حوارات

الإعلامي أحمد طه حاجو يحاور الكاتب المسرحي والأكاديمي العراقي د. محمد إسماعيل


المسرح نيوز ـ القاهرة| حوارات

ـ

 

حاوره : أحمد طه حاجو

 

– صداقتك مع المسرح امتدت ما يقرب من أربعين عام كيف علاقتك به الآن ؟

لازالت متقدة ومتصاعدة وراسخة ومتجذرة ومتجددة وأصبح يتغذى مني واستمد بقائي واستمراري منه.

– ما الصعوبات التي واجهتاك في عملية الإخراج ؟

صعوبات كثيرة ومتنوعة … من اختيار النص والممثلين والقاعة والتقنيات والإنتاج وصعوبات التلقي ونوعيته ، وأهمها تعاملي الدائم مع طلبة هواة بحاجة إلى تدريب وزرع الإيمان والقناعة في داخلهم أولاً ومن ثم تدريبهم على النص ومواجهة المتلقي والاشتباك معه..

– ما هو المحرض الأساسي لك الذي يجعلك تنطلق للتأليف أو الإخراج ؟

كوني جزء من العالم أتأثر بما يحيط بي فأحاول ردمه بمنجز فني ارتق خللاً في الكون مهما كان صغيراً ، لعلي أحرك ساكناً وأردم فجوة وافتح كوة مضيئة.

– أي المخرجين ترك لديك انطباعاً وأضاف إليك ؟

عوني كرومي – في بير وشناشيل عام 1990 وعقيل مهدي في يوسف العاني يغني عام 1982 ومسرحيات أخرى وصلاح القصب رغم أني لم اشترك معه لكني كنت مواكباً لتمارينه وعروضه منذ البدء.

– كيف تجد التقييمات في المهرجانات الحالية للعروض المسرحية ؟

إن كان محلياً فيسودها الشكلية والتكتل والانحياز للشخص قبل المنجز ويمكن ان ينسحب الى المهرجانات العربية ، ولست مع كثافة المهرجانات وتكرارها وإعادة تدويرها.

– أي المخرجين العالميين ترك لديك انطباعاً وفرض تنظيراته عليك ؟

برشت ونظريته في المسرح الملحمي- لأني تعاملت مع معطيات نظريته في المسرح المحترف ومسرح الأطفال والتربوي فهو قريب إلى تحقيق تطلعاتي الفنية ورؤياي الإخراجية وتحقيق المشاركة لدى المتلقي وزجه في معمعة العرض وتحريضه واستفزازه.

– أين تجد نفسك في التأليف أم الإخراج أم التمثيل ؟

حسب مراحل العمر الذي مر بي ، ففي مرحلة الشباب كان التمثيل والاستعراض يستهويني وأحقق تواصلاً مع المتلقي بما امتلكه من طاقة صوتية وجسدية وسرعة في الاستجابة والبديهة والارتجال واستحضار النكتة … خاصة في المسرح الكوميدي الذي سلكته … وكنت رابع أفضل كوميدي في العراق عام 1989 حسب دراسة المرحوم شفيق المهدي ، وعندما تعمقت قراءاتي وتجاربي مع المخرجين وتقدمت في العمر أي تجاوزت الشباب تحولت إلى الإخراج لبناء عالم فني خاص بي لا يشبه العوالم الأخرى خاصة في المونودراما والمسرح التربوي أما التأليف فقد رافق المرحلتين ، ولو تفرغت له لأنتجت نصوصاً أكثر سحراً مما نراه ونقرأه.

– العمل الأكاديمي ماذا أضاف إليك وماذا اخذ منك ؟

أخذ مني جهداً ووقتاً وتعباً وتحضيراً للمواد الموكلة إلي ، ومنحني ثباتاً ورسوخاً في المعلومة وعمقاً في التأثير وخلق جيلاً من الطلبة ممن أكملوا دراستهم بناء على ما قدمته لهم وزملائي من معلومات علمية صحيحة ودقيقة ، بغض النظر عن المناصب التي توليتها.

– المسرح في زمن الأزمات كيف تجد فاعليته ؟

لا ينمو ولا يترعرع ويستقر في الأزمات رغم أنه في أزمة مستمرة على صعيد الكتابة والإخراج والإنتاج والتلقي.

– التحريض في المسرح كيف تجده في المسرح العربي ؟

لم يرتقِ إلى مستوى التحريض ، ولم يحقق فعلاً اجتماعياً تحريضياً يرتقي بمستوى الإنسان ، فبقي يلاحق الواقع ولا يغيره.

– هل ترى ان للمسرح قدرة على التغير في الوقت الحالي ؟

على المستوى العالمي نعم فهناك عروض غيرت قناعات وخلقت قيماً وصاغت قوانين وعدلت من ثوابت اجتماعية وقانونية ودستورية أما على المستوى العربي فلم يحرك ساكن رغم صراخه المتواصل وعلى المستوى المحلي صار ميدان استعراض للقائمين عليه.

– حصلت على جوائز ، أيها اقرب إليك ؟

رضى المتلقي وحبه وتواصله واتصاله بما أقدمه.

– كيف تجد الاهتمام الحكومي بالمسرح ؟

إن أردت فناً فاصرف قرشاً من جيبك ، قالها مايرهولد … على الفنان أن لا ينتظر الاهتمام من الحكومات فمن أراد أن يستمر ويقدم يبادر هو بتبني ورعاية مشروعه الفني.

– ما تقييمك لمشروع الألف كاتب مسرحي ؟

أجهضه من احتكره.

– ما احتياجات المسرح العراقي كي ينهض وينافس المسارح العربية ؟

المسرح العراقي يتقدم المسارح العربية فلا يحتاج إلا التواصل الدائم ، لأننا نمتلك الآن خزين معرفي وعلمي لا يضاهى على مستوى العالم من حيث عدد المنظرين وحملة الشهادات والمخرجين والنقاد وعدد الكليات والمعاهد ، فمن يمتلك هذا الكم في العالم ؟

– كيف ترَ المسرح المدرسي الحالي من الناحية التقنية وأنواع العروض ؟

المسرح المدرسي لا يحتاج إلى تقنيات وممثلين ومخرجين ، فهو يحتاج إلى نص ومكان ومدرب وفكرة يعمل عليها داخل المدارس لا مهرجانات فاضية انحرفت بأهدافه الفنية والتربوية فإما أن يكون داخل الصف كدراما تعليمية ودرس منهجي أو داخل المدرسة وباحتها كمسرح منهجي يسعى إلى خلق شخصية كاملة شاملة للطالب المشارك ول يسعى لخلق ممثلين ومخرجين وتقنيين .. ما عدا ذلك فهو تهويجات بعيدة عن الهدف الحقيق.

– مسرحية أعجبتك إلى درجة جعلتك تتمنى لو كنت مخرجها ؟

حلم ليلة صيف لسامي عبد الحميد في الثمانينات ، والإنسان الطيب لعوني كرومي في نفس الفترة ، وموزارت وساليري لقاسم بياتلي 2013.

– ما هو طموحك المسرحي ؟

أشكرك على هذا السؤال ، لأنك اعتبرتني في بداية مشواري الفني وأنت محق –طموحي- الانفتاح على العالم والوطن العربي كمخرج و محكم أو باحث ، وانجاز كتبي التي اعمل عليها وإخراج كاليكولا أو ماكبث.

– أمنياتك للعام الجديد 2020 ؟

أن ينعم العراق بالهدوء ولو لعقد واحد ، وان يمنحني الله الصحة لكي أديم التواصل.

– كلمة أخيرة ؟

الفن إشراق الحياة ورفعتها

  وذوي الفنون ملائكة أبرار

لا تهمل أمر الفنون

  فإنها لرقينا ونبوغنا معيار

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock