مقالات ودراسات
الناقد الجزائري الكبير علاوة وهبي يكتب عن روبلس.. ومسرحه النضالي!
المسرح نيوز ـ الجزائر | علاوة وهبة
ـ
ولد الكاتب إيمانويل روبل بمدينة وهران بالجزائر سنة١٩١٤ في أسرة من أصول إسبانية فلاحية وتوفي في فرنسا سنة ١٩٩٥ بعد مسار كتابي وتسالي. كتب روبل في الرواية والقصة القصيرة والشعر والمسرح .اشتغل في الإعلام إذ وظفه البير كانوا في جريدة الجزائر الجمهورية وهي جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي فرع الجزائر .ثم عمل خلال الحرب العالمية الثانية مراسل حربيالامروالذي مكنه من زيارة الكثير من الدول .
فجاءت كتاباته بعدها من وحي ما عرفه من أهوال الحرب والتقنيات أصدر الكثير من الروايات نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر. فياض النهر سنة١٩٦٢ السهل سنة١٩٤١ ربيع ايطاليا سنة١٩٧٠ حب بلا نهاية سنة١٩٧٦ وفي القصة القصيرة صدرت له الكتب التالية. ليل العالم سنة١٩٤٤ الموت المواجه سنة١٩٥١ رجل أفريل سنة١٩٥٩
اما في الشعر فقد صدر له. كريستال النهار سنة١٩٩٠ فصل شتاء سنة١٩٦١ كما له عدة مقالات ودراسات اما في المسرح أصدرت له المسرحيات التالية. مونسيرا سنة١٩٤٨ الجزيرة المهجورة سنة١٩٤١.موت الحقيقة سنة١٩٥٢ الساعة سنة١٩٥٨ القصر في نوفمبر سنة١٩٨٤ النافذة سنة ١٩٨٧. هذه الأخيرة تم اقتباسها من طرف مراد سنوي وقدمها مسرح وهران الجهوي. روبل الكاتب المسرحي كان لفتره بالبير كلمة خلال تدريبات احدي الفرق المسرحية علي نص اما من هو الشرارة التي وجهته إلي الكتابة المسرحية.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عاد روبل إلي الجزائر وأصدر نص مونسيرا .الذي تم عرضه لأول مرة في مسرح مونبارناس بفرنسا من إخراج فانديريك وفي نفس اليوم الذي قدمت فيه في فرنسا تم كذلك تقديمها في مسرح الماليزي بالجزائر الإخراج لويس فوشي. أحداث مسرحية مونسيرا تجري في فنزويلا سنة ١٨٨٢ .يومها مانت اسبانيا تحتل فنزويلا وقامت الثورة الفنزويلية ضد المحتل الاسباني بقيادة بوليفيا. مونسيرا اذن نص ضد الاستعمار وضد الجرائم في حق الإنسانية وضد تقابل الابرياء من طرف المستعمر ليحافظ علي مكاسب واستغلاله للسكان الأصليين. يقول روبي عن نصه هذا كان يمكن أن اجعل أحداثه تجري في روما القديمة أو في اسبانيا الاستعمارية أو حتي في فرنسا الاستعمارية كذلك وقد ترددت كثيرا قبل أن استقر علي فنزويلا التي احتلها اسبانيا المسرحية من النوع التراجيدية وفك التزم فيها روبل بقواعد الكتابة الكلاسيكية المعروفة وهو الأسلوب الذي التزمهوفيزكل نصوصه الأخرس نحن في فنزويلا اذن داخل احد السجون .
كانت فرقة من الجيش الاسباني تخطط للقبض علي بوليفيا قائد الثورة بعد أن جرح ولكن مونسيرا وهو ضابط في الجيش الاسباني والذي سبق له أن ألتقي بوليفيا وتأثر به يخبر بوليفيا بما تم التخطيط له ويهرب ويخليه وعندما تكتشف خيانته لجيش بلد يتم القبض عليه وتوجه له تهمة الخيانة ويعذب من طرف زميله الضابط ازكويردو انتزع منه الاعتراف بالمكان الذي حبا فيه بوليفيا الا ان مونسيرا يلزم الصمت .فما كان من ازكويردو أن طلب من جنوده أن يأتوه بستة رهائن م أبناء الشعب يتم القبض عليهم في الشارع من أوائل من يصدفونهم من المارة ستة رهائن فيهم التاجر والخريف والممثل المسرحي وشاب وفتاة وام وأمام أعين ببوليفار يتم قتل الرهائن الواحد بعد الاخر بعد أن بينهم ازكويردو مع مونسيرا طالبا منهم انتزاع اعتراف منه بإمكان اختبار ببوليفار في ظرف ساعة وان فشلوا يقتلون تباعا .
ويعمل الرهائن علي انتزاع من مونسيرا ما طلب منهم ولكن مونسيرا يفضل الصمت وحرية أبناء فنزويلا علي تسليم ببوليفار وعندما يخبره ازكويردو بين حياة الرهائن الستة أو حياة ببوليفار يرد عليه بأن حياة ببوليفار هي حياة وحرية آلاف الفنزويلية.
ويقتل ازكويردو الرهائن كما وعد وحتي عندما يضعف مونسيراوفي النهاية ويحاول الاعتراف انقادا لروح بقية الرهائن يصرخ فيه ريكاردو أن اصمت إنني افضل الموت علي تسليمهم ببوليفار وكذلك تفعل الفتاة ..وبعد مقتل الرهينة السادسة واستمرار مونسيرا في صمته يطلب ازكويردو من جنوده الاتيان لست رهائن جدد ليبدأ التعذيب من جديد الا انه وقبل أن يتم ذلك يصله خبر تمكن ببوليفار من الهروب من مخبأة رغم مرضه بعد أن اكتشفت احدي الدوريات العسكرية محبته بالصدفة .وقد تمكن ببوليفار حتي من قتل قائد الدورية واثنان من جنوده ويصل بقية جنود الدورية إلي السجن وهم في حالة من الهستيريا فيهجمون علي مونسيرا في محالة لقتله انتقاما لقائدهم ومن قتل معه إلي جانب ازكويردو نجد رجل الدين الذي يعطي التبريرات لما يقوم به ازكويردو من قتل الرهائن أبرياء لا ذنب لهم سوي انهم كانوا اول المارين في الشارع يباركلك بدعوي الحفاظ علي سلطة ملك اسبانيا مونسيرا اذن مسرحية النضال والثورة ومناهضة الاستعمار ولأنها كذلك وجدت لها مكان في كل ريبيرتوارات مسارح الدول التي عانت من الاستعمار .
ويذكر أن هذه المسرحية كانت من أوائل الأعمال التي قدمها المسرح الوطني الجزائري بعد الاستقلال.وما تزال مسرحية مونسيرا تحدي بالعرض في مسارح عديدة رغم أنها تعتبر الان من كلاسيكيات المسرح الفرنسي.