مسابقات ومهرجانات

يومان.. وتنطلق فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما..في دورتهِ الحادية عشرة في الفترة من 10 الى 18 ابريل الجاري,


المسرح نيوز ـ القاهرة / مشابقات ومهرحانات

كنب: د. بشار عليوي

 

أيامٌ معدوداتٌ تفصلنا عن انطلاق (مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ) في دورتهِ الحادية عشر للفترة من 10 الى 18 ابريل الجاري, الدورة الفارقة والاستثنائية والحافلة بكُل ما هوَ جديد التي ننتظرها جميعنا.
ولعلَّ من نافلة القول التسليم بالقول : لم يُساهم مهرجان مسرحي متخصص على مُستوى العالم في تغيير وجه مدينة بعينها إلا ما نَدرَ عبرَ التأثير المُباشر في عمرانها وتطورها, كما فَعلَ “مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما” في المدينة الحاضنة لهُ إمارة الفُجيرة, ولعلَ العلاقة الوثيقة الرابطة ما بين المهرجان كتظاهرة وفعل انساني نبيل وأبناء الإمارة هي صورة بليغة على أهمية المُمارسة المسرحية في حياة الشعوب فتجذر كيان المهرجان في وجدان أبناء الفُجيرة ترجمتهُ النجاحات المُتحققة للمهرجان خلال أكثر من عشرين عاماً هي عُمر المهرجان.
فقد غدا المهرجان الهوية الحقيقية الناصعة لإمارة الفجيرة وشَكَلَ (الفجيرة / المهرجان الدولي للمونودراما) ثُنائياً إستثنائياً مُتفرداً على المُستوى العالمي عن مدى ايمان الانسان بالمسرح بوصفهِ مُمارسة إنسانية عظيمة الأثر والعُمق وأصبحَ هذا الثُنائي مثالاً سامياً يُحتذى بهِ من قبل الجميع, ويقف كُل هذهِ النجاحات في المقام الأول, تبني حكومة إمارة الفُجيرة المُتمثلة برعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المُتحدة حاكم الفجيرة وولي عهد الفجيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي, للمهرجان ودعمهِ ورعايتهِ لهُ مُنذ بداياتهِ مما ساهم في جعلَ المهرجان من أهم المهرجانات المسرحية الدولية.
كما كانَ للدور المُتميز لفريق الإدارة المُتمثل بسعادة محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري مؤسس ورئيس المهرجان الأثر البارز في جعلَ مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما علامة بارزة في المشهد المسرحي الدولي.
يُعد “مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما” واحداً من أبرز وأهم التظاهرات المسرحية على المُستوى الدولي لاهتمامهِ الحثيث بفن المونودراما حينما ساهم بشكل مؤثر في تطوير وتحديث المونودراما دولياً وهوَ ما جعلَ المهرجان محط اهتمام وتقدير من قبل جميع المسرحيين من حول العالم لما قدمهُ المهرجان على مدى دوراتهِ العشر بدايةً من دورتهِ الأولى التي تم تدشينها أواخر عام 2003 وصولاً الى أخر دورتهِ العاشرة التي عُقدت في فبراير عام 2023.
لقدَ شَهِدَ المهرجان خلال دوراتهِ العشر العديد من التطورات والمنعرجات التي شَكَلَتْ تأريخاً من النتاج المسرحي المونودرامي المُتخم غزارةً على كافة المسارات وهوَ ما تشهد لهُ جميع الدورات حينما استقطبَ المهرجان المئات من الفنانين المسرحيين والضيوف من جميع الدول وعُقدتُ فيها عديد الندوات والفعاليات المُتخصصة بفن المونودراما وصدرتْ عنهُ عدة إصدارات, وفي هذهِ الدورة, سيحظى عُشاق فن المونودراما حولَ العالم بوجبة جمالية دسمة يُقدمها المهرجان عبرَ مساراتهِ العديدة وفعالياتهِ المتنوعة وعروضهِ المونودرامية سواء في مسار عروض المسابقة الرسمية أو مسار عروض الفضاءات المفتوحة أو مسار العروض المُستضافة أو عروض “مهرجان الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي” بمُشاركة مدارس الإمارة.
لقد سعى مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما على مدى دوراتهِ الماضية بوصفهِ منصة عالمية لعرض أجود نتاجات المونودراما العربية والدولية بعدما أصبحَ المهرجان ذاتهِ واحداً من أبرز الفعاليات المسرحية على الساحة الدولية ومن أهم المواعيد المسرحية التي ينتظرها صُناع المونودراما “المكين” حول العالم بغية تحقيق اللقاء في إمارة الفجيرة “المكان” فكانت هذهِ الإمارة الجميلة الغافية على سواحل بحر العرب, مُلتقى جميع صُناع المونودراما وعُشاق هذا الفن الصعب حولَ العالم عبرَ دورات مهرجانها الدولي العشر الماضية بداً من عام 2003 وحتى وقتنا الحالي, إذ يتجدد اللقاء كُل عامين في مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما من خلال ما يوفرهُ المهرجان من مساحة رحبة للجميع بُغية تجذير حضور فن المونودراما على الساحة الدولية بشكل عام والإقليمية والعربية على وجه الخصوص.
لقدَ عَرِفَ المهرجان عبرَ دوراتهِ العشر الماضية, تنظيم عديد الندوات والمؤتمرات والمُلتقيات الفكرية التي تُعنى بفن المونودراما ومُناقشة مآلات هذا الفن الصعب والصعوبات والتحديات التي تواجه المُشتغلين في المونودراما, إذ أصبحتْ الندوات الفكرية والمجال الفكري واحدةً من أبرز مسارات المهرجان حينما استقطبتْ العديد من الباحثين والنُقاد والفنانين والمهتمين بفن المونودراما من حول العالم, حينما قدموا رؤاهم النقدية والفكرية التي ساهمتْ في تحديث وتطوير المونودراما عبرَ مساراتها المُتعددة في الكتابةِ والإخراج والتمثيل وهذهِ واحدةً من إشراقات المهرجان كَكُل.
في هذهِ الدورة الحادية عشر لعام 2025, يشهد المهرجان تنظيم ندوات فكرية نوعية على مُستوى المضمون والمُشاركونَ فيها, يُشرف على تسيير أعمال جميع هذهِ الندوات واحداً من أبرز مُخرجات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما الكاتب والفنان المسرحي المُتميز حمد الضنحاني, بما يسهم في طرح الأسئلة الحارة حولَ مُستقبل المونودراما في عصرنا الحالي والحفر المعرفي في مسالكها سعياً لإضافة الجديد من البحث والمعرفة والفكر في هذا المضمار, من خلال اطلاق “المجال الفكري” لهُ الحافل بالعديد من المحاور المُتسقة مع شعار هذهِ الدورة (الفجيرة مسرح مفتوح).
إذ سيضم المجال الفكري عدد من الندوات التي سيُشرف على تسيير أعمالها الفنان “حمد الضنحاني” وهي ندوات تخصصية تبحث مآلات فن المونودراما في ظل التطورات الحاصلة والمُتسارعة في عصرنا الحالي, وكذلك مواصلة البحث في الجوانب المفاهيمية ذات الصلة, بالإضافة الى ندوة احتفائية لذوات فاعلين في المونودراما العربية, فضلاً عن تخصيص ندوة تبحث واقع المسرح الإماراتي, ويتكون المجال الفكري من عدة محاور تتمثل في (المونودراما .. تجارب ريادية عربية/ الإصدارات الخاصة بالمهرجان/المسرح الإماراتي واقع وطموح/المونودراما .. حفريات مفاهيمية) فضلاً عن الندوات النقدية التطبيقية التعقيبية بعد العروض المشاركة في مسارات المهرجان.
ففي ندوة (المونودراما .. تجارب ريادية عربية) سيتحدث الفنان رفيق علي أحمد_لبنان, عن تجربتهِ الرائدة في المونودراما العربية, كما سيُشارك الفنان زيناتي قُدسية_ سوريا, في استعراض لتجربتهِ المُتميزة في المونودراما العربية, فيما ستُقدم الباحثة والناقدة فتحية الحداد عن تجربة الفنان الراحل عبد العزيز الحداد_الكويت, الرائدة في المونودراما الخليجية, وسيُدير هذهِ الندوة د. عجاج سليم_ سوريا.
أما ندوة المسرح الإماراتي فسيُشارك فيها كُلاً من الفنانين الاماراتيين : د. حبيب غلوم / أحمد الجسمي, وفي ندوة (حفريات معرفية في المونودراما) سيُشارك كُلً من الباحثين Kurt Egelhof _جنوب أفريقيا بدراسة حول(صلة الجسد البشري بالأنثروبولوجيا الإفريقية فيما يتعلق بالمونودراما) وطلال أيوب_تونس, ودراسة بعنوان (مسرح الشارع والمونودراما .. تجربة أم إعادة بناء) و Dr. Antonio Pizzo_ إيطاليا ودراسة بعنوان (المونودراما، الممثلون، والوساطة) و حيدر عبد الله الشطري_العراق بدراسة حملت عنوان (ورشوية المونودراما .. أصوات جديدة ) ومروى قرعوني _لبنان ودراسة بعنوان (المسرح الفردي بين العمق الدرامي والبناء المفتوح), وسيسير أعمال هذهِ الندوة د. محمد سمير الخطيب_مصر.
وضمن مسارات المجال الفكري للمهرجان, وسعياً من إدارتهِ لرفد المكتبة المسرحية العربية باصدارات فكرية جديدة تهتم بدراسة المونودراما, تشهد الدورة الحادية من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما إصدارات نوعية مهمة خاصة بهذه الدورة, اذ صدرت الكُتب التالية :
كتاب (المونودراما العربية المعاصرة _ قراءة ثقافية), تأليف : صفاء البيلي, اذ يهتم هذا الكتاب بدراسة نصوص المونودراما التي كتبت في الفترة من: 2007 حتى 2018 والفائزة بمسابقة نصوص المونودراما في الفجيرة حيثُ عمدت الكاتبة إلى تحليلها وقراءة مدلولاتها الصوتية, لسبر أغوار تأثير تلك المدلولات على المضامين التي تناولتها تلك النصوص، حيث وجدت من خلال البحث المتأني عبر الأدبيات التي تناولت قضايا المسرح بشكل عام والمونودراما كاتجاه ونوع، أذ لم يتم التعرض من قبل الباحثين الأكاديميين لمناقشة ما إذا كانت هناك تعددية صوتية في نصوص المونودراما عبر أي من تلك الدراسات والرسائل السابقة.
وكتاب (السرد المسرحي في المونودراما) تأليف : رمزي الهاني, ويهتم هذا الكتاب بدراسة المونودراما دون غيرها قصد التعريف بها في الأوساط الفنية والمسرحية من خلال سرد أغوار السرد المسرحي في المونودراما لأن المونودراما تقوم على الممثل الواحد وعلى الشخصية الحاسمة في بنائها الدراماتورجي، فيكتسب السرد بذلك مكانة خاصة في ظل غياب المظهر المتعوّد عليه في الصراع المسرحي والمعروف بـ”الحوار” على أنّ الحوار ليس شرط وجود الصراع, إذ تبحث متون الكتاب الجانب المفاهيمي عبرَ السعي إلى الإحاطة بتاريخ ومقومات المونودراما عند الغرب وعند العرب مع سبك المستوي النظري في اتجاه ربط كل ما يتعلق بالمونودراما بعنصر السرد.
وكتاب (يوسف العاني وريادة المونودراما) تأليف : أ.د. عامر صباح المرزوك, ويهتم هذا الكتاب بدراسة ريادة يوسف العاني المونودرامية عربياً من خلال كتابته وتمثيله لمسرحية (مجنون يتحدى القدر) عام 1949م، ومن ثم تقديم دراسة لمسرحه عبرَ نماذج: (آني أمك يا شاكر) 1955م، (المفتاح) 1968م، (الخرابة) 1970م، (الساعة) 1990م، وفقًا للحقب الزمنية لتبيين التطورات الحاصلة في البناء الفني والفكري لها.
وكتاب (مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما_تأريخ وإنجاز) اعداد : د. بشار عليوي وحمد الضنحاني, ويهتم هذا الكتاب بالتوثيق الشامل لبدايات تأسيس المهرجان وتوثيق وأرشفة جميع فعاليات الدورات العشر له منذ عام 2003, بُغية جعله مصدراً مهماً يُمكن الإرتكان إليه من قبل جميع الباحثين والمُهتمين بالمونودراما بشكل عام والمهرجان بشكل خاص, علاوةً على جعل متون الكتاب موسوعة شاملة لمُجمل محطات وتأريخ المهرجان.
وكتاب (هرمية المعاني في مسرح محمد سعيد الضنحاني) للكاتب د. محمود سعيد, وأخيراً الكتاب الذي يُترجم لأول مرة الى اللغة العربية (الابداع الفكري_دليل المونودراما للكتاب والممثلين والمخرجين) تأليف : الكاتب والفنان المسرحي الأمريكي لويس كاترون, ترجمة : محمد رفعت يونس, والكتاب عملٌ بحثيٌّ ودليلٌ تطبيقيٌّ يتناول فن المونودراما من زوايا متعددة، فيحلل عناصره الفنية والتقنية، ويقدم نصائح قيمة لكيفية بناء العرض الأحادي، سواء على مستوى الكتابة أو الأداء أو الإخراج. لقد سعى كاترون، من خلال هذا العمل، إلى تفكيك المونودراما كمفهوم فني مستقل، وكشف أسرارها التي تجعل منها واحدة من أكثر التجارب المسرحية تأثيرًا وقوةً. ومن هذا المنطلق، فإن ترجمة هذا الكتاب إلى العربية تأتي استجابةً للحاجة إلى تسليط الضوء على هذا الشكل المسرحي الفريد، الذي لم يحظ بالقدر الكافي من الدراسة والتحليل في المشهد المسرحي العربي.
وفي مجال الورش التدريبية ستُقام ورش تدريبية دولية مختصة بفنون الأداء المسرحي, تأتي هذهِ الورش بالشراكة مع الهيئة الدولية للمسرح I.T.I , وسيُشرف على إدارة أعمالها اليومية الفنان “حمد الضنحاني” , وهي (ورشة عمل الجسد) يُقدم هذهِ الورشة, الفنان المسرحي النيوزلندي ” ليمي بونيفاسيو” , تُساعدهُ الفنانة “وريا باكي” , وتستكشف ورشة عمل الجسد (MAU) مفهوم الجسد الأدائي ليس فقط كأسلوب تدريب، بل كنهج يدرس التفاعل الديناميكي بين الأجسام وبيئاتها, وتتكون الورشة من تمارين أساسية للجسد (MAU) طورها “ليمي بونيفاسيو” وستكون الورشة متاح للراقصين والممثلين والأفراد من جميع المستويات, وكذلك (ورشة عمل: “القناع وممثله”) ويُقدم هذهِ الورشة الفنان المسرحي الفرنسي (سيرج نيكولاي) وتُساعدهُ الفنانة “بولين ديزيس” فمنذ عام ٢٠٠١، يُقدّم (سيرج نيكولاي) ورش عمل مستوحاة من تدريبه كممثل في مسرح الشمس، إلى جانب (بولين ديزيس), وتستكشف هذه الورشة جسد الممثل ومشاعره ومهاراته الموسيقية، باستخدام الارتجال لتعميق التعبير وسرد القصص الجسدية زتتخذ الدروس أشكالًا مختلفة، لكنها ترتكز على الموسيقى والحركة والحضور العاطفي, ومن ضمن فعاليات المهرجان, ستُقدم المُدربة والفنانة اللبنانية “مروى قرعوني” ورشة تخصصية بعنوان (ورشة العلاج بالفن).


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock