د. خالد عاشور يكتب “روح” .. الدراما العراقية لا تتجمل!

اتابع كلما تيسر لي من الوقت بعضا من الدراما العربية سواء كانت من المغرب العربي “ليبيا وتونس والمغرب والجزائر” أو المشرق العربي والخليج حتى لا اظل محبوسا في غرفة من الدراما المصرية أتنفس هوائها المليئ بروائح التكرار والمط واشم رائحة جديدة لدراما مختلفة عن رائحة الدراما المصرية لأرى ما آلت اليه الدراما العربية من تطور وما وقعنا فيه في مصر من تنميط.

تابعت الحلقات الأولى من المسلسل العراق “روح” المعروض على قناة الشرقية ومنصة 1001 للمخرج العراقي الكبير “حسن حسني”..

صحيح ان المسلسل  يتناص مع الفيلم المصري القديم “توت توت” لنبيلة عبيد واخراج عاطف سالم.. متفوقا عن نظيره السوري “ولاد بديعة” المتناص ايضاً مع ذات الفكرة في بدايته..

ويحسب للمسلسل العراقي ومخرجه الكبير “حسن حسني” انه لا يتجمل في كادراته البسيطة المعتمدة على زاوية ال180 درجة في التصوير مع كادرات واسعة لعرض جماليات العراق دون ان يغسلها ويتركها دون تجمل وشخوص تنطق حياة في تمثيلها وفنها ومشاعرها مستعينا ببطلة من زوي الهمم ومصابة بمتلازمة “داون” الطفلة الفنانة “ايناس”..

كادرات في شوارع العراق تزيدها حميمية وتمثيل متقن من الجميع بداية من المخرج ذاته في دور الجد “يونس” وتميز يفوق الجميع لدى الفنان والممثل العراقي “إياد الطائي” الذي بدأ ومن الظهور الأول متمكنا من شخصيته الشريرة بالنظرات ولغة الجسد والشر الناعم الغير مبالغ فيه كما يحدث في الدراما المصرية والسورية تحت عين كاميرا حسن حسني التي تركز على اسقاطات يجب الأنتباه اليها دون صخب او زعيق فني.. وتصميم ملابس غاية في الحقيقة والطبيعية لمصمم ملابس غاية في الصدق كما تفعل لدينا في مصر مصممة الملابس “ريم العدل”.

مسلسل “روح” دراما عراقية لا تتجمل وكاميرا مخرج محترف بغض النظر عن بعض الهنات البسيطة التي وقع فيها .. مخرج لا يتلاعب بالكاميرا فردا لعضلاته بقدر ما يرسم لوحات لا يستخدم خلالها آفة “الدرون” في تصويره ويجعل من الكاميرا عين حميمة على ابطاله في دراما حقيقية تتناول قصص قديمة..

ولكن برؤية معاصرة بها مشاعر وصدق وسيناريو كتب باحساس حقيقي للسيناريست العراقي “محمد خماس”.

وستاتي كتبات لاحقة عن هذه الدراما التي لا تكذب ولا تتجمل .. ولكنها تنقل واقع الحياة وروح “روح” والعراق ذاتها.