وجوه مسرحية
الكاتب شاذلي فرح السمطي يكتب للمسرح نيوز: “واحـــة الجـنوبي” عماد عبد العاطي.. الكــاهن!
الواحــة تهتـم بفناني الأقاليم.. المظاليم
المسرح نيوز ـ القاهرة| وجوه مسرحية
ـ
بقلم: الكاتب شاذلي فرح السمطي
الكــاهـن
بسم الله أنطق عيسى في مهـــــداه
وألف صلا وسلام على رحمته المهداه
أصطفى الصديق ما بين البرية هــــداه
وأبو جهل اللعين متل الجدار هـــــداه
وادي الملكات / وادي الملوك / معبد الكرنك / معبد الأقصر / طريق الكباش / متحف التحنيط / البحيرة المقدسة / قدس الأقداس / المذبح / عندما تجد المعبد وعلي أطلاله أبي الحجاج ومن الخلف تجد الكنيسة . إنها بانوراما رائعة من الأديان تحتضنها – الأقصر البر الغربي يختلط بالكثبان الرملية الصفراء والجبال التي تميل لونها للون البني . والزراعات التي تختلط باللون الأخضر . والبر الشرقي تختلط المعابد والوجوه السمراء المختلطة بياض قلوب أهلها .
كل هذه الألوان تجدها في الأقصر – ساحرة العقول وآخذه الألباب . تلك الجنة الذي وجدها الله علي أرضه . في كل هذا الصخب . ولد الكاهن وعيناه علي كل قطعة في مدينته ( أثارها / عاداتها / تقاليدها ) الكاهن هنا يعي سر الفراعنة وفي أخر الليل يذهب وينشد الصوفية في مولد سيدي أبو الحجاج . وعيناه علي جرس الكنيسة . وكذلك يحملق في ندابات الجنائز وهن يقمن بالعديد . وتحلو له السهرة لساعات في سامر بلدته عندما يغني
( آب برين / العجوز ) وكثيرا ما كان الكاهن يرصد غناء ورقص بنات ما زن في أفراح بلدته . إنه الكاهن . هو – عماد عبد العاطي . ذلك الشاب الجنوبي ذو الملامح السمراء . الذي من فرط ما شاهده من فنون بلاده قد تفجرت لديه موهبة الإخراج . في عام 2000 عندما شاهد مخرج روسي مسرحيته
( ليل مالوش أخر ) لنادي مسرح الأقصر من تأليف الرائع بكري عبد الحميد وذلك ضمن عروض الهامش مهرجان الدولي للمسرح التجريبي . شاهده المخرج الروسي ومعه الوفد الروسي ورأي فولكلور رائع يجسد أمامه . ووجد شغل العصا ودمجه داخل دراما تقترب للشاعرية . هنا قام علي الفور المخرج الروسي وأشاد بالعرض والفرقة وبالمخرج وقد طلب من إدارة المهرجان وقتها باستضافة العرض في روسيا . لم يصدق الكاهن عماد عبد العاطي نفسه بأن فنه سيصل لروسيا .
وكان الروتين وقتها حائلا لسفر العرض لروسيا . يسير الكاهن في أزقه مدينته الرائعة وهو يرنو لبعض السياح الأجانب والذي لم يتعدوا أصابع اليد . فيبتسم ابتسامة ساخرة وكأنه يواسي مدينته التي أصبحت خالية من السياح بعدما كانت تضج . ويعرج ناحية المقهى الذي يقع خلف سيدي أبو الحجاج ويسهر مع أصدقائه من فناني الأقصر وهو يتفحص الفنان حجاج ثابت الذي يلعب الطاولة مع الشاعر والمؤلف المسرحي أسامة البنا . بينما قهقهات مهندس الديكور فراج عبد الراضي تجلجل المقهى
– يسرح الكاهن الأسمر ويتذكر يوم اعتماده مخرجا في فرق الأقاليم وأخرج عرض ( البراوي ) من إخراج أستاذة بل أستاذ كل جيله وربما الأجيال محمد زهدي رحمه الله . وكيف أستغل عماد عبد العاطي مسرح قصر حسن فتحي وهو تحفه معمارية بني بالطين والطوب اللبني . أستغل المسرح بكل أركانه وصنع العرض ليخرج عرضا مزيجا بين عرض مفتوح عرض خشبه إيطالية وكانت تجربة بحق تضيف للكاهن رصيداً جديداَ لتاريخه المسرحي . وبعدها فكر الكاهن أن يخرج من الأقصر فقدم رائعة رأفت الدويري ( الواغش ) في أرمنت وصنع العرض في مكان مفتوح واحتشدت جماهير أرمنت الغفيرة والمتعطشة للفن .
الكاهن يفيق علي خبطه المخرج محمود النجار والنارجيلة في فمه وهو معترضاً علي انشغال البعض في لعب الطاولة . ولكن سرعان ما يسرح الكاهن ويتذكر يوم أن قرر أن يخرج بعيدا عن الأقصر أو حتى المدن التي تقع بجوارها . فذهب مع رفيق عمرة مهندس الديكور فراج عبد الراضي لفرقة الغنائم وأخرج وقتها رائعة بكري عبد الحميد ( قول يا مغنواتي ) وأعتمد العرض علي بعض الصور البصرية مثل القماش والعصا . وتتوالي أعمال الكاهن في كل بقاع الصعيد مثل ( حسن ونعيمة ) فرقة الطود / ( المحقق الذي فقد عقلة وأسترجع ظله ) فرقة طهطا
( أدهم الشرقاوي ) قومية الأقصر / ( عطشان يا صبايا ) قومية أسيوط ( غنوه الليل والسكين )
و ( مغامرة رأس المملوك جابر ) ( بحر التواه ) ( عزيزة ويونس )
– الكاهن عماد عبد العاطي هو الفنان الوحيد في الصعيد تعمل معه فنانة محترفة ( وفاء الحكيم )
في رواية ( حسن ونعيمة ) رائعة شوقي عبد الحكيم ) وقد آمنت له الفنانة وفاء الحكيم ووقفت أمام الفنان حجاج ثابت وعزفا سيمفونية رائعة من التمثيل الجميل . وأخيراً يقدم الكاهن لفرقة قوص مسرحية ( طاقة شوف ) وقد صعد بها للمهرجان الختامي لفرق الأقاليم بعد أن حقق بعض الجوائز القليلة وسافر إلي الأقصر وهو يلعن التحكيم ويصب غضبه علي النقاد ف كثيرا يظلمونه علي حسب قوله
– والملفت للمسرح الذي يقدمه عماد عبد العاطي فهو مسرح يهتم بالشخصيات المعدومة والمظلومة
ويقدمها لجمهور من الفقراء الذين يقطنون النجوع والقرى ويبسط لهم الصورة البصرية من حيث استخدام لغة العصا وكذلك استخدام عازف الربابة ويضفره مع الدراما ويعي الكاهن إن شاعر الربابة من معشوقات الجمهور الجنوبي . ولكن كان يتعين علي الكاهن عماد عبد العاطي أن يجرب نفسه علي تجارب مسرحية أخري هو بحاجة لهذا ـ ونحن بحاجة لهذا
• فـــلاش أخــير
– أيها الكاهن الأعظم الذي حملت صولجان فنك وسرت به بين جنبات معابدك . وتعامد فنك الجنوبي
علي رؤوس جماهير المسرح فحفرت أسمك علي جدران معابد الفن . يوما أيها الكاهن الجنوبي
ستقبل الشمس رأسك وسينحني لك القمر . وسينطلق الغناي الجنوبي ويقول :-
لغاوي الفن عشقه و مشى في سكاته رأس مـالـه الكـلام و جــر النـميـم تركاته
وأول مـا فتـح بـنـكه و عـرض شـيكاتـه سـلام الله عـليـكم و رحـمتـه و بـركـاتـه