مقالات ودراسات

الناقد الجزائري علاوة وهبي يكتب عن صاحب ديوان”رسالة إلى رئيس اميريكا” .. الشرقاوي..الكبير مسرحيا


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات

ـ

 

الشرقاوي..الكبير مسرحيا

علاوة وهبي

تقول السيرة المتوفرة عن حياته انه من مواليد قرية الدلانون بمحافظة المنوفية وبكتابها بدأ تعلم فك الخط ثم انتقل الي المدارس الحكومية فجامعة القاهرة التي تخرج منها سنة 1943 حقوق واشتغل في المحاماة لفترة ثم تركها لان رغبته هي ان يصبح كاتبا فدخل مجال الاعلام وتولي فيما بعد رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف ثم ختم حياته بالعمل في جريدة الاهرام العريقة مثل اغلب كبار كتاب مصر من جيل عمالقة الادب

عبد الرحمن الشرقاوي الذي ولد سنة1920 توفي سنة1987 ببيروت لبنان تولي في حياته عدة مناصب ومسؤوليات اهمها رئاسة منظمة التضامن الافرو اسياوي.

كتب عبد الرحمن الشرقاوي القصة القصيرة والرواية والشعر والمقالة والمسرحية فهو متعددالاهتمامات مثل اغلب كتاب جيله الذين لم يكن الواحد منهم يكتب في نوع واحد بل تشمل كتاباتهم كل الانواع وهو مثل اغلب ابناء جيله بدأ تعليمه في الكتاب وهنا اجد انه من الضروري ملاحظة ان الكتاب الذين يبدأون حياته بحفظ القرأن في الكتاب هم اكثر ابداعا من غيرهم.
عبد الرحمن الشرقاوي ابدع في الرواية كما ابدع في الانواع الاخري ومن منا لا يذكر رواية الارض العظيمة والتي حولت الي فيم رائع من اخراج الراحل يوسف شاهين وبطولة القامة الفنية محمود الميليجي وكذلك روايته الشوارع الخلفية .وديوان شعره الوحيد رسالة إلى الي رئيس اميريكا

كل هذه الانواع الادبية ابدع فيها الشرقاوي احد كتاب الجيل الذهبي في الوطن العربي .
ومثل غيره من ابناء جيله كتب في المسرح وانتج مجموعة من المسرحيات الجميلة التي تعد الان من الروائع في الكتابة المسرحية العربية ومن كلاسيكيات الادب المسرحي العربي

جرب مثل ابناء جيله الذين لا يمكن استثناء البعض منهم لانهم كلهم جربوا الكتابة للمسح ولان الحركة المسرحية في مصر كانت علي ايامهم في اوج ازدهارها وعطائها ومن يرجع الي اعداد مجلة المسرح التي كانت تصدر ايامها الي جانب الكثير من المجلات في الانواع الاخري يقف علي ذلك وكأني بكتاب ذلك الجيل كانوا يتنافسون في الكتابة للمسرح والبحث عن شهادة النجاح فيه مثل يوسف ادريس والفريد فرج ورشاد رشدي الذي كان يرأس تحرير مجلة المسرح

وحتي شيخ الروائيين نجيب محفوظ جرب الكتابة للمسرح وله مجموعة من النصوص المسرحية ومنها ما قدم علي الركح وان لم اكن نسيت فقد قدم له عمل بعنوان تحت المظلة وكذا حب تحت المطر .اما توفيق الحكيم فهو اكثرهم واغزرهم كتابة

للنصوص المسرحية.
عبد الرحمن الشرقاوي قدم اذن مجموعة من النصوص الرائعة.مسرحيا مثل
الفتي مهران.ووطني عكا والنسر الاحمر وربما اشهر اعماله علي الاطلاق هي الحسين بجزأيه الحسين ثائرا والحسين شهيدا.

كتب عبد الرحمن نصوصه شعرا وهو بذلك يؤكد علي شعرية النص المسرحي ومن الذين يرون ان المسرح بدأ شعرا ويجب ان يحافظ علي روحه الشعرية .وتؤكد نصوص عبد الرحمن الشرقاوي انه كبير من كبار كتاب المسرحية .واغلب نصوصه تتحدث عن هموم وطنية وقومية انطلاقا من وطنه مصر وامتدادا الي البلاد العربية والقضايا التاريخية والاسلامية والعربية ففي الفتي مهران يتحدث عن المماليك في مصر وما اقترفوه حق ابناء مصر.وقيام الثورة ضدهم وفي وطني عكا ينقلنا الي القضية الفلسطينة وحق ابناء فلسطين في وطن حر. كما انه لا يبتعد عنها في النسر الاحمر التي خصها للحديث عن صلاح الدين الايوبي وحملته علي المغتصبين للقدس فيما عرف بالحرب الصليبية .اما في الحسين بجزايه فينقلنا الي قضية اسلامية كبيرة ثورة الحسين ومقتله علي يد المنقلبين عليه او من تأمروا عليه وهو شهيد الاسلام .الحسين ثائرا والحسين شهيد عمل من اهم الاعمال المسرحية في الوطن العربي هذا راي الذي خرجت به من قراءتي للعمل .ولكن الذي يؤسف انه يوم برمج العمل للانجاز اظن في المسرح القومي المصري اصدر الازهر فتوي بمنع انجازه مستندا علي معطيات دينية .وهكذا وجد العمل نفسه ضحية فتوي ازهرية وما زال حبيسا لها حتي الان رغم ان العمل ليس فيه ما يمس بالدين كدين فهو اعادة كتابة لوقائع تاريخية حدثت بالفعل ولا يوجد منع بالكتابة عنها تاريخيا فلماذا اذن يمنع الكتابة عنها مسرحيا.

رغم هذا وغيره يبقي عبد الرحمن الشرقاوي احد الاسماء الهامة التي صنعت مجد الحركة المسرحية في مصر في القرن الماضي بما قدمه من نصوص اعادت للمسرح الشعري جدوته وقوته بعد ان انطفأت مع كتابات كتاب اخرين وقد وجدت فعلته تلك مكانا لها عند كتاب اخرين فكتبوا اقتداء به نصوصا مسرحية شعرية امثال عبد الصبور واخرين.

عبد الرحمن الشرقاوي اذن احد الاعلام الفكرية والفنية التي سعت الي اعادة مجد المسرح الشعري الي الواجهة واحد الكتاب الملتزمين بهموم وطنهم وامتهم الاسلامية فحاول ان تكون اهتمامته تلك هي روح اعماله المسرحية.

تري هل ينتهي الحظر الذي نتج عن فتوي الازهر بشأن العملين الحسين ثائرا والخسين شهيدا ويأتي اليوم الذي نري فيه الجزأين علي ركح المسرح.

لا يتوفر وصف للصورة.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏نظارة‏ و‏نص‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏٢‏ شخصان‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏يبتسم‏، ‏‏‏نظارة شمسية‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏‏


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock