مقالات ودراسات

الشاعرة والكاتبة المسرحية صفاء البيلي تكتب: هذا ما أتمناه لمسرح الطفل العربي!


المسرح نيوز ـ القاهرة|  صفاء البيلي*

*كاتبة مسرح  وشاعرة ـ مصر

ـ



أن يقام مهرجان للمسرح بحجم مهرجان الهيئة العربية للمسرح ليكون قبلة للمسرحيين العرب وجامع شملهم سنويا من كل الاقطار العربية على حب أبي الفنون..  فهذا حلم كانوا يتوقون زمنا طويلا لتحقيقه.

لقد أسست الهيئة العربية للمسرح مهرحانها منذ عقد كامل، وأقامت من خلاله مسابقة لتاليف النص المسرحي .. سواء لفئة الكبار أوالأطفال، مما نتج عنها عدد لا بأس به لا نقول من الكُتَّاب ولكن على أقل تقدير من النصوص الجيدة التي تعمل جادة على إثراء مكتبة المسرح العربي حيث تقوم الهيئة بطباعة هذه النصوص لتكون متاحة للراغبين.

 

ولكن.. ماذا بعد حصول الكاتب على قيمة جائزته المالية.. ثم طباعة ما لا يقل عن ستة نصوص سنويا؟ هل تساهم هذه النصوص فعليا في إثراء وتسليط الضوء على كتاب جدد أو التأكيد على حضور كتاب راسخين تقدموا للجائزة ونالوها في أحد فرعيها عن جدارة؟

 

وقد تشرفت شخصيا بفوزي بهذه الجائزة المحترمة في عام 2013 عن نص “استغماية” ثم للمرة الثانية بترشح نصي ” صندوق الحكايات” ضمن القائمة القصيرة لعام 2014 أما المرة الثالثة ففي هذا العام 2017 ـ 2018 بفوز نصي ” كوكب ورد” وهو نص من الخيال العلمي موجه للطفل من 12ـ 18 .

ولا يخفى على مسرحيّ أن أجمل لحظة في حياته كمبدع كاتب بعد لحظة فوز نص من نصوصه طبعا.. هو رؤيته لشخصه وعوالمه وهى ماثلة أمام عينيه ككائن حيّ من لحمٍ ودمٍ على خشبة المسرح.. ويسمع تصفيق الجماهير لفمه المبدع.. وذلك ربما لا يتحقق في أحيان كثيرة لأسباب قد تكون إنتاجية في غالب الأمر.

لذا أحلم وأتمنى على الهيئة العربية للمسرح تحقيق الحلم الذي هو بالتأكيد حلم الكثير من المسرحيين العرب المهتمين بالطفل وقضاياه إقامة مهرجان باسم الهيئة العربية للمسرح ويكون مخصصا لمسرح الطفل وقضاياه..

ربما يرد أحدهم بوجود مهرجانات عربية أو دولية لمسرح الطفل.. في دول شقيقة كالكويت وتونس والمغرب، أو مهرجانا لمسرح الطفل موازيا لمسرح الكبار كما في “الأردن الشقيق” لكنني أجيب بأننا لدينا مهرجانات مسرحية أثبتت جدارتها في مسرح الكبار .. ومع هذا ترعى الهيئة العربية للمسرح مهرجانها السنوي ولا تألُ جهدا في إخراجه على خير وجه بالتعاون مع الدولة المضيفة.

فإن لاقت هذه الفكرة الحلم  استحسانا.. يمكن أن يتأسس هذا المهرجان مبدئيا في رأيي المتواضع على خمس مراحل حتى يتم دراسة الأمر..وهذه المراحل هى:

المرحلة الأولى: إدخال نشاط مسرح الطفل وليس “المسرح المدرسي” ضمن عروض مهرجان المسرح العربي   وذلك باستضافة عرض مسرحي للطفل بشرط أن يكون العرض هو النص الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة الهيئة ذاتها ويكون تنفيذ العرض بدعم أو اتفاق من الهيئة العربية للمسرح مع هيئة المسرح في الدولة صاحبة النص الفائز..

 

المرحلة الثانية: إدخال عروض مسرح الطفل بمعدل عرضين إلى ثلاثة بالتجاور مع عروض مسرح الكبار..

 

المرحلة الثالثة: مع استمرار العروض الثلاثة المقترحة.. يمكن مناقشة بعض إشكاليات مسرح الطفل فيما يخص الشكل والمضمون.

 

المرحلة الرابعة: إقامة مهرجان مواز لمسرح الطفل في ذات الوقت الذي تقام فيه فعاليات مهرجان مسرح الكبار.. وهنا يكون عدد العروض أكبر ويكون مشتملا على الندوات النقدية  والتطبيقية والمؤتمرات الصحفية والمؤتمر الفكري.. كما يمكن أن يكون تنافسيا ليشعل روح الإبداع بين الفرق.

 

المرحلة الخامسة: وهى العمل على خلق فضاء مكاني وزماني مستقل للمهرجان بحيث يستطيع أن يمد جذوره في الأرض.. ويدفع بأفرعه في سماء الإبداع والحرية والمغامرة؛ تلك الأجنحة التي من خلالها يرفرف تجسيد حلم مسرح عربي لطفل عربي بسماتٍ متفردةٍ تساهم في تأسيس جيل واع يستطيع أن يحمل آمال ومقدرات أوطانه بكل جدارة واقتدار.

ـــــــــــــ

نشر هذا المقال في النشرة الخاصة بمهرجان المسرح العربي العاشرة والمقامة في شهر يناير بتونس 2018

 

 

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock