الشخصيات:
الأب
_رجل في الخمسين من عمره.
الأم_ مرأة ثرثارة للحد الذي لا يطاق.
الإبن_ شاب في العشرين من عمره.
المكان بيت بسيط في وسط المسرح كرسي وإلى يمين المسرح خزانة للملابس وإلى يسار المسرح مرآة عمودية الشكل. الأستهلال اصوات شجار وصرخات تتعالى والإضاءة تشتعل و تنطفئ بسرعة، الإضاءة تختفي شيئا فشيء، وتبدأ بالظهور بقعة صغيرة على الشخصية وهي تتمركز في وسط المسرح.
الأب: يا سلام……. يا سلام ….. يا سلام ما أجمل تلك السنون التي انقضت من حياتي وما اصعبها وأنا أعمل من الصباح حتى المساء من أجل أن يكون لدي بيت، بيت لي وحدي، بيت منعزل خالي من الغرباء، بيت يكون الأمان لي ولزوجتي، ولأبني اااااااه بني…… اااااااه ابني الكلب ابن الكلب الذي سوف يرث هذا البيت على الحاضر، كم هو محظوظ هذا ابن ال………. .
الأم: ( وهي واقفة أمام المرآة) كفاك شتماً ولعناً على فلذة كبدي وقرة عيني الذي خرجتُ به من هذه الحياة.
الأب: أنتم جميعا لا تدركون ماذا فعلت وعملت وأنا أحافظ على هذا البيت، الذي أشم فيه ريحة أمي وأبي وجدي وجد جدي وجدي وجدي السابع عشر.
الأم: (مُتعجبة) لماذا الكذب ها، وأنا اتذكر بأنني حامل بفلذة كبدي وأكملنا بناء هذا البيت؟
الأب: أنا اقصد هذه الأرض التي بُنيت عليها هذا البيت. الأم: حتى هذه الأرض اشتريناها من رجل أراد أن يهرب من هذه البلد، عندما كُتب على داره مطلوب حياً او ميتاً، ما دخل اجدادكَ العظماء بالأمر.
الأب: قطع الله هذا اللسان، أنا أقصد بأنني انتمي إلى هذه الأرض شيء في الجينات، انتمي إلى كل شبر من هذا البيت وأرى شبابي الذي أخذته الأيام وأنا أفكر في البيت، ااااااااه، على هذا الحائط بكيت للمرة الألفين عندما فارقتني أمي وهي تقول (يمه الما عنده بيت ما عنده وطن) وانا أبكي و أصرخ أماه أنا لا أملك الأثنين.
يدخل الأبن( يرتدي قبعة رأس وحامل بيده حقيبة وفي اذنية سماعة هاتف، والهاتف في يده الأخرى)
الإبن: نعم، نعم كيف سوف تكون الخطة هذه المرة؟ أنا أفضل أن ندافع
الأب: نعم، ندافع فأنا دافعت طوال عمري عن هذا البيت في جميع صراعاته مع الجيران وغير الجيران.
الإبن( بعصبية) خطرت على بالي فكرة عظيمة، ما هو رأيك أن نتحول من الدفاع إلى الهجوم، ونُهاجم بالرمان.
الأب: ماذا الرمان؟ سوف أقصد يديك إذا وصلت إلى شجرة الرمان التي في الحديقة.
الإبن: كفى يا أبي أرجوك أريد أن أركز.
الأب: تركز وأنت تهدر ثروة هذا البيت، لا والف لا، ماذا أقول لأبي وجدي وجدي جدي السابع عشر الذي كان يحب الرمان. الإبن: (يفصل سماعة الأذن) أبي لمَ تشوش علي وأنا أتصل؟ الأب: ماذا تتصل؟ لكنك لم تستخدم هاتفك الخلوي.
الإبن :لا يا أبي كنت أتصل عن طريق سماعة الأذن هذه، أنها أختراع جديد.
الأم: بني أبيك لا زال يعيش في العصور القديمة.
