السينوغرافي العراقي الشاب “علي السوداني” للمسرح نيو: رغم التقنيات المذهلة.. يبقى لكل عرض خصوصيته السينوغرافية المتفردة!
المسرح نيوز ـ العراق| حوارات
ـ
حاوره: محمد سامي
ـ
ـ هل ترى مستقبل المسرح فيما يسمى .. مسرح ما بعد الصورة.. مقاربة مع مسرح ما بعد الدراما ؟
* مسرح يتطور ليس فيه نسقا ثابتا بالتالي الصورة البصرية بالعرض المسرحي ايضا تتطور مع ابتكار عدد كبير من المعدات والاجهزة التي تقتحم انظمة الفضاء الاعتيادي والافتراضي ، اذ ان التقنيات المسرحية واشتغالتها الفكرية والجمالية تؤسس فضاء له القدرة الكبيرة والمرنه في تحويل ايضا حيز مكاني الى فضاء اشتغالي عن طريق التكنولوجيا التقنية بمضامينها الفلسفية التي تعتمد على فكر فلسفي ومدلولات اشتغالية ومن جهة اخرى الاشتغال التقني والوسائط المتعددة التي لها معالجات كبيره في انشاء المكان داخل فضاء العرض ، مسرح التقنيات الرقمية قادر على تأثيث فضاءات مغايرة اكون اساسها الصورة المسرحية ومجاوراتها كا السينما والفنون التشكيلية الرقمية والمعارض الافتراضية والمسارح المجهزة بإتقانه عالية.
* ماذا عن الممثل.. الأداة أو العنصر في الفضاء المسرحي، أو فضاء السينوغرافيا ؟
اـ الممثل يبقى العنصر الرئيسي بالعرض المسرحي ويبقى هو المنظم الجمالي داخل فضاء العرض في انتاج السينوغرافيا ، من خلال الممثل تتناغم كل العناصر التقنية في انتاج شكل بصري بعتبار الجسد الحي الروحي الذي يحول كل المعطيات المادية الى روح متدفقة بالاحساس والتاثير مما يجعل العملية المسرحية اقرب الى المتلقي من باقي الفنون ، اذ ان جسد الممثل هو جسد سينوغرافي بامتياز من خلال الية عمل هذا الجسد مع العناصر السينوغرافيا .
بالامس القريب ناقش الباحث المسرحي والممثل مرتضى حبيب في رسالة الماجستير حول اداء الممثل السينوغراف ماهي الاساليب وطرق الانتاج التي يحملها هذا الجسد الحي داخل فضاء بصري حي . أنت فنان متخصص في فن السينوغرافيا ، ما هي الصعوبات والمشاكل التي تواجه هذا التخصص ؟ الجواب .. كل فنان متمكن من ادواته يكون قادر على تجاوز اكبر المشاكل والازمات التي يمر بها العرض المسرحي بالداخل والخارج واثناء تنقل العرض من خلال المشاركات بالمهرجانات المحلية والعربية والعالمية بالاضافة الى مكان التأثيث الاول للعرض كون لكل فضاء له سلطته على المعالجة الاخراجية ، من هنا تتبلور الافكار والابتكارات وطريقة التركيب حتى لا يفقد العرض قيمته الحقيقية اكيد الكثير من اصحاب الاختصاص تكون صعوباتهم قليله جدا فقط التي ترتبط بالميزانيات والمبالغ المالية التي تصرف على العرض هنا يكون السينوغراف على محك كبير بين النجاح او النجاح المبهر انا لا اقول فشل كون السينوغراف الناجح لا يفشل ومثال على هذا في احد العروض المسرحي اي مع احد المخرجين اتفقنا على ميزانية وحددنا فضاء العرض والتمارين كانت حسب الفريضة التي تم الاتفاق عليها لكن قبل العرض بخمسة ايام فوجئت ان ميزانية العرض 200$ فقط هنا كانت الصعوبة عموما جلست في حيرة كبيرة ولكن الحمد الله انجز العرض وكان درس كبير لي في التغلب على الصعوبات واختيار العروض التي اشارك بها .
*بعض المخرجين يهملون الصورة المسرحية في عروضهم ؟
ـ المخرج الذي يهمل الصورة المسرحي هو مخرج غير قادر على بناء عرض مسرحي او مخرج لا يمتلك رؤية حقيقة او معالجة إخراجية ، الاخراج هو براعة اختراع كبيرة ، كيف يستطيع ان تحول النص المكتوب او الصورة الذهنية الى تكوينات واشكال وصور حية محسوسة وملموسة الإخراج عملية صناعة لمجموعة أنضمة متداخلة تعمل في إنتاج العرض المسرحي من خلال صانع العرض الاول وصاحب الفرضية ، ومخرج بدون رؤية بصرية وصورة لا يسمى مخرج .
*مادور التقنبات والتكنولوجية في خلق صورة بصرية على خشبة المسرح ؟
ـ تكنولوجيا التقنيات والوسائط المتعددة التي من خلال يتم تاسيس الفضاء السينوغرافي والصورة البصرية من خلال عناصر تمتلك القدرة في اشتغالها وتنوعها كا ( الاضاءة ، الديكور ، الازياء ، الماكياج ، الموسيقى ، الملحقات المسرحية والاكسسوار) اذ ان كل عنصر له الية اشتغال وسمات واساليب يعمل بها بشكل منفرد كا منظومة متكاملة عن طريق خاماتها وملمسها وتناغمها وانعكاسها وانكسارها كثافتها وحيزها الى الاخ…. لتؤسس كل منظومة من خلال علاقتها الفنية بالمنظومة الاخر تكاملاً جمالياً عالي الدهشة مستثمراً كل التقنيات التكنولوجيا الاعتيادية والرقمية في انتاج الشكل البصري للعرض المسرحي وخلق صورة متناغمة ومتناسقة ومؤثرة .
*أيهما تفضل .. المخرج الذي يعطيك النص ويترك لك خيار تصميم السينوغرافيا .. ام المخرج الذي يقترح عليك ويناقش ؟
ـ عملت مع كل المخرجين العراقيين بدون استثناء الان لو تسأل اي مخرج عرض كان له تجربة ناجحة معي في انتاج صورة العرض البصرية كا سينوغراف او مصمم اضاءة او مصمم ديكور ، في كل اعمالي مبدأ التشارك موجود ليس فقط بيني وبين المخرج بل مع كادر العرض بصورة عامة انا اؤمن ان العرض المسرح هو صناعة جماعية هو نتاج جهد وتفكير جماعي في انتاج العرض . بالتاكيد النقاش ينتج افكار متعددة وكثيرة لصالح العرض والنقاش هنا مع الكل من مخرج صاحب تجربة واحدة او صاحب تجارب الاقتراح والنقاش مفتوح دائما حتى بيننا كا متخصصين في نفس المجال التقني وليس على نطاق عراقي بل عربي وعالمي ايضا .
*باعتبارك تسلمت مركزا مهما وهو مدير تقنيات مسارح العراق في دائرة السينما والمسرح وزارة الثقافة ما هي الاضافة التي اضافها المنصب لك .
ـ المنصب لم يضف شيئ بل يأخذ الكثير من الوقت والجهد وانت مسؤول عن كادر تقني متطور ومسارح مهمة . الادارة متعبة جدا وخاصتا في العراق نحن في بلد لا يدعم الثقافة ولا يهتم بالفنان ودائما الانشطة الثقافية والفنية اخر هم الحكومة ، لكن من خلال امكانياتنا البسيطة ومعداتنا استطعنا ان نكون في الادارة الفنية لكثير من المهرجانات العراقية داخل المؤسسة وخارجها وبجهد شخصي ودعم من الادارة العام للسينما والمسرح تحت اشراف د. اقبال نعيم الفنانه المخلصة والمجتهدة التي دعمتني كثيرا على المستوى الفني والشخصي ايضا كان الفنان فلاح ابراهيم مديرا للمسارح والفنان نظير جواد مديرا للفرقة الوطنية والفنان مازن محمد مصطفى مديرا للمسرح الوطني والحمد الله أقمنا اياما مسرحية عراقية وانتجنا عروض مهمة للمسرح العراقي ( تقاسيم على الحياة دجوا الاسدي ، فلانه لحاتم عودة . بوابة رقم سبعة الفنان سنان العزاوي
. بالاضافة الى اعادة المسرح الشعبي المتنزه . واستضفنا مؤسسات فنية وتربوية داخل المؤسسة وعدد اخر من العروض المسرحية كا سبايا بغداد د عواطف نعيم وعروض احتجاجية لماجد درندش ) حيث تسنمي للمسؤلية كان 10 اشهر حتى التحقت بدراستي للدكتوراه وتركت المنصب والحمد الله .
من اكثر مخرج التقت رؤيته معه.. ومن يشاكسه ؟
ـ هذا سؤال جدا مهم ومحرج كل المخرجين تتوافق معي وتشاركيني و تشاكسني بنفس الوقت احب كل تجاربي المسرحية واحب كل المخرجين الذين عملت معهم كل تجربة لها طعم ولها لون ولها فائدة كبيرة كل تجربة لي اكون لها خصوصية كبيرة وسعي مهم من اجل نجاح التجربة الان المسرح كما ذكرنا منظومة واحدة اما ان ننجح معاً او ننجح معاً أنا لا افكر بالفشل
*هل كانت لك تجارب خارجية مع مؤسسات خارج العراق؟
ـنعم لدي الكثير من التجارب العربية والعالمية مع المسرح الوطني الالماني ( عرضين ) مع الامارات العربية فرقة مسرح كلباء الشارقة ( عرضين مع فرقة من المملكة السعودية ومسرحية اماني مع دولة قطر مع تونس في سلطنة عمان مع مصر جامعة الاسكندرية كلية التجارة ومسرح الانفوشي والصديق ابراهيم الفرن مع مؤسسة مسرحية في طوكيو مع المخرج اني عبد الصمد مع فرق مسرحية بالمملكة المغربية العديد منها فرقة رسمية ومنها فرقة اهلية.
*هناك من يستعرض السينوغرافيا كبطولة في العرض المسرحي قد تمسح جهود الممثل وتلغيه .. فماذا ترى أنت؟
ـ تحدثنا كثيرا عن العرض المسرحي هو منظومة متكاملة باكتمال عناصرها لا يوجد جهد اعلا من الاخر كل تخصص اشتغاله واهميته بكل حرص الانانية بالعرض المسرحي تقودنا الى الفشل وبتالي نهاية العرض ، نعم هناك اشتغالات للسينوغرافيا عالية جدا ومهمة جدا لكن لنجاح منظومة العرض وليس العكس الممثل هو الوسيط الحي والمهم بين العناصر الاخرى وعملية اللغائه معناها فشل العرض .
*هل مزلنا في عصر يحتمل سينوغرافيا تعتمد على الكتل الكبيرة التي تحتل معظم الخشبة ؟
ـ التقنيات الرقمية والرسائط المتعددة اليوم من خلال كبسة واحدة تحول الفضاء الى فضاءات متعددة لا نهاية لها بالحجم والضوء واللون والكتله والفراغ، مع هذا لكل عرض مسرحي خصوصة في انتاج الفضاء باختلاف الاسلوب والاتجاه المسرحي والمدرسة والطريقة وايضا باختلاف نوع العرض الاوبرالي ، الرقص الحركي ، فنون الاداء ، التمثيل الصامت ، الموسيقي ، الى الخ …. من الفنون لكل اتجاه طريقة عمل ، لكن يبقى المصمم وخياله الواسع وثقافته السينوغرافية المعرفية والعلمية والعملية لها الدور البارز في اقتحام اي مركز وتفكيك البؤرة نحو فضاءات جديدة .
*ماهيه صفات السينوغرافي المحترف ؟
ـ المعرفة ، الفهم ، الوعي ، التفكير ، الابتكار ، التخطيط ، التنفيذ ، الاسلوب . الوعي والثقافة الاكاديمية والخبره والممارسة العملية هي نتاج تقني متخصص وماهر التقنيات اليوم ليس جهاز الالكتروني او كهربائيَ بل هي عمق فكري وفلسفي .
*ما رأيك في مهرجانات الاون لاين في ظل وباء الكورونا ؟
ـ المسرح فضاء متجدد ودائم البحث عن منصات مختلفة ، اليوم العالم اصبح اون لاين كل المعاملات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفنية عبر منصات متعددة ، حتى الفنون من خلال تنوعها واختلاف طريقة نجحت في اختيار اون لاين العروض العالمية عرض من خلال بث مباشر للمعارض العالمية والامسيات الشعرية والموسيقية والتشكيلية كلها كانت اون لاين المحاضرات والورش والندوات والاجتماعات كلها كانت اون لاين حتى قبل كرونا كانت الهيئة العربية للمسرح مهرجان المسرح العربي تبث من خلال منصتها الرقمية عروضها وكانت المشاهدات تفوق عدد الحظور بالقاعة .
حتى الندوات الفكرية في اغلب المهرجانات المهمة الحظور لا يتعدى 10 او 20 شخص بالاغلب انا اعرف مهرجان مهم كان الحظور بالندوة الفكرية 4 اشخاص ، لكن الان الندوات والورش الرقمية تصل الى 250 الى 400 شخص وعند الانتهاء من البث المباشر تصل المشاهدات الى الملايين ، العالم يتغير …. هنا السؤال هل نتغير ام نبقى ونتراجع …..
وبالنهاية وقبل الاختتام انا متفائل بجيل شاب جميل سوف تكون لهم بصمة واضحة بمستقبل تقنيات المسرح العراقي على المطير ، عباس قاسم ، كرار جاسم ، احمد شاكر ، غيث زهير ، حسين البصري ، جاسم محمد ، علي جميل ، سعد سعيد ، واخيرا شكرا لصديقي الجميل والرائع محمد سامي هذا الشاب المجتهد والمثابر احبك صديقي .