى الأمر شىء
سالم ( لبدر البدور ) و اخترتك أنت شريكه لحياتى  ( للوزير ) أعتقد أن الأمور … تسير كما تريد يا وزير ( يخرج سالم و بدر البدور )
سالمان ( يثور ) أنا الأمير سالمان – ولى عهد البلاد
كبير الحراس ( للملك ) أتوافق على اختيار بدر البدور ؟
 

الملكة

 ( بتودد و خوف ) دعك من مسألة الإختيار – الأمور ليست فى صالحك يا مولاى – الشعب كله صار قنبلة موقوته افتح لهم أبواب السجون – دعهم يخرجون
  ( فى هذه الأثناء تقاوم شرذمة الشعب الموجودة على المسرح القيود محاولين تكسير القفص الجريدى )
كبير الحراس الشعب لم يختر يا مولاى
قاضى القضاة الشعب يحتاج للأمان – لكى يعطى رأيه بحرية و اطمئنان
كبير الحراس الشعب اختار أن لا يختار …. و عليك يا مولاى أن تختار
أحد الحراس ( داخلا ) الشعب يزأر يا مولاى – الشعب يحطم جدران السجون
الملك لم يعد لى اختيار … ( لكبير الحراس ) دعهم يخرجون
كبير الحراس أمرك يا مولاى ( كبير الحراس يعطى الأشارة للحراس بالإفراج عن شرذمة الشعب … و يتبقى قاضى القضاة )
الملك مشورتك هذه أضاعت منى مملكتى يا وزير – ليحدد الشعب و يقرر …. أما أنا فلم يعد لى سلطان عليه
الملكة ( و قد أصيبت بالدهشة ) ماذا تقول ألم تعد ملكا ؟ ألم أعد ملكة … انصبح مهمشين …. يتكالبون علينا فى إظهار كل مستور لا تتنازل عن العرش يا مولاى ( و قد أصيبت بجنون ) لم اصبح ملكة ( تصرخ و تبكى ) ماذا أفعل بعد ذلك ؟ أرعى الماعز و الأغنام و أمشط شعر الخرفان و أعد الرضع للجمل الأجرب  هل يرقد ديكى الأعور ؟ سأبحث عن خروفى الأكبر

( تهم بالخروج )

 سالمان إلى أين يا أمى ؟
الملكة ( تستعيد شخصية الملكة ) أتفقد أحوال القصر يا ابنى ؟ ( يسمع من الخارج أصوات الشعب تنادى )
أصوات الوزير …………. الوزير

الوزير ………. خير من يمثل البلاد

الوزير ……… هو التعمير و الإصلاح

الوزير …….. هو التقوى و الفلاح

الملك ( و هو ثائرا ) الشعب الذى تعطيه الأمان …. ينفك منه اللجام
قاضى القضاة لا يا مولاى ….. الوزير جعلك تقدم للشعب طبق من ذهب فيه ما لذ و طاب …. الوزير جعلك تجبر الشعب على الاختيار
الملك الشعب لم يختر بعد
قاضى القضاة لأنه مكبل …. مكمم الأفواه
الملك و بعد
قاضى القضاة و الطبق جميل يا مولاى … رائحته تغرى و تثير …فراح الشعب يحطم قيده … يطلق صوته فيهز عنان السماء
الملك و اختار الوزير …….. أى شعب هذا ؟
قاضى القضاة هو شعبى و شعبك ….. الوزير قدم له بعض الفتات مما سلبه من أقوات هذا الشعب …. فاعتبره الشعب طوقا للنجاة
الوزير سأعيدك للسجن مرة أخرى ؟
الملك لقد دس الثعبان سمه فى الجسد  ( تتعالى الأصوات مرة أخرى )
الوزير يا كبير الحراس
كبير الحراس أمر مولاى
الوزير أخلع العباءة عن هذا الرجل …. و أعد لى حفلا لتتويجى ملكا على البلاد
الملكة ( و هى تدخل فى حالة فرح جنونى ) يا سالم …. يا سالمان
سالمان ماذا بك يا أمى ؟
الملكة الخروف الأكبر عاد  ( تنظر فتجد الوزير قد أعتلى …. العرش )
الوزير كفى أيتها المرأة عن هذا الهراء
الملك تعالى … يا أم سالم
الملكة ( بجنون ) أنا الملكة … شجرة الدر  ( و كأنها تخاطب أشخاصا وهميين )

بأمرى أنا شجرة الدر …اهجموا على المغول – المغول قادمون .. المغول قادمون  ( تخرج )

( الوزير و كبير الحراس …. يضحكون بشدة …. بينما تتجهم بقية الوجوه )

سالم ( داخلا و خلفه بدر البدور )

كيف يحدث ذلك … مملكتى هذه التى ورثتها عن آبائى و أجدادى … لا تعرف قط سوى الطاعة و امتثال الأوامر أما الخائن و المتمرد فجزاؤه هذا ( يشير لعصا كأنه سيف ) أقبضوا على الأمير سالمان …… أقبضوا على الوزير أقبضوا على قاضى القضاة ….. اقبضوا على الملك

  ( ستــــــــار )

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock