وجوه مسرحية
الكاتب شاذلي فرح السمطي يكتب للمسرح نيوز “واحة الجنوبي” المخرج الراحل”.. رءوف الأسيوطي””المــبتسم دومــاً “
واحـــة الجـنوبي تهتم تهتـم بفناني المظاليم

المسرح نيوز ـ القاهرة| وجوه مسرحية
ـ
الطول الفارع مع ضخامة الجسد ووجه يبدو علية التجهم ولكن هناك شيئاً ما سيأخذ عيناك ـ هو ـ ابتسامة رائعة ترتسم علي شفتي ذلك الرجل . ابتسامة لن تصدقها ابتسامة رجل قد أكل وشرب علية الدهر . بل هي ابتسامة طفل صغير ـ ربما طفل لم يبلغ عامه الثالث أو الرائع .
وعند معاشرتك لتلك الشخصية ستكتشف إن قلبه أيضاً قلب طفل . إنه ـ المبتسم دوماً ـ إنه ـ الفنان والمخرج ومهندس الديكور والإداري الناجح رءوف الأسيوطي – قطار الزمن يعود للخلف علي قضبان الذكريات ويتوقف في أسيوط سنة 1943 في هذا التاريخ ولد المبتسم رءوف الأسيوطي وعيناه قد تعلقت بكل أشكال الطبيعة في أسيوط الزرع / الجبل / الأديرة / الموالد / العدودة / الثأر / عنجهية الصعيدي / حنو المرأة الصعيدية . كل هذا شكل أبعاد الفنان لدي المبتسم دوما رءوف الأسيوطي . يسير قطار الزمن علي قضبان التحدي ويقف في القاهرة عام 1962 وفي هذا العام دخل المبتسم المعهد العالي للفنون المسرحية قسم ديكور . وظل يدرس طوال أربع سنوات . ومازال قطاره ينتظره .
ثم في عام 1966 ينطلق به قطار النجاح ويطير به إلي أسيوط بعدما تخرج من المعهد ثم عين في قصر ثقافة أسيوط . وأخرج لفرقته عام 1967 أول عرض لها ( الاستجواب ) تأليف فريد كامل وكانت تدور أحداث المسرحية عن المقاومة الوطنية . ثم جاء قطار الجيش في عام 1967 ليلتحق بالخدمة العسكرية ولم يعد به القطار إلا بعد ستة أعوام قضاها مجنداً . وفي عام 1973 عاد إلي أسيوط واخرج لفرقته مسرحية ( شفيقة ومتولي ) تأليف أحمد يوسف علام وحققت المسرحية نجاحا كبيراً في أسيوط . يعود قطار النجاح مره أخري عام 1978 ليعين مديراً لإدارة مسرح الأقاليم بالثقافة الجماهيرية . المبتسم دوماً أسهم في تكوين فرق كثيرة في كل نجوع ومدن ومحافظات مصر . لأنه مخرج ومهندس ديكور ومديراً للفرق يعي جيداً دوره في المسرح . وشارك ونفذ العديد من المهرجانات المسرحية في أقاليم مصر وفي عز تربعه في المسرح الإقليمي أخرج عروض كثيرة منها ( الحريق / لفرقة طوخ . أدهم الشرقاوي / لفرقة قها . الزوبعة / لفرقة سوهاج . حسان وكلمة الموال / لفرقة أسيوط . المتوحشة و الحجر الداير والفتي مهران وآه يا ليل يا قمر ودقي يا مزيكا / لفرقة كفر الشيخ . شبيك لبيك و جحا باع حماره والملك توت وكوبري الناموس / لفرقة النموذجية . سهرة لتشيكوف والجلاد والمحكوم علية / لفرقة السامر . التركة / لفرقة إتحاد العمال . سليمان الحلبي ورطل لحم / لفرقة المنصورة . القاضي والأمير / لفرقة الإسماعيلية . المماليك / لفرقة القاهرة . الغريب / لفرقة الريحاني .
أعمال كثيرة طاف بها المبتسم دوما رءوف الأسيوطي في نجوع وكفور ومدن ومحافظات مصر – المبتسم دوماً يحصل علي العديد من الجوائز سواء في الإخراج أو الديكور وأهمها ( 1978 حصل علي المركز الثاني لفرقة سوهاج بمسرحيتي الزوبعة وحسان وكلمة الموال . وفي عام 1983 فاز بالجائزة الأولي في الإخراج والديكور عن مسرحية الحجر الداير ) –
في عام 1994 يركب قطار الغضب أنتدب مخرجا ومصمما للديكور بالمسرح القومي بناء علي رغبته بعدما ذاق كثيرا من المتاعب والعراقيل وبكل بياض القلب وصفاء النفس قرر رءوف الأسيوطي الرحيل من الثقافة الجماهيرية وقضاء ما تبقي له من العمر في المسرح القومي بعدما صال وجال في ربوع مصر بعدما أخرج وصمم نحو أكثر من أربعون مسرحية – وأخرج أخر أعمالة ( القلع والصاري ) علي مسرح الهناجر تأليف رجب سليم – وبالرغم من أن المبتسم دوما فنان تشكيلي في الأساس ( مهندس ديكور ) فهو كمخرج يعشق مسرح الكلمة ويذوب في الأداء التمثيلي . في 16أغسطس 2014 يركب المبتسم دوما رءوف الأسيوطي أخر قطاراته وهو قطار الموت . يركب القطار وهو مبتسم كعادته ويلوح لكل البشر وابتسامته العريضة فوق شفتيه ويخبرهم انه سيكون هناك أحسن حالا
* فـــلاش أخــير :- –
زمن شالك ولف بيك يا عم رءوف لا فيوم نخيت ولا فيوم قلت يا واد الحمل زاد . لا . كنت كما النسر جامح فوق في سما الفن . وياما غربان حاولت تلحقك . لكن كيف يا أسيوطي . كيف للغربان تطول النسر . وزى ما الزمن رسم علي شفايفك ابتسامه بريئة وزى ما ربي صبغ علي وجهك الطفولة . قادر ربي يشملك بالحنو . عم رءوف الأسيوطي أيها الراقد تحت التراب نحن نبكيك . وتذكر . ونتذكر إننا نودعك . وننتظر من يودعنا شــاذلــي فـــرح السمطي