“امرأة وحيدة” مسرحية في فصل واحد بقلم : داريو فو و فرانكا راما.. ترجمة: ماجد الخطيب
امرأة وحيدة مسرحية في فصل واحد
بقلم داريو فو و فرانكا راما
ترجمة : ماجد الخطيب
ـ
يسقط الضوء على قطع أثاث غرفة طعام في شقة عائلة متوسطة الحال. منضدة طويلة على المسرح يختلط عليها بفوضى: مكوى، راديو، مكنسة وفرشاة. مقعد مرتفع أمام المنضدة، وبالقرب منهما قطعة أثاث صغيرة عليها صينية تحوي بلاستر، ضمادات، دهون وسبرتو طبي. بندقية معلقة على الجدار. هناك ثلاثة مداخل: يقود المدخل الواقع في الخلف إلى المطبخ، يقود المدخل الواقع على يسار المسرح إلى غرفة النوم ، في حين أن الباب الثالث ، الواقع على يمين المسرح، هو باب البيت. تدخل امرأة تحمل سلة طافحة بالثياب الواجب كيَّها. ترتدي مبذلا* قصيرا. يصدح الراديو بموسيقى الروك. تضع المرأة وهي ترقص بتشنج السلة على المنضدة، تخطف جاكيتة رجالية من السلة ثم تتجه راقصة إلى نافذة خيالية في مقدمة المسرح. تنفض الجاكيتة كما لو أنها تحاول إزالة الغبار عنها. تنشرح متفاجئة بوجود شخص ما في نافذة البناية المقابلة. المرأة : ( بأعلى صوتها، كي تلفت الانتباه ) هي! هلو! صباح الخير، منذ متى تسكنين هنا؟ لم ألحظك تنتقلين هنا … كنت أظن الشقة فارغة … أنا منفعلة بعض الشئ ( تكاد تصرخ ) كنت أقول أني منفعلة إلى حد … لا تستطيعين سماعي؟ أه نعم، بالطبع … الراديو… سأغلقه. لا مفر أمامي من الاستماع إلى الراديو بأعلى صوته عندما أكون في البيت لوحدي … وإلا لشعرت كأنني أحشر رأسي في فرن… وأحتفظ دائما بالستيريو دائرا في هذه الغرفة… ( تتحرك إلى مدخل المسرح الأيمن. تفتح الباب فيبلغ الأسماع صوت موسيقى ) هل تسمعين؟ ( تغلق الباب ) وتدور عندي الآلة المسجلة بدون انقطاع في المطبخ ( تؤدي ذات الحركة السابقة مع باب المطبخ ) هل تسمعين؟ ( تغلق الباب ) وهكذا اشعر برفقة دائمة في أية غرفة ألجها.( تذهب إلى المنضدة وتشرع في العمل: تفرِّش الجاكيتة الرجالية، تخيط زرا … إلخ ) كلا … ليس في غرفة النوم، فهذا تجاوز ظاهر للحدود! كلا… أحتفظ بالتلفزيون هنا … مفتوح دائما ومدار بأعلى صوته كالعادة! يعرضون صلاة كنسية الآن… يرتلون … باليونانية كما اعتقد. هذا ما يتحدثه الأمير فيليب أليس كذلك؟ يالها من لغة مشؤومة… وقعها الغريب مضاعف عليّ… نعم ، أحب الموسيقى، بل وغير الراقصة منها أيضا … أي شئ اسمه موسيقى … فالأصوات تسلي وحدتي. ماذا تفعلين كي تزيلي وحدتك؟ أوه لديك طفل! ما اسعدك! تصوري أنه لدي طفل أيضا … في الحقيقة اثنين … آسفة، فأنا منفعلة بسبب تبسطي بالحديث معك وإلى حد اني نسيت ابنتي… كلا لا يسليان وحدتي. البنت الكبيرة نضجت … تعرفين كيف تجري الأمور ، فلديها صديق من جيلها… الصبي ما يزال معي ، لكنه لا يسلي وحدتي … حسنا، فهو نائم طوال الوقت! ولا يفعل اكثر من أن ينام! يتذمر، ينام ويشخر! أوه كلا، لا أتشكى ، فأنا أشعر بنفسي في أحسن حال هنا في شقتي الصغيرة … ولدي كل ما أتمناه … زوجي يعاملني كالفرفوري ، ولا ينقصني اي شئ …! لدي كل ما …. يا إلهي، لدي … ثلاجة… نعم ، أعرف أن الثلاجات
صارت في متناول الجميع ، لكن ثلاجتي ( تشدد على الكلمة الأخيرة ) تجمد قطع ثلج مكورة! لدي غسالة بأربعة وعشرين برنامجا! ومجفف! يجب أن تشاهدي كيف تجفف الملابس بنفسك ، إذ أضطر بعض الأحيان أن أبلّها بالماء ثانية كي أكويها … لأنها تطلع يابسة كالعظم! لدي قدور طبخ بطيء لا يلتصق الطعام بأرضها … ولدي جهاز ” ست البيت” بكامل ملحقاته … وموسيقى في كل غرفة … أي شيء أكثر اريده في هذه الحياة؟ لست في نهاية المطاف أكثر من امرأة! نعم ، كانت لدي خدامة، لكنها هربت … أتيت بواحدة أخرى فهربت بدورها… تهرب كل النساء من بيتي … ماذا؟ أوه ، كلا ليس بسببي … ( محرجة ) بسبب صهري… حسنا ، عاكسهن! تلمسهن! كلهن! فهو لمّاس! … مريض … برأسه؟ حسنا، أعترف بأني لا أعرف ما إذا كان فاقدا لصوابه …وكل ما أعرفه هو أنه أراد ممارسة هذه الأمور مع الفتيات … ولم يكنّ تواقات تماما إليه. ينبغي أن تشاهدي ذلك بنفسك، حبيبتي. تقفين هناك منهمكة في شؤونك وتدبير شؤون البيت ثم فجأة … تمتد يده تماما إلى … حيث تدب فيك القشعريرة! ثم عليك أن تري يد صهري! أحمد الله يوميا لأنه بيد واحدة! ما ذا حدث له؟ حادث … حادث سيارة … تصوري فقط كيف تتكسر كافة عظام شاب في الثلاثين من عمره! ملفلف بالبلاستر من قمة رأسه حتى أصابع قدميه. جبَّسوه وهو جالس كي يتمتع براحة أكبر … ولم يتركوا له غير ثقب صغير يعينه على الأكل والتنفس … لم يعد يقوى على الكلام … ولا يطلق سوى غمغمة مبهمة بين الفينة والأخرى… لا تُفهم أية كلمة مما يقول … عيناه بقيتا سالمتين ولم يضطروا إلى لفهما بالبلاستر … وأبقوا تلك اليد السوّاحة الملعونة طليقة أيضا … لم يصبها شيء …. والشيء الآخر أيضا ، فهو بخير بالطبع … ( تتوقف محرجة )… لا أعرف كيف اعبر لك عن ذلك دون أن تراودك الظنون السيئة بي … إذ أننا تعرفنا للتو على بعضنا … فهو لى ما يرام ” هناك” … ولا فكرة لديك إلى أي حد هو على ما يرام ” هناك “! ويود لو … حسنا ، تعرفين ماذا أقصد … فأتجه إلى القراءة كي ينأى بأفكاره عن ذلك … وصار دائم القراءة … يقرأ طوال الوقت … ” يثقف نفسه ” … بالمجلات الجنسية … تغص غرفته بهذه المجلات المقرفة. تعرفين هذه المجلات التي تعرض النساء بأوضاع مشينة؟ لا بد أنها أوضاع غير مريحة! تستوجب وضع هذه الفتيات المسكينات في الجبس مثل صهري بعد كل واحدة من هذه الجلسات … كل كتل اللحم هذه … والصور الملونة المكبرة … تبدو كإعلان صادر عن قصّاب! التقطت إحداها يوما بالصدفة فسدت شهيتي وقت الغداء… وكادت معدتي تنقلب. على أية حال، صار علي أن أعتني بصهري بنفسي بعد أن رحلت عنا كافة المنظفات. وأفعل ذلك إكراما لزوجي فهو أخوه على أية حال. ماذا تعنين؟ لا يسعني غير أن أنفي ذلك! فهو يحترمني! وكيف! أوه، إلى أقصى حد! يسأل أولا، قبل أن يمد اصبعه نحوي. يطلب السماح أولا. ( يرن الهاتف ) أوه ، لابد أن يكون زوجي … إذ اعتاد على مهاتفتي دائما في مثل هذا الوقت … اعذريني دقيقة… ( ترد على الهاتف ) هلو؟ … ماذا؟ نعم …، ولكن ماذا … أيها الوغد الداعر!( تكبس السماعة بعنف على الهاتف وهي تتميز غيظا . تبتسم لجارتها في طريقها إلى المنضدة وكأنها تستمحيها عذرا ) أعتذر عن بذاءتي … لا مفر من عمل ذلك عند الاضطرار، أليس كذلك؟ ( تعاود العمل من جديد بعصبية ) كلا ، لم يكن زوجي اطلاقا! كلا ، لا أعرفه … خنزير يخابرني دائما … أحد قذارات طابور المعاطف المطرية* … يتصل مرة … مرتين ، ثلاث ، وربما ألف مرة في اليوم … يتحدث بأشياء داعرة … كلمات لا وجود لها حتى في القاموس … بحثت عنها مرة في القاموس … لكني لم أقع عليها. مريض؟ اسمعي! لدي مريض أعتني به على أية حال … ولن
أرضى بلعب دور الممرضة مع كل متصاب قذر في هذا البلد ( يرن الهاتف من جديد ) هاهو من جديد بالتأكيد! ويريد أن يعرف ماذا أفعل الآن … لن أترك له فرصة التفوه بكلمة ( ترفع السماعة ) هلو ، خنزير! أحذرك فالشرطة يسجلون كافة المكالمات … و إذا … ( تغيير كامل في نبرتها ) أوه ، هلو عزيزي … ( تلتفت إلى الجارة وهي تربت على سماعة الهاتف ) زوجي! ( تتحدث في الهاتف ) كلا ، لم أكن احاول خيانتك عزيزي … ظننتك الشخص الذي يتصل بي دائما … يسأل عنك …. ويقول أنك مدين له ببعض المال … وكفاني أن أطلق كلمة ” الشرطة ” كي أبعث الرعدة في أوصاله.( تغير كامل في النبرة، ذهول ، ثم المزيد من الذهول ) نعم ، أنا في البيت طبعا … اقسم لك اني في البيت! آسفة! ولكن أي رقم ضربت؟ … وأنا رفعت السماعة، فأين يفترض أن أكون إذا بحق السماء؟ لم أخرج ؟ كيف يتسنى لي الخروج وأن تغلق عليّ داخل الشقة؟( تستدير إلى الجارة ) اي زوج حبيب!… ( في الهاتف ) هلو … كلا ، لا أتحدث مع أحد! نعم قلت كلمة ” حبيب ” … كنت أتحدث مع نفسي … نعم ، فأنا أتحدث مع نفسي أحيانا، مع نفسي فقط … مع نفسي ، التي هي ” حبيبتي ” … لا ، لا أحد في البيت … أخوك في البيت طبعا، لكنه في الغرفة الأخرى … نعم الصبي نائم … نعم أطعمته … ووضعته على النونية أيضا … ( نبرة جافة ) نعم أجلست أخاك عليها أيضا! ( تحاول ضبط نفسها ) أريدك فقط أن تكون براحة بال لأني أجلست البيت كله على النونية … باي … نعم أنا سعيدة … أنا سعيدة جدا ( تتهيج أكثر ) كنت أكوي الملابس لتوي وأغص بالضحك في آن … ( تصرخ ) أنا سعيدة !!! ( تصفق سماعة الهاتف، ثم توجه صرخة غضب باتجاهه. يرن الهاتف من جديد بعد لحظة. تجيب. أنه الزوج ) ماذا أفعل لو جاء إلى البيت؟ الرجل الذي يطالب بالمال ؟ ( مع نفسها ) أي رجل يطالب بالمال ؟ أه ، الرجل الذي يتصل دائما… نعم … سأتظاهر بأني غير موجودة… أغلق المذياع ، الستيريو والتلفزيون … أو كي ، كما تريد ، جاهزة لتنفيذ أوامرك سيدي! سأخبرك في الحال بالذي سأفعله لأجلك ! سأذهب إلى الحمام ، أضع رأسي في المرحاض ثم أسحب السلسلة… ها قد أصابه السعار … اوه ، أذهب وعلق نفسك!( تضع السماعة وهي تستشيط غضبا. تبدأ الكي من جديد. تنظر باتجاه الجارة وتغتصب ابتسامة. بعد فترة قصيرة تنظر بعيدا خلف الجمهور ثم تعود لمخاطبة الجارة ) المعذرة لحظة!( بأعلى صوتها وهي تتطلع بعيدا إلى ما وراء الجارة ) أراك أيها الخنزير ، أرى أشعة الشمس المنعكسة على منظارك ( تبحث عن شيء تغطي به ثدييها . تغطي الثدي الأيسر بصدرية طفل كانت تكويها وتغطي الأيمن بالمكواة ) أوه ، يا إلهي! ( إلى الجارة ) كويت ثديي! هناك في الأعلى … لا تستطيعين رؤيته فنافذته أعلى من نافذتك … هذا ما ينقصني اليوم … هذا المستمني! يقف هناك ويراقبني… يتعذر على امرأة مسكينة مثلي حتى لبس ثوب مريح تنجز به كيها في حرمة بيتها … وكيف يجب أن أتصرف أذن ؟ أن أكوي ملابسي مرتدية معطفا؟ ( تصرخ بالمتلصص ) او اعتمر طربوشا و البس بدلة تزلج ؟ … وحتى لا أعرف كيف اتزلج … لكنت تشقلبت رأسا على عقب وتهشمت مثل صهري! ( للجارة ) الشرطة ؟ كلا ، لا استطيع الاتصال بالشرطة … ماذا تظنين أنه سيحدث حينها؟ سيأتون إلى هنا ويضعونني على كرسي الاعتراف بأسئلتهم : ” إلى أي مستوى كنت لابسة ، أو بالأحرى عارية في الوقت المعني يا مدام ؟” … ” هل أنت متأكدة من أنك لم تستهوه ، مدام ؟ ” أعذريني على قولي هذا، ولكن إلأ يبدو ذلك إلى حد كبير كأنه قضية ستربتيز ؟” ثم تختتم القضية باتهامي بارتكاب أعمال فاحشة قد تؤدي للاخلال بسلام منزلي! كلا شكرا … أنا أعرف كيف سأعالجه بنفسي! ( تختطف البندقية من على الجدار وتسدد نحو المتلصص صارخة ) هيا
، أيها الخنزير ، دعني ألف لك عقدة في ” ذيلك “! ( خائبة ) أوه ، اختفى ! تشرعين بندقية فيولي الأدبار! جبان! هيا أخرج من ماخورك يا جلاد عميرة* الأعور و أكشف منظارك! ( تضع البندقية على المنضدة ، للجارة ) هل أضحتك قليلا ؟ … أو تعتقدين اني خرجت عن طوري؟ ( تعاود الكي ) أن أخرج عن طوري أفضل بكثير من معاودة فعل ما كنت أفعله سابقا … كان يجب أن ترين كيف ابتلعت زجاجة من الحبوب المنومة قبل شهرين … كنت مستعدة لابتلاع أي شيء … اية أقراص أجدها في الحمام … حبوب الفلوريد العائدة إلى الطفل … وحتى الأقراص المضادة لديدان القطط … كنت يائسة تماما! ومستعدة لحز شريان رسغي أيضا … والحقيقة أنني فعلت ذلك قبل ثلاثة أشهر … نعم رسغي … انظري ، أنظري هنا … ما تزال الندب ظاهرة … هل ترينها ( تكشف لها رسغها ) كلا ، لا اعتقد اني قادرة على قص هذه الحكاية الصغيرة لك … حسنا ، لأنها شخصية تماما … خصوصية … لا أشعر … لم نعرف بعضنا إلا لوقت قصير جدا ( تغير كامل في النبرة ) هل أخبرك؟ … كلا ، كلا ، لي تجربة سابقة وثقت خلالها بسكان آخرين من بنايتك! أوه ، حسنا سأزيحها عن صدري … قد يكون لذلك أثر طيب على نفسيتي … أنها قصة حزينة … حسنا إذن ، كل القصة كانت بسبب شاب يصغرني بخمسة عشر عاما … وحتى أنه كان يبدو أصغر من سنه هذه… خجول … وأخرق نوعا ما … لطيف … ناعم … من النوع الذي تحسين حينما تضاجعينه بأنك ترتكبين … سفاح القربى! نعم سفاح القربى! حسنا ، فعلتها! ماذا فعلت ؟ سفاح القربى! نعم ضاجعت الفتى! وهل تعرفين ما هو الأسوأ في كل الموضوع؟ لم أشعر حتى بالخجل من نفسي … وحلّقت في الحقيقة إلى قمة العالم! بدأت أغني صباحا ، ظهرا ومساء … حسنا ، لم أغن في المساء… لأنني ، عادة ، أبكي في المساء … ” أنت محرومة ” كنت أرددها مع نفسي … ( صوت بوق يدوي على المسرح ) المعذرة ، لحظة … أنه صهري … ينفخ بوقه في طلبي … لا تذهبي سأعود في لحظة … ( تضع رأسها قرب باب المسرح الأيمن ) ما الأمر يا عزيزي؟ كن طيبا بعض الشيء لأنني أتجاذب أطراف الحديث مع صديقة لي … ( نفخة بوق ضارية تطغي على صوتها ) وغد ! ( للجارة ) لو أنك فقط تعرفين ماذا يقوله بذلك البوق! أقسم بأن اهشم كل عظم من عظامه مرة أخرى لو أنهم أخرجوه من الجبس! وافعل نفس الشيء مع زوجي العجوز فيما أنا منشغلة بتحطيم عظام أخيه. هل سمعت كيف يتحدث على الهاتف؟ قال أنه سيلكمني على أنفي حينما يعود إلى البيت! أنا؟ يصفعني زوجي العجوز على أنفي؟ أنا ؟ ( تعاود الكي ) يقول أنه يفعل ذلك بدافع حبه لي! ” أفعل ذلك ببساطة لأنني أعبدك “!” عليّ أن أرعاك كالطفل المدلل “، فالضرب من منطلقاته ، طريقته الفضلى في رعايتي. يرسلني إلى عالم الأموات ضربا ويريد بعدها مضاجعتي … ولا يهمه أي شيء من أمري … ما إذا كنت أرغب بذلك أم لا … فعلي أن أكون مستعدة دائما لمضاجعته … جاهزة! مثل مرشدة الكشافة! جنس فوري ! مثل النسكافيه الجاهزة ، دافئة ، معتدلة ، طائعة ، مغتسلة وخرقاء. وكل ما يهمه هو أن أكون قادرة على التنفس … أوه ، والأدهى من ذلك هو أن أطلق بعض التنهدات بين الحين والآخر كي أشعره باندماجي … حسنا ، وكي أكون منصفة حقا ، لم أكن مندمجة تماما … أو ، وهي الحقيقة، لك أكن مندمجة على الاطلاق … لم أكن أشعر بأي بشيء… ليس مع زوجي على أية حال … لا استطيع …. لا أستطيع … أن أبلغ … ( محرجة تماما ، عاجزة عن التقاط المفردة الصحيحة. الجارة تقولها لها ) نعم ، هذه هي المفردة! يالها من مفردة! يالها من مفردة! أعجز حتى عن التفوه بها! هزة الجماع! ترن في الأذن كأنها وحش مرعب … هجين بين قرد وسندويتشة … اورانجوتان
وسمور غاسبرود … بوسعي تصور العناوين الرئيسية : هزة جماع عائلة تفر من حديقة حيوانات لندن” … ” هزة جماع ملوثة بالسالمونيلا تسمم راهبة في مطعم دنماركي ” … وأنت تعرفين … حينما يقولون : ” بلغت هزة الجماع ” .. أتصور أنا مشهد عجوز مسكينة تترنح في الشارح محاولة الوثوب إلى حافلة!( تضحك ) نفس الحالة معك؟ … هـ ز ة أ ل ج م ا ع … أية مفففررردة! لماذا لم يطلقوا عليها تسمية أخرى بوجود كل هذا العالم الزاخر بالأسماء؟ ما ذا عن ” كرسي ” ؟ … يسعك حينها أن تقولي ” بلغت الكرسي ” … وهكذا لن يعرف المبتدئون ما إذا كنت تمارسين أشياء قذرة أم لا … يمكنك في الأقل ، حينما تتعبين ، أن تجلسي عليها!( تضحك متسلية تماما ) أين كنت ؟ … آسفة … كل هذا الاسترسال عن هزة الجماع جعلني افقد سلسلة حديثي … لا اشعر بأي شيء مع زوجي! لا شيء! أنظري، هكذا أتصرف معه … ( تجلس ، تبقى جالسة ، تتخشب ويداها إلى جنبيها ، ساقاها ممدودتان إلى الأمام ، كجندي في حالة استعداد ) وحينما ينتهي أقول له ” نعيما ” …كلا ، ليس بصوت مسموع لأنه قد يلكمني … مع نفسي … أقولها مع نفسي دائما ” نعيما “! أستطيع بعدها التراخي والخلود إلى النوم… لا أدري لماذا لا أشعر بأي شيء … ربما لأني أشعر بنفسي متجلدة … أشعر كأنني … ( تعجز عن ايجاد الصفة المناسبة. الجارة تقترحها عليها. تغير كامل في النبرة ) نعم، لماذا استغرقت كل هذا الوقت كي تنتقلي إلى هنا؟ اعتقد أن مفردة أخرى تحضرني الآن … ” مستعملة ” نعم أنا ” مستعملة ” كأية ماكنة حلاقة كهربائية أو مجفف شعر … لكنني ، كما ترين ، لا أتمتع بخبرة كبيرة حينما تتعلق الأمور بالجنس … لم أمارس الجنس … سوى مرتين مع زوجي وهي لا تحتسب … وأخرى حينما كنت صبية … كنت في العاشرة وهو في الثانية عشرة … مراهق! ارجو أن يكون أداؤه قد تحسن بعد البلوغ!… لم نكن نعرف أي شيء عن الموضوع! وكل ما كنا نعرفه هو أن الأطفال يولدون من مِعَدِنا … كلا لم أشعر بشيء … لاشيء عدا عن ألم فظيع هنا ( تشير إلى سرتها ). نعم هنا في سرتي. حسنا ، ها أنت ترين … كنا نعتقد أنها تُفعل هناك… كان ينخس بسيخه نحوي … ينخس وينخس! أصبت بالتهاب السرة لفترة طويلة لا يعلم سوى الله كم امتدت… ( تضحك ) ظنت أمي أني التقطت عدوى جدري الدجاج ثانية! لم أحدث زوجي بقصة السرة أبدا … لا، طبعا… لكان أختلق حولها موضوعا لشجار بعد عشر سنين : ” أخرسي ، ما وراء قصة السرة هذه… خبيثة!!”. كلا ، كلا … لم أتفوه بشيء عن ذلك. أخبرت القس … أثناء اعترافي … فطلب مني أن لا أعيد الكرة … بلغت بعدها … كلا ، لم أحظ بتجربة جنسية أخرى …. حسنا … لم أنل وطري أو أي شيء يذكر من قصة السرة… كبرت بعدها … خطبت … وشرحت لي صديقاتي كل شيء… وفي ليلة العرس … خرجت عن طوري … كنت أغني بأعلى صوتي …. كلا … كلا ليس بأعلى صوتي … وإنما مع نفسي … أنا أفعل كل شيء مع نفسي … كنت اغني مع نفسي … ” حب في الهواء ” …. أوه ، ” حب في الهواء ” ( تغير كامل في النبرة. خائبة ) لا … الحقيقة أن زوجي ” كان في الهواء ” … كانت الليلة الأولى مفزعة … لا شك أنك تمزحين … أهذا كل شيء؟ كنت أقول لنفسي … أوه ، الليلة الأولى كانت مفزعة كما هي الحال مع الليلة المائة … اكتشفت ؟ اكتشفت؟ ومنْ كنت سأسأل؟ بدأت بعدها بقراءة المجلات النسائية فتوصلت إلى شيء ما !( في غاية الاعتداد بالنفس ) اكتشفت أن لنا ، نحن النساء، مناطق حساسة جنسيا! اقصد اكثر مناطق الجسم حسية حين يلمسها الرجل!( خائبة الظن ) أه ، أنت تعرفين هذا سلفا! أنت تعرفين الكثير من الأشياء، أليس كذلك؟ ياللسماء، لن تصدقي أبدا غزارة المناطق الحساسة جنسيا فينا! عرضوا في هذه المجلة صورة امرأة
عارية مفصخة في أربع قطع … تعرفين، مثل بوسترات البقرة المقطعة الأوصال التي يعلقها القصابون … كالخريطة … عُلِّمت عليها كافة المناطق الحساسة باكثر الألوان إثارة… حسب شدة الحساسية … وهكذا لُوّن الورك بالقرمزي الفاتح! والجزء الواقع خلف عنقك ، الذي يسميه القصاب ” لحمة الصياد ” بالإرجواني … وشرائح الخاصرة ( تغير كامل في النبرة . تقلد صوت قصاب ) هل لاحظت كم بعنا من هذه الخواصر الطرية يا سيدتي؟ أه، نعم … ( تعود إلى نبرتها الطبيعية ) عفوا … وشرائح لحم الخاصرة بالبرتقالي المحمّر ، ثم يأتي الكفل … أها ، لحم يملأ الكف أخيرا! الكفل ! أفخر الأنواع! خاص جدا! كفل لا يقل جودة عن العانة ، وإذا عرف الرجل كيف يثيره فعلا فستأتيك القشعريرة الجنسية كما لو أنها صادرة عن العانة … حينها، تكفي لتفجيرك كحبات البوب كورن. وحينما تصعد الدغدغة من ” شريحة ضلع البقر ” فعضلة السارتوريوس هي المحرك ، اما إذا صعدت من الاتجاه المعاكس فعضلة ” التاج المشوية ” هي المسؤولة. مع زوجي، لا كفل لا عانة لا شرائح خاصرة لا لحمة التاج المشوية ولا هم يحزنون. لا شيء. لم أشعر بشيء معه على الاطلاق. لكن دواعي القلق التي تناهبتني خفت حدتها في النهاية لأنني ظننت أن كل النساء يشعرن مثلي…. إلى أن التقيت … بالشاب. حسنا، حدث ذلك كالآتي : كانت ابنتي الكبيرة قد نضجت ولم يكن لدي ما يشغلني فقلت لزوجي ” اسمع! وظيفتي كربة بيت تصيبني بالغثيان! أريد أن أفعل شيئا يمرن دماغي قليلا! أن أتعلم لغة أخرى كمثل! ماذا عن الايطالية؟ ربما تكون ذات نفع إذا ما ذهبت يوما إلى ايطاليا لأن الناس هناك لا يكفون عن اللغو”. قال ” عظيم “، ثم جاء يوما إلى البيت بصحبة هذا الفتى الجامعي الضاري. عمره 26 سنة ويتحدث الايطالية بطلاقة. مضينا في الدرس ثلاثة أسابيع حينما طرقت ذهني بغتة فكرة أن هذا الشاب المتوهج غارق حد التهور في غرامي!… وكيف عرفت؟ كان ، إذا سمَّعت فعلا … أو لوحت بذراعي باحثة عن الفعل ومست يدي يده صدفة، يرتجف بكل جسده … ثم يتلعثم بالايطالية إلى حد لم يكن بوسعي معها أن أفهم كلمة مما يقول! حسنا ، لم أكن أعرف أي شيء عن العواطف، وكل ما كنت أعرفه هو كيف ينبش صهري تحت تنورتي، وكيف ينخر خنزير التلفون عبر السماعة وكيف ينخس زوجي العجوز في أحشائي ليلة بعد ليلة، بدأت أشعر بأول مفرقعات الحب تتفجر في معدتي : هووش … هووش … وكأنه اعتلال عصبي في المعدة. قلت لنفسي ” أنت على شفا هاوية الخطيئة يا بنيتي”. فتوقفت عن أخذ دروس الايطالية. كان وقع ذلك على الشاب ثقيلا فدأب على انتظاري عند مدخل المبنى كلما ذهبت صباحا للتسوق … بالغ الشحوب … حزين بمعطفه الأبيض… ما كان أجمله بهذا الشحوب … كان يبدو مثل يول براينر الشاب. أتطلع إلى عينه الزرقاء ( الجارة تسأل) كلا … كلا.. لديه عينان … لكن هذه هي طريقتي في الحديث … عينه الزرقاء … قلت له بصوت خافت : إمض! لست المرأة المناسبة لك! إمض! أنا في سن والدتك!… اذهب وابحث عن فتاة في سنك!( تصرخ ) إمض! … وهذا ما أشعل ألسنة الغضب في قلبه … وفعل بعدها شيئا لن أنساه … كنت ذاهبة للتبضع كما هي الحال كل يوم … فلم يكن عند المدخل! شعرت بتأنيب ضمير ثم قلت لنفسي: لا بأس .. لا شيء مهم … ساعتاد على ذلك …. ذهبت إلى الساحة في أسفل الحي فالتقطت عيناي شيئا … كانت جدران المبان مغطاة بالكتابة … حروف هائلة … بدهان أحمر … تقول ” أحب شارون ” … شارون هو اسمي … وفي الحقيقة انه كتب تياموTiamo ، كتبها بالايطالية كما ترين خشية أن يفهمها أحد! هرعت عائدة إلى البيت … ” لا بد أن أنسى “! … وبدأت أنسى بالتدريج! وكي اعين نفسي على النسيان لجأت إلى زجاجة الكحول! كامباري! مر
…يا للسماء! ما اكثر مرارة الكامباري! لماذا يحضرونه بهذه المرارة؟ كنت أتجرعه بصعوبة كدواء السعال … وحينما كنت بمفردي مرة … تتناهبني الأفكار المرة والثمالة دق جرس الباب. من كان الطارق ؟ أم الولد ! ياللحرج ، قالت لي ” أرجوك لا تسيئي الظن بي ، لكنني يائسة! أبني يموت بحبك!… لا يأكل … لا ينام ولا يشرب! ولا بد أن تنقذيه … بامكانك في الأقل أن تعوديه” … وما ذا كان علي أن أفعل؟ أنا أم ايضا! وهكذا ذهبت … كان يرقد في الفراش شاحبا ، حزينا دون معطفه المطري … انفجر بالبكاء لحظة شاهدني … فانفجرت بدوري باكية … ثم انفجرت امه بالبكاء أيضا.. خرجت أمه بعدها وتركتنا بمفردنا ( محرجة تماما ) عانقني فعانقته … قبلني فقبلته ثم ” قف “! وهذا صدمه جدا ” أريد أن اتحدث معك! … لا يخجلني أن أعرف بأني أودك كثيرا ! … أو في الحقيقة اني احبك ( صوتها يرتفع ويرتفع ) أحبك ! أحبك ! أحببببك !!! … أوه. كنت أرفع عقيرتي بالصياح … بسبب الكامباري طبعا … ( مستمرة بالصراخ ) أحبببببك!! أحبببببك !!! ( بنبرة أخرى ) أخبروني لاحقا اني كنت أزعق بقوة جعلت الناس يطلون برؤوسهم من نوافذ الشقق المجاورة كي يستجلوا الأمر !!! … ” من وقع في حب من؟ ” … ” هل وقع أحد سكان الطابق الرابع بالحب ؟ ” … ” كلا ، ليس في شقتي ، لم أقع في غرام أحد “! حمدا لله إذ لم يتعرف أحد على شخصيتي … ( تعاود الصراخ ) أحببببك … لكني لا استطيع النوم معك ، عندي طفلين وزوج وصهر! قفز من السرير عاريا تماما! يا للسماء، كما أنجبته أمه ! سحب سكينا ، وضعها على حنجرته وقال : إذا لم تضاجعيني سأقتل نفسي! ( أكثر حرجا من المرة السابقة ) حسنا ، لست قاتلة ، أليس كذلك ؟ لن أضحي بحياة هذا الفتى ارضاء لأنانيتي؟ لم استطع أن أفعل ذلك! مزقت ملابسي عني و … ( تغير كامل في النبرة ، بحلاوة ) أوه ، كان رائعا ! قبلات …. عناق! كان يجب أن تكوني هناك! كل هذه القبلات … وكل هذا العناق! بارك الله تلك السكين! وهكذا عرفت الحب أخيرا … فالحب هو ليست تلك اللعبة السقيمة التي أمارسها مع زوجي … أنا تحت وهو فوق … بوم … بوم … مثل مدق الركائز. الحب نعومة … لذة … لذة ممتعة. وذهبت اليه في اليوم الثاني وفي اليوم الذي تلاه واليوم الذي تلى اليوم الأخير … ويوم بعد يوم … حسنا ، توعك ، وعلى أية حال … ألم يكن ذلك ذنبه؟ وحينما كنت أعود إلى الشقة أجدني كالمصعوقة … ماذا تعنين بـ ” لماذا “؟ لأني ولدت من جديد بعد كل هذا العمر … واكتشفت شيئا كنت أعتقد أنه يحدث في السينما فقط! … وحينما لاحظني العجوز وأنا بهذا الدوار ظن أني أدمنت الشرب فقفل على الكامباري! ثم بدأت الشكوك تساوره وقرر ملاحقتي … كنت في غرفة نوم الفتى يوما … كنت أقف هناك عارية … ويقف هو عاريا … وكنا نتبادل الترحاب للتو … ” كيف حالك اليوم “؟ ” رائع، شكرا، ماذا عنك ؟ “… حينما انفجر الباب كاشفا عن زوجي يقف بكامل ملابسه! تلعثمت في الكلام ، ثم قلت ” أوه ، هلو … هذا أنت أليس كذلك ؟”. هذا شيء لا يحدث معك كل يوم من أيام الاسبوع، أليس كذلك؟ أن تقفي هناك عارية تماما أمام رجل عار تماما ويقف زوجك بمعطفه الثقيل بينكما! وددت لو أني لم أفتح فمي! ” نعم … أنا !!! أيتها القروية!!” … دعاني بالقروية …. لا اعتقد أنها الكلمة المناسبة على أية حال ، لكنه بدأ بعدها يصرخ كالمجنون … محاولا خنق الفتى … وخنقي في ذات الوقت …. لكن زوجي لا يملك اكثر من ذراعين لحسن الحظ ولم يفلح ، مهما سلط من ضغط ، في اتمام فعلته … قررت أن اساعده …. فصرت اضغط بحنجرتي على حنجرة الشاب وأوقف أنفاسي … أحكمت سد فمي … يا الهي! أردت أن أموت! ثم بدأ أنفي يتنفس لوحده بغتة … فأنفي كان يتصرف بمفرده! هرعت أمه داخلة، ثم اخته ، تتبعها جدته … وكنت أقف عارية تماما هناك كما
خلقتني أمي وأنفي يتنفس رغم أنفي … على هواه … اندفعت إلى الحمام وأغلقت الباب خلفي … انتزعت موسى الحلاقة وصرت أحز وأحز … أحز كل شريان تصله يدي … ثم صرت أبحث عنها …. هذا شريان آخر … وأحز! هذا واحد آخر … وأحز! … كانت مجزرة دموية … لم أعرف أن فينا كل هذه الشرايين … كنت أقطعها طوليا أيضا كي أموت اسرع! لكن زوجي كان يريد قتلي بيده فكسر الباب بكتفه … وحينما رآني جالسة هناك مخضبة بالدماء… القانية … وكانت حمراء قانية بالفعل قال لي :” لن أقتلك بعد الآن …. سيآخذك إلى المستشفى! … لفني بغطاء سرير … لطيف منه؟ كلا ، لم يود تلويث سيارته …. وأخذني إلى المستشفى … بعدها غفر لي … وصار يعاملني بلطف وود لكنه صار يغلق علي باب الشقة منذ ذلك الحين…. سجن انفرادي … أعرف أن ذلك غير قانوني … استدعي الشرطة؟ ماذا دهاك ؟ لدي اعتراض على تبليغ الشرطة؟ لدي معارف في الشرطة أو ما شابه ذلك؟ لو استدعيت الشرطة لكانت قصتي مع الشاب قد انتشرت بالتأكيد … ولا مفر حينها من الانفصال رسميا … ولكان زوجي قد انتزع حق رعاية الأطفال تاركا لي أخاه ويده السواحة!!! كلا كلا … أنظري ، أنا … ( يرن الهاتف ، ترفع السماعة ) هلو …. ( بصوت خافت. منفعلة تماما ) حبيبي … لماذا تهاتفني؟( تصرخ بالجارة ) أنه الفتى ( النبرة الحميمة ذاتها ) أرجوك أن لا تهاتفني بعد الآن! كيف استطيع أن أراك وهو يغلق عليّ؟ تقتحم البيت ؟ كيف ؟ لا تتجرأ على عمل من هذا النوع!!هلو … هلو … ( للجارة ) قطع المكالمة! جن! فقد صوابه! يقول أنه سيحوم حول البيت ثم يقتحم الباب بمسمار أعوج! أعرف أنه لن ينجح ! ولكن كيف تعتقدين أن الأمور ستدور حينما يمر أحد الجيران ويراه وهو يولج مسماره الأعوج في ثقب الباب ! ( طرقات على الباب ) هذا هو بحق السماء! ما هذه السرعة ! ( تذهب إلى الباب الأمامي فزعة ) أمض!!! سيأتي زوجي في أية لحظة … ( تغير في النبرة ) من أنت؟ … مال؟ أي مال؟ ( إلى الجارة). هذه كارثة! … أنه الدائن … ويقول أنه جاء لاستحصال دينه! ( نحو الباب ) لا لأحد في البيت … نعم؟ أعرف أنني في البيت، لكني الخادمة! … زوج؟ من تحدث عن زوج؟ أوه، هل فعلت؟ حسنا، زوجي هو الطباخ، لكن السيد والسيدة ليسا في البيت … ذهبا في رحلة … بالسيارة … أنظر … لدي تعليمات تقضي بعدم فتح الباب والتحدث مع أي إنسان ، وعدم إيقاف الستيريو أو المذياع … وعلى أية حال فأنا عاجزة عن فتح الباب، وإن أردت ذلك ، لأن المفتاح ليس معي … ( مع نفسها ، على جنب ) يا للجحيم ، ماذا قلت … ( للدائن ) كلا المفتاح ليس معي … حبسوني … تعتقد السيدة اني أسرق بعض الحاجيات … ولذلك … كلا … كلا ، لا تقلق …. لن أهلك جوعا … فالمخزن مليء بالطعام …. الشرطة؟ لماذا تريد استدعاء الشرطة؟ ( لنفسها ) ربما أنه يمت بصلة قرابة للمرأة عبر الشارع! ( للدائن ) هلو … هي! ( تتجه إلى النافذة ) ذهب! ذهب لاستدعاء الشرطة … اعتقد أنه يكذب … قال ذلك ليفزعني ( مزيد من الطرقات على الباب الخارجي ) شخص آخر يطرق الباب! … من عساه يكون في هذا الوقت؟ الدائن ، الشرطة أو ربما الفتى المجنون؟ لن أجب! ربما يكون الطارق …( طرقات أعلى ) … أتراهنين انهم الشرطة؟ ( تبلغ سماعنا صيحات شارون … شارون ) … زوجي! ( تذهب إلى الباب ) براين ! لماذا تطرق بهذه الصورة؟ أعرف أن الجرس خربان ، لكن المفتاح معك … لماذا لا تقتح الباب؟ … ضيعت المفتاح؟ يا للمسيح. ما ذا سيحدث لي الآن ! سأموت جوعا محاصرة بالجدران مثل الكونت دي مونت كريستو … مسورة بالجدران إلى الأبد أنا والطفل واليد السواحة … وأية طريقة للموت ! يا إلهي ، أية طريقة للموت ! ( لزوجها ) اسمع ، صديقك كان هنا … نعم الدائن … وذهب ليستدعي الشرطة
… كلا لم يتحدث معي … لست بلهاء تماما …. تحدث مع الخادمة … أية خادمة؟ ليست لدينا خدامة؟ لدينا خدامة بالطبع! خدامة ، ممرضة ، جليسة أطفال ، وصيفة … تفعل كل شيء … تغسل كل شيء … مركوبة من فوق … مركوبة من تحت ! لست متهسترة! … لم أجن … أنا … منفعلة … الشرطة في طريقهم إلى هنا وهذا قد يضع خاتمة لوضعنا … تماما… أن يضع خاتمة لقصتنا مرة واحد وإلى الأبد … نعم أغرب عن وجهي … ولا ترجع بعد الآن … إلى الأبد! أيها … ( تبحث مع نفسها عن اسم بذيء لزوجها ) … الرطّان …( تدرك ما قالته. تموت خزيا. للجارة ) حينما استرجع ببالي كل الكلمات القذرة التي أعرفها ثم أختار كلمة ” الرطان ” لانبزه بها … وهو ضليع في القراءة … أكون قد خدعت نفسي تماما! لكني رددت له الصاع صاعين وعالجته بما يستحق ، أليس كذلك ؟ ( بكاء صادر عن الطفل. مفزوعة ) يا إلهي ، ماذا أفعل؟ لم يسبق أن استيقظ في وقت مثل هذا … منذ ولادته! ( تهرع إلى باب المسرح الواقع على اليمين ) ما ذا تفعل في غرفة النوم بحق الجحيم؟ … أيها البهيمة الجائفة … أيقظت الطفل عمدا كي تستدرجني إلى هنا … ما ذا تنوي الآن؟ … انصرف أرجوك! كف عن جرّي بهذه الصورة! دعني لحالي! ( الطفل يبكي ) شش … شش يا حلوي الصغير ( الهاتف يرن ) وغد، مزقت مبذلي ! … جاءني للتو من ليتلوود … أنا قادمة …. اللعنة … سأعرف كيف أعاملك حين يعود أخوك! انتظر وسترى !… هذا لو أنه رجع! ( تذهب لترد على الهاتف ) هلو … ( تستشيط غضبا ) … اسمع، هذا يكفي وزائد عن اللزوم … أذا لم تكف عن التغوط بهذه السفاهات فسأفقد في يوم ما ، من هذه الأيام الرائعة ، رشدي …. وأرسل لك …. قنبلة عبر الهاتف! وأنسف لثتيك! وغد! عليك أن تخجل من نفسك! أنا أم! فكر فقط لو أن عجوزا سافلا يرهق أمك الشمطاء بمثل هذه المكالمات ! تجلس بهدوء قرب النار تحيك بصنارتها فينبري خنزير نتن ليقيء عليها قذاراته كما تفعل معي … كيف تتقبل فكرة أن يتعامل أحدهم مع أمك بهذه الصورة؟ أها ، أخيرا افحمه ذلك وعثرت أخيرا على ما يدغدغ مشاعر الحشمة فيه ( فترة صمت ، تعيد سماعة الهاتف ) يقول أنه لقيط ! خنزير ! قذر ! ( تصرخ شاتمة باتجاه الهاتف ) خنزير! وغد ! قذر ! ( للجارة ) أنظري ماذا فعل صهري معي … ايقظ الطفل عمدا … هلو ( تنادي ) أوه ، ذهبت … ( تنظر إلى الأعلى ) أه ، عاد المستمني رغم كل شيء ( ترفع صوتها متحدثة إلى الباب ) صغيري الحلو … ( تلتقط البندقية ) ماما ستعلمك كيف تقتل مستمنيا … ( طرقات على الباب ) لا تتحرك قيد أنملة … سأعود وأقتلك خلال دقيقتين … ( تذهب إلى الباب ) من هناك ؟ انصرف من هنا اكراما لله … سيعود زوجي في أية لحظة وسيأتي أحدهم برجال الشرطة طلبا لماله … ( شيء يعبث بقفل الباب ) لا تمس قفلي بمسمارك الأعوج هذا ! لن تفلح في الدخول على أية حال لأني سأشد السلسلة من الداخل ( تفعل ذلك ) النجدة! ( تركض إلى المنضدة ) هلو … يو هو … حمدا لله أنك عدت ! أنه الفتى المجنون … نجح في فتح الباب! كلا لن يفلح في الدخول لأنني شددت سلسلة الأمان من الداخل … نعم سأخبره الآن!( تذهب إلى الباب . تتخشب كالجثة على مشهد يد الفتنى وهي تتسكع عبر شق الباب ) أخرج يدك من بيتي بحق الجحيم! … ( توميء اليد بضرورة الاقتراب من الباب ) ماذا تريد ؟ … تصافح يدي ؟ لماذا يعجز عقلك المتحجر عن ادراك أن زوجي قد يحضر في أية لحظة ؟( يصر ) يا إلهي ، أنت لا تتورع عن أي شيء ، أليس كذلك ؟ حسنا ، ولكن استعجل! … ( تمنحه يدها. يحاول الفتى سحبها إليه ) لماذا تسحبني ؟ لأن أنسل عبر هذا الشق!…. ( الطفل يصرخ ) اتركني ، الطفل يصرخ وعلي أن اطعمه … انصرف الآن! … ( تحرر نفسها من قبضة الفتى وتتجه إلى المطبخ ) واغلق الباب
خلفك بمسمارك الأعوج! … أو ، وهو الأحسن ، أن تتركه عند البواب لأن زوجي ضيع مفتاحه ( إلى الطفل ) سأحضر لك طعامك في الحال يا حلوي ( تلاحظ وهي في الطريق إلى المطبخ أن يد الفتى لم تغادر مكانها. تلتقط ملعقة بلاستيكية كبيرة ) انصرف في الحال!! … أنظر …. نفذ صبري تماما … وإذا لم تراع وضعي فسأجعلك تندم حقا على ذلك ! ( مهددة ) انتبه سأضربك بالملعقة!! سأقطع كافة أصابعك … لا تصدقني؟ ( تذهب إلى الفتى وتسوط كفه بضربة قوية من الملعقة. يصرخ. تتطلق مروعة إلى النافذة ) طعنته بالملعقة !!! ما ذا أفعل!؟ أعقمها ؟ نعم ، بالطبع ، معك حق ، علي أن أعقم الجرح من الجراثيم! نعم لدي شيء منه … زوجي يجهزني بكل شيء عادة … ( تتناول السبيرتو الطبي من على الصينية وتهرع إلى الفتى ) لا تتحرك … كلا ، لن يؤلم … فهو سبيرتو خاص بالأطفال …. حبيبي … حبيبي … ماذا فعلت بك! أنا مجرمة ! اعذرني ! والآن انصرف! … قبلة ؟ من الشفتين ؟ … كلا ، لن أمنحك إي شيء على الشفتين ! كلا ، آسفة ، لن أرفع السلسلة ! لكني لا استطيع تمرير رأسي عبر الشق! اذني؟ إلهي … أنت لا تستسلم أبدا ، أليس كذلك؟ ( تضع رأسها في شق الباب ) دعني الآن ! … دعني … ياللجحيم انحشر رأسي في الباب ! اضغط! اضغط! ليس بشفتيك أيها الأهبل! وانما بيدك! ( تخلص رأسها من الباب بصعوبة كبيرة ) أوه، هذا مؤلم! ( تتراجع خطوتين عن الباب. يطرق الفتى الباب بهياج ظاهر ) يكفي هذا الآن … ليس وقتا مناسبا لموسيقى الجاز ( يحاول الفتى سحب يده من شق الباب مرارا لكنه يفشل ) انصرف ! ما الذي تضمره الآن؟ أوه … ياللجحيم … ( تهرع إلى النافذة ) يا إلهي ، انحشرت يده في الباب! وسيبقى هناك مدى الحياة! وسيقع عليهم أن يسلموه تقاعده هنا على عتبة داري! … سيذبحني زوجي … ماذا أفعل؟ … آه ، نعم بالماء والصابون كما نفعل مع الخواتم … ( تواجه نافذة المتلصص ) لوطي … ( للجارة ) ساستخدم الماء الساخن فهو أفضل ( ترفع السلطانية الموجودة على المنضدة وتخاطب المتلصص بسخط ) أيها السحاقي المسترجل !!! ( تنطلق إلى المطبخ مهتاجة) حسنا إذن … تلويحة بالسلاح للمستمني … ماء للجريح … عصيدة للطفل ( نفخة بوق من الصهر ) وشيء من الإحساس للمتحسس …. ( يرن الهاتف ) … ومكالمة من خنوص التلفون المتخنزر! ( تذهب إلى الهاتف ) مرحبا ، خنزير !( تغير في النبرة ، تظن أنه زوجها ) هي … ماذا؟ من أنت ؟ … آسفة ظننتك زوجي … كلا زوجي ليس هنا … اذا كنت تود اخباري… نعم … نعم … ( تضحك مع نفسها ) تريد أن تعرف ما هو رأيي؟ امنياتي الحارة … وأرجو أن يكون كل أبنائها من الصبيان! معذرة ، ولكني اعتقد أنك أخطأت بالرقم … نعم يعيش هنا رجل ، وهو بالصدفة زوجي ، وأنا الشخص الوحيد القادر على الحبل في هذا المنزل … لا؟ حبّل ابنتك أيضا ؟ كلا، لم يخبرني عن ذلك؟ … الخنزير! ما عمر ابنتك؟ ستة عشر ؟ أسمع ، لو أنك سألتني رأيي لقلت لك : أفضل أن تقفل على ابنتك ذات الستة عشر ربيعا في المنزل بدلا من تركها تتسكع في الشوارع وتحبل من زوج امرأة اخرى … زوجي يقفل علي هنا … انظر كم تقدمت في العمر ويقفل عليّ الباب رغم ذلك … نذل! ( تعيد السماعة. للجارة ) نعتني بالبغي! زوجي حبل ابنته وهو ينعتني أنا بالبغي! ( يحاول الفتى جلب انتباه المرأة عن طريق النقر على الباب ) دعني وشأني! أنا أعيش مأساة عائلية! و زوجي حبّال! ( تذهب إلى المطبخ وتعود حاملة السلطانية في يد وطبق طعام الطفل في اليد الأخرى ) أنا قادمة … أنا قادمة … ياللجحيم! هذا الطعام يسمط من حرارته ( تذهب إلى غرفة النوم ) ها قد أتيت … ها أنا يا حبيبي … لا تحرك ساكنا أيها القميء … كف عن التشبث بي … احذر فالطعام يغلي بحرارته ( نسمع صوت صرخة صادرة عن الصهر ) يا للجحيم! لن تحزري
أبدا ماذا فعلت يا حبيبتي… سكبت عصيدة الطفل الغليانة في عينيه … كلا ليس على الطفل … على صهري! ماذا سأفعل؟ ( تذهب إلى غرفة النوم وتحضر الصهر معها. وهو عبارة عن دمية جالسة على كرسي المقعدين ومغلفة تماما بالضمادات. إلى الجارة ) جيرمولين؟ …. نعم سأضع شيئا من الجيرمولين عليهما … نعم … نعم … لدي جيرمولين بالطبع … فزوجي يجهزني دائما بكل شيء( إلى الفتى الذي بدأ يطرق الباب من جديد ) دعني وشأني! سلقت صهري توا! ( تتناول علبة الدهان من على الصينية وتذهب إلى كرسي المقعدين ) ها أنا … أوه … هل يحرق يا عزيزي؟ لم تكف عن فعل ذلك رغم تحذيري لك بأني أحمل طعام الطفل … ولم تكف عن العبث بهذه اليد! ( يفلح الصهر على نحو ما باقتناصها وضمها إليه ) ارتكني! اتركني !( تحاول عبثا تحرير نفسها بالقوة. تغلي غضبا ) سأصب الماء الحار عليك!( الصهر يحررها ) آه، انخفضت همّة عضو العائلى أخيرا!( تهرع بالسلطانية إلى الفتى ) اسرع! ضع يدك في السلطانية … كلا ، كلا .. انه لا يغلي … قلت ذلك فقط كي أرعب صهري ( يضع الفتى يده في السلطانية. يصرخ ويسحب يده في الحال ) أوه … كان يغلي ! على أية حال استرجعت يدك! … والآن انصرف! سلقت يدك ؟ لا بأس ضع عليها شيئا من هذا المرهم! ( تمرر علبة الدهان إليه من شق الباب. نستنتج بأن الفتى القى القبض على يدها محاولا الاستمناء بها . تفشل في تحرير يدها فيتملكها السخط) ماذا تبغي ؟ دعك عني .. هل جننت … دعني وشأني! لو شاهدنا أحد على هذه الحال فسينقلوننا إلى مركز الشرطة … مع الباب … وكل شيء! اتركني! أية أعصاب جهنمية تملكها؟ اظهر شيئا من الاحترام أرجوك … وإذا لم تتوقف سأجعلك تأسف على … ستأسف فعلا … صدقني! حسنا، سأبرهن لك ذلك ( تؤدي حركات توحي بأنها تسحبه بقوة إليها ثم تصفق الباب. صرخة ألم من الفتى الذي ينطلق هاربا . تعيش المرأة بعدها حالة يأس، تحرر الباب من السلسلة وتفتحه على مصراعيه ، تعود حزينة إلى المنضدة وتخاطب الجارة ) عاقبته! … حسنا ، لأنه خذلني بدوره … ظننت أنه الحب … لكنه لم يكن ذلك … فهو خنزير كالبقية ( يائسة تماما ) لا يمكنني أن اتحمل أكثر ( تسمع صراخ الطفل ) لا استطيع ، بالفعل ، أن أتحمل المزيد … طفلي … يجب أن أذهب وأعتني بصغيري .. فهو الكائن الوحيد الذي أحب عن حق ( تبدي حركة باتجاه غرفة النوم ، لكن رنين الهاتف يوقفها. يعزف خلال ذلك بوق الصهر ) اخرس! اخرس! أيها النذل! كف عن هذا بحق الجحيم !!! ( صراخ طفل ، رنين تلفون، وزعيق بوق . تتوالى وترتفع هذه الأصوات بانسجام. تفقد السيطرة على نفسها ) هذا كل شيء … هذا يكفي ! ( تلتقط البندقية وتصوبها إلى حنجرتها ) سأقتل نفسي! سأقتل نفسي !( صمت تام لبعض ثوان. الجارة تتحدث معها . المرأة تصيخ السمع بانتباه ) نعم … نعم ( تغالب دموعها بصعوبة ) نعم … ( تضع البندقية على المنضدة ) بماذا كنت أفكر؟ يا إلهي! … شكرا يا حبيبتي … حمدا لله أنك صرت تقيمين في الشقة المقابلة … نعم … نعم … سأفعل ذلك في الحال! هذه نصيحة سديدة منك! ( نفخة بوق من الصهر ) نعم ، أيها المقوقيء ، أنا قادمة … طواعية بين يديك! هيا ( نفخة بوق فرحة ) هيا، إذن ( تدفع الكرسي نحو المدخل الرئيسي ) دعني آخذك في نزهة جنسية صغيرة! ( تدفعه بقوة عبر الباب. قرقعة هائلة تليها دفقات متناغمة من القرقعات ونفخات البوق ) احذر الباب الزجاجي! ( صوت تكسر زجاج ) خرّ الأول صريعا!( يعلو صراخ الطفل . تتجه المرأة في البداية إلى غرفة النوم ثم تتوقف في منتصف المسرح وترمق المتلصص. تبتسم له بوهن، تحييه ، تتحرك أمامه على نحو مثير جنسيا ولكن ببطء باتجاه المنضدة. تلتقط البندقية بغتة وتطلق عليه النار ) المستمني ما عاد يستمني ! خر الثاني
صريعا!! ( تتوجه نحو ابنها ، لكن رنين الهاتف يوقفها. تجيب بصوت كأنه العاصفة ) هللو !! ( تغير في النبرة ) براين!! ( بشيء من الحلاوة ) نعم ، أنا في أفضل حال … نعم نعم… كل شيء رائق جدا هنا … نعم ، لك أن تأتي … أنا بانتظارك! ( تضع السماعة. للجارة ) كلا ، حبيبتي لا تقلقي … أنا هادئة … أنا هادئة جدا …. ( تستند إلى المنضدة وتصوب البندقية نحو الباب ) أنا في الانتظار … وهادئة جدا. ظلام موسيقى