مقالات ودراسات

ساعة المبكى عرض مسرحي عراقي خارج السياق المحلي للمخرج مهران كاظم


المسرح نيوز ـ القاهرة ـ متابعات

ـ

 

 منذ مدة وجيزة فاجأ المخرج المسرحي العراقي مهران عبد الجبار كاظم الجمهور بعرض مسرحي خارج سياقات الهموم المحلية العراقية منطلقا الى فضاءات اوسع حيث ذهب الى (ساعة المبكى) ليأخذ منه ثيمته لمسرحيته.
قدمت، على مدى ثلاثة ايام، على خشبة المسرح الوطني ببغداد مسرحية ( ساعة المبكى) المأخوذة من مسرحية (هيروسترات) للمؤلف كيري كوري كريون واعداد واخراج مهران عبد الجبار كاظم، وتمثيل مجموعة من شباب المسرح العراقي منهم طه المشهداني وميلاد سري واحسان هاني وحميد عباس وحيدر عباس واحمد ناصر وعلي كاظم، العرض تناول قضية تفجير (ساعة المبكى) في القدس ليدين من خلاله الحروب الدينية والطائفية فضلا عن تنبؤاته للمستقبل اذا ما استمرت معاداة السلام واشار بوضوح الى الماسونية التي اتهمها المخرج بانها وراء كل ما يحدث من حروب دينية في العالم
يبدأ العرض بخبر على شاشى التلفزيون باستهداف أحدهم لساعة المبكى في القدس ويتم القاء القبض على الفاعل الذي هو يهودي عربي اسرائيلي ويزج به في السجن انتظارا لاعدامه، وحين تسأله صحافية عن الذي دفعه لتفجير مكان له قدسيته عند كل الاديان ؟ اجاب قائلا : (الانسانية، نعم الانسانية جعلتني افكر وان ازيل هذا المكان الالهي المقدس، ان صراع الاديان واراقة الدماء تهز عرش الله، والله اكبر من ان يوضع في قبة او بين اربعة جدران، احاول هنا ان اوقف مدّ الدولة اليهودية على حساب المسلمين باحتلال بلدهم لان السلام اجمل ن العنف، السلام اجمل من العنجهية، ان تؤيدين ظهور المقدس، ان حربنا وهي تلوح في الافق بين المسلمين واسرائيل قد تقسم المسيحيين الى قسميم، قسم ن المسلمين وقسم اخر مع اسرائيل، احاول هنا او اوقف عقارب الساعة كي الغي نقطة الخلاف)، وفي السجن يحاول هذا الشخص رشوة سجانه لكي يهربه وتقديم رشاوى لسكيري ومخكوري حانات تل ابيب القديمة الشعبية وقوله (حينما تصرف عليهم نقودي وتوزع عليهم مذكراتي ليعرفوا ان على اسرائيل ان تحترم حقوق شركائها في الوطن وان يعيشوا بسلام دون اضطهاد ) من خلال رجل اعمال (صهره) بعد ان اسمه يتردد في كل مكان، لكن النتيجة ان المسؤول يطالبه بتنفيذ مخططاتهم في دول الجوار، ان السجان يستبدل بشخص كبير يقوم بقتل (الارهابي) خنقا.

اسقاط على الواقع ضمنا
المخرج عزام صالح : الماسونية تتحكم بالعالم ولديها اجندات وهي مسيطرة على كل مفاصل الكرة الارضية بواسطة رأس المال وهم ينفذون ما يريدون تنفيذه وفق امكانيتهم، فهناك اناس في اسرائيل تدعو الى السلام، وانا ع هذه الفكرة، ولكن نحن مع هذا المخطط يجب ان نقف ضده والا ستكون هناك حرب كونية .
واضاف: نهاية العمل تؤكد ان الماسونية تقتل السلام وهي لا تريد السلام بل الاستحواذ على كل مفاصل الكرة الارضية عندما قتلت الذي فجر ساعة المبكى بعدما رفض الانصياع لمخططاتهم.
وتابع: العراق وما يحدث في العراق جزء من المخطط الماسوني، فكل مسؤول عربي كبير لا يصل الى الرئاسة ان لم يكن بامر الماسونية، واعتقد ان المخرج حتى وان لم يسقط احداث العرض على الواقع بشكل مباشر فقد اسقطه ضمنا وتجربته جيدة في التنبيه الى خطر مقبل.

اشكالية المقدس
مثال غازي : العمل ليس غريبا عني لانني كنت مديرا للفرقة الوطنية للتمثيل، والعرض جميل بالاداء وبممثليه الكبار الذين لا اشك بادائهم ونجح المخرج بقدر معين ولكنني اشكل على الموضوعة غير المناسب طرحها الان فهي خطرة وتتحدث عن تفجير مقدس وان كان يهوديا، لان المقدس لدينا واحد سواء كان يهوديا او اسلاميا او مسيحيا، فقضية التفجير والتعاطف مع تفجير اي مقدس على الارض يمثل قضية خطرة يجب ان ننتبه اليها، وانا قد اكون ضد الموضوعة تماما.
واضاف: مهما كانت رسالة العرض الا ان الجانب الاخر الذي هو تفجير مقدس وهي فكرة عامة نحن ضدها تماما وفي العراق ررنا قبل سنوات بذات الفكرة عندنا تم تفجير مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء وربما الذي فجرهما لديه نفس فكرة هيروسترات.
وتابع: نحن ننظر الى العمل نظرة جمالية بغض النظر عن ان يكون يخدم الوضع العراقي الحالي او لا يخدمه، ففي الفن يجب ان تنتهي صفة القصدية فيه، ماذا تقصد وماذا تعني ولكن يجب ان نتعاطف جماليا مع جمالية العمل.

ادانة صراع الاديان
عدنان الفضلي : عمل مسرحي جاد، عمل كنا بحاجة اليه فعلا بعد ان فعلوا بنا ما فعلوا في المسرح التجاري، ونحن بحاجة الى ان نستعيد مثل هكذا اعمال اليوم، وهذا عمل يليق بالمسرح العراقي يليق بهذه الطاقات التي نريدها في الواجهة دائما وليس الذين يشتغلون على قفشات الشارع والاسفاف التي تسيء للمجتمع العراقي، المسرح العراقي ما زال بخير بفضل هؤلاء الابطال وسيبقى متفاعلا مع قضاياه العراقية والعربية وكل الاحداث التي تجري.
واضاف: فكرة العمل مبنية على السلام فالجميع يطالب بالسلام وهناك ادانة للحروب ولحروب الديانات ولصراع الاديان الذي لا ينتهي وادانة كبيرة لكل الحروب التي تأتي باسم الدين وادانة واضحة للساسة الذين يحولون الدين الى مشروع استثماري وادانة لكل الواقع العراقي الموجود الان، الرسالة واضحة ان الحرب المذهبية والدينية لا تحل بطرق العنف وانما لا بد من حوارات بين الاديان والمذاهب حتى يصلوا الى حل يرضي الجميع ويجنب الجميع الكوارث والحروب.

المخرج : الرسالة واضحة
الى ذلك اكد مخرج العمل مهران عبد الجبار كاظم ان رسالة العرض واضحة، وقال:العمل مأخوذ من فكرة (هيروسترات) (طالب الشهرة) تأليف كيري كوري كريغورين وانا اعددتها واسقطتها في اسقاطات على الواقع في المنطقة وذلك قدمت بعض الاسقاطات التي نعيشها والعمل قراءة للمرحلة المستقبلية في عام 2022 وما سيحدث في المنطقة من صراعات دينية وانعكاساتها على الشارع العربي بشكل عام وما يعانيه العراق وهناك بعض الاشارات الى الماسونية و(البناؤون الجدد) على جثث الفقراء، قدمت في العمل انتقادات واضحة لمروجي العنف والفكر الديني المتطرف وهي رسالة واضحة لنبذ هذه الفكرة وهذا الصراع واراقة الدماء لانها تهز عرش الله.
واضاف:هناك نقطة مهمة انطلقت بها في عام 2022 مأخوذة من كتب للامام جعفر الصادق (ع) ذكرها الشهيدان الصدران الاول والثاني في موسوعتيهما من ان صراعا دينيا وفكريا في تلك المرحلة وايضا ان الماسونية لها علاقة في صناعة (داعش)، وماذا لو انقلب داعش على اسرائيل وهم مدعوم من اسرائيل وفجر في اسرائيل، هذه قراءة مستقبلية للاحداث اقتبستها من بعض الكتب الدينية ووظفتها مسرحيا.
وتابع :الرسالة كانت واضحة، فالمسجد الاقصى لم يفجر بينما فجّر ساعة المبكى بسبب الصراعات وما تريده اسرائيل الان هو هدم المسجد الاقصى من اجل ايجاد هيكل سليمان المدفون تحته، هذه رسالة اضحة فيما فكرتم به من ازالة مقدساتنا فهذه رسالة لن تحمد عقباها، نحن نرفض العنف الديني هناك رسالة واضحة للنبي محمد (ص) عندما قال ( لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل المسلم ).

 

ـــــــــــــــ

عبدالجبار العتابي ـ بغداد ـ إيلاف


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock