مقالات ودراسات
الناقد الجزائري علاوة وهبي يكتب: عفاريت علي سالم.. الذي أفسد تاريخه!
المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
علي سالم الكاتب المسرحي من جيل الستينات في حركة المسرح في مصر ولد في دمياط سنة 1936 وتوفي سنة2015 . اول عمل يقدمه له المسرح كان(ولا العفاريت الزرق) ثم (عزبة الورد)مع فرقة ثلاثي اضواء المسرح التي كانت تضم كل من سمير غانم وجورج سيدهم واحمد الضيف . من هنا كانت انطلاقة علي سالم ورحلته مع الكتابة للمسرح الذي كتب له مجموعة كبيرة من النصوص المسرحية عرف اغلبها طريقه الي ركح المسرح نذكر منها. الرجل اللي ضحك علي الملايكة الناس اللي في السما الثامنة انت اللي قتلت الوحش الكلاب وصلت المطار اولادنا في لندن عملية نوح عفاريت مصر الجديدة الكاتب والشحات مسرح علي سالم مسرح نقد اجتماعي وسياسي ومسرح واقعي شعبي .
كانت انتقاداته السياسية اكثر شدة في اعمال مثل الرجل اللي ضحك علي الملايكة وانت الل قتلت الوحش والناس الل في السما الثاننة التي هي اول مسرحياته 1963 وهي حكاية هجائية عن كوكب يسيطر عليه ملك وجيش من العلماء يؤمنون بأن الحب مرض تجب ازالة غدده من اجسام الاطفال ويقوم المؤمنون بالحب بانقلاب ضد الملك وحاشيته بقيادة وزير الطب في المملكة. لمنةعلي سالم نال شهرته اكثر مع عمل مدرسة المشاغبين العمل الذي مازال يعرض بنجاح وهي تحكي عن مدرسة فلسفة تعمل علي تأديب تلاميذ مشاغبين. المسرحية هذه ليست تأليفا ولكنها اعداد عن عمل فني اخر اختلف الذين كتبوا عنها في مصدرها الاول فمنهم من يرجع اعدادها عن فيلم بريطاني ومنهم من يرجع الاعداد الي نص الكاتب الفرنسي روجيه فرديناند .
لكن اي كان المصدر الذي اعد منه علي سالم هذا العمل الذي اخرجه للمسرح جلال الشرقاوي سنة1973فقد احرز به نجاحا وشهرته فتحت امامه ابواب المسارح وامام اعماله سبل النجاح فعرفت بعد ذلك انتشارا وقدم له منها في الجزائر ولا العفاريت الزرق وعملية نوح والكاتب والشحات وانت اللي قتلت الوحش هذه الاعمال قدمها له المسرح الوطني الجزائري ومسرح قسنطينة الجهوي وفرق من الهواة يقول علي سالم(لكي تتعرف علي حجم الجد في مجتمع ما شاهد اعماله الفكاهية) كما يعتقد بان كتاب الكوميديا جادون الي ابعد حد ويري بان الكوميديا تتطلب كتابة واداء جهدا كبيرا.
واذا كان علي سالم قد حقق نجاحا في اعمال مثل مدرسة المشاغبين فانه في المقابل فشل في الوصول الي ذلك في اعمال اخري مثل الرجل اللي ضحك علي الملايكة .والتي تحكي فن الفساد في مؤسسات الدولة وعن الغش واستغلال المنصب والتزوير .و. و. لكن قراءة النص تشعرك بانه مفكك وبان الكاتب يعمد الي لختلاق مواقف يستجدي به ضحك الجمهور كما ان النص فيه ترهل وكذا الشأن مع مسرحية اولادنا في لندن والتي ارادها نقد للوضع الاجتماعي في مصر والهجرة الي بريطانيا بحثا عن العمل والمال لكنه سقط في لعبة اللهاث وراء المواقف الساخرة والتي كان يفتعلها حتي دون رابط يربط بينها غير كون الشخصيات مهاجرة الي بريطانيا للبحث عن العمل وجمع المال والعودة الي مصر لتتسيد ..
إن الشعبية التي سار عليها علي سالم في كتابة نصوصه المسرحية جعلته في اغلب الاحيان يسقط في المبالغة .وتدفعه الي البحث عما يضحك وتوظيفه دون ان يخدم ذلك النص ومساره الفني الدرامي ونلمس ذلك في اولادنا في لندن وفي الرجل اللي صحك علي الملايكة . والناس الي في السما الثامنة والبترول طلع في بتنا وعفاريت مصر الجديد . ان الواقعية التي كان يريد ان يوصف به لا تعني الالتزام التصوير بالواقع كما هو وان ذلك ما اعطي لبعض نصوصه الاسهاب والتفكك في حين كانت بعض نصوصه غاية في الاحكام والتحكم الدرامي ولم تسقط فيما سقطت فيه اعمال اخري من اعماله الجيدة نذكر الكاتب والشحات وانتاللي قتلت الوحش المعدة عن اوديب وعملية نوح واغنية علي الممر..
علي سالم افسد سمعته المسرحية وسمعته كاتبا بعد زيارته اسرائيلسنة1994وتاييده لزيارة السادات ليصبح من تلمدافعين عن التطبيع مع الكيان الصهيوني الاسرائيلي الامر الذي جعل جامعة بن غريون تمنحه دكتورة فخرية مكافئة له علي مواقفه الي جنب اسرائيل التي قال فيها من ضمن اقواله العديدة(ان الحكومات العربية ضد اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل خوفا من انتقال عدوي الديموقراطية الي بلدانهم فهم ضد التطبيع خوفا من ان يفقدوا كراسي الحكم في انتخابات نزيهة) وفي مقابل ذلك نسي علي سالم ابناء الشعب الفلسطيني ونضالهم ونسي القمع الذي تمارسه اسرائيل ضد ابناء فلسطين باسم الديموقراطية التي اعجب بها هو. انها ديموقراطية عفاريته .الجدد الذين لونهم ازرق.