وجوه مسرحية

المؤرخ المسرحي والناقد سمير حنفي محمود يكتب: محمد عوض.. قبطان فى سفينة الفن “الحلقة الثانية” ..الانطلاق والنجومية


سمير حنفى محمود*

مؤرخ وناقد مسرحى

ـ

محمد عوض والمسرح الجامعى:

وكان لمحمد عوض ورفاقة الفضل، لأن تتحول الفرقة المسرحية الصغيرة بكلية الأداب، والتى تخصصت فى تقديم أعمال الريحانى، إلى فرقة هى محط أنظار كل عشاق المسرح فى مصر، ووصل صيتها إلى مسرح الريحانى نفسه، مما دفع أبطال فرقة مسرح الريحانى للحضور بأنفسهم ، لمشاهدة عروض الفرقة الجامعية، وبشكل شبه منتظم، مع كل عمل جديد للفرقة، الصغيرة المكونه من هواة المسرح، لا من محترفيه، ورغم ذلك فقد كانوا قادرين على أن ينتزعون ضحكات الجماهير،  لتتحول عروض هذه الفرقة الوليده من مجرد نشاط مسرحى لفرقة جامعية  مسرحية إلى وله ومقصد، لكل من يعلم بأمر هذه الفرقة الجامعية، وكان من أبطال مسرح الريحانى، المواظبين على حضور عروض الفرقة، عدلى كاسب، سراج منير، وزوز شكيب،  ميمى شكيب، عباس فارس، وكانوا يواظبون على حضور عروض الفرقة ويصفقون لها، ويتطور نشاط الفرقة ونجاحها، مما شجع أبطال فرقة الريحانى أنفسهم، أمثال ميمى شكيب، و زوزو شكيب، على الأشتراك فى بعض عروض هذه الفرقه الناشئة،  بل أن سراج منيرنفسه، قام بأخراج بعض العروض للفرقة الجامعية، وأحتكر محمد عوض وقتها تقديم كافة أعمال نجيب الريحانى، فكان محمد عوض، هو الممثل المسرحى الوحيد فى مصر الذى قام ببطولة كل أعمال نجيب الريحانى المسرحية, بينما لم يكن قد تعدى الثالثة والعشرين من عمره , فأكسبه هذا الأمر خبرة، ورياده.

 

لقاؤه بزوجته السيدة قوت القلوب :

ومن خلال عمله بالفرقة الجامعية تعرف محمد عوض على زميلته رجاء مازن، وكانت لها أخت بقسم اللغة الإنجليزية هى الطالبة قوت القلوب مازن، وكانت الطالبة قوت القلوب تحضر بعض البروفات وعروض الفرقة، فتوطدت العلاقة بينهما خاصة أن محمد عوض كان يعانى كثيراً من مادة اللغة الأنجليزية, فتدخلت قوت القلوب لتساعده على دراستها والنجاح فيها، وكانت الطالبة قوت القلوب تقدم فى قسم اللغة الأنجليزية بالكلية بعض العروض الكلاسيكية، من المسرح العالمى باللغة الأنجليزية.

وتوثقت العلاقة بين قوت القلوب ومحمد عوض تلك العلاقة الفكرية والوجدانية التى كللت بالزواج بعد تخرجهما، وكانت قوت القلوب مازن تنتمى لأحدى الأسر التى عمل عدد كبير من أفرادها فى المجالات السياسية والأقتصادية، تخرج محمد عوض عام 1956، وتم نقله بعد تخرجه من الشهر العقارى إلى هيئة الأصلاح الزراعى، وتزوج عوض في السيده قوت القلوب فى عام 1958، وكان من الممكن أن يستمر محمد عوض فى الكادر الحكومى، لولا نجاحة فى المسرح الجامعى، وحصوله على العديد من الجوائز من خلال المسرح الجامعى، مما رشحه للعمل بفرقة الريحانى.

ألتحاقة بفرقة الريحانى :

ولفت محمد عوض نظر الكثير من نجوم فرقة الريحانى مما رشحه بقوه للعمل بالفرقة عقب تخرجه من كلية الآداب عام 1956 حيث سعى أبطال الفرقة أنفسهم للتحدث إلى بديع خيرى مدير الفرقة وقتذاك ليوافق على أن يلتحق محمد عوض ممثلاً بالفرقة وبأجر يومى قدره سبعون قرشاً، وكان ألتحاقه بفرقة الريحانى وهو فى هذا السن حدثاً هاماً له لأن فرقة الريحانى فى حد ذاتها كانت مدرسة يتمنى أن يتتلمذ فيها أى محب للمسرح.

محمد عوض مع فرقة الريحانى: فرضت موهبة محمد عوض نفسها على فرقة الريحانى، فرغم أنه كان أصغر أعضاء الفرقة سنا، إلا أنه تعود من خلال عمله مع فرقة الريحانى، على المواظبة على العمل، والأندماج الروحى، والعائلى مع فريق العمل، تعلم عدم المكابرة، فأندمج سريعاً مع أفراد الفرقة، حتى أن مارى منيب تبرعت له بجزء من غرفتها الخاصة بين الكواليس، لتكون حجرته الشخصية، الخاصة بتبديل الملابس، وللأستراحة، لكن الغرفة لم تكن غرفة بالمعنى المعروف, لم تكن سوى دولاب ألتصق بالحائط, وكان محمد عوض يبذل جهداً كبيراً لتبديل ملابسه داخل تلك الغرفة المزعومة, لكنه فى ذات الوقت كان سعيداً بأن تكون غرفته بجوار الفنانة الكبيرة مارى منيب .

جوكر فرقة الريحانى: وكانت لمحمد عوض مهمة خاصة فى فرقة الريحانى، قل أن توجد قديماً، أو حديثاً، فقد كانت مهمة محمد عوض فى فرقة الريحانى، الممثل الجوكر، الذى عليه ان يقوم بأى دور يتغيب أو يعتذر عنه صاحبة، بداية من أدوار البطولة، وحتى الأدوار الثانوية، أو أدوار الكورس، فلم يكن عجيباً أنه تراه فى أحد الليالى، يؤدى دور البطولة فى أحدى المسرحيات، وتراه فى اليوم التالى يقدم أحد الأدوار الصغيرة فى نفس المسرحية.

ويرجع هذا لسبب هام، فقد كان محمد عوض، بحكم عمله السابق بفرقة المسرح الجامعى، يحفظ عن ظهر قلب، كل أعمال الريحانى المسرحية.

محمد عوض مع عادل خيرى

ولم يكن محمد عوض يخطط أن يعمل يوماً كبطل للفرقة، كان يدرك أن عادل خيرى هو البطل الأول للفرقة وقتذاك، ولكن نظراً لمرض عادل خيرى بداء الكلى، الذى جعله يبتعد فترات عن الظهور على خشبة المسرح، وبشكل متقطع، لهذا فقد كانوا يحتفظون بمحمد عوض، كبديل للقيام بأدوار البطولة فى الفرقة، وبدون أن يدرى قام محمد عوض بالتمثيل فى كل أعمال الريحانى بداية من أدوار الكومبارس وحتى أدوار البطولة, مما أكسبه خبرة وحس كوميدى، ليجد محمد عوض نفسه تدريجياً يقوم بأدوار البطولة بفرقة الريحانى وهو ما زال فى بداياته الفنية, وسط تشجيع وحب كل أفراد فرقة الريحانى وفى مقدمتهم الفنانة الكبيرة مارى منيب.

 

محمد عوض و فرقة ساعة لقلبك :

      رغم أن برنامج ساعة لقلبك، كان برنامجاً أذاعياً، إلا أنه كان علامة فارقة فى تاريخ المسرح الكوميدى المصرى، فمن خلاله، أنبثق كل نجوم الكوميديا فى مصر، بداية من عبد المنعم مدبولى، وفؤاد المهندس، وخيرية أحمد، والدكتور شديد، ومحمد أحمد المصرى، المعروف بأبو لمعه، وفؤاد راتب، المعروف بالخواجة بيجو، وأمين الهنيدى، الذى كان يقدم شخصية فهلاو، ومحمد يوسف، صاحب شخصية المعلم شكل، علاوه على المؤلفين سمير خفاجة، ويوسف عوف، وكان محمد عوض من الممثلين الأوائل لهذا البرنامج، الذى أفرز عدداً كبيراً من نجوم الكوميديا فى مصر، وتم ترشيح محمد عوض لهذا البرنامج بعد النجاح المتميز له فى فرقة الريحانى، مما لفت أليه أنظار عبد المنعم مدبولى الذي ضمه لفرقة ساعة لقلبك الأذاعية والتى كانت قد بدأت نشاطها عام 1953


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock