سينما وتليفزيون
د. خالد عاشور يكتب: (بيت الرفاعي).. والمفهوم الخاطئ للشر.. والدراما الاجتماعية.
المسرح نيوز ـ القاهرة| سينما وتليفزيون
ـ
د. خالد عاشور
كاتب الرواية او القصة القصيرة أو السيناريست أولى أهتماماته عند الكتابة هي دراسة سيكلوجية أبطاله وأبعادهم الأجتماعية حتى ينقلها على الورق من لحم ودم.. وهذا ما يفتقر اليه كتاب كثير ممن يتخذون من كتابة السيناريو طريق النحت والأرتداد الى التنميط وكلاشيهات قديمة تجاوزها علم النفس والأجتماع الحديث.
وبعيدا عن “أمير كرارة” كممثل فقير الموهبة يعتمد على الشكل والجسم والذكورية في التأثير على جمهوره دون تمثيل حقيقي لديه.. وبعيدا عن السيناريو المهلهل دراميا والدائر في فلك فكرة الأنتقام “لأكل العيش” لدى المشاهدين.
تأتي شخصية “أحمد رزق/فاروق” لتمثل الشر بارتداد الى ما هو قديم لمفهوم الشر..
حتى الشر يتطور في علم النفس والأجتماع.. وحتى في التمثيل.. ولكن ما يفعله “أحمد رزق” في دور فاروق هو ارتداد سيئ لنظريات قديمة لمفهوم الشر والأجرام من حيث بدأها “لومبروزو وهوتون” وتفسير الشر للشكل الظاهري للشرير.. لا ادري المبرر الفني الذي لجأ اليه الممثل “أحمد رزق” في استدعاء هذا الشكل من التعبير عن الشر والكراهية بالتبريق والصوت الأجش المخنوق وكأنه يعاني من ازمة في الكلام..
علاوة على تمثيل به الكثير من التراجع في التعايش مع الشخصية مع تطور مدارس الفن وتوجهها الى الاداء الطبيعي لا الأوفر الواضح والمرفوض.. فالشرير ليس بالضرورة يحتاج الى تشنج في الوجه والحزق في الصوت والتبريق والتخشب وتغليظ نبرة الصوت.
في المقابل يؤدي امامه الفنان “سيد رجب” شكل آخر للشر.. الشر الناعم الهادي الذكي دون اي حزق او افتعال صوتي او نظرات جاحظة.. الفنان سيد رجب فنان مهم يفهم سيكلوجية الدور وابعاده قبل ان يقوم به.. لذا تفوق في نفس المنطقة لدورين من الشر.. احدهما وهو “أحمد رزق” ارتد به الى التنميط.. والآخر نفخ فيه من ابداعه وخبرته.
دور أحمد رزق دور سيئ لمفهوم الشرير.. وفي المقابل الفنان “سيد رجب” يزيد جمالا في مدرسة الأداء الطبيعي لذات الشخصية وذات السيكلوجية للشرير.