الأب: نعم، قد أكون متخلف في هذه الأشياء، لكن العصور القديمة كانت جميلة بحكاياتِها وجلساتِها الرائعة، وأتذكر حكاية قصها لي والدي عن جدي السابع عشر وهو يقول…… .
الأم: أترك أجدادك العظماء في قبورهم وعش حياتك هذه، وإلا أنزلت عليهم وأبل من الشتائم القديمة والمستحدثة.
الإبن: عندما أرى وأسمع معاركم أنتِ وأبي أقول في نفسي كيف أتفقتم على الزواج؟ وكل هذه المشاكل وأنتم لازلتُهم مرتبطين. الأب: يا بني هذه أمك رمز للصبر والتحمل والحب، عندما كنت انشغل بالدفاع عن البيت كنت أعلم بانني تركت خلفي امرأة بألف رجل، ورغم ذلك أنت تعرف بأني هنا أنا المسيطر والأمر الناهي.
الأم: يا بني أبوك هذا درعي الأول و ملاذي الذي احتمي به، والآن أصبح يُخرف ويقول هو المسيطر على البيت، أنا المسيطرة هنا والكل يعلم. الأب: أنا المسيطر.
الأم: بل أنا . الأب قلت لكِ أنا . الأم: بل أنا.
الإبن: بل هم المُسيطرون على كل شيء، وأنتم تقولون نحن.. نحن … نحن، وأنتم مجرد دمى فقط، صدقوني. الأم: ماذا دمى ومن قال لك، ها، هيا قل.
الأب: هذا إتهام خطير لسيادة البيت وأمنه الداخلي.
الإبن: العالم كلهُ يعرف أننا بلا سيادة.
الأب: من هذا الذي خرب قواعد عقلك؟ الإبن: أبي…. أرجوك.
الأب: هيا قل من هذا.
الإبن: أنه جارنا المجاور، يتحدث بعلو صوته، أنا اتحكم ببيت سيد وطن.
الأم: ما هذه المصيبة كيف لو سَمعن أخواتي ونساء المنطقة.
الأب: ماذا، هذا الجار الذي لطالما كان جدي السابع عشر يعطف عليه، وجدي الذي جعل له حساب ومكانة في هذه المنطقة.
الإبن: يجب أن نرد على هذا الجار.
الأب: نعم، ومن خلال الحروب السابقة والمعارك الطاحنة التي خضتها، علينا ان نُحلل هذا الجار تحليلاً مُستفضاً، حتى يتسنى لنا الإنتصار على هذا الجار، بني قل لي ما هي أهم الأشياء التي يرتكز عليها هذا الجار؟ وبالتفصيل رجاءٍ.
الإبن: الجيش، يمتلك اثنان من الأولاد. الأم: دائما كنتُ أقول لك تحمل قليلاً ودعنا ننجب طفلاً أخر، وأنت قضيت عُمرك، ظهري يؤلمني، شجرة الرمان تحتاج إلى الماء، وحتى ذات ليلة أراد أن يسقي الشجرة والسماء تمطر، لكنني ارغمته على البقاء وتكللت هذه الليلة بالنجاح، وحملت بكَ بني.
الأب:( بفخر) نعم، أتذكر تلك كنت شامخا صلبا واقفاً.
الأم: هارباً، متخاذل، تبحث عن الأعذار في ثقب أبرة.
الأب: أنا مُتخاذل ، وأنتِ تُسربين معلومات البيت عن أي تخاذل تتكلمين؟
الإبن: أرجوكم هم يريدون أن نصل إلى هذه المرحلة ونتقاتل بيننا. الأب: نعم، نعم أنا آسف، ما هو رأيك يا بني ماذا نفعل.
الإبن: يجب أن تكون لنا فلسفة جديدة ورؤيا مختلفة عن تلك التي يستخدمها هذا الجار.
الأب: نعم، يجب إيجاد فلسفة جديدة. الإبن: بالله عليك أتعرف ما معنى الفلسفة؟
الأب: ااااااااااي…..ااااااااااي ، لا لا أعرف.