إصدارات

“المنظومة الضوئية وتغير المكان في العرض المسرحي” كتاب للسينوغراف علي محمود السوداني.

صدر .. عن مطبوعات الهيئة العربية للمسرح


المسرح نيوز ـ القاهرة | إصدارات

صانع الديناميكية.. 
بقلم أ . د.عبد الكريم عبود عودة*
*كلية الفنون الجميلة ، جامعة البصرة
د. عبد الكريم عبود
السينوغراف علي السوداني
غلاف الكتاب
حلم يؤرقني عندما أواجه مواقف ينبغي أن أكتب فيها سر المخالفة للواقع الذي أعيشه .. إذ يحمل هذا السر جداول من الأنهار العذبة التي نفتقدها اللحظة في مدننا العطشی ، إنه سر الأنوار والأضواء والألوان والظلال الذي يحيلنا إلى كشف حقيقة الأشياء ، سر للرجل الديناميكي في عطائه وعلاقاته الاجتماعية والفنية والمهنية وفي حبه لصناعة الجمال من خلال تجاوزه للمألوف .. إنه السينوغرافي العراقي علي محمود السوداني .
الذي يشيد لنا في هذا المنجز البحثي جزءا من حيوات تجربته الحية المتدفقة عطاء .. فلقد استمد هذا الكائن الضوئي موضوع بحثه من واقع منجزه الإبداعي ، فامتزجت مستويات متنوعه من إبداعه . أولها خبرته الميدانية في التعامل مع الفضاء والتصميم والضوء و ثانيها إمكانياته المعرفية في صياغة بحث علمي قادر على أن يصل بنتائجه لحدود قراءات واشتغال إبداعي في مساحة الإنتاج المسرحي العراقي والعربي ، وثالثها محاولات التزاوج والتداخل والتدفق المعلوماتي الذي تم في ضوء تداخل الجانب النظري بواقعه الجمالي والفكري مع الجانب التطبيقي بمنجزه المتميز ليعزز المنظومة الضوئية في صناعة وتجسيد العرض بصرية .
لقد جاء عنوان الكتاب الموسوم ( المنظومة الضوئية وتغير المكان في العرض المسرحي العراقي ) ليتمثل في تناول فعل اشتغال هذه المنظومة في مخيلة وعقلية السينوغرافي بتحويل وتفسير التحولات والمتغيرات التي تطرأ على المنظومة وعلاقتها بدلالات المكان المتحول من خلال ثلاثة مباحث هي :
1. تحولات المكان .
2 ، المتغيرات في المنظومة الضوئية
3. علامات الاشتغال والتحول .
إن المنظومة الضوئية ودلالاتها الزمكانية وتحولاتها في العرض المسرحي هي تصورات للخلق تنطلق من الممكن إلى الكائن ومن حيز المجرد المحسوس إلى تشخيص المجسد الملموس .. جاءت في محاور وفصول تحرير هذا الكتاب لتؤكد عمق هذه المداخلات عند المؤلف وهو يعيش قلق التمرد على المؤسسة المسرحية التقليدية . فالتحول لديه تجريد فاعل وكسر وبعثرة لإكسسوارات الواقع المتعارف عليه إنه يسلط الضوء ويؤثث المكان ليكشف عن إعادة إنتاج فرضية التقليد ليستبدلها بفرضية التجديد والتجریب بهدف صياغة المنجز الفني الإبداعي الفضاءات التحول المكانية والزمانية في توظيف هذه المنظومة الضوئية الخلاقة علي محمود السوداني يقتحم ليفتح الأبواب .
هل نفتح الأبواب على عالم من الفضاء السحري الميتافيزيقي أم أننا نوصدها حتى تبقى مغلقة لنحافظ على السر الكوني الذي تنام في أحضانه الظلمة القاتلة ؟ في تعامله وتفاعله وتواصله مع الأبواب بعدها مفاتیح الجنة القادمة يؤسس ( السوداني ) مملكته المضيئة ليبحث عن كشف الأسرار فيحول صمتها وغموضها إلى لغة لا نعرف نحن العاديون مطالع حروفها أو اكتمال حملها .. تضاء الخشبة بقدرة هذا الساحر ليس من أجل إظهار الكتل والخطوط والمساحات وحركة الممثل لإبصارها ، بل يختار وينتقي بروح نقية صافية وتجريد تام عن التحولات الأيقونية ..
إنه يتعامل مع السينوغرافيا بكل عناصرها التأثيثية بوعي حدسي حتى يخلق ترکيبة في مغادرة مدركات التلقي التقليدية و يعوضها بحقيقة إدماج وعي المتلقي بالعرض وإعادة إنتاج الفعل المسرحي بقدرات ملء فجواته .. واكتشاف معنی فاعلية الفضاء المضاء في العرض . تحولات السينوغرافيا هي الكل و اشتغال المنظومة الضوئية هي الجزء السوداني يتعامل في بناء هذه المعرفة من منطلق زمكاني يكتشف فيه محاور ومساقط للضوء ليزحزح فيها المعتقد السائد عن اشتغال الضوء في المسرح ، ويجعل من الخشبة عالم سرمدية جليلاً بدلالاته وذا سلطان ساحر ديناميكي في حركته ورموزه الباثة .. ويعرض ويقترح للمتلقي أسئلة حداثية حول جماليات الضوء في العرض المسرحي واشتغالاته الإبداعية . إنه رجل السينوغرافيا الذي نحلم معه لتأثيث فضاء الإبداع في مسرحنا القادم •


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock