مقالات ودراسات

نتاج جماعة مسرح السودان الواحد منذ تأسيسها عام 2004 ولخمس سنوات تالية


المسرح نيوز ـ الخرطوم ـ ياسر فايز

ـ

يعيد موقع ” المسرح نيوز” نشر هذه المادة المهمة للناقد ياسر فايز عن نتاج جماعة مسرح السودان الواحد .. والتي نشرت عبر عدة منابر إعلامية .. لأهميتها في تاريخ المسرح السوداني..

ـ

 24 عرضا مسرحيا و 67  ورقة علمية متخصصة في المسرح هي نتاج جماعة مسرح السودان الواحد خلال خمسة اعوام  منذ تأسيسها في سبتمبر  2004م من خلال ورشة في المركز الثقافي الفرنسي لاستكشاف مزايا وإمكانات توظيف الرقص  والتمثيل الصامت في الاداء المسرحي وذلك في استهدافها لإثراء عناصر العرض المسرحي,فقد عضدت بورقة حول(أثر الموسيقى علي الاداء التمثيلي والمتلقي)وذلك في اطار مشروع الجماعة المسمى ب(ورش اعادة تأسيس الدراما السودانية) والذي يهدف الي معالجة قضايا الدراما السودانية في جانبيها النظري والتطبيقي لذا فان الجماعة توقفت عن العروض منذ 9 اشهر وبدأت بتقييم تجربتها السابقة وذلك بتقديم رئيس الجماعة يوسف احمد عبد الباقي( ارسطو) ورقة حول بناء العضوية والجماعة تلتها  ورقة حول ضرورة الوجود وإعادة التموضع  الجماعة نموذجا قدمها الهادي الشواف وأخرى حول غياب المؤسسة وحضور الفرد قدمها  الاستاذ المخرج عثمان مضوي،وتوصلت الجماعة الي خلاصات من هذه  الاوراق مفادها ان احدي اشكالات الحركة المسرحية في السودان هي غياب الفرق والجماعات المسرحية،فمذ البواكير عددها بسيط وهي اقرب للشللية من كونها جماعة مسرحية تلتف حول فكرة وهذه الظاهرة مازال

ت حتى الان فلا توجد فرقة او جماعة مسرحية سودانية بمعناها وشكلها العلمي(بما فيها جماعتنا) كما يقر رئيس الجماعة والسبب الرئيسي في ذلك هو( القصور في بناء العضوية فكريا) والي حد ما فنيا فالجماعات المسرحية تعاني الابوية اذ أنها فكرة شخص اكثر من كونها فكرة جماعة حتى في الجانب الاداري فهناك غياب للمشاركة  أي  غياب لمفهوم العضوية بالتالي غياب  للجماعة ذاتها حتى التمويل  يتم من قبل اشخاص ومؤسسات بعينها ولا توجد خطط لاستجلاب او بناء مصادر دعم .

وفي محاولتها للخروج من هذا المأزق تطور الجماعة في تمارين المسرح وتدرس مختلف التيارات الفكرية في العالم العربي والإسلامي  مثل المعتزلة وكتابات ابن رشد وابن عربي والحلاج وأمهات الكتب مثل (البيان والتبيين)و(الاغاني)و(مقدمة ابن خلدون)وكتابات المفكرين مثل ادود سعيد ومحمد عابد الجابري ومنهم المفكرين السودانيين مثل الدكتور حيدر ابراهيم والدكتور بكري محمد خليل والسيد الصادق المهدي وعبد الخالق محجوب ومحمود محمد طه والدكتور حسن الترابي وفراسيس دينق وغيرهم وهذه القراءات لرؤية جوهرها ان ما يدرس في كليات الفنون والدراما  رغم ثراءه الاكاديمي هو منسوب للغرب ومعزول عن الوجدان السوداني وهذا سر عدم نجاح الدرامي السوداني في الاستمرار لذا تتفق الجماعة مع رأي الاستاذ يحي فضل الله بان المنهج الذي لا يدرس الفاضل سعيد وعثمان حميدة(تور الجر)باعتبارهما تجاب ناجحة ويكتفي بتدريس شكسبير وبرخت الذين لا امكانية لملامستهم الحية فهو منهج متغرب عن واقعة

وفي دراساتنا تبلورت ملامح واضحة لفكرة السودان الواحد الذي هو سودان ثقافي ونقصد بذلك تجاوز نموذج الثقافة السودانية حدود السودان الجغرافية المعروفة الي شرق وغرب افريقيا عبر تأثير الثقافة السودانية وتأثرها بها ما يعني تلقح وتمازج الثقافة العربية والإسلامية مع الثقافات والأديان والتقاليد الموجودة في هذه المنطقة فأغنية (المرسال) للفنان والمبدع محمد وردي غناها النيجريون وموسيقى النيل الازرق هي ذاتها موسيقى غرب افريقيا ومعروف ان الاغاني السودانية بما فيها اغاني اقصي الشمال الجغرافي  مغناه ومسموعة في اثيوبيا والصومال وارتريا و وتشاد فهم يشعرون بأنها من وجدانهم..لذلك ان طال الزمن ام قصر سيوحد السودان الثقافي وسيكون له مركز واحد ولا يشكل فرقا ان كان ذلك المركز داخل حدود السودان الجغرافي او خارجه حيث اننا نفهم الثقافة العربية بأنها كل ما استوعبته الثقافة العربية بعد فتح مكة وأعادت انتاجه وهذا لا يلغي انتماء المسيحي الي الثقافة العربية فهي لا تقصي ولا تهمش لأنها لا تقوم على اساس عرقي بل على اساس وحدة المصير والتاريخ والمصالح المشتركة فالانتفاضة الفلسطينية التي اشتعلت في المسجد الأقصى كانت احدى تداعياتها محاصرة كنيسة المهد

والي جانب هذه الرؤية الفكرية تبحث الجماعة فنيا في غاية التمثيل ووسائل هذه الغاية فأي ممثل اذا لم يسال نفسه سؤالا اساسيا هو( لماذا يريد ان يمثل )سيتوه في تجربته المسرحية والتي ستكون فطيره لأنها عشوائية في محدداتها وجماعة مسرح السودان تشتقل علي المضمون وتبحث عن اشكال تلائم ذلك المضمون فهي علي المستوى الفكري تيار واحد اما على مستوى الشكل فمن المتوقع ان تتعدد بمعنى ان أي مبدع يعبر انى شاء كما ذكر الاستاذ  يوسف عيدابي في كتابه(مسرح لعموم اهل السودان) ويحدث الامر شريطه ان ينهل الشكل المتوقع من الماضي ويقف علي الحاضر ويستشرف المستقبل.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock