مقالات ودراسات

الناقد عبد الرزاق حسين يكتب عن: “المسرح البديل” ..و تجربة مهرجان “مسرح بلا إنتاج” بالأسكندرية


عبد الرزاق حسين
ناقد مسرحي 
مصر
ـ
شاهدت مساء أمس الخميس فى مكتبة الأسكندرية الحفل الختامى لمهرجان مسرح بلا أنتاج ، كنت قد حضرت قبل نحو ثمانى سنوات أفتتاح دورته الأولى ، عندما كان القائمون علية يبحثون عن مساحة صغيرة وسط المهرجانات الضخمة المدعومة من الدولة ، بالأمس أعلن المهرجان عن تصدرة المشهد الفنى ، ووجوده المهم والمؤثر ، وأتساع نطاقة الجغرافيا عربيا ودوليا ، وتوظيف ما تنفرد به الأسكندرية ، من تواصل تيارات شابه مبدعة ، بتآثير استمرار ضخ كلية أداب جامعة الأسكندرية خريجين أكاديميين ، وامتزاجهم بنشاط الهواة.
مهرجان مسرح بلا أنتاج الذى أستمرت فعالياته سته ليالى بمشاركة 15 عرضا عربيا وأجنبيا ، يعكس جانبا من حالة الحيوية المستمرة التى يصنعها الهواة فى الأسكندرية ، سواء على مستوى الفنانين أو الجمهور ، الذى يشكل الشباب مساحته الأكبر ، وعنوانه مسرح بلا أنتاج ، يعكس عدة دلالات ، أولها التمرد على مشكلة التمويل الرسمى ، التى ساهمت مع الروتين واللوائح المتهالكة فى صناعة مشهد فنى عديم الجدوى والتآثير.
صحيح أنه مستحيل صناعة عرض بدون تمويل ، لكنه فى هذا المهرجان يتم من جيوب فنانية ، إلى جانب دعم بعض الهيئات ب، وهى صيغة أنتاجية جديرة بالتآمل والدراسة ، نوع من التفكير خارج الصندوق لصناعة مسرح حقيقى ،خارج دائرة حسابات المصالح والروتين والبيروقراطية ، تنوع جوائزة وفوز تونس بجائزة العرض الأول ، يعكس أستمرار حالة التفوق التونسى مسرحيا ، رغم ما تشهده من تحولات أجتماعية وسياسية.4
جوائز التقنيات والحلول الفنية الأفضل ، تعكس رغبة المهرجان فى تشجيع الشباب على توظيف خيالهم لأبتكار حلول فنيه فى ظل أمكانيات التمويل شبه المعدومة ، جوائز الماكياج والملابس ، تعكس تجاوز جوهر المهرجان لمفهوم المسرح الفقير الذى أبتكرة البولندى جروتفسكى فى معملة المسرحى ، عندما اعتمد على أدوات الممثل فقط ، مقابل تهميش أهمية وتأثير بقية عناصر العرض ، جروتفسكى طرح مسرحه الفقير فى مواجهة سيطرة المسرح التجارى ، والأسكندرية تقدم مهرجانها لمسرح بلا أنتاج ، فى مواجهة مسرح المعلبات التليفزيونية ، وتردى الأنتاج الفنى لمسرح الدولة ، وغياب الحلول الرسمية لتقديم مسرح بديل


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock