ابتكار واسلوب عرض مسرحيا تحديا للجائحة منلوج “الشحاذ المحترف هارفي” من مصر انموذجا
مقالات نقدية لعروض مهرجان محترف ميسان الدولي للمونودراما أون لاين 2020
المسرح نيوز ـ العراق| مقالات ودراسات
ـ
بقلم – ذوالفقار البلداوي
منذ ان اجتاح( كوفيد ١٩ ) الكرة الارضية واصبح العالم يلتزم ببيته استجابة لتوصيات الصحة العالمية للوقاية من هذا الفايروس راح العالم يبتكر اساليب وطرائق لاستمرار التواصل الاجتماعي والحفاظ على السمات الانسانية .
حيث جاء مهرجان محترف ميسان المسرحي الدولي للمونودراما مستفزا للجائحة ومتحديا للازمة ، مبتكرا اسلوبا جديدا للعرض المسرحي من خلال استثمار السوشل ميديا وهي نافذة حديثة قد تكون مسرحا كبيرا يدخل البيوت في جميع انحاء الكرة الارضية
فقد اعتدنا على تنوع المسارح بالعالم فمنها :-
المسرح الروماني
مسرح العلبة
مسرح الشارع
و مسرح الاون لاين الذي فرضته هذه الجائحة وهو يعد تجربة جريئة من المؤسسين والمشاركين والذي تجاوز الكثير من عناصر العرض المسرحي الاساسية وركز على حرفنة الاداء التمثيلي للممثل المخرج شاردا من قواعد المونو دراما وباقي انواع المسارح
ففي مسرحية ” الشحاذ المحترف هارفي ” تاليف محمد عويس وتمثيل علي جيمي من مصر نجد ان الممثل المخرج تخلى عن الالوان واعتمد اللونين الابيض والاسود بصورة العرض وكانه يستحضر مشهد الكينونة لهاملت رائعة شكسبير ( اكون او لا اكون ) متحديا كل الازمات ، بهذين اللونين وهي دلالة ذكية و واعية لما يجري خارج البيت بعد ان توقفت الحياة بجميع الشوارع فهو يعلن استمرار حياة الفنان وعطائه بعد ان انسلخت الحياة من الوانها.
اما اسلوب العرض فقد اعتمد جيمي على الاداء التمثيلي الذي حجمته نافذة الموبايل الشخصي لديه وراح يتفاعل مع عالم افتراضيا وكأن قاعة الجمهور هي الكرة الارضية قاطعا بذلك كل القارات غير مكترث للديكور والاضاءة ووووو..الخ
امتاز علي جيمي بخفة الدم والتلوين بالالقاء وحدة الايماءة وقوتها واوصل للمشاهد رشاقة بجسده برغم انه كان جالسا ولو اتيح لجيمي فضاء اوسع من غرفته لامتازت لعبته بعطاءا ورؤية اخراجية رشيقة.
لكن اصراره على الجلوس والاداء بهذه الطريقة اوصل بذلك رسالة من خلال عرضه لمأساة الحجر المنزلي الذي اصابت الناس وتحديا للابتكار واستمرار التواصل مع الآخرين
الشحاذ المحترف العاجز من الحركة بهذه الازمة الذي ورث من ابيه ما ورثه استطاع ان يدخل منازل بقارات مختلفة
النص :- رغم اختزال النص وبساطة العقد الدرامية الذي كتبه محمد عويس وباسلوب مانلوج سردي فيه من الملهاة والمأساة لكنه يفتقر الى تعدد الشخصيات التي تثير الفعل الدرامي وتساعد الممثل على الاداء وتقوية الفعل الدرامي
وبكل الاحوال كان عرضا مسرحيا اون لاين ممتع ، فيه من الايقاع وحرفنة الاداء التمثيلي ما يجعلنا نستبشر خير بممثل عربي واعد يعي ما يعمل يمتلك ادوات ممثلا رشيقة ومحترفة واذا ما استمر سيكون نجما مسرحيا بالمستقبل القريب .
وهي تعد تجربة مهمة وصلت الينا بضروف صعبة اعتمدت على التحدي واصرار الفنان على اداء رسالته الانسانية وان كان محجور ببيته او باي مكان
فمسرح الاون لاين تحديا و اسلوبا وابتكارا يختلف عن باقي انواع المسارح
بيئته المكان الذي يتواجد به الممثل ليعرض نتاجه شرط ان يتوفر به انترنت وجمهوره في اي مكان يتوفر فيه انترنت (فالحاجة ام الاختراع )