وجوه مسرحية

أسطورة المسرح والسينما “انجلينا جولى”… حكاية امرأة شجاعة!


فتوح سالمان

ـ

فى أثناء تصوير الموسم الأخير للمسلسل الأمريكى الشهير فريند أواخر عام 2003، قامت الممثلة انجلينا جولى بزيارة لاستوديو التصوير لتحية الممثلين، فتوجهت إليها بطلة العمل «جينفر انستون» ورحبت بها قائلة: إن زوجى متحمس جدا للعمل معك فى فيلمكما الجديد, أتمنى أن تنسجما معا.. خمسة أشهر فقط من ذلك التاريخ وتغيرت حياة «جينفر انستون» بعد أن وقع زوجها الممثل براد بيت فى غرام انجلينا وكانت جينفير أول من يؤكد الخبر.

عندها لم يصدق أحد أن قصة الحب هذه ستستمر، وقالوا إن براد بيت واقع تحت سحر الممثلة الفاتنة التى سرعان ما ستمل منه وتدمر حياته كما فعلت مع زوجيها السابقين.. وصفها البعض بالساحرة الشريرة وأن انستون ليست الضحية الأولى بل إن الممثل الشهير «مايكل دوجلاس» لم يتورع أن يسخر منها على الملأ وقال فى تصريح شهير: إننى أتعجب كيف يترك براد بيت امرأة جميلة ورقيقة مثل «جينفر انستون» ويذهب ليربى الأيتام مع انجلينا وكم من الوقت يمكنه أن يتحمل هذا؟.

مرت عشرة أعوام وقصة الحب تزداد وهجا وانجلينا تزداد بريقا.. فهى أم لثلاثة أطفال وثلاثة بالتبنى.. ممثلة نالت الأوسكار وثلاث جوائز جولدن جلوب ثانى وجوائز أخرى عديدة.. مخرجة ومنتجة أفلام وسفيرة للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.. زارت أكثر من 30 دولة أغلبها مناطق حروب.. جمعت ملايين الدولارات لصالح المعوزين فى العالم وجذبت أنظار الميديا العالمية لقضايا لم يكن يسمع عنها أحد.. جابت الدنيا من شرقها لغربها فى الوقت الذى كانت فيه تعمل وتجنى المال وتحوذ الجوائز وتحب وتتزوج وتنجب وتربى ستة أطفال..

ذهبت انجلينا إلى قلب الأمم المتحدة تشتكى التجاهل العالمى لقضايا اللاجئين فى الوقت الذى كانت تقف فيه على السجاد الأحمر للمهرجانات فى قمة الأناقة والتألق وقصة الحب التى توقع الجميع لها الفشل تزدهر.. وتؤسس مركزا خاصا لمساعدة الأطفال المشردين حول العالم فى الوقت الذى تخصص وقتا كبيرا لأبنائها..

استقبلتها الملكة إليزابيث الثانية فى قصر بيكنجهام تقديرا لجهودها الإنسانية ووصفها وزير الخارجية البريطانى ويليام هيج الذى رافقها فى إحدى الزيارات بأنها امرأة شجاعة ومخلصة جدا فى عملها وصاحبة قلب طيب وملئ بالحب.

ربما ليس الجمال وحده هو سر انجلينا الذى جعل براد بيت يقع فى غرامها فلا شك أنها امرأة شجاعة ومتميزة وتحيا الحياة حتى منتهاها… ليست فارغة العقل بل تعيش بنفس شغف البدايات الأولى فهى المولودة عام 1975 لعائلة فنية مكونة من الممثل فون بيت والممثلة مارشلين برتراند.. عاشت حياتها الأولى فتاة مدللة عابثة.. تفعل ما يحلو لها وتسعى لتجريب كل شىء .. قطعت شريان يدها لتجرب الآلم وتعاطت جميع أنواع المخدرات لتشعر بالحرية, قررت ترك مقاعد الدراسة قبل أن تتم الرابعة عشرة وذهبت لتبحث عن عمل فى عروض الأزياء وسرعان ما ملت الأمر فعادت لتتلقى دروسا فى المسرح، والتقت الممثل جونى ميلر الذى تزوجته بعد أقل من عام لكن سرعان ما تركته وتعرفت على الممثل بوب ثورنتون الذى كان يكبرها بعشرين عاما.. وانتهت العلاقة أيضا بالطلاق.

وقد اتت انجلينا الفرصة فى فيلم تومب ريدر عام 2001 الذى حقق نجاحا كبيرا وكانت أحداث الفيلم يتم تصويرها فى كمبوديا, وهناك أعادت اكتشاف ذاتها.. كانت وقتها تقترب من الثلاثين عاما.. هناك تعرفت على العالم الحقيقى حيث المعاناة والجوع والحرمان بعيدا عن أفلام هوليود وحياتها العابثة عندما شاهدت بعينها معاناة الأطفال المحرومين والمعوزين فقررت تبنى الطفل مادوكس وكان عمره عاما واحدا، ورغم أن علاقتها بزوجها الثانى بيلى بوب ثورنتون كانت تمر بمشاكل انتهت بالطلاق لاحقا إلا أنها صممت على تنبى الطفل وخاضت معركة قانونية طويلة انتهت لصالحها، وسرعان ما تمددت عائلتها وضمت زهرة من اثيوبيا التى قابلتها جولى خلال إحدى زيارتها لضحايا المجاعة عام 2005 وكانت الطفلة تنازع الموت فى إحدى دور الأيتام ولكن انجلينا حملتها معها للولايات المتحدة وعانت الطفلة وضعا صحيا حرجا حتى تم شفاؤها وبعد ثلاث سنوات ظهرت أم الطفلة وطالبت بها لكن جولى رفضت تسليمها الطفلة وساعدتها القوانين الأمريكية, وباكس تين من فيتنام الذى تبنته فى 2003

فى تلك الأثناء تعرفت على الممثل براد بيت عندما مثلا معا فيلم «السيد والسيدة سميث» فى آواخر عام 2003 وسرعان ما تسرب الخبر إلى الصحافة العالمية عن قصة حب اشتعلت بينهما فى البلاتوهات وأكدت الخبر زوجته جينفر انستون وأصرت انجلينا على النفى، وقالت: لا يمكننى أبدا الارتباط برجل متزوج.. وهو ما حدث فعلا فأعلن براد طلاقه من جينفر فى 2005 وانتقل للعيش مع انجلينا وأطفالها مادوكس وزهرة وشاركها فى تبنى الطفل الثالث باكس.

فى عام 2006 وضعت طفلتها الأولى شيلوه وتصدرت صورتها مع براد بيت أغلفة المجلات العالمية وجمعت انجلينا ثلاثة ونصف مليون دولار تبرعت بها انجلينا لدار أيتام زهرة.

ثم كبرت العائلة أكثر ووضعت انجلينا توءمها فيفيان ونوكس وجمعت صورتهما 14 مليون دولار تبرعت بها انجلينا لنفس الدار فى افريقيا.

تجلت شجاعة انجلينا النادرة فى 2013 عندما أعلنت إجراء جراحة لاستئصال نسيج الثدى بعد أن عرفت إن احتمالات إصابتها بالمرض تبلغ 87% إذا سبقتها إليه جدتها وأمها وخالتها.. لم تتردد انجلينا وأجرت الجراحة لتلهم عددا كبيرا من النساء ليفعلن مثلها، وتعطى أملا أكبر لكل من أصبن بالمرض اللعين فعلا بأن الأنوثة والجمال لا علاقة لهما بشكل الجسد..

انجلينا وقت المحنة قالت من الناحية الشخصية لا أشعر الآن أننى امرأة أقل شأنا عما كنت, أشعر بالقوة لأننى اتخذت قرارا قويا لا ينتقص شيئا من أنوثتى..

فى 2014 تزوجت إنجلينا جولى من براد بيت وارتدت فستانا مزينا برسومات أولادهما الستة.. أما هو فقد قال فى أحد الحوارات الصحفية أن انجلينا غيرت حياته وجعلته إنسانا سعيدا ورجل عائلة وأنه لم يكن اسعد مما هو الآن.. لقد عشت حياة فارغة حتى قابلتها..

أتمت انجلينا عامها الأربعين فى يونيو الماضى فأهداها براد طائرة وأتم عامه الخمسين فأهدته جزيرة.. جمعا ثروة طائلة بلغت 310 ملايين دولار وما زال الحب متوهجا ولايزال انجلينا تقوم بدور إنسانى شجاع يستحق الإشادة.

ــــــــــ

المصدر: الأهرام


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock