الأخبار

المسرح الجهوي لسكيكدة يفتح أبوابه أمام الجمهور بعد عشر سنوات من الإغلاق بسبب الترميم والتجهيز  

اختير له اسم الفنانة الراحلة “صونيا ميكيو”.. فعاليات مسرح الطفل وورشات تكوينية أخرى بعد رمضان


المسرح نيوز ـ القاهرة| أخبار

ـ

تم افتتاح المسرح الجهوي لولاية سكيكدة الذي اختير له اسم الفنانة الراحلة “صونيا ميكيو”، أبوابه أمام عشاق الفنون المسرحية والتمثيلية.

 

حدث ذلك بعد نحو عقد من التوقف بسبب عملية إعادة ترميمه وتجهيزه، إذ يعتبر مسرح سكيكدة تحفة معمارية عريقة شيدت قبل الحرب العالمية الأولى، بطابع معماري كلاسيكي من تصميم المهندس شارل مونطالان، الذي ارتبط اسمه بعدة عمائر بالولاية، وسيعقب الافتتاح جملة من الفعاليات الثقافية المسرحية والموسيقية،

وكذا ورشات تكوينية في فنون المسرح ومهرجانات وطنية على غرار مهرجان مسرح الهواة التي سيحتضنها مسرح سكيكدة ماي المقبل.

تحفة معمارية عريقة شيدت قبل الحرب العالمية الأولى

وقد تم تشييد المسرح الجهوي لسكيكدة بين سنتي 1912 و1932، مع مراعاة توقف الأشغال به خلال الحرب العالمية الأولى بين سنتي 1914 و1918، وكان الحاكم العام لمدينة سكيكدة آنذاك، بول كيطولي، والذي كلف بتصميم مخططه المهندس المعماري شارل مونطالان،

 

والذي ارتبط اسمه بعدة عمائر في الولاية، كمحطة القطار والبنك المركزي وغيرها، وقد تم تأسيس هدا المعلم على أنقاض معبد فينوس (آلهة الحب والجمال عند الرومان) وكان هذا المعلم من الخشب في بدايته الأولى سنة 1854، ليحل محله المسرح الحالي والذي يتربع على مساحة 1000 م2 مع الحديقة والفناء ويستوعب 500 متفرج.

فقد تم افتتاحه رسميا بتاريخ 19 جانفي 1932، بحضور كاردينال قسنطينة، وذلك بعد مرور أكثر من مائة سنة على احتلال الجزائر.

لم تتوقف نشاطات المسرح منذ أن تم افتتاحه، من تنظيم عروض مسرحية وحفلات فنية من مختلف المناطق إلى غاية فترة ما بعد الاستقلال.

تم التنازل عن المسرح من طرف بلدية سكيكدة لفائدة وزارة الثقافة وفقا لمداولة التنازل الصادرة عن المجلس الشعبي البلدي لبلدية سكيكدة.

وبموجب المرسوم التنفيذي رقم 07-141 المؤرخ في 19 ماي 2007، تم تنصيب المسرح الجهوي سكيكدة، كمؤسسة ثقافية وباشر مهامه بصفة رسمية بتاريخ 01 أوت 2009.

 

غلاف مالي يزيد عن 53 مليار من أجل إعادة ترميمه

استفاد المسرح الجهوي لولاية سكيكدة، من أشغال ترميم وتهيئة وتجهيز، انطلقت سنة 2014، بغلاف مالي يقدر بـ 000 000 533 دج، على مساحة 1000م2 بسعة 500 مقعد، حيث مست الأشغال تهيئة وتكييف وتجهيز الركح، زيادة على الكراسي وتغليف الأرضية والجدران، تجهيزات الصوت وأضواء الركح، كاميرات المراقبة، شاشات العرض، تجهيزات البهو والقاعة وكذا الجناح الإداري، وهي الأشغال التي مكنت من استقبال رواد المسرح ومحبيه من الجمهور والمبدعين في حلة جميلة متميزة، وذلك بعد أكثر من 10 سنوات من الغلق.

 

بالإضافة إلى استفادة المسرح من غلاف مالي إضافي يقدر بـ 180 مليون دج، من أجل استكمال عملية اقتناء الأجهزة التقنية المتطورة التي تستخدم على مستوى الركح، حسب ما صرحت به وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، لوسائل الإعلام أثناء إشرافها على تدشين المسرح.

 

وزيرة الثقافة تدشن المسرح رفقة كوكبة من الفنانين

دشنت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، المسرح الجهوي لولاية سكيكدة، الذي حمل اسم الفنانة الراحلة “سكينة ميكيو” المدعوة “صونيا”، وأشرفت على إعادة فتحه بعد استفادته من أشغال ترميم تهيئة وتجهيز.

وقد حضر مراسم التدشين الأسرة الفنية التي أعربت عن خالص امتنانها وتقديرها وعرفانها للجهود الحثيثة التي مكنت من إعادة بعث هذا الصرح الفني الثقافي العريق، الذي يجمع بين جدرانه الأصالة والمعاصرة والحفاظ على الطابع المعماري الذي يعكس عراقة وتاريخ المدينة.

من جهتها مولوجي، ثمنت حرص وجهود السلطات الولائية قصد إنجاح هذا المشروع وضمان جاهزية هذا الصرح الثقافي الهام وإعادة بعثه وافتتاحه أمام الفنانين والمثقفين والمبدعين الشباب.

 

اختيار “صونيا ميكيو” اسما لمسرح سكيكدة الجهوي

تخليدا لاسم الفنانة والمخرجة الراحلة، سكينة ميكيو، المعروفة باسم صونيا، تمت تسمية المسرح الجهوي على اسمها، لاسيما وأنه تم تعيينها في وقت سابق على رأس إدارة المسرح الجهوي لولاية سكيكدة،

 

زيادة على أنها كانت واحدة من أهم الممثلات اللواتي برعن في المسرح والتلفزيون وذلك قبل انتقالها إلى مجال الإخراج، ترأست بعد ذلك المسرح الجهوي لولاية سكيكدة وكذا مسرح عنابة الجهوي، وشغلت منصب مديرة للمعهد العالي للفنون المسرحية.

كما كان لها دور بارز في العروض المسرحية التي كانت تفتقر للعنصر النسائي، عملت إلى جانب كبار النجوم وقدمت أكثر من خمسين مسرحية، استطاعت صونيا ميكيو، أن تؤسس المهرجان الوطني للمسرح النسوي لعام 2012، وعملت على هذا المهرجان في أربع دورات قبل أن تتقاعد في عام 2016.

 

افتُتح المسرح الجهوي بحفل فني وعرض مسرحي

رَفع المسرح الجهوي لولاية سكيكدة سِتاره بعد نحو 10 سنوات من توقف النشاطات الثقافية به، على حفل فني ساهر وعرض مسرحي وسط أجواء من البهجة صنعها الحضور الذي ظل متعطشا لسنوات، في انتظار عودة الحياة إلى ركح المسرح الجهوي.

ولقد ميز الحفل حضور كوكبة من الفنانين والممثلين والمسرحيين الذين ثمنوا افتتاح المسرح الجهوي من جديد، وقد نشطت فرقة البيازين العريقة حفلا فنيا بتقديم وصلة غنائية من طابع المالوف، كما تم تقديم عرض مسرحي لفرقة مسرح الصرخة لولاية سكيكدة بعنوان “الفلوكة” لمخرجها أحمد العقون.

وقد تخلل هذه السهرة الفنية تكريم عدد من الفنانين، على غرار الممثل المسرحي سعيد زنير، الفنان التشكيلي زاهي أحمد والفنان التشكيلي عبد الحق بلعياش، وكذا صاحبي الدور الرئيسي لمسرحية “الفلوكة” سيف الدين بوهة وصبرينة قريشي، نظير إثرائهم وإسهامهم اللامحدود لخدمة الساحة الثقافية بما تحتويه من فنون.

 

مسرح سكيكدة سيحتضن تصفيات مهرجان مسرح الهواة

أعطت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، خلال زيارتها إلى ولاية سكيكدة، موافقتها على احتضان المسرح الجهوي لسكيكدة “صونيا”، الذي قامت بتدشينه، لفعاليات التصفيات الجهوية المؤهلة للمهرجان الوطني لمسرح الهواة في طبعته الـ 55، المزمع تنظيمه في شهر ماي المقبل بولاية مستغانم.

وأوضحت مولوجي، خلال ندوة صحفية نشطتها في إطار زيارتها لولاية سكيكدة، التي عاينت خلالها جملة من المرافق التابعة لقطاعها ودشنت عددا منها، أن “هذا القرار يأتي استجابة لمطلب محافظ المهرجان الوطني لمسرح الهواة، محمد تكيرات”، الذي رافقها خلال هذه الزيارة،

مبرزة أن هذا المهرجان يعد من “أهم وأقدم وأعرق مهرجانات المسرح الهاوي في الجزائر وفي العالم أيضا، على اعتبار أنه الثاني على المستوى العالمي من حيث الحقبة التاريخية التي أسس فيها”.

وأضافت في ذات السياق، بأنّ إجراء تصفيات هذا المهرجان الخاصة بجهة شرق البلاد بركح مسرح سكيكدة، بعد أن كانت تجرى على مستوى مسرحي ولايتي عنابة وقسنطينة، “سيعطي دفعة جديدة للحركة المسرحية على مستوى الولاية، والتي ظلت حاضرة بالرغم من غلق المسرح الجهوي لسنوات بسبب عملية الترميم”.

 

انطلاق فعاليات مسرح الطفل وورشات تكوينية أخرى بعد رمضان

كشف رئيس الدائرة الفنية والتقنية بالمسرح الجهوي لولاية سكيكدة، زين الدين ناصر، لـ”أخبار الوطن”، عن انطلاق فعاليات مسرح الطفل، بالإضافة إلى ورشات تكوينية “ماستر كلاس” وورشة فن التمثيل والفنون المجاورة للفن المسرحي بعد نهاية شهر رمضان مباشرة،

وستكون برامج ثقافية أخرى تتضمن عروضا مسرحية وأخرى موسيقية طيلة السنة، مثلما كان عليه المسرح في السنوات الماضية.

 

وبمناسبة إحياء ليالي شهر رمضان، أفاد محدثنا، أن المسرح سطر برنامجا ثريا، يتضمن عروضا مسرحية كوميدية موجهة للكبار، وسهرات فنية ممزوجة بين طابع المالوف والشعبي، بدأت من 21 مارس وستمتد إلى غاية 03 أفريل.

المصدر: أخبار الوطن


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock