الناقد أحمد خميس يكتب عن: مغامرة بلا إنتاج
المسرح نيوز ـ مقالات ودراسات | أحمد خميس*
ناقد مسرحي
ـ
هي بالفعل مغامرة محفوفة بالمخاطر فقد يهرب منك المتلقي ولا يعود إليك مرة أخري لو لم تقبض علي قلبه وعقله وتجعله مشغولا بقضايا وأطروحات تلك الفرجة , هنا يلعب الخيال دورا بارزا في العرض المسرحي الذي يعتمد بداهة علي عناصر اللعبة الأولية (ممثل في مقابل جمهور) عن نفسي كثيرا ما إستمتعت بتلك الألعاب الدرامية الشيقة .
وأذكر منها كثير من العروض الأوربية والمصرية التي مازالت محفورة في خيالي ولا يمكن أن تبرحه , من تلك العروض سأضرب مثلين 1 – العرض البريطاني (70 ممر هيل) الذي قدم في المهرجان التجريبي في تسعينيات القرن الماضي وحصل علي الجائزة الأولي للمهرجان وكان عرضا شيقا يعتمد علي إثنين من الممثلين و(بكرة سلوتيب) وبعض الأعمدة البسيطة التي يعاد تشكيلها فتساعد علي بناء منازل وطرق وحواجز … الخ ,
كان المسرح خاليا إلا من تلك الأشكال التي يبنيها أحدهم ويهدمها في لمح البصر مستعينا ببكرة السلوتيب , يومها لمعت عيني وأنا أتابع تلك الأبنية الهشة غير المكلفة وهي تلعب دورا مؤثرا وحيا وتحفر لنفسها مكانا لم نكن نحسب انة هناك , العرض خلخل المفاهيم عند كل من حضر , وفية تراجعت الصراعات الشرسة والحوارات والقضايا لتحتل السينوغرافيا المتغيرة التي يسهل معها الهدم والبناء صدارة المشهد
2 – العرض الثاني كان قد قدم في دورة مهرجان نوادي المسرح بعد كارثة بني سويف هنا في الأسكندرية حيث قدم المبدع السكندري (محمد السيد) مسرحية (الرجل والمستطيل) , كانت المسرحية مكونة أيضا من إثنين من الممثلين كان أحدهم المرحوم (صلاح السايح) الممثل السكندري صاحب الخبرة الكبيرة وكان موضوع المسرحية قائم علي لعبة درامية تخلط بين الجد والهزل فأحدهم رسم مستطيلا بالطباشيرللأخر وأطلق كلمته الملغزة (لو خرجت برة المستطيل هاقتلك) وتحولت اللعبة شيئا فشيئا لفكرة معقدة , وكان أن لعبت الأخيلة الموجودة علي حوائط مسرح الأنفوشي الجانبية دورا مهما في العرض المسرحي إذ كان للخيال الذي يعكس جسد الممثل دورا بارزا في الوعي باللحظة الدرامية الشيقة فمن خلالها كان الممثل يتحول بين الشكل الأدمي والحيواني حسب طبيعة اللحظة الدرامية
والمغامرتين إعتمدوا بداهة علي ممثل بارع يدرك الدور ويعي المهمة
نشرة مهرجان ” مسرح بلا إنتاج” في 2017 بالإسكندرية