الأخبار

الهجرسي والصيرفي وتيسير فى ندوة العرض المسرحى “رغبة تحت شجرة الدردار” ضمن منافسات مهرجان نقابة الممثلين

تغطية بالصور..


المسرح نيوزـ القاهرة| كمال سلطان

ـ

جلال الهجرسى: صوت الممثلين لم يصل أحيانا كثيرة إلى الجمهور مما أثر على وصول الفكرة كاملة للمتلقى

إيمان الصيرفى: بطلة العرض نجحت تماماً فى الفصل بين شخصيتها الحقيقية والشخصية التى تؤديها

منة بدر تيسير: فكرة تقديم العرض فى ليلة واحدة فكرة محفوفة بالمخاطر، ويرجى إعادة النظر فيها

 

ضمن منافسات مهرجان نقابة المهن التمثيلية المسرحى فى دورته الرابعة شهدت لجنة تحكيم المهرجان برئاسة د. سامح مهران أمس الأول العرض المسرحى “رغبة تحت شجرة الدردار” للكاتب الأمريكى يوجين اونيل، دراماتورج د. جمال ياقوت، إخراج حليم الجندى، ديكور محمد كمال إضاءة محمد فاروق، دراما حركية محمد عبد الصبور بطولة محمد جمال، انجى كمال، وحليم الجندى.

نال العرض استحسان الحضور، وأعقبه ندوة نقدية أدارها الفنان جلال الهجرسى وتحدث خلالها المخرج إيمان الصيرفى، والناقد الشاب أحمد الشريف بحضور مخرج العرض حليم الجندى الذى لم تتح له الفرصة للحديث لعدم اكتمال الندوة بسبب خلاف فى وجهات النظر بين القائمين عليها وسارعت إدارة المهرجان إلى احتوائه.

تحدث أولاً الفنان جلال الهجرسى مطالباً بضرورة وجود استمارة استبيان لمعرفة مدى تجاوب جمهور الحضور مع عروض المهرجان، ومعرفة نقاط الضعف والقوة فى كل عرض، كما أبدى اعتراضه على استبدال مسمى مهندس الديكور بالسينوغرافر – فى بعض العروض الأخرى – وأوضح الفارق بين الوظيفتين، وأكد أن الصانع الأساسى للسينوغرافيا حسب مسماها هو مخرج العرض، لأنه هو الذى يختار جميع عناصره بدءاً من النص، وحتى شكل العرض النهائي.

ثم تناول رؤيته للعرض مشيداً باستغلال المخرج لجميع العناصر من ديكور واضاءة فى توصيل رسالة العرض، الذى تناول قصة رجل مسن تزوج من فتاة شابة، ولكنها وقعت فى غرام ابنه الشاب، وفى نفس الوقت تريد الانجاب من زوجها لترث النصيب الأكبر من مزرعته، فيما يراها الإبن مجرد دخيلة جاءت للاستيلاء على ميراثه فى المزرعة والتى هى فى الأساس ملك لأمه ورثها والده بعد وفاتها، وتابع الهجرسى: نجحت الزوجة الشابة فى استقطاب الأب وكذلك نجحت فى ايقاع الابن فى شباكها لإشباع رغبتها الجنسية حتى حملت منه ونسبت الطفل لزوجها ليضمن لها نصيبها فى الميراث، وعندما يواجهها الشاب بتلك المؤامرة تسارع بقتل الطفل لتبرهن له على صدق حبها له، ثم يخيّم الموت على المكان حين يسمعهما الزوج فيقتلهما ويحرق المزرعة بما فيها.

ثم تناول فكرة ضغط النص وحذف العديد من مشاهده ليكون فى حيّز زمنى أقل من النص الأصلى وتعرض إلى أداء الممثلين، قائلاً أنه كانت هناك مشكلة كبيرة فى صوت الممثلين، وهو أمر يجعل الجمهور غير متواصل مع أفكار العرض، وأكد على أن معانى الكلمات يمكان أن تتبدل خاصة فى لحظات الأداء الانفعالي للممثل، وأشاد فى الوقت نفسه بالرؤية البصرية للمخرج فى عرض اللحظات الحميمية من خلال استخدام ألوان الإضاءة، والتعبير الحركى، وفى استخدام البار الخارجي داخل ديكور المنزل إضافة إلى التعبير الحركى بالراقصين فى بداية العرض لإظهار الشجرة التى تدور حولها الأحداث، كما أشاد بالديكور المتميز الذى عبّر عن المنزل القديم الذى تخيّم عليه الكراهية.

ثم تحدث المخرج إيمان الصيرفى قائلاً: أنا أشفق على زملائى الفنانين الشباب لتركيزهم فقط على تقديم أنفسهم فقط دون النظر إلى بقية عناصر العرض المسرحى، فالمسرح كما هو معروف مثلث ثلاثي الأضلاع، ضلعه الرئيسي هو الجمهور، وجمهورنا هو جمهور مصرى وأغلب عروضنا التى نقدمها له من خلال دراستنا بالمعهد هى نصوص عالمية، تكون بعيدة عن واقعنا بشكل مباشر فلا يحدث التماس المطلوب، إلا فى الحالات الخاصة مثل المهرجانات التى يكون معظم جمهورها من المتخصصين أو من الطلبة، لكن رسالتى للشباب أننا فى حاجة إلى القاعدة الأكبر من الجمهور، وهذا الأمر ليس معناه التنازل عن القيّم الفنية، لكننى لكى أستطيع الوصول إلى هذا الجمهور لابد وأن أتعامل بلغة يستسيغها الجميع، ولا شك أن مشكلة اللهجة العامية تحتاج إلى معالجة خاصة، وأتصور أنه من الممكن تمصير تلك النصوص من الأساس فيصبح ما بها من أفكار يحمل تجاوبا مع الجمهور أو أن أتعامل مع نصوص تمس هؤلاء الناس، وأنا أرى أن هذا المهرجان كان فرصة جيدة للولوج إلى هذا الأمر، لأن لدينا لجنة تحكيم مهمتها أن تأخذ بيد هذا المخرج أو هذا الممثل أو صناع بقية العناصر، وتضعهم فى عالم مواجه لغير المتخصصين.

وأضاف الصيرفى: نحن فى هذا العرض أمام مهندس ديكور متميز جداً، نجح مع مخرج العرض فى التعبير الجيد فى صنع تكوين جيد استغل خلاله كل ركن فى المسرح وبالتأكيد أنه استطاع تجسيد أفكار المخرج بأن تكون غرفة الأم فى مستوى أعلى من مستوى المسرح وحتى كافة التفاصيل الصغيرة مثل “الكليم” الذى تم فرشه فى الأرض وإن كان فى كثير من الأحيان عائقاً أمام حركة الممثلين، وأدى إلى تشتيت الممثلين وفصلهم عن الأداء بسبب تركيزهم فى عدم السقوط بسببه.

واختتم حديثه قائلاً: أن الدور الذى تلعبه تلك الندوة هو التنوير على الأخطاء التى يقع فيها صناع العروض، حتى يستطيعون تجاوزها فى عروضهم القادمة، وأكد أن هناك لحظات تمثيل عند الرجال كانت بحاجة لتملك الأدوات بصورة أكبر، بينما نجحت بطلة العرض إنجى كمال فى الفصل التام بين شخصيتها والشخصية التى تؤديها وهو خطأ تقع فيه بعض الممثلات، أما انجى فقد استطاعت أن تلعب الدور بكل اتقان وبراعة، وذابت فى الشخصية وعبرت عن الدور بمنتهى التمكن، على الرغم من خطورة التعرض لكتابات يوجين اونيل، فهو كاتب ينتمى للمدرسة التعبيرية فى بدايات القرن الماضى، وكما أتهم طه حسين بالكفر والإلحاد بعد كتابه “الفتنة الكبرى”، نفس الأمر واجهه يوجين اونيل، والتعبيرية هنا ظهرت فى الديكور والاضاءة والدراما الحركية، وهناك خط رفيع جدا بين التعبيرية والواقعية، ومسرح يوجين اونيل  يحتاج إلى الحرص الشديد حتى لا نقطع هذا الخط الرفيع.

وقالت الفنانة منة بدر تيسير نائب رئيس المهرجان: هناك مشكلة كبيرة تواجه صناع العروض وهى مشكلة الليلة الواحدة للعرض، فهل لا تمنح المخرج الفرصة لعمل بروفات كافية على الصوت، والإكسسوارات والموتيفات، وهو أمر صعب جداً، إضافة عندما يكون المخرج ممثلاً فى العرض كما هو حادث فى هذا العرض، فهذه مشكلة أكبر، حيث يفتقد المخرج وجود أى لينك للتواصل بينه وبين المساعدين عند وجوده على خشبة المسرح، والمخرج الممثل فى حاجة لعمل عدد كبير من البروفات الجنرال، وهذا ما يفعله الفنان الكبير محمد صبحى، ووجهت حديثها للمخرج محمد حليم قائلة أنا أعلم أنك ممثل جيد جداً، لكنك لم تنجح فى الفصل بين كونك ممثلاً بالعرض وكونك مخرجاً للعرض، فقد رأيت أنك تراقب أداء الممثلين أكثر من اندماج فى الدور، ففكرة المخرج الممثل فكرة صعبة جداً، لذا يجب اعطاء كل الصلاحيات للمخرج المنفذ والتفرغ الكامل للتمثيل، وأنا أوجه رسالة إلى القائمين على المهرجان بتجنب فكرة العرض لليلة واحدة خلال الدورات القادمة، وخاصة وأن أغلبنا يعرض على مسرح النهار لأول مرة، وليس مثل مسرح المعهد المعتاد للكثير منا.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